أهلاً ومرحبًا بكم في حفل توجيه الشكر لعام 2023 الذي تقيمه مايو كلينك. أنا آشلي سالين، وأنا أحد منسقي المتبرعين هنا في برنامج مايو كلينك للتبرع بالجسم. أود شكركم جميعًا على انضمامكم إلينا للاحتفاء بالهبات السخية التي قدمها جميع أحبائكم إلى مايو كلينك وتقدير جهودهم من أجل المساعدة على إتمام المهام التعليمية والبحثية. نُهدي هذا الحفل للذين خدموا الأحياء بعد وفاتهم. لقد أسهم جميع متبرعينا في مسعى إنساني وتعليمي جليل وهذا بفضل هبتهم الأخيرة النابعة من قلوب رحيمة. واليوم، نحيي ذكراهم ونثني على سخائهم.

فبفضل هبات الأشخاص الأعزاء إلى قلوبكم، تمكن مئات الطلاب في كلية أليكس للطب التابعة لمايو كلينك وبرامج مايو كلينك للعلوم الصحية من معرفة التفاصيل المعقدة للجسم البشري. وبينما تستمعون إلى الطلاب اليوم، آمل أن تقدّروا مدى استفادة البشرية من كرم أحبائكم الذي سيدوم إلى الأبد. ولا تنبع هذه الفائدة من جودة الرعاية الصحية التي سيقدمونها إلى المرضى فحسب، بل أيضًا من جودة التعليم الذي سيقدمونه إلى الطلاب الذين سيخلفونهم في النهاية.

فضلاً عن تعليم طلاب الطب والعلوم الصحية لدينا، يوجد العديد من الأطباء والأطباء المقيمين الذين استفادوا أيضًا استفادة هائلة. وقد تحقق هذا من خلال البرامج التعليمية المركزة التي تهدف إلى الارتقاء بالممارسات الطبية.

مرّ الكثير منكم بأوقات عسيرة وطويلة مليئة بالحزن دامت لأشهر وسنوات منذ وفاة أحبائكم. وأنا أيضًا حظيت بشرف تبرع أحد الأعزاء إليّ بجسده بعد وفاته. وأعرف جيدًا مدى صعوبة هذا الانتظار الذي دام عامًا تقريبًا. لقد انتظرتم هذا الحفل الذي سيساعد على إنهاء حزنكم، وآمل ألا يقتصر شعوركم على الإحساس بالراحة في كلمات المتحدثين معنا اليوم وارتفاع معنوياتكم فحسب، بل يجب أن ترفعوا رؤوسكم عاليًا وتشعروا بالفخر والتقدير لما فعله هؤلاء الأعزاء للبشرية. واعلموا أن إرث أعزائكم سيحيى في علوم نافعة يتناقلها هؤلاء الطلاب جيلاً بعد جيل، وأن أرواحًا كثيرة ستحيى وقلوبًا ستنبض بفضل الهبات التي قدمها جميع أعزائكم بنفوس سمحة تحب الخير للغير. كان قلبي يمتلئ بالدفء والسكينة حقًا عند مشاهدة حفلات تقديم الشكر السابقة، وآمل اليوم أن تشعروا أيضًا أنتم وعائلاتكم بالشيء نفسه. شكرًا لكم مرة أخرى من أعماق قلوبنا.

مرحبًا، أنا كاسي فورتش، منسقة في برنامج التبرع بالجسم هنا في مايو كلينك. لقد تشرفنا بالعمل معكم أو مع أحد معارفكم أثناء أحد أصعب الأوقات في الحياة. وكنت أنا وغيري من منسقي التبرع نمضي معكم خلال رحلة التبرع. ويا له من شرف كبير وهبة عظيمة. نعتقد أحيانًا أن الهبة هي ذلك الشيء الذي يأتي داخل صندوق ومغلفًا بورق من نوع خاص ومربوط برباط أنيق، أو ربما موضوعًا في حقيبة هدايا مزينة بورق رقيق. أما هذه الهبات والهدايا فتختلف في أنها عبارة عن الجدات أو الأجداد أو الأمهات أو الآباء أو الإخوة أو الأخوات أو الأصدقاء. فلكل هدية طابعها الخاص. فجسم كل منهم يحكي عن رحلة حياته، ويروي لنا قصته، بدءًا من الشعر الطويل الفضي والأيدي المتصلبة والجلد القاسي بسبب العمل الشاق طويلاً. والقائمة تطول. ورغم أن أعمارهم هنا على الأرض قد انقضت، فلا شك أن أعزاءكم كان لهم أثر على الدارسين لدينا سيستمر طيلة الحياة، ليست حياتهم وحدهم، بل أيضًا حياة كل أولئك الذين سيفحصونهم على مدى السنوات القادمة. سيظل الطلاب والأطباء المقيمون ودارسو الزمالة والاستشاريون والعاملون يحصّلون الخبرة التعليمية والمعرفة بفضل تبرع أولئك الأعزاء.

لقد عُهد إلى فريقنا بمهمة العناية بالأشخاص الأعزاء عليكم، ومنهم الدكتورة نيروشا لاكمان أستاذة التشريح ورئيسة قسم التشريح السريري، والدكتور ويتشك باولينا أستاذ التشريح، وجوناثان تورنز-بورتون مدير العمليات، وداون فريشووتر منسقة برنامج مايو كلينك للتبرع بالجسم، ومنسقات التبرع آشلي سالين ولين سكادسيم وأنا، وزملاء المختبر كارين ميلز وأندي ويلهورن وأندرو كنيكت ودانييل ميلن وكارين أوسكارسون وبريانا مكابي، واختصاصيو وسائل الإعلام إريك شيها وكيفن نس.

نود أن نشكركم على تحقيقكم أمنيات الأشخاص الأعزاء عليكم والسماح بالتبرع، وهي بالتأكيد أفضل هبة على الإطلاق. لقد تشرفنا بقضاء هذا الوقت مع الأشخاص الأعزاء إليكم. ونأمل أن تمنحكم هذه الخدمة الثقة والطمأنينة بأن أعزاءكم قد أحدثوا تأثيرًا عظيمًا على الدارسين والعاملين لدينا.

أعزاؤنا أفراد عائلات المتبرعين! اسمي بونوز كاتيل. وأنا زميل في قسم التشريح السريري هنا في مايو كلينك في روتشستر. على مدار العام الماضي، تشرفت بالتعاون مع أعزائكم لتدريس التشريح للمتعلمين لدينا في كلية الطب وكلية الدراسات العليا وكليات العلوم المعاونة. ولهذا السبب، يراودني شعور عميق بالمسؤولية وبالقيمة الحقيقية وأنا أقف أمامكم اليوم. وإنه لشرف حقيقي أن أتمكن من التعبير عن الامتنان لهذه الهبات التي قدمها الأشخاص الأعزاء إليكم للتعليم الطبي. لقد أتاحت لنا هذه الهبات التشريحية فرصة لا مثيل لها لتدريس تعقيدات جسم الإنسان وتعلُّمها واستيعابها بطريقة لم تكن لتصبح ممكنة لولا سخاؤهم الذي لا مثيل له.

صادفت وأنا أتأمل في الإرث الرائع لأولئك الأشخاص بعض كلمات الدكتور ويليام مايو. إن ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار فقط هو المصلحة القصوى للمرضى. وحتى يستفيد المريض من التقدُّم المعرفي، فإن توحيد الجهود شيء ضروري.

لقد أتاحت لنا أجسام أعزائكم توحيد جهودنا وتطوير معارفنا بحيث نتمكن من تقديم خدمة أفضل لمرضانا ومعالجة أمراضهم. وقد عبّر طبيب مشهور آخر -وهو السير ويليام أوسلر- عن أهمية دراسة الجسم البشري عندما قال، إن ممارسة الطب فن وليست تجارة، ونداء وليست عملاً. إنها نداء يلبيه قلبك مثلما يلبيه عقلك.

أتاحت لنا هبات أعزائكم الفرصة لممارسة هذا الفن بمزيد من العمق والفهم، وسنظل نشعر بالامتنان لهذا الكرم إلى الأبد.

