المعلق
سؤال وجواب مع مايو كلينك،
د. ستيڤن موران
نعمل بدأب في مايو على توسيع نطاق ما يمكننا تقديمه للمرضى المصابين بساركوما الأطراف. لا نعمل فقط على الطرق التي يمكننا بها استعادة وظائف العضلات والأعصاب والأوعية اللمفية، بل نعمل على إيجاد طرق يمكننا بها السيطرة على الألم الذي يشعر به المرضى الذين ما زالوا بحاجة للخضوع لعمليات بتر. ونفعل ذلك بصفة أساسية عن طريق خداع الأعصاب بجعلها تفكر بأنها ما تزال متصلة بالعضلات والجلد. وهذا قد يكون نعمة مدهشة للمرضى الذين يعيشون بألم شبحي مزمن.
المعلق
ساركوما الأنسجة الرخوة نوع نادر من السرطان يصيب مناطق كالعضلات والدهون والأعصاب والأوتار. وغالبًا ينطوي علاج هذه السرطانات على جراحة معقدة لنقل العضلات والأعصاب. سنناقش اليوم كيف تساعد الأساليب الجراحية الجديدة المرضى على التعافي والعودة إلى الحياة في وقت أقصر.
د. ستيڤن موران
مع ظهور الجراحة المجهرية وبعض المواد الأحدث التي يمكننا استخدامها مع تلك العضلات، يمكننا جعل هذه العضلات المنقولة تتجدد وتحل محل العضلات التي جرى استئصالها. وكان من حسن حظنا أن استطعنا جعل المرضى يستأنفون الحركة والعودة إلى ممارسة بعض الأنشطة التي كانوا يؤدونها قبل الجراحة.
د. هالينا جازيلكا
مرحبًا بكم جميعًا في سؤال وجواب مع مايو كلينك. أنا الدكتورة هالينا جازيلكا. ساركوما الأنسجة الرخوة من أنواع السرطان النادرة التي كانت تُعالَج عادً بما كان يُطلق عليه جراحة إنقاذ الأطراف إلى جانب العلاج الإشعاعي. وبينما تساعد جراحة إنقاذ الأطراف المرضى على تجنب عمليات البتر، إلا أنها كانت غالبًا تسبب للمرضى قيودًا كبيرة على وظائفهم. والآن بفضل التطورات التي شهدتها الجراحة المجهرية صار من الممكن الاستفادة من قدرة الجسم على استعادة قوة العضلات بعد الجراحة التي أجريت لاستئصال ساركوما الأنسجة الرخوة. وهذه عملية يطلق عليها تجديد الأطراف بعد استئصال الأورام، وهي موضوع حديثنا اليوم. ينضم إلينا في المناقشة جراح العظام في مايو كلينك الدكتور ماثيو هوديك، وجراج التجميل الدكتور ستيڤن موران. شكرًا لكم أيها السادة على مشاركتكم معنا اليوم.
د. ماثيو هوديك
شكرًا لك على استضافتنا.
د. هالينا جازيلكا
أعتقد أنه من الرائع استضافة أصحاب هذه العقول الفذة معًا في مكان واحد. أقول دائمًا في هذا البرنامج إنني أحب تعلُّم شيء جديد كل يوم، ويمكنني القول إنني سأتعلم بالتأكيد شيئًا جديدًا اليوم. إذن دعونا نبدأ مباشرةً. هل يمكنكم إخباري بالمسار العلاجي القياسي المتبع لعلاج شخص مصاب بالساركوما؟ وما المقصود بجراحة إنقاذ الأطراف على أي حال؟
د. ماثيو هوديك
بالتأكيد، يمكنني الإجابة عن هذا السؤال. جراحة إنقاذ الأطراف هي عملية يُمكن فيها إزالة السرطان مع هامش سلبي، ويظل من الممكن الحفاظ على عمل الطرف. لم نكن في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي معتادين على التفكير في جراحة إنقاذ الأطراف للمرضى. فقد كان المرضى يخضعون للفحص، ثم يعالَجون في الغالب بالبتر الفوري. لكن من خلال بعض التطورات التي شهدتها العلاجات القبلية المساعدة مثل علاج ساركوما الأنسجة الرخوة بالعلاج الإشعاعي، وكذلك علاج ساركوما العظام بالعلاج الكيميائي، ستصبح عمليات إنقاذ الأطراف الآن خيارًا علاجيًا ممكنًا للغالبية العظمى من المرضى. ولهذا