[عزف موسيقى – صوت آلة طابعة]
جونثان إم موريس، دكتور في الطب، المدير الطبي لوحدة النمذجة الآلية، مايو كلينك:
عادةً ما يسمعني مَن حولي أقول "الصورة بألف كلمة، والنموذج بألف صورة".
[عزف موسيقي]
إنتاج مايو كلينك
بالتعاون مع شركة Moxie Pictures
السعي نحو الممكن
استشراف المستقبل:
[عزف موسيقى – صوت آلة طابعة]
هذه الكلمات تلخص جوهر ثورة طبية محورها الأساسي المريض.
لقد غيرت الطباعة ثلاثية الأبعاد ما يمكننا فعله للمرضى وكيفية ذلك.
وفتحت آفاقًا جديدة للعلاج لم تكن متاحة من قبل.
دخلت هذه التقنية المجال الطبي منذ نحو 20 عامًا.
2006
كانت قصة التوائم الملتصقة الشرارة الأولى التي أضاءت لنا درب الطباعة ثلاثية الأبعاد في المجال الطبي.
فتاتان صغيرتان يلتصق جسداهما من البطن والصدر،
وضعتا الجراحين واختصاصيي الأشعة أمام تحدٍ كبير لفهم تفاصيل تشريحهن الدقيقة من أجل فصلهما، وكان السؤال الملح:
هل تتشارك الصغيرتان الكبد؟
أم الأمعاء؟
وفي غمار هذا التحدي، لمعت فكرة مبتكرة في عقول أحد الجراحين: ماذا لو صنعنا نسخة مادية من كبدهما؟
وتساءلوا قائلين لمَ لا نطبعه باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد؟
كانت البداية متواضعة، فالنموذج الأول الذي حصلنا عليه من مصدر خارجي لم يكن يشبه الكبد كثيرًا.
لكن هذا لم يوهن من عزيمتنا، بل دفعنا للتعاون مع قسم الهندسة لابتكار نماذج أولية أكثر دقة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
وللمرة الأولى في تاريخ الطب، تمكن فريق من الجراحين من حمل نسخة طبق الأصل من كبد المريض بين أيديهم خارج الجسم.
صار هذا النموذج حديث الساعة بين الجراحين من مختلف التخصصات. فبدلاً من الاعتماد على صور ثنائية الأبعاد، أصبح بإمكانهم مناقشة خطط العمل وهم يفحصون نموذجًا مجسمًا،
الأمر الذي فتح آفاقًا جديدة في التخطيط للعمليات المعقدة.
رسالتنا الأساسية تقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية.
وقد وجدنا في الطباعة ثلاثية الأبعاد ضالتنا لحل المشكلات الطبية المعقدة التي يأتي بها المرضى.
لقد كان ذلك الكبد المطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد أشبه بحجر الأساس لما وصلنا إليه اليوم.
إيريك جيه مور، دكتور في الطب، جرّاح الرأس والرقبة، رئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة، مايو كلينك:
كان مختبر الطباعة ثلاثية الأبعاد عبارة عن غرفة واحدة تَسَع خزانة.
أما الآن فيشغل هذا الطابق السادس المذهل في المستشفى.
إنه لأمر يكاد يفوق الخيال.
فعندما تدخل المختبر، تجد نماذج كاملة للصدر مع القلب وجميع الأوعية الدموية تُنتج بدقة متناهية.
باسل أ. شرف، دكتور في الطب، جرّاح أسنان، جرّاح تجميل وترميم، مايو كلينك:
نحن محظوظون بامتلاكنا أحد أفضل مرافق الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم التي نستخدمها في تقديم الرعاية.
ويعني ذلك أنك تقدم هذه الرعاية إلى المريض في المستشفى.
وهذا باعتقادي ما تنفرد به مايو كلينك.