علاوة على ما تقدم، أودّ أن أواسيكم في الخسارة الفادحة التي تعرضتم لها بصفتكم أسر المتبرعين لنا. إن هذا العمل الذي يعبر عن الإيثار الذي فعله أعزاؤكم لم يقدم لنا فحسب أفضل معلم أمكننا التعلم منه، بل مكّننا أيضًا من الإشادة بما قدموه في حياتهم وما خلّفوه وراءهم بعد موتهم. كتب الشاعر روبندرونات طاغور الحاصل على جائزة نوبل: الموت لا يطفئ النور، بل يطفئ المصباح لأن الفجر قد لاح. أتاحت لنا هبات أعزائكم رؤية نور فجر معرفة جديدة وفهم غير مسبوق. ولهذا السبب، سنظل نحمل نورهم معنا دائمًا.

وختامًا، أود أن أعبر عن خالص عزائي فيمن فارقوا الحياة من أحبائكم، وتقديري للشجاعة الكبيرة وما بذلتموه من تعاطف لاتخاذ قرار التبرع بجسم شخص عزيز عليكم. لقد مكنتنا هذه الهبة المقدمة من أعزائكم من الارتقاء بمستوانا بصفتنا أطباءً ومعالجين. وسنظل نقدّر ذكراهم في كل أعمالنا. أتمنى أن يظل إرثهم هذا مشعلاً ساطعًا ومنارة للأمل والشفاء لكل المكروبين والباحثين عن الغوث.

اسمي ماريا بيريس سيلدا، وأنا جرّاحة أعصاب في مايو كلينك في روتشستر، ومتخصصة في جراحة القحف والجمجمة. أشغل أيضًا منصب مدير برنامج روتون للتشريح الجراحي في قسم جراحة الأعصاب وطب الأنف والأذن والحنجرة. يمثل التشريح خارطة الطريق لأي تخصص جراحي، ولا غنى عن هذا النوع من المعارف لإجراء الجراحات بأمان. وقد شرُفت بتقديم تدريب جراحي متقدم من خلال برنامج روتون، مستخدمة في ذلك أثمن نماذج التدريب وأدقها في التدريب الجراحي، وهي النسيج البشري. وقد تمكن الطلاب والأطباء المقيمون والزملاء والعاملون -بفضل هذا التبرع السخيّ- من اكتشاف طرق جديدة لعلاج المرضى بطريقة أكثر دقة وأمانًا، وتنفيذ الإجراءات العلاجية الأخرى قبل علاج المرضى في غرفة العمليات. رغم أحدث التطورات التي شهدها الواقع الافتراضي والمحاكاة، والتي تعد إضافة مذهلة إلى مسارنا في التعلم والاكتشاف، لا يوجد بديل للنسيج البشري. ولهذا فإن الهبة التي تعبر عن الإيثار بالتبرع بالجسم البشري لبرنامج التبرع بالجسم في مايو كلينك أمر بالغ الضرورة للاختصاصيين السريريين، ليس فقط لعلاج مرضانا، بل أيضًا لتأثيرها الملحوظ على الرعاية المقدمة على مستوى العالم من خلال البحث والتدريب.

إننا نشعر بالتقدير الهائل لما بذلتموه ولهذه الهبة التي لا تُقدر بثمن التي سينتج عنها تقديم رعاية أفضل للأجيال القادمة. فشكرًا لكم بالنيابة عن جميع التخصصات الجراحية.

مرحبًا، اسمي بيث كلود بيبل. أعمل أستاذًا مساعدًا وعضوًا دائمًا في هيئة تدريس برنامج مايو كلينك للعلاج الطبيعي. أعمل أيضًا معلمًا أساسيًا في دورة التشريح في برنامجنا. وهذه الدورة واحدة من أوائل دورات العلاج الطبيعي التي تلقاها الطلاب أثناء برنامجهم للدكتوراة الذي يمتد لثلاث سنوات. وكجزء من هذه الدورة، أتيح لي أنا وطلابي قضاء وقت كبير في العمل مع المتبرعين في مختبر التشريح. عندما أفكر في المتبرعين في برنامج مايو كلينك للتبرع بالجسم، تتبادر إلى ذهني الكلمات التي كتبها خليل جبران. ففي كتابه "النبي" وفي الفصل الذي يحمل عنوان "العطاء" يبدأ بجملة: إنك إذا أعطيت فإنما تعطي القليل من ثروتك. لكن لا قيمة حقيقية لعطائك ما لم يكن جزءًا من ذاتك. أعطِ الآخرين جزءًا من ذاتك.

