الأسئلة المتكررة حول الأورام الليفية الرحمية

مرحبًا! أنا الدكتورة ميشيل لوي، جرّاحة أمراض النساء طفيفة التوغل في مايو كلينك. وأنا معكن اليوم للإجابة عن بعض التساؤلات المهمة التي قد تفكرن فