هل هناك علاج عشبي فعال للقلق؟

إجابة من برنت أيه باور، (دكتور في الطب)

أُجريت دراسة على بعض العلاجات العشبية لعلاج القلق، لكن ما تزال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لفهم مخاطرها وفوائدها. مع ذلك، فإن هناك طرق أخرى تساعد في السيطرة على القلق. ومن هذه الطرق على سبيل المثال، استخدام أساليب التحكم في التوتر، وممارسة الأنشطة البدنية، والحديث مع اختصاصي معالجة لتعلم طرق للتعامل مع القلق.

سنعرض في ما يأتي ما نعرفه وما لا نعرفه عن بعض المستحضرات العشبية:

  • الكافا. يستخدم بعض الأشخاص الكافا كعلاج قصير المدى للقلق. لكن التقرير تشير إلى حدوث ضرر خطير للكبد، حتى مع الاستعمال على المدى القصير، ما أدى إلى إصدار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيرات حول استخدام المكمِّلات الغذائية المحتوية عليها. وعلى الرغم من التساؤلات التي تحيط بهذه التقارير الأولية عن تسمم الكبد، يجب توخي الحذر الشديد عند استخدام الكافا، والحديث مع الطبيب أو غيره من اختصاصيي الرعاية طبية أولاً إذا كنت تفكر في استخدام المستحضرات المحتوية على الكافا. ويجب تجنب استخدام الكافا خلال الحمل والرضاعة الطبيعية.
  • زهرة الآلام. أشارت بعض التجارب السريرية الصغيرة إلى أن زهرة الآلام قد تساعد على تخفيف القلق. لكن العديد من المستحضرات المطروحة في الأسواق تُضاف فيها أعشاب أخرى إلى زهرة الآلام، ما يجعل من الصعب التمييز بين الخصائص الفريدة لكل عشبة. غالبًا يكون استخدام زهرة الآلام لفترة قصيرة آمنًا، شرط استخدامها طبقًا للتعليمات، ويجب كذلك تجنب استخدامها أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية. توصَّلت بعض الدراسات إلى أن زهرة الآلام قد تسبب النعاس والدوخة والتشوش الذهني.
  • نبات الناردين. رصدت بعض الدراسات انخفاض مستوى القلق والتوتر بين الأشخاص الذين استخدموا نبات الناردين. لكن دراسات أخرى لم تُشر إلى حدوث أي فوائد. غالبًا يكون نبات الناردين آمنًا عند تناوله بالجرعات الموصى بها لفترة قصيرة. لكن بسبب قلة التجارب بخصوص أمان استخدامه على المدى الطويل، يجب عدم تناوله لأكثر من بضعة أسابيع متتالية، إلا إذا بموافقة الطبيب أو غيره من اختصاصيي الرعاية الطبية. ويجب تجنب استخدامها أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية. قد يسبب نبات الناردين آثارًا جانبية مثل الصداع والدوخة والنعاس.
  • البابونج. أظهرت بيانات محدودة أمان استخدام البابونج لفترة قصيرة، وقد يكون فعالاً في تخفيف أعراض القلق. لكن البابونج قد يزيد من احتمال الإصابة بالنزف عند استخدامه مع الأدوية المميعة للدم، خصوصًا إذا عند استخدامه بجرعات عالية. وقد يسبب استخدام البابونج حدوث تفاعل تحسُّسي لدى بعض الأشخاص المصابين بحساسية لعائلة النباتات التي ينتمي إليها البابونج، ومنها الرجيد وزهور الآذريون وزهرة اللؤلؤ والأقحوان. ويجب تجنب استخدامه أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية.
  • اللافندر (الخُزامى). تشير بعض الأدلة إلى إمكانية تقليل التوتر من خلال تناوُل اللافندر عن طريق الفم أو من خلال العلاج بالروائح العطرية المحتوية على اللافندر، لكن هذه الأدلة محدودة. قد يسبب تناوُل اللافندر عن طريق الفم الإمساكَ واضطراب المعدة والصداع. ويجب ألا يتناول الأطفال والمراهقون اللافندر عن طريق الفم لأنه قد يؤثر على الهرمونات. لا توجد أدلة كافية لمعرفة ما إذا كان تناوُل اللافندر عن طريق الفم آمنًا أم لا أثناء الحمل أو عند الرضاعة الطبيعية، لذلك يجب تجنُّب استخدامه في هاتَين الحالتَين.
  • الريحان الليموني. تشير بعض الدراسات البحثية الصغيرة إلى أن الريحان الليموني يمكن أن يخفِّف بعض أعراض القلق، مثل الشعور بالاضطراب والانفعال. والريحان الليموني من الأعشاب التي يستطيع الجسم تحملها في العادة، ويُعتبر آمنًا عند الاستخدام على المدى القصير. لكن لا توجد أدلة كافية تؤكد ما إذا كان استخدامه آمنًا أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية أم لا، لذلك يجب تجنُّب استخدامه في هاتَين الحالتَين. وقد يسبب الريحان الليموني أحيانًا الغثيان وألم البطن.

لا تخضع المستحضرات العشبية لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بذات درجة رقابتها على الأدوية. وعلى الرغم من تطوير اللوائح المعمول بها في الرقابة على الجودة، فما يزال هناك تفاوت في جودة بعض المستحضرات. والأمر الذي ينبغي تذكُّره هو أن كون مادة ما طبيعية، لا يعني أنها آمنة.

إذا كنت تفكر في تناوُل أي مستحضرات عشبية لعلاج القلق، استشِر الطبيب أو غيره من اختصاصيي الرعاية الطبية أولاً، خصوصًا إذا كنت تتناول أدوية أخرى. ففقد يسبب التفاعل بين بعض المستحضرات العشبية وأدوية معينة آثارًا جانبية خطيرة.

قد تجعلك بعض المستحضرات العشبية التي تُستخدَم لعلاج القلق تشعر بالنعاس، لذلك ليس من الآمن تناوُلها عند القيادة أو عند أداء مهام تنطوي على مخاطر. ويمكن كذلك أن تزيد التأثير المهدئ للأدوية والمستحضرات الأخرى. إذا اخترت تجربة أحد المستحضرات العشبية، يمكن أن يساعدك الطبيب أو غيره من اختصاصي الرعاية الطبية على فهم المخاطر والفوائد المحتملة له.

إذا كان القلق يعوق أنشطتك اليومية، استشِر اختصاصي الرعاية الطبية أو اختصاصي صحة عقلية بخصوص الطرق التي يمكنك السيطرة عليه بها. فغالبًا يساعد نوع من أنواع المعالجة بالمحادثة يُسمَّى العلاج السلوكي المعرفي على تقليل أعراض القلق، وينطوي هذا النوع من المعالجة على التعاون مع اختصاصي معالجة لتغيير السلوك لتقليل أعراض القلق. وفي الأغلب، تستلزم المستويات العالية والمستمرة من القلق العلاج الدوائي إلى جانب المعالجة بالمحادثة لتحسين الأعراض.

27/03/2024 See more Expert Answers