[عزف موسيقي]
سرطانات الدماغ والجهاز العصبي المركزي: رعاية مخصصة لحالة كل مريض
جان سي بوكنر، دكتور في الطب، علم الأورام الطبي، مايو كلينك: أورام الجهاز العصبي المركزي من الحالات النادرة بصفة عامة. وهو يصيب كلاً من الدماغ والحبل النخاعي.
فريدريك بي ماير، دكتور في الطب، جراحة الأعصاب، مايو كلينك: يوجد 120 نوعًا من أورام الدماغ تصيب البالغين والأطفال. لعل لدينا أكبر أقسام الجراحة العصبية في أمريكا الشمالية، ما يعني أننا نتمتع بخبرة هائلة وعميقة في التعامل مع الأورام شديدة التعقيد.
دكتور بوكنر: وعلى الرغم من أن هذه الحالات قد تكون نادرة الحدوث، فهي ليست بذات الندرة في مايو كلينك. فقد اعتاد فريقنا المتخصص على التعامل مع هذه الأنواع النادرة من الأورام على الدوام.
دكتور ماير: لدينا فريق من اختصاصيي أشعة الأعصاب، الذين طوروا أحدث تقنيات وبرامج التصوير بالرنين المغناطيسي لمساعدتنا في تشخيص أورام الدماغ. كما طورنا في مايو كلينك مجموعة من التقنيات الفريدة التي تتصدر المجال الطبي في البلاد. ومن هذه التقنيات تنظير الطيف بالرنين المغناطيسي وتصوير التروية بالرنين المغناطيسي وتصوير الانتشار بالرنين المغناطيسي، وهي تقنيات متعددة الأبعاد تتيح لنا فحص مشكلة المريض.
سمير آر كيول، دكتور في الطب، علاج الأورام الإشعاعي، مايو كلينك: التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني هو أداة شديدة الفعالية في العناية بمرضى السرطان. تختلف القيم باختلاف النظائر، ولكن إذا كان العمر النصفي للنظائر قصيرًا، فلن تتمكن من حقنها في المريض إلا إذا كان لديك جهاز سيكلوترون في الموقع. ونحن لدينا جهاز سيكلوترون في مواقعنا.
دكتور بوكنر: من مشكلات التصوير الطبي وأورام الدماغ تفسير هذا التصوير. نتبع في مايو كلينك طريقة أكثر شمولية لأخذ صور الأشعة الطبية واستخلاص أكبر قدر ممكن من المعلومات منها حتى نعرف إذا ما كانت تشير إلى ورم متكرر أم ورم متقدم أم إذا كانت، من الناحية الأخرى، صورة خادعة لورم صغير الحجم بينما يكون في الحقيقة مجرد أثر زائف ناتج عن العلاجات.
دكتور ماير: من التقنيات التي طورناها في مايو كلينك إجراء جراحة الدماغ أثناء اليقظة وتخطيط شديد التعقيد لسطح الدماغ في مسارات المادة البيضاء النازلة لمحاولة الحفاظ على الوظيفة العصبية. ومن المهم تذكر أنه كلما اقترب الورم أو البؤرة الصرعية من أنسجة الدماغ الوظيفية، ارتفعت درجة خطورة الورم. لذلك عندما يكون الخطر وشيكًا وعندما نقترب من هذه التشريحات، نجري التخطيط أثناء اليقظة حتى لا يتعرض المريض للضرر.
ألفريدو كينونيس-هينوجوزا، دكتور في الطب، جراحة الأعصاب، مايو كلينك: يُعد توجيه تصوير الأشعة أثناء إجراء جراحة طفيفة التوغل على الدماغ ضروريًا ليس فقط لفهم تشريح الدماغ، ولكن أيضًا لنتمكن من التنقل في الدماغ أثناء الجراحة والوصول إلى المناطق الدقيقة المعقدة التي تتضمن الوظائف شديدة الأهمية. والكثير من هذه البرامج الجديدة، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، يعطينا فكرة مسبقة عن موضع المناطق الخطيرة في الدماغ. لذلك عندما تجري جراحة لاستئصال الورم، مثلاً، ستكون لديك فكرة عن المناطق التي يجب أن تعالجها والمناطق التي يجب ألا تمسها. والمناطق التي يجب ألا تمسها هي على الأرجح المناطق التي يجب أن تتركها كما هي حتى يحصل المريض على نتيجة أفضل على المدى البعيد.