بيتر إس روز، دكتور في الطب، جرّاح أورام وتقويم عظام، مايو كلينك:
مختبر الطباعة ثلاثية الأبعاد مفتوح في المستشفى.
لذا فهو ليس خارجه.
بصفتي جرّاحًا، أجد نفسي أتردد عليه بين العمليات.
وخلال جولاتي التفقدية.
الأطباء يستعرضون الفحوصات على الشاشة:
كما ترون، يوجد ورم ضخم.
هل يمكنكم ملاحظة مدى التصاق الأوعية الدموية بمقدمته؟
صحيح.
تكمن المشكلة الأكبر بالنسبة إلينا من الناحية الجراحية في فصل جانبي الأوعية الدموية.
ما الذي يكشفه النموذج عن علاقة الورم بالشريان الأورطي والوريد الأجوف؟
د. موريس: سيخضع 90% من المرضى في مايو كلينك لنوع من أنواع الفحص الإشعاعي.
قد ينتج عن الفحص الواحد 13 ألف صورة، تغطي أربع مراحل مختلفة، مصورة الشرايين والأوردة والورم والحالب، وغير ذلك من المعلومات.
سيتعين على أحد المهندسين تجزئة كل شريحة لإنتاج نموذج مطبوع ثلاثي الأبعاد.
إننا ننتج حوالي ثلاثة آلاف نموذج سنويًا.
تؤدي كل غرفة من غرف الطابعات وظيفة مميزة.
فهذه الطابعة تعتمد على المسحوق في عملها.
كانت كل طبقة توضع طبقة تلو الأخرى، وتُضاف طبقة جديدة من المسحوق، ثم تنزل إلى الأسفل وتكرر العملية مرارًا وتكرارًا حتى تحصل على جسم ثلاثي الأبعاد.
بينما تعمل هذه الطابعات بتقنية أخرى.
يمكنك استخدام هذه الطابعات في بناء نموذج ثلاثي الأبعاد من خلال تخيل أن هذه الطابعة مسدس غراء ساخن يرسم دائرة تلو الأخرى.
وهذه تقنية طباعة أخرى.
نستخدم هذه التقنية في الطباعة لإنتاج نماذج تشريحية ملونة بالكامل.
وهي مفيدة بشكل خاص لإنشاء نماذج ملونة بالكامل ومفصلة ذات أجزاء صغيرة متعددة كتلك التي تحتوي على أوعية دموية صغيرة متعددة، على سبيل مثال أوعية الشريان الرئوي، أو لتطوير وحدات تدريبية كهذه الشجرة الرئوية المفصلة مع جميع العقد اللمفية المرتبطة بها.
تكمن غايتي في تخفيف معاناة المرضى.
حيث تمكننا هذه التقنية من تقديم رعاية أفضل إلى عدد أكبر من الناس.
حوار بين الطبيب والفني:
سيكون الأمر مذهلاً إذا استطعنا استئصال جزء خلفي من الجمجمة.
أجل، لعرض الورم بصورة أوضح.
هذا.
نعم.
كم أعجبني أنكِ استأصلتِ الفقرة الرقبية الأولى، حيث يتوافق ذلك مع النهج الذي نعتزم مناقشته مع المريض.
وهذا أمرٌ مفيد للغاية.
ماريا بيريس سيلدا، دكتورة في الطب، حاصلة على الدكتوراه، جراحة أعصاب، مايو كلينك:
يختلف كل ورم عن الآخر.
فهذا الورم، على سبيل المثال، يقع في منتصف قاعدة الجمجمة.
ما يجعل الوصول إليه مهمة صعبة.
يمكن الوصول إليه من خلال الأنف.
كما يمكن الوصول من الجانب أيضًا.
كان من المهم اتخاذ القرار بشأن الطريقة الأنسب لحالة المريض.
تمكنتُ من لمس الورم والتشريح المحيط به وتحسسهما بالحجم الطبيعي.
لقد أحدثت هذه القدرة تحولاً كبيرًا في ممارستي الطبية.
ها هو النموذج ثلاثي الأبعاد.
يمكنكم ملاحظة امتداد الأورام نحو مقدمة وجه المريض.
د. مور:
تخطيطنا أفضل بكثير. حيث استبعدت النمذجة ثلاثية الأبعاد فكرة تقديم التخمينات تمامًا، ما جعل العملية أكثر دقة بكثير.
كانت هذه العمليات تستغرق وقتًا طويلاً.
حيث كنا نضطر إلى استئصال الورم، وتنظيف الحواف، وتصوُّر العيب الناتج، وقياس الثقب، واستئصال عظمة الشظية بأكملها وقطعها، ورؤية ما إذا كانت ستستقر في مكانها.
بفضل هذه النمذجة الدقيقة، سيتولى أحدنا استئصال الورم، بينما سيتولى الآخر استئصال عظمة الشظية وقطعها في مكانها بينما لا تزال الساق والأوعية الدموية متصلة، بحيث تكون العظمة جاهزة للزراعة بمجرد استئصال الورم.
ومن ثَم، يمكن للمريض قضاء ساعات أقل على طاولة العمليات وتلقي كمية أقل بكثير من السوائل الوريدية.
وهذا يعني تعافيًا أسرع بكثير.
د بيريس سيلدا:
كل نموذج عبارة عن حالة ما.
لكنها ليست مجرد حالة.
بل حياة مريض لديه عائلة.
تُرى ماذا كان يساورهم من مخاوف وقلق؟
د. مور:
د. مور: يساعدنا النموذج على تحديد موضع الورم بدقة.
فهو أشبه بخريطة تفصيلية ثلاثية الأبعاد.
تتيح هذه الدقة لي وللدكتور برايس قطع الأجزاء المطلوبة بدقة كبيرة.
حوار بين الطبيب والمريض:
إذًا هذه هي الطريقة التي سنعيدها بها.
نعم.
حسنًا.
هذه عظمة الساق التي سنقطعها ونثنيها لتشكيل عظمة الفك، ثم سنضع ثلاث غرسات هناك للحصول على أسنان جديدة.
سنجعلك قادرًا على المضغ مرة أخرى.
حسنًا، لكن تبدو تلك صفقة سيئة، ستقتلع سبعَ أسنان ثم تعيد إليَّ ثلاثًا فقط.
د. روز:
يواجه المرضى شكوكًا هائلة بشأن حالاتهم، ما يؤدي إلى شعورهم بالقلق.
العديد من المرضى المحالين إلينا لديهم أورام نادرة جدًا وقد لا يفهمون حالتهم بشكل كامل.
إن القدرة على استخدام نموذج يعرض تشريحهم الدقيق يمكن أن يكون ذا قيمة لا تقدر بثمن لبناء الثقة والراحة في أثناء مضيهم قُدمًا في معالجة ورم نادر.
حوار بين الطبيب وأحد أفراد عائلة المريض:
هل يمكنني رؤية النتيجة النهائية؟
بالطبع.
نعم.
هذه عظمة ساقه هناك.
حسنًا.
سنقطعها.
د. شرف:
إن عرض صورة التصوير المقطعي المحوسب أو الرسم التخطيطي لهم لهو نهج متبع، غير أن استخدام النماذج المطبوعة ثلاثية الأبعاد يرتقي بالتواصل إلى مستوى جديد كليًا.
حيث نستطيع أن نقول لهم: هذا ما سنفعله.
وهذه العظام التي يتعيَّن علينا نقلها.
وهذا التناسق الذي نسعى إلى تحقيقه. يعزز ذلك فهم المريض ووضوح رؤيته في ما يتعلق بإجراءات علاجه.
حوار بين الطبيب وأحد أفراد عائلة المريض:
من المذهل أن نتمكن من رؤية هذا النموذج.