فالآن لا نفكر في البتر إلا في أوقات معينة، أما الغالبية العظمى من المرضى فتُجرى لهم جراحة إنقاذ الأطراف. تسبق هذا الإجراء سلسلة من الإجراءات متعددة التخصصات يخضع فيها المرضى أولاً للتقييم إما من جانب خدماتنا أو من جانب خدمات طب الأورام. وبعد أن نتعرف أولاً على نوع السرطان المصابين به، نمضي قدمًا بإحالتهم إلى قسم طب الأورام الإشعاعي لتلقي العلاج الإشعاعي القبلي المساعد، الذي يعني خضوعهم للإشعاع قبل الجراحة. بعد ذلك، عادةً ننتظر من ثلاثة إلى أربعة أسابيع تقريبًا، ثم تُجرى الجراحة بعد ذلك، فالإشعاع يساعد على السيطرة على الورم موضعيًا، ومن ثم نكون قريبين جدًا من الورم ونحدد الموضع المطلوب للحفاظ على البنى المهمة من الجسم كالأعصاب والأوعية الدموية. مع ذلك، فقد تكون هناك أوقات لا نتمكن فيها من ذلك، وتلك هي الحالات التي يمكن أن نستفيد فيها من التطورات المتعلقة بالتجديد التي نعمل عليها حاليًا.
د. هالينا جازيلكا
يا له من فارق هائل لا بد أنه تحقق لمرضاك بالاحتفاظ بأطرافهم ووظائفها وكذلك لمظهرهم. فبصدق، عندما يصاب شخص بنوع من الساركوما مثل هذا، يكون شيئًا رائعًا أن يرى تلك التطورات التي تحدث.
د. ماثيو هوديك
لقد غيّر هذا فعلاً الطريقة التي يمكننا بها التعامل مع المرضى. الأمر المهم أيضًا هو العمل الرائع الذي يؤديه فريق العمل للعناية بالمرضى.
د. هالينا جازيلكا
بالتأكيد. نسمع كثيرًا الآن عن الطب التجديدي، فهل عملية تجديد الأطراف بعد استئصال الأورام تندرج ضمن أنواع الطب التجديدي؟
د. ستيڤن موران
حسنًا، مثلما سمعنا من الدكتور هوديك، في الماضي قبل نحو 20 عامًا، كنا قادرين على إنقاذ ساق المريض، لكن في الكثير من الأحيان لم تكن تلك الساق تعمل كما ينبغي. وكما تعلمين، تحدث الدكتور هوديك عن الهامش السلبي. وهذا يعني أن عليك إزالة حافة من النسيج السليم حول هذه الأورام، وغالبًا يؤدي هذا إلى فقدان المرضى لأغلبية العضلة رباعية الرؤوس التي تتيح للركبة الامتداد أو العضلة المأبضية التي تمكّن الركبة من الانثناء. فنحن ننقذ الساق، لكن لا يمكن للمريض ممارسة الرياضة، ولا يمكنه السير مع زوجته، وأشياء من هذا القبيل. لكن الآن، أصبحت لدينا القدرة على أخذ عضلة قادرة على التمدد، وعادةً نأخذ إحدى عضلات الظهر. ويمكننا وضع تلك العضلة محلَّ العضلة التي اضطر دكتور هوديك لإزالتها. بعد ذلك يمكننا لفّ تلك العضلة على شكل أنبوب بحيث يمكنها أن تحل محل العضلة المأبضية أو العضلة رباعية الرؤوس. بعد هذه الخطوة، نرمم العصب الذي كان متجهًا إلى العضلة الرباعية ونصِله بهذه العضلة الجديد التي نقلناها. مع ظهور الجراحة المجهرية وبعض المواد الأحدث التي يمكننا استخدامها مع تلك العضلات، يمكننا جعل هذه العضلات المنقولة تتجدد وتحل محل العضلات التي جرى استئصالها. وكان من حسن حظنا أن استطعنا جعل المرضى يستأنفون الحركة والعودة إلى ممارسة بعض الأنشطة التي كانوا يؤدونها قبل الجراحة.
د. هالينا جازيلكا
هذا مذهل بالنسبة لي يا دكتور ستيڤن لأنني لست اختصاصية تشريح، عند التفكير في الوظائف وفي قوة عضلة الظهر التي في الأغلب تكون لها وظيفة مختلفة عن الوظيفة التي تؤديها العضلة رباعية الرؤوس، فمن اللافت للنظر جدًا أن تكون عضلة ما قادرة على أن تتعلم كيف تكون عضلة من نوع آخر أو تؤدي وظيفة مختلفة.
د. ستيڤن موران
نعم، هذا صحيح. أعتقد أننا جربنا الطرق المختلفة لإدخال العضلة في هذا الموضع، لكنني أرى أن أحدث ما توصلت إليه التقنيات حاليًا بما يتيح لنا شد العضلة وتثبيتها مباشرة في العظام كان تقدمًا إيجابيًا فعلاً في مساعدة المرضى على العودة مجددًا إلى ممارسة ما يرغبون فيه من أنشطة.
د. هالينا جازيلكا
أرجو أن تخبرني وتخبر المستمعين عن كيف تحولون التجارب المختبرية إلى ممارسة سريرية تُطبق على المرضى.
د. ستيڤن موران
كثيرًا تكون لدينا فكرة ما، ثم نتوجه إلى المختبر، وكما تعلمين، إما أن نعمل عليها في طبق العينات الخلوية أو نستخدم نماذج حيوانية تكاد تكون قريبة من الحالة البشرية. لكن من الصعب دائمًا أن تكون مطابقة لها. أعتقد أن الكثير من الأشياء التي نعمل عليها مختبريًا حاليًا نستخدم فيها مادة تسمى الإكسوزوم تتيح للجسم الاستفادة من بعض القدرات التي تتمتع بها الخلايا الجذعية وتعجِّل بالشفاء. وفي الوقت الحالي، نستخدم في العمل على هذا النموذج التجديدي بعد جراحة الأورام بعضًا من هذه الإكسوزومات التي ننتجها هنا في مايو كلينك، ونستخدمها في المختبر بطريقة تساعدنا على تجديد أو إعادة إنشاء العضلات والأعصاب المفقودة. نحن الآن في بداية عملية تجربة خاضعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ونأمل أن نتمكن من تقديم هذا البحث الجديد لمرضانا في المستقبل القريب.
د. هالينا جازيلكا
رائع. هذا مذهل. دكتور ماثيو، لقد تعرضت بإيجاز شديد لنهج العمل الجماعي ومدى الحاجة إلى فريق للعناية بالمرضى. إلى أي مدى تختلف الاستعانة بنهج العمل الجماعي في عملية تجديد الأطراف بعد استئصال الأورام عما هي عليه في جراحة إنقاذ الأطراف، أم أنها مختلفة تمامًا؟
د. ماثيو هوديك
أعتقد أن العناصر الأساسية إلى حد ما متطابقة من حيث إطار العمل، وهذا مما يمنح مايو طابعها المميز الذي يركز على قيمة أننا جميعًا هنا لمساعدة المرضى. وكذلك بالنسبة لتجديد الأطراف بعد استئصال الأورام، هناك حالات نعالجها أنا وستيڤن معًا. لكن هل يمكننا الاستعانة بجراح تجميل أيضًا؟ نعم، هذا يحدث. وأرى أن وجود فريق يعرف أفراده بعضهم بعضًا هو ما نحتاج إليه. عندما أتعامل مع المريض، أعرف ما لا بد من فعله كي أجعل الأمور أسهل بالنسبة لستيڤن في جعل المريض يستعيد ما كان عليه. وهكذا،
د. ستيڤن موران
لكنني لا أعتقد أنك فعلت هذا من قبل.
د. ماثيو هوديك
أنا من النوع الذي يدمر الأشياء، ودكتور ستيڤن موران يعيد بناءها. وبذلك يكون علينا إزالة ما تنبغي إزالته كي نعالج المريض من السرطان. لكن أعتقد أنه مهما كان ما أفعله، فلديّ ستيڤن الذي يمكنه العمل معي على جعل المريض يستعيد ما كان عليه. أرى أيضًا أن هذا النوع من فِرَق العمل، وكذلك ما أعتقد أنه الثقة أيضًا في أن الفريق يعرف هذا جيدًا، فمهما كان ما تفعله سيمر المريض به كله. لكن الأمر يحتاج إلى فريق، بمعنى أن العمل يبدأ بالفحوص الأولية. يبدأ بالفحوص التصويرية الأولية، والأشعة، والتأكد من إجراء تلك الفحوص التصويرية بالشكل الصحيح. ونوجههم للفحص في قسم طب الأورام الإشعاعي فورًا. وكما تعلمين، نتناقش مع اختصاصيي طب الأورام الإشعاعي حول ما سنستأصله، وما سنتركه دون استئصال، وبهذه الطريقة يمكنهم المساعدة في تخطيط العلاج المتخصصين فيه لتقليل احتمال عودة الإصابة مجددًا. وبعد ذلك ننتقل إلى الجراحة. وعندئذ أتحدث أنا وستيڤن عن الحالة الموجودة أمامنا، ونكون على علم حينها بما سنفعله ومتى سنفعله. وفي أغلب الأوقات يكون ما نستأصله هو ما خططنا بالفعل لاستئصاله. بعد هذا يؤدي دكتور ستيڤن موران عملاً رائعًا بإعادة المريض إلى ما كان عليه، وهكذا نعيد المرضى إلى سابق حالتهم. وبعد ذلك ننتقل إلى مرحلة التأهيل التي تحتاج إلى التعاون مع اختصاصيي العلاج الطبيعي، وهذا كله متوفر هنا في مايو.