دكتور ماير: في أنواع معينة من أورام الدماغ، خاصة تلك التي تصيب قاعدة الجمجمة، يجب حماية تراكيب معينة مثل الأعصاب المسؤولة عن الرؤية أو التحدث وغيرها. فعلى سبيل المثال، يتيح استخدام جهاز سكين غاما توجيه الإشعاع نحو كتلة الورم، ولكنه يحمي أنسجة الدماغ المحيطة.
دكتور كيول: ما يهم هنا هو ما يحيط بالمنطقة المستهدفة. وهذا ما تتميز به حزمة البروتونات. فحزمة البروتونات لا تسبب تلفًا للأنسجة الطبيعية السليمة، بما في ذلك أنسجة الدماغ، بنسبة تتراوح بين 70% و 99% مقارنةً بأفضل تقنيات الأشعة السينية.
دكتور بوكنر: من أكثر التطورات المدهشة مؤخرًا التشخيصات الجزيئية المُحسَنة لأورام الدماغ. لقد كان لعلماء مايو كلينك دور فعال في تطوير نظام تصنيف جديد للورم الدبقي.
دكتور كينونيس-هينوجوزا: يمكننا الآن استئصال الأورام. ويمكننا إرسالها إلى المختبر وفهم علم الأورام الجزيئي والأحياء الجزيئية لهذه الأورام المختلفة، ولكن عندما يتعلق الأمر بهذه الأورام، فما نحاول فعله هو تحسين طريقة تخصيص العلاج للمرضى ومعرفة كيفية تحقيق أقصى استفادة من الطب الدقيق لرعاية المرضى. فكل مريض مصاب بنوع فرعي جزيئي مختلف. وفهمنا لهذه الأنواع من خلال المختبر هو ما يتيح لنا إدراك كيفية علاج كل مريض حسب حالته. كما ساعدتنا أدوات الأحياء الجزيئية الجديدة في فهم كيفية انتقال خلايا الورم ليس فقط في الدماغ، بل وفي أجزاء أخرى من الجسم.
دكتور بوكنر: لا يختلف نوع الورم من شخص لآخر فحسب، بل أنه يستمر في التقدم. فقد يتقدم في مسارات مختلفة، ويمكننا بناء شجرة طفرية لفهم اتجاه تحوُّر الورم وتطوير العلاج المناسب وفقًا لذلك.
دكتور كينونيس-هينوجوزا: ومن الضروري فهم هذه العوامل الجزيئية حتى نتمكن من التصدي لهذه الأورام. ولقد اخترعنا في مختبرنا وبالتعاون مع فريقنا العديد من التقنيات. وقد يكون للعديد من الأدوية دور فعال في منع انتقال الخلايا.
دكتور ماير: لدينا مجموعة كبيرة من التجارب السريرية لمعالجة المصابين بأورام الدماغ في مواقع مايو كلينك. تتضمن بعض هذه التجارب السريرية المعالجة الكيميائية، وبعضها يتضمن المعالجة الإشعاعية، ولكن بعضها أيضًا يتضمن علاجات فيروسية وعلاجات مناعية.
دكتور كينونيس-هينوجوزا: تحتل مايو كلينك الصدارة في استخدام الخلايا الجذعية، ونحصل عليها إما من الدهون أو من جسم المريض أو من نخاع عظم المريض. يمكنك استخدام الخلايا الجذعية على وجه الخصوص بنفس طريقة استخدامنا لها في مختبرنا كآلية نقل للدواء إلى مواضع معينة، على طريقة حصان طروادة. يمكننا في الواقع أن نضع العلاجات في الخلايا الجذعية التي حصلنا عليها من دهون أجسامنا، ولقد أثبتنا أن هذه الخلايا الجذعية مماثلة لأحصنة طروادة صغيرة، إذ تتوغل في الخلايا السرطانية، ثم تطلق حمولتها بداخلها.
دكتور كيول: عندما نحرز تقدمًا في العلاجات الجديدة، مثل العلاجات المناعية والعلاجات باللقاحات، فسيتيح لنا ذلك الاستفادة من جهاز مناعة الجسم لمساعدتنا في محاربة الورم. وحينها سيكون هدفنا هو محاولة علاج الورم، وترك جسم المريض في وضع أفضل بعد انتهاء معركته مع السرطان.
دكتور كينونيس-هينوجوزا: لذا فنحن لا نتحدث عن الطب الشخصي فقط، بل والأهم من ذلك، أننا نتحدث عن الطب الدقيق، لأن جسمك هو أفضل وسيلة يمكنها علاجك في نهاية المطاف.
[عزف موسيقي]