أجل، أليس ذلك مدهشًا؟
د. إيه نويل لارسون، دكتورة في الطب، جراحة تقويم عظام، مايو كلينك:
مرحبًا.
كيف حالكِ أوليف؟
في كل مرة أدلف فيها إلى غرفة العيادة، ألقى عائلةً تنتظرني بأمل وافر أن أتمكن من مساعدة طفلهم.
يبدو أن انحناء عمودِك الفقري قد ازداد قليلاً خلال الأشهر القليلة الماضية، لذا يسرني حقًا أننا حددنا موعدًا لمعالجة ذلك.
إنه يتطور إلى نوعٍ من الجَنَف قد يسبب مشكلاتٍ في مراحل لاحقة من الحياة.
أُخبر مرضاي دومًا أن مايو كلينك تمتلك مجموعة متكاملة من الموارد، ما يتيح لنا الاستفادة من المعرفة والتقنيات والتكنولوجيا لإجراء عمليات جراحية قد تكون مستحيلةً في أماكن أخرى.
لقد كانت مايو كلينك رائدةً على مستوى الولايات المتحدة في هذا المجال.
في أثناء وضعك تحت تأثير التخدير، سنُجري شقًا على ظهرك يمتد من الأعلى إلى الأسفل على هذا النحو.
ثم نُزيح العضلات جانبًا ونثبت القضبان والبراغي على الظهر، ثم نوصل البراغي بالقضبان ونشد العمود الفقري ليأخذ وضعًا أكثر استقامة.
إننا نتعامل مع حالاتٍ فريدة، فلكل مريضٍ تشوهٌ قد يختلف عن كل طفلٍ آخر في العالم.
لذا، فإن توفر نموذج مخصص أمرٌ بالغ الأهمية.
في نهاية الإجراء، نعمد إلى تخشين سطح العظم، وهذه الخطوة تحاكي حدوث كسرٍ في العظم، ما يخدع الجسم.
فيستجيب بإطلاق سلسلة متكاملة من عمليات التئام العظام.
وهكذا، تلتحم جميع المناطق التي تغطيها القضبان بصفيحةٍ صلبةٍ من العظام.
د. روز:
تساعد النمذجة ثلاثية الأبعاد بشكل كبير على إجراء العمليات الجراحية للأطفال.
حيث تظهر كل فحوصات التصوير المقطعي المحوسب بنفس الحجم.
لكن في الحياة الواقعية، يختلف تشريح الأطفال اختلافًا كبيرًا.
وهنا يبرز دور النموذج ثلاثي الأبعاد المطبوع للطفل، إذ يقدم إليك تصورًا حقيقيًا للتشريح الذي ستتعامل معه.
د. موريس:
مع توسُّعنا في تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد السريرية، أتانا الجراحون يطلبون أدوات محاكاة.
ولكن تبين لنا أن هناك حدودًا لمستوى الدقة الذي يمكننا بلوغه.
حينها أدركتُ حاجتنا إلى شخصٍ يمتلك مهارات صنع أدوات المؤثرات الخاصة في هذه الصناعة، ومتمرس في صب اليوريثان، وقولبة السيليكون، وطلائه، وصناعة القوالب من جسم حي.
لم يكن هناك توصيف وظيفي لمهندس مؤثرات خاصة في مؤسسةٍ تضم 70 ألف موظف.
لكننا حظينا بانضمام كريستيان هانسون، الذي عمل سابقًا في صناعة المؤثرات الخاصة.
ومنذ ذلك الحين، شرعنا في صنع هذه المحاكيات المصممة حسب الطلب.
كريستيان هانسون، مهندس محاكاة، مايو كلينك:
لطالما كنتُ شغوفًا بالمؤثرات الخاصة والمكياج السينمائي منذ أيام المدرسة الثانوية.
كما تعلم، انخرطتُ في عالم النحت.
واقتنيتُ بعض الكتب لتعلم كيفية صنع الأقنعة والمكياج السينمائي وما شابه.