د. هالينا جازيلكا
لقد عبرت هذه الكلمات عن ثقة كبيرة في قدراتك يا دكتور ستيڤن.
د. ستيڤن موران
نعم، إنه يثني عليّ كثيرًا. أعتقد أن الكثير من الأمور التي نستطيع فعلها الآن لم تكن لتصبح ممكنة لولا التطورات الهائلة التي شهدها العقد الماضي فيما يتعلق بالمجهر نفسه، الأمر الذي أتاح لنا رؤية أشياء على مستوى أصغر حجمًا بكثير من قبل. فبعض المكونات التي يتحدث دكتور هوديك عن استئصالها ليست عضلات فحسب، بل أعصابًا ومكونات لمفية أيضًا. وكل هذه العناصر تسهم إسهامًا كبيرًا في وظائف أطراف المريض، وكذلك في مقدار الألم الذي يجده بعد الجراحة. وقد عملت أنا ودكتور هوديك كثيرًا على أخذ هذه الأعصاب التي كانت تترك عادةً مكوّنة ندبة في قاع الجرح ومسببة مصدرًا للألم، بحيث نعيد توصيلها الآن إلى العضلة الميتة. نعيد أيضًا تجميع المكونات اللمفية التي تُقسم عندما يخضع المرء لأي عملية جراحية في محاولة لوقاية المرضى من الإصابة بالوذمة اللمفية بعد الجراحة، وهي عبارة عن تورُّم يمكن أن يظهر في الساق أو الذراع ويمكن أن يسبب ألمًا وتشوُّهًا.
د. هالينا جازيلكا
ما نوع النتائج التي تلاحظون تحقُّقها للمرضى في هذه المرحلة؟
د. ماثيو هوديك
بالتأكيد. تعود الغالبية العظمى من المرضى إلى الحركة دون الحاجة إلى أدوات مساعدة على المشي أو دعامات. لقد تحدثنا من قبل كما تعلمين عن استئصال العصب الوركي، وكانت هناك دراسة أجريت هنا للنظر في حال المرضى الذين أجري لهم استئصال العصب الوركي، وكانت وظائف هذا الجزء لديهم مقبولة. ويستند هذا إلى نظام للدرجات نستخدمه كأطباء للقول بما إذا كانت نتيجة شخص ما مقبولة أم لا. غالبًا يضطر المرضى الذين خضعوا لاستئصال العصب الوركي إلى ارتداء دعامة، ويضطرون إلى المشي باستخدام عكاز أو عصا، وعندما يبدأ حمل العمل في الازدياد أو يحتاجون إلى المشي مسافات أطول، يمشون وكأنهم يحاولون صعود تل أو درَج، ويصبح الأمر صعبًا جدًا لهم. ما يمكننا فعله هو أننا نستطيع إعادة وظائف هذا الجزء لهم. أجرينا تطعيمًا وعائيًا للعصب، لكن يمكننا أيضًا من خلال نقل العضلات العاملة أن نعيد إلى الركبة قوة الانثناء التي فقدوها، وذلك من خلال توصيل العصب إلى العضلات المأبضية. فليس الأمر مقتصرًا على العضلات فقط في أغلب الحالات. يمكننا إجراء هذا النوع من العمليات أيضًا حيث يكون علينا إخراج الأعصاب كذلك كي نتمكن من استعادة الوظائف هي الأخرى، لكن الغالبية العظمى من المرضى يحققون هذه الاستعادة ويكتسبون أيضًا على الأقل قدرة فعالة على ثَني الركبة أو مدّها في عكس الجاذبية. يمكنهم أيضًا في أغلب الأوقات فعل ذلك في مواجهة مقاومة كبيرة، ويمكنهم استئناف ممارسة جميع الأنشطة التي يرغبون في ممارستها. كان لديّ مؤخرًا مريض عادَ إلى ليخبرني أنه استأنف ممارسة صيد حيوانات الإلكة، وكذلك المشي على الأسطح غير المستوية دون أي وسائل للمساعدة على المشي أو مواجهة أي مشكلة ناتجة عن إزالة العضلة رباعية الرؤوس بالكامل تقريبًا. وهذا إنجاز عظيم بالنسبة له، لأنه كان لديه شغف لفعل ذلك، وهكذا أصبح بإمكانه استئناف ممارسة كل ما كان يرغب في فعله بعد تعافيه من المرض.
د. هالينا جازيلكا
رائع، هذا مذهل. مدهش. لا بد أن عنايتك بمرضاك بهذه الطريقة أمر يغمرك بالسرور.
د. ماثيو هوديك
بالفعل.
د. هالينا جازيلكا
أخبروني بما ترونه قادمًا في المستقبل. ما الذي تعتقدون أن العقد القادم سيدهشنا به في مجال جراحة الأورام؟
د. ستيڤن موران
ماثيو، أعتقد أنني أريد الإجابة عن هذا السؤال. أعتقد أننا في مايو هنا نتوسع فيما يمكننا تقديمه للمرضى المصابين بساركوما الأطراف. لا نعمل فقط على الطرق التي يمكننا بها استعادة وظائف العضلات والأعصاب والأوعية اللمفية، بل أيضًا من أجل المرضى الذين ما زالوا لا يمكنهم الخضوع لجراحة إنقاذ الأطراف، نعمل على إيجاد خيارات أحدث مثل الغرسات المدمجة عظميًا، وهذا الإجراء بدأ فعلاً في الأوساط العسكرية، وقد بدأنا للتو في جني ثماره هنا في مايو. ينطوي هذا الإجراء على وضع غرسة في عظم المريض، يمكنها الاتصال بطرف اصطناعي يمكنه ارتداؤه طوال اليوم. وقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت في المؤسسات العسكرية أن المستخدمين لا يحتاجون حتى إلى خلعها، بل يرتدونها طوال اليوم، وهو أمر يختلف اختلافًا كبيرًا عما لدينا الآن. يستطيع المرضى العودة إلى ممارسة ما أعتقد أنه أنشطة شاقة، وهو الأمر الذي لم نكن قادرين على تحقيقه من قبل للمرضى الذين يخضعون لعمليات البتر القياسية. إضافة إلى ذلك، نعمل على إيجاد طرق يمكننا بها السيطرة على الألم الذي يشعر به المرضى الذين ما زالوا بحاجة للخضوع لعمليات بتر. ونفعل ذلك بصفة أساسية عن طريق خداع الأعصاب بجعلها تفكر بأنها ما تزال متصلة بالعضلات والجلد. وهذا قد يكون نعمة مدهشة للمرضى الذين يعيشون بألم شبحي مزمن. وفي الختام، ما كنا نتحدث عنه سابقًا ونحاول كما أعتقد جني الثمار أو الاستفادة من قدرة الجسم على شفاء نفسه باستخدام مادة الإكسوزوم هذه، وهي شيء يمكننا صنعه هنا في مايو بتكلفة ميسورة، ووضعه داخل هذه الجروح وجعل الجسم يعيد تجديد عضلاته وأعصابه بصورة كبيرة. هذا هو ما نرى مستقبل هذا المجال متوجهًا نحوه خلال السنوات العشر القادمة.