هذا هو ما فعله أعزاؤكم بكل كرم عندما اختاروا أن يكونوا متبرعين. لقد ساعدنا أعزاؤكم وكرمهم على بناء تجربة تعلُّم نافعة لطلاب العلاج الطبيعي وغيرهم من المتعلمين في مايو كلينك. إن أعزاءكم وما بذلوه من سخاء كان خير معلم بجانبي أنا وغيري من المعلمين خلال رحلتنا لتعليم الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية. إن أعزاءكم وما بذلوه من سخاء ساعدنا جميعًا ممن يعملون في المختبرات على اكتساب فهم أفضل لتشريح جسم الإنسان، ولهشاشة الحياة، ومغزى خدمة الآخرين بعطف وشفقة. أرجو أن تسمحوا لي أن أعبر عن خالص امتناني لكرم أعزائكم. فما وهبوه من أنفسهم أمر عظيم لأقصى درجة.

اسمي ليدا، وأنا طالبة في كلية طب أليكس في مايو كلينك. سأعزف اليوم مقطوعة Auf dem Wasser zu singen للموسيقار فرانز شوبرت، وكتبها فرانز ليست.

[موسيقى بيانو]

مرحبًا، اسمي صاني غولدن، أدرس في برنامج المساعدين الأوائل للجراحين في مايو كلينك. مع تقدمنا في العمر، تجعلنا أفكارنا المتعقلة حول قِصر الحياة وحتمية الموت نتساءل كيف ستكون ذكرانا. الأمر المفاجئ أن أولئك الذين خلفوا أعظم إرث بعد حياتهم لم يكونوا غالبًا شخصيات معروفة أو بارزة، وإنما كانوا يتحلون بالطيبة والتواضع. إن أثمن شيء يمكن للإنسان فعله هو العيش لهدف، وقد عرَّفنا الأشخاص الأعزاء إليكم بأن هدف الحياة حتى بعد الموت أثمن مما نتصور. فهو أثر لا يتلاشى أبدًا. إن كل هبة منحها متبرع بجسمه في سبيل العلم لها ذات القيمة التي يستفيد بها متلقيها أيًا كان جنس المتبرع أو مكانته أو مستوى ثرائه أو ذكائه أو حجم إنجازاته أو أخطائه. فهديتنا هي كنز يُسمى الجسم البشري، أجسامهم هُم. عندما حظينا بشرف التعلم في مختبر تشريح الجسم البشري في مايو كلينك، لم ننس أبدًا الأيدي الحانية التي كان المتبرعون يمدونها للتخفيف عن الآخرين. كانت هاتان العينان تلمعان يومًا. وكان هذا القلب يضخ الدم مخلوطًا بالبهجة، وشعر كذلك بالانكسار في أوقات الحزن. ولطالما سعت أقدامهم وتحملت ظهورهم أعباء الحياة من أجل أحبابهم.

كان أعزاؤكم يعتقدون أن التبرع بأجسامهم سينقذ حياة آخرين. وكانت لديهم الشجاعة لمواجهة المخاوف، والوثوق بنا لمنح خدمتهم التقدير المناسب. لقد كانوا يرون أن مواجهة المخاوف لا تعني الضعف، بل على العكس، تعني التحلي بالشجاعة. وكانوا على حق، وكان آخر إنجاز لهم في حياتهم أعظم إرث تركوه. تحلّى أولئك الأشخاص بالطيبة والتواضع، والقدرة على مواجهة المخاوف. وقد وثقوا بنا. وأبدوا لنا من خلال إيثارهم درجة لا تُصدق من الشجاعة. فقد سمحوا لنا بمشاركتهم في أكثر اللحظات خصوصية في حياتهم الشخصية، لحظات الموت، التي تبدو لحظات لا شيء وراءها. لكن في تلك اللحظات تحدث العجائب. وهذا العمل يكون سببًا في الحياة. فالموت لا يستأثر بهم. وكما يقول شكسبير في السوناتا الثامنة عشر: الموت لن يزهو بظلكِ في حماه يجولُ، وستعاصرين الدهر في شعري وفيكِ أقول.