كنت أمتلك جماجم بلاستيكية في صباي أتأملها بشغف.
لقد كان قلبي معلقًا دومًا بعالم المكياج السينمائي.
فهو ما أثار شغفي حقًا.
في عملي، أسعى جاهدًا إلى إضفاء أقصى قدر من التفاصيل والواقعية.
كما أحرص على تحسين محاكاة نوعية الأنسجة، ومظهر الدهون والعضلات باستمرار.
هذا النموذج مثال بارز على توظيفنا للطباعة ثلاثية الأبعاد بألوان كاملة والرسم الرقمي لمحاكاة السطح الواقعي للتجويف الصدري من الداخل.
إنه مزيج بين الواقعية البصرية ومحاولة محاكاة حركة الأنسجة وملمسها.
معظم هذا النهج ليس معتمدًا كطريقة موحدة لبناء النماذج، لذا فنحن نطلق العنان للإبداع في أثناء العمل.
د. موريس:
هذا جلدٌ مصبوبٌ من السيليكون يستقر داخل قاعدة مطبوعة ثلاثية الأبعاد.
الجزء الخارجي منه ما سيراه الجرّاح الممارس.
سيُجمَع على هذا النحو، ثم يُوضع داخل ذلك التجويف.
ما سيشاهده الجرّاح أن ذلك كله سيكون مغطى بالمناشف.
ثم سيصل الجرّاح إلى التجويف الصدري وسيتعين عليه إيقاف النزف أو معالجة إصابات رئوية أخرى صممنا هذا النموذج من أجلها.
دانيال إل برايس، دكتور في الطب، جرّاح الرأس والرقبة، مايو كلينك:
لدينا هنا أداة تدريب لخياطة وعاءين دمويين معًا.
من الضروري أن نتقن هذه العملية بشكل مثالي عند إجرائها في غرفة العمليات.
وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي اكتساب الكثير من الخبرة من خلال ممارسة هذه الإجراءات دون التعرض لأي خطورة.
د. مور:
نحن ننفذ برنامج محاكاة سنويًا مع الأطباء المقيمين الجدد.
سيتمرن الجرّاح ويتقن الجراحات ربما 100 مرة قبل أن يُجري تلك الجراحة فعليًا على جسم إنسان.
د. برايس:
أمنح نفسي درجة متوسطة نظرًا إلى وجود انحناء طفيف هنا.
أما أنت، فأمنحك درجة ممتازة بتفوق لتطابق أطوال الغرز تقريبًا.
نستعد لاستقبال مريض لديه ورم استبدل معظم فكه العلوي.
سنستأصل الورم، ما يتطلب إزالة نصف الفك العلوي.
وسنعيد بناء الجزء المفقود باستخدام عظم من الساق.
سنشكله ليحاكي عظم الفك العلوي.
لضمان تغذية العظم المنقول، سنربط الشريان القادم من الساق بشريان في الرقبة.
تحاكي هذه الأداة التدريبية هذا الجزء، وهو أمر حاسم لنجاح الإجراء.
د بيريس سيلدا:
أتوقع أن تصبح الطباعة ثلاثية الأبعاد أكثر شيوعًا.
فذلك سيسهم في تقدم العلوم.
خاصةً في مجال جراحة الأعصاب.
سيثمر في تحقيق نتائج أفضل، وذلك مبتغانا جميعًا.
نريد تحقيق أفضل النتائج لمرضانا.
حوار بين د. سيلدا والمريض:
هذا النموذج الذي فحصناه قبل الجراحة، وهذا الورم الذي استأصلناه.
يسهِّل هذا النموذج فهم الوضع بدقة.
من الصعب تخيل الوضع بمجرد مشاهدة صورة الرنين المغناطيسي، لذا من المفيد حقًا رؤية ذلك.
النموذج مثير للإعجاب لأنه سمح لنا بتصور كل شيء - موقع الورم وحجمه.