د. هالينا جازيلكا
رائع، هذه مجالات مدهشة. من خلال عملي في عيادة الألم أشاهد للأسف بعض المرضى الذين يواجهون صعوبة بعد خضوعهم للعمليات الجراحية لعلاج الساركوما، أو للخضوع للبتر لأسباب أخرى كذلك. ولذلك فإن هذا عمل مثير للاهتمام. ماثيو، أثناء حديثك أنت وستيڤن تبادر إلى ذهني حسبما سمعت من الكثيرين كم هو مهم بالنسبة إلى المرضى اللجوء إلى مركز يتعامل مع أعداد كبيرة من المرضى ويملك أفراده الخبرة عندما يرغبون في الحصول على أفضل الخيارات الجراحية الممكنة لهم. ما الذي يمكنك قوله عن هذا الأمر للمرضى؟ كيف يعرفون أنهم يتلقون أفضل رعاية يمكنهم الحصول عليها؟
د. ماثيو هوديك
بالتأكيد. كما تعلمين، أصدر معهد الطب ما يمكن القول إنه تشديد على جودة الرعاية، وجودة العناية بمرضى السرطان، لأنها من فئات المرضى المعرضين للمخاطر. وهناك الكثير من الدراسات التي أجريت لفحص نتائج المرضى المصابين بالساركوما. وحتى من خلال بعض الأبحاث التي أجريناها هنا في مركز كيرن ومختبرات أوبتوم، وجدنا أن المرضى الذين عولجوا في مراكز أكبر حجمًا غالبًا يتمكنون من تجنُّب البتر. وكذلك المرضى الذين عولجوا في مستشفيات أصغر أو مستشفيات غير تعليمية، كانوا أكثر عرضة للخضوع لعمليات بتر بسبب الساركوما، مقارنة بالمراكز الأكبر أو المستشفيات التعليمية حيث تُجرى للغالبية العظمى من الحالات جراحات إنقاذ الأطراف. يؤدي دوًا كبيرًا في هذا الأمر الخبرة والقدرة على إحضار المرضى وإخضاعهم للفحص على يد فريق متعدد تخصصات، وهو ما تحتاج إليه هذه الحالات، ما يؤدي إلى نتائج أفضل للمرضى. وكذلك فالجودة تعتمد على عدد الحالات التي تُعالج سنويًا. ونحن هنا في مايو نرى كل عام مئات من هذه الحالات المصابة بساركوما الأنسجة الرخوة، ويظهر أثر ذلك في النتائج أيضًا، وهو ما ظهر في الكثير من الدراسات المختلفة التي توضح أن الجودة تكون دائمًا أفضل عند العلاج في مركز كبير الحجم. ونحن دائمًا نسعد برؤية المرضى من أي مكان، ويسعدنا أيضًا تقديم الرعاية عن بُعد لهم ومناقشة حالاتهم في لجنة الأورام لدينا.
د. هالينا جازيلكا
نعم، هذا رائع. شكرًا جزيلاً. هل هناك أي أفكار أخيرة لدى أي منكما تودون مشاركتها مع مستمعينا اليوم؟
د. ماثيو هوديك
هذا المجال من المجالات المثيرة، وتسعدنا دائمًا مناقشة أي شيء يتساءل المرضى بشأنه. وتسرنا أيضًا دائمًا إجراء زيارات عن بُعد لهم. كذلك يسعدنا التواصل وتقديم المساعدة حيثما أمكننا ذلك.
د. ستيڤن موران
أودّ التأكيد على هذا أيضًا. إذا كانت لديكم أي أسئلة متعلقة بالرعاية التي تتلقونها بسبب الساركوما، نرجو التواصل معنا. وستجدوننا دائمًا سعداء بالرد عليكم.
د. هالينا جازيلكا
رائع. شكرًا جزيلاً لكما. لقد تعلمت شيئًا اليوم. أتوجه بالشكر إلى جراح العظام في مايو كلينك الدكتور ماثيو هوديك، وجراح التجميل الدكتور ستيڤن موران على مشاركتهما معنا اليوم للتحدث إلينا عن الساركوما والاستعانة بعملية تجديد الأطراف بعد استئصال الأورام لعلاج هذه الحالات. أتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذه الحلقة مثلما استفدت أنا بالتأكيد. ونتمنى لكم جميعًا يومًا رائعًا.
المعلق
سؤال وجواب مع مايو كلينك من إنتاج شبكة مايو كلينك الإخبارية، ويمكنكم سماع البرنامج أينما كنتم والاشتراك في نشراتكم الصوتية المفضلة. للاطلاع على قائمة بجميع النشرات الصوتية لمايو كلينك، يُرجى زيارة newsnetwork.mayoclinic.org ثم الضغط على البث الصوتي. شكرًا لكم على الاستماع، ونتمنى لكم دوام العافية. ونتمنى كذلك أن تشاركونا بآرائكم حول هذه الحلقة وغيرها من الحلقات حين يصبح هذا الخيار متاحًا. نرحب أيضًا بتعليقاتكم واستفساراتكم على البريد الإلكتروني mayoclinicnewsnetwork@mayo.edu