يمكنني القول بكل ثقة إن هذا تراث لا يمكن أن يموت أبدًا. فبصمات أعزائكم تتجلى في جميع مناحي الحياة؛ مانحة كؤوس الإنجازات لمئات من العاملين في قطاع الرعاية الصحية. هذا هو تراثهم. تلخص الأبيات الأخيرة من السوناتا الثامنة عشر هذا الأمر بشكل رائع، فتقول: ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق سيظل شعري خالدًا وعليك عُمرًا يغدق. شكرًا لكم.

مرحبًا، اسمي ندى أبو هيبة، وأنا طالبة في السنة الأولى هنا في كلية طب أليكس في مايو كلينك في روتشستر. أشعر بالامتنان الشديد للفرصة التي مكنتني من دراسة التشريح بسبب الكرم الذي حظي به برنامج التبرع بالجسم. لم أدرس من قبل دورة تشريح أمكنني فيها التعلم على أجسام بشرية حقيقية. وإنما كان يُدرس لي دائمًا من خلال النصوص والرسومات والكتب الدراسية. لكن فرصة تعلم البنى التشريحية من خلال مسكها فعليًا ورؤيتها، أسهمت في تحسُّن التعليم الذي أتلقاه تحسُّنًا كبيرًا. كانت هذه هي المرة الأولى التي أتمكن فيها من رؤية تشريح جسم الإنسان على الطبيعة في سياق لم أتعرض له أبدًا من قبل. أمكنني أن أرى بشكل دقيق انتقال الأعصاب عبر الجسم وأن أرى مدى اختلاف تغذية الشرايين لمختلف مناطق القلب. تمكنت كذلك من رؤية أماكن التحام العضلات المختلفة بالعظام ورؤية صور حقيقية وملموسة للبنى المختلفة في الدماغ. كانت هذه دائمًا مفاهيم وأفكار غامضة بالنسبة لي، لكن رؤيتها ودراستها أتاح لي فرصة لفهمها فهمًا حقيقيًا وإدراكها. وقد كانت هذه معلومات ثمينة للغاية لي، ولم أكن لأصل إلى أي جزء من الفهم الذي لديّ الآن لولا أولئك المتبرعين بأجسامهم.

أما فيما يتجاوز دراسة التشريح، فقد اكتسبت تقديرًا كبيرًا واحترامًا للجسم البشري ولمرضاي في المستقبل. وحتى هذا اليوم، ما أزال أشهر بالانبهار لمدى الجمال والتعقيد -والبساطة في الوقت ذاته- التي يتميز بها جسم الإنسان الذي لم يكفّ يومًا عن إثارة انبهاري. كنا نتذكر كل يوم أثناء الدراسة الهبة التي منحنا إياها أولئك المتبرعون بأجسامهم. وقد أرشدنا معلمونا إلى التعامل معهم باحترام. وكانوا يذكروننا دومًا بأننا مؤتمنين على أولئك الأفراد للتعلم منهم وخدمة مرضانا في المستقبل. لقد كان أولئك المتبرعون أول مرضاي الذين ائتمنوني على أنفسهم. وهذه الثقة ليست شيئًا يمكن اعتباره أمرًا مطلقًا، وإنما هي فرصة لأكون في موضع أتمكن فيه من خدمة مَن هم في حال يواجهون فيها مخاطر مرتبطة بصحتهم وعافيتهم. ولن أكُف أبدًا عن الاعتزاز بهذه المكانة. أطمح في المستقبل إلى أن أعالج كل مريض يضع ثقته فيّ للاهتمام بصحته، وبذات مستوى الرعاية والتعاطف والاحترام الذي غرسه في نفسي أولئك المتبرعون بأجسامهم. إنني أشعر بالامتنان لسخاء المتبرعين بأجسامهم عن كل ما اكتسبته بفضلهم. وما حصلت عليه من هبات في التعليم ورعاية المرضى بفضل التبرع بالجسم هي هبات سيكون لها أثر يمتد إلى ما بعد انتهاء دراستي لدورة التشريح، بل لن أنسى أبدًا هذه الفرصة. أتوجه بالشكر للمتبرعين بأجسامهم ولأسرهم على هذا الإيثار الذي منحنا تجربة لا تُنسى. تلك التجربة التي ستجعلني طبيبة أفضل. شكرًا لكم.