أعتقد أنه ساعد على توضيح الصورة.
إن رؤية النموذج جعل الوضع أكثر واقعية.
هذا الورم الذي رأيناه في النموذج.
وبعد استئصال الورم، نلاحظ كيف توسع الحبل النخاعي وقاع الدماغ بشكل ملحوظ.
أشعر أنني بحالة جيدة، في الواقع، نعم، بشكل غير متوقع، بحالة جيدة جدًا.
أنا في طريقي نحو التعافي، تخطيتُ أسوأ مرحلة بالتأكيد.
وأعتقد أن استئصال الورم كان خطوة أساسية.
والآن تبدأ مرحلة التعافي.
د. موريس:
منذ تجربتنا مع التوأمين الملتصقين، يصعب تصديق حجم التقدم الذي أحرزناه والوقت الذي مرَّ.
نشهد نموًا متسارعًا.
في مرحلة ما، برزت الحاجة إلى توسيع نطاق عملنا، سواء من حيث المساحة أو القوى العاملة.
لذا، أنشأنا مركزًا إضافيًا للطباعة ثلاثية الأبعاد في مدينة جاكسونفيل.
لقد قمنا بتوسيع نطاق عملياتنا لتحسين تقديم الرعاية الطبية.
اليوم نرى مناطق أخرى من البلاد تطبق التقنيات والممارسات نفسها التي نطبقها في روتشستر.
روبرت إيه. بولي، حاصل على الدكتوراه، اختصاصي فيزياء طبية، والمدير الفني لوحدة النمذجة التشريحية، مايو كلينك:
هذه وحدة النمذجة التشريحية في مايو كلينك في ولاية فلوريدا.
إننا نتعاون مع الأطباء والجراحين واختصاصيي الأشعة في المقر.
هذه تقنية متطورة.
وغير متوفرة في كثير من الأماكن على مستوى الولايات المتحدة.
كينجسلي أوه أبودي-إيمه، دكتور في الطب، جرّاح أعصاب، مايو كلينك:
يمكنكِ رؤية مدى شدة حالة الجنف.
لقد خضع هذا المريض سابقًا لجراحة دمج الفقرات.
ولذا يمكنكِ رؤية هذا العظم الصلب الذي نما هنا.
تدفعك القدرة على مشاهدة الأشياء التي لا يمكننا ملاحظتها بمجرد الاطلاع على التصوير التقليدي إلى التعامل مع حالات أكثر تعقيدًا.
هذه التقنية أصبحت جزءًا من ممارساتنا اليومية.
جيفري جانوس، دكتور في الطب، جرّاح سرطان الرأس والرقبة، رئيس قسم الأذن والأنف والحنجرة، مايو كلينك:
كلما تحسنت الخدمة المقدمة إلى المريض، تحسنت الرعاية المقدمة إليه، نتيجةً لهذه التقنية، بشكل لا يمكن قياسه.
وعندما يتطرق الأمر إلى الطب الأكاديمي، لا بد أن نفكر في تخريج أجيال جديدة من الجراحين.
ولذلك، لا تتعلق هذه التقنية بالطباعة ثلاثية الأبعاد فقط، بل تتعلق أيضًا بالتقييم ثلاثي الأبعاد والأدوات ثلاثية الأبعاد.
توجد إمكانات هائلة للتعليم في الفضاء الافتراضي.
د. موريس:
لذا يمنحك الواقع الافتراضي القدرة على التعامل في مساحات تعليمية.
يمكننا إنشاء بيئات تحاكي المتاحف أو غرف العمليات.
ما يتيح لجميع الأطباء التدرب على مجموعة متنوعة من الأساليب الجراحية.
تتطلب جراحة أعصاب قاعدة الجمجمة منحنى تعلم حادًا.
عادةً، إذا أردتَ التعلم من خبراء مثل د. ماريا بيريس سيلدا أو غيرها من جراحي قاعدة الجمجمة، فعليك أن تكون بالقرب منهم فعليًا.
نحن نعمل في مايو كلينك على تطوير بيئات غامرة لتسريع عملية التعلم.
د. مور:
الطب والجراحة من الفنون التي تحتاج إلى تأهيل وممارسة متكررة.
تخيل كيف يمكن تسريع هذه العملية التعليمية من خلال الممارسة الافتراضية المكثفة. وأعتقد أن هذا سيُحدث ثورة في أساليب تعليم الجراحة.
د. موريس:
يقدم التصوير المقطعي المحوسب التقليدي صورًا للجسم شريحة تلو الأخرى.
ما فعلناه هو دمج هذه الشرائح لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد.
هذا النموذج يمثلكِ.
يُظهر الذراع والهيكل العظمي.
وخلف الكتف، يمكنك رؤية المنطقة الخضراء التي تمثل موضع الورم.
د. شرف:
يمثل الواقع الافتراضي والواقع المعزَز مستقبل الجراحة، وسيؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في هذا المجال.
د. موريس:
لدينا حالة لفتاة تبلغ 13 عامًا، مصابة بانحناء متفاقم في العمود الفقري يتسارع على مدار أربعة أشهر.
في السابق، كان إنشاء نموذج لهذه الحالة يتطلب من الفني تلوين كل عظمة على حدة يدويًا.
ولكن الآن، وبفضل هذه الخوارزمية القائمة على الذكاء الاصطناعي، فلا يقتصر الأمر على تحديد العظام فحسب، بل يتعدى ذلك إلى وسم كل عظمة تلقائيًا.
أصبح الآن بإمكاننا تحويل الفحص إلى نموذج كهذا في غضون أربع دقائق تقريبًا.
الخطوة التالية بعد تحديد العظام وتسريع عملية إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد ستكون تطبيق هذه الخوارزميات التنبؤية.
د. شرف:
لنفترض أن شخصًا ما أصيب بكسر كامل في محجري العين.
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخبرنا بما ينبغي أن تكون عليه الحالة.
إنه أفضل وسيلة محاكاة تشريحية للكسر الذي نتعامل معه.
حيث يمكننا طباعة نموذج ثلاثي الأبعاد له.
قد يُحدث هذا التطور ثورة في عمليات إعادة بناء الوجه المعقدة.
د. روز:
هل ستكون الخطوة التالية الطباعة الحيوية؟
هل سنتمكن من دمج المضادات الحيوية مع الغرسات بدلاً من الاكتفاء بالغرسات التقليدية؟
هل سنتمكن من دمج العلاج الكيميائي مع الغرسات؟
أعتقد أن هذه المجالات المتغيرة ستشكل حدود أبحاثنا المستقبلية.
د. موريس:
لقد أصبحت هذه التقنية أداة أساسية لكل جرّاح، حيث مكَّنتهم من إنجاز إجراءات لم تكن ممكنة سابقًا.
خلال العقد الماضي، كان جزء من مهمتي نشر الوعي بإمكانات الطباعة ثلاثية الأبعاد في الطب؛ إذ نعلم أن أغلب المرضى لن يتمكنوا من القدوم إلى هنا.
وما لم نكن نمد يد العون للناس في شتى أنحاء العالم، فإننا لن نُحدث في حياة المرضى ذلك الأثر الذي نعتقد أن هذه التقنية قادرةٌ على إحداثه.
في مايو كلينك، تأتي احتياجات المريض في المقام الأول.
وهذه التقنية تدعم تحقيق ذلك بالفعل.
إننا نسعى جاهدين لتحقيق ما هو أصلح للمريض.
تصب كل جهودنا، سواء الجراحون، والأطباء، والتقنيون، والمبتكرون، في مصلحة المريض.
السعي نحو الممكن
اكتشف كيف نُحدث نقلة في مجال الرعاية الصحية في مايو كلينك.org/possible.
[عزف موسيقي]