مرحبًا، اسمي أناستازيا فروليك، وأدرس في برنامج المساعدين الأوائل للجراحين. أودّ الإعراب عن شكري لجميع أفراد الأسر التي تبرع أحبابها بأجسامهم لمختبر التشريح. وأودّ أن تعلموا أنني قبل كل زيارة إلى المختبر أو محاضرة في التشريح، أتوقف دائمًا للحظات للتعبير عن شكري لهم. أحب أن أفكّر دومًا بأنهم قادرون على سماعي والشعور بتقديري لهم أينما كانوا. وإليكم قصيدة كتبتها وأتمنى أن تستمتعوا بها. الزمان مسافر لا يتوقف. والدوائر لا تنتهي عند أطراف. والموت للحياة ليس نهاية المطاف. فإن انفصمت العُرى بين القلوب والأرواح. وانفكّ الرباط بين الأبدان والألباب، ستظل الحياة ما قُدِّر لليل والنهار تعاقُب واختلاف. شكرًا لكم.

مرحبًا بكم. اسمي زوي فاننغ، طالبة في السنة الثانية في كلية الطب، وقد أتيحت لي فرصة لا تتكرر للتعلُّم من أعزائكم خلال دورة التشريح التي أدرسها. ومع أنني لا يمكنني أن أعبر عن امتناني التام لهذه الهبة الثمينة التي قدمتموها أنتم وأفراد عائلاتكم لنا، فإنني آمل أن أنقل لكم مدى التأثير العظيم لهذه الفرصة على مساري في دراسة الطب. ما يزال بإمكاني تذكُّر ما كنت أشعر به من توتر وأنا في طريقي لأول محاضرة تشريح في المختبر. لم أكن أعلم كيف سيكون رد فعلي على هذه التجربة، وكان القلق يساورني من أنني سأشعر بالارتباك ولن أتمكن من المشاركة. لكن ما إن كُشف الغطاء برفق عن جسم أول متبرع، ملأني شعور بالانبهار بالأنسجة وبالحياة التي كانت يومًا جزءًا منها. كان من الصعب عليّ حينها استيعاب حجم الفرصة التي مُنحت لي بوجودي في هذه القاعة مع أولئك الأشخاص ومع ذلك المتبرع لأتعلم من المكونات الجسدية التي كانت يومًا حية حياة حقيقية. وخلال الشهور التي تلت أول محاضرة لي في مختبر التشريح، أتيح لي وقت كافٍ لاستيعاب هذه التجربة. لقد أدركت أنه لولاهم، فإن علاقتي بالجسم البشري كانت ستصبح أبعد بكثير مما صارت إليه الآن. لقد أعطاني أفراد عائلاتكم الفرصة لتكوين علاقة قوية بالطب والحياة البشرية واكتساب معرفة وثيقة بهما. أدركت أيضًا كم هو عظيم أن يتبرع شخص ما بجسمه خدمةً للعلم والتعليم.

لقد اتخذ أفراد عائلاتكم قرارًا نادرًا ينم عن الإيثار والطيبة والسخاء والإنسانية، وهو القرار الذي لا شك أنه سيؤدي إلى تحسين صحة الأجيال القادمة ورفاهها. أودّ أيضًا أن أتوقف للحظات لأعرب عن شكري لمشرفي دورة التشريح التي أدرسها ومديري مختبر التشريح عن تهيئتهم بيئة يسودها الاحترام والتقدير، وبدئهم كل محاضرة متخصصة ببيان للتعبير عن التقدير والامتنان. لقد أثرى الوقت الذي قضيته مع أولئك المتبرعين ما تلقيته من تعليم طبي إلى درجة تتجاوز كل ما توقعته. أشعر الآن، وسأظل أشعر دائمًا بالامتنان العميق لتبرعهم وإسهامهم في علم الطب.

مرحبًا، أنا مادلين غورغين، أدرس في برنامج المساعدين الأوائل للجراحين. مرحبًا، أنا أصفيا نومين، أدرس في السنة الأولى لبرنامج الدكتوراة في الطب. مرحبًا، أنا ريتشل رونهورست، طالبة في السنة الأولى في برنامج دكتوراة العلاج الطبيعي. والآن ستبدأ قراءة الأسماء.

كريستين، ويليام، شيرلي، فيرنون، جينيڤيڤ، روبرت، إرڤين، جيرالد، إرنست، غلوريا، ديبورا، أورسولا، لاري، ماري، روبرت، جون، جيرالد، جيمس، غاري لاڤيرن. ماري فرانسيس، توماس، كودي، آلان، كارل، لويس، كولن، ريكس، كوينتين، كاثلين، مارسيا، كليم. جانيت، إيڤون، رونان، جين، كينيث، إيلين، تشارلز، دوغلاس، روبرت، جيرالد، توم، دورين، جين، ديفيد، تشارلز، ليز، جون، ماري، والتر، سارة، جيمس، سوندرا، ديك، تشارلز، سوزان، جيمس، نيرا، جون، باربرا، ستافورد، نيكولاس، تشاك، هربرت، كارول، إيرل، جورج، ديلوريس، نانسي، دارلين، ثور، جيفري، ألين، جون، ستيفن، سيمون، إل، بيفرلي، جرانت، راسل، جانيت، كاثرين، غاري، روث، ماري كاي، مايكل، جون، كلير، بيجي، شيرلي، جيري، جو آن، ميرلين، ويليام، هوارد، بيفرلي، ديك، جيمس، دانيال، لوري، شارلوت، ويلبرت، ميرت، فرانك، ليندا، إقبال ، ديبرا، جاكلين، نانسي، لوسي، إيفلين، باميلا، جين، شورتي، مايرون، تشارلز، هارجيت، ماريزا، دوايت، ليندا، ميرل، أوليف مايزي. ليندا، نانسي، إيڤلين، شيرلي، ماري، مايكل، غوين، كينيث، ماري جاين، جيمس، تشارلز، توم، جين، دوريس، إيرين، ترودي، ريتشارد، يونس، إليانور، بي آر، مارتن، ماري، مرسيدس، جورج، غلين، ستيفن، هانك، روجر، لورين، دوايت، دين، نورما، مايك، كارول، جون، نيكول، لو، جيف، جيرالدين، لاري، شيرلي، تيموثي، إدوين، جون، سيثون، ستايسي، تومي، دونالد، ريموند، ميرنا، جين، مادلين، باربرا، جيري، روبرت، هوارد، أليس، إيف ترو، توماس، دون، جيمس، بيتر، جون ديل، باتريشيا، مارثا، ميفيس، داريل، ليونارد، إيفون، جاك، لين، بوب، ماري، بيتي جو. إدنا، ريتشارد، بيڤرلي، رون، ساندرا، ويليام.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية قائمة الأسماء.

مرحبًا، اسمي دون فريشووتر، منسقة في برنامج مايو كلينك للتبرع بالجسم. يشرفني كل يوم أن أتحدث إلى أفراد عائلات المتبرعين وأصدقائهم وكذلك المتبرعين أنفسهم عندما يريدون الاستفسار عن بعض المعلومات لأنهم يفكرون في تقديم الهبة السخية والتبرع بأجسامهم إلى مايو كلينك لأغراض التعليم. إن التبرع بالجسم ليس من الأمور التقليدية التي اعتاد عليها أغلبنا عندما نتعرض لفقدان شخص عزيز علينا. ولهذا أودّ أن أتقدم بالشكر لكل واحد منكم على تلبيتكم لرغبات أفراد عائلاتكم. شكرًا لكم أيضًا على صبركم ونحن نعتني بأحبائكم وهم يسهمون في تعليم أطبائنا المستقبليين. هذه الهبة التي قدموها ستظل حية لسنوات عديدة طوال مسيرة طلابنا في عالم الطب. وتكريمًا لقدامى المحاربين في برنامجنا، يشرفني أن أقدم حرَس الشرف من الكتيبة 92 للفيلق الأمريكي. سُجل هذا الفيديو في مقابر مايو كلينك في مقبرة أوكوود هنا في روتشستر.

[حرَس الشرف]

اسمي زاك لوڤيغ، قِس عامل في مايو كلينك، روتشستر. يشرفني أن أتقدم بالشكر للكثيرين الذين أسهموا في حفل توجيه الشكر، سواءً من شاركوا بالحديث أو من عملوا خلف الكاميرات. أتوجه بالشكر إليكم جميعًا على تهيئة الفرصة والوقت لتذكر أولئك المتبرعين الأحباب، وللإلهام الذي سيستمر مقرونًا بأسمائهم. في هذا الوقت الذي تملؤه الذكريات الطيبة ويسوده العزاء، تكتسب روابطنا من حيث قيمتها ومدى الحاجة إليها قيمة وأهمية جديدة لكم كعائلات في بيوتكم. أما نحن في مايو كلينك فلا يسعنا سوى سرد الجزء الذي عشناه من قصصهم. فمع ختام رحلة أحبابكم مع طلابنا، سيظل أولئك الطلاب محتفظين بما تعلموه عن الجسم البشري من أجهزة وتكوينات أثناء عملهم ومدهم يد العون للآخرين. تخيلوا أعزائي في المنازل، مدى ما ستبلغه حياة أحبابكم من أهمية لدى الآخرين وارتباط بهم وتأثير فيهم من خلال عمل طلابنا عندما يصبحون أطباء. هذه هي الهبة العظيمة التي قدمها أفراد أسركم. والآن، مع انتهاء مهمة أحبابكم المباشرة مع طلابنا، نوصيكم باستمرار تقديركم لذكراهم وحياتهم، والاستعانة بما قدموه لإرشاد كل من تقابلون. وبينما تفكرون في حياة أحبائكم الذين تتذكرونهم، توقفوا للحظة وأغمضوا أعينكم إذا شعرتم بالشوق الشديد إليهم. وتذكروا شكل ابتساماتهم، وأصوات ضحكاتهم. تذكروا لحظة من آلاف اللحظات البسيطة التي تحملونها معكم الآن لتذكّروا أنفسكم بهم، واعلموا أنهم يريدون منكم الآن أن تكونوا إرثهم الحي. وعندما تفكرون في هذه الذكريات الثمينة، احتفظوا بحبكم لهم وآمالهم وتمسكوا بأمانيهم ووعودهم. وانظروا كيف تقدمنا جميعًا بفضل مساندتهم لنا ولكم. نتواصل معكم الآن من خلال هذا الحفل لتحتفظوا بهذه الذكريات على أمل أن تذكّركم مجددًا حيواتهم التي نحتفي بها بأنكم ستظلون مرتبطين دائمًا بحبّكم لهم وآمالهم المنعقدة عليكم. لذلك امضوا في حياتكم على خطاهم واجعلوا أرواحهم محل افتخار لكم. هذه دعوة لكم لإدراك الحقائق.

إن الإرث الذي خلفوه، والآمال التي عقدوها علينا، أمر يستحق المشاركة مع الآخرين. وبفضل استمرار حبكم لهم، سينعم الآخرون بما يحققه لهم إرثهم من خير. سنظل بفضل هذه الذكريات العزيزة نمضى قدمًا مستعينين بأفضل ما أوتينا من هِبات. ولا أظن أن هناك طريقة أفضل لتكريم أولئك الأحباب من مساعدة الآخرين بفضل ما بذلوه.

لذلك، سنترككم اليوم لتحكوا قصصهم، وترووا للآخرين رحلة حياتهم. وفكروا فيما أسهم به أحبابكم من إنقاذ للأرواح وتخفيف للآلام. ولتطمئنوا عندما تعلمون أن كرمهم سيظل حيًا في كل ما سيقدمه أولئك الطلاب. ومع اقترابنا من نهاية هذا الحفل، لا تنسوا أن تتذكروهم وتشكروهم على الأثر الذي تركوه حيًا باقيًا فيكم حتى الآن. شكرًا لكم.

21/10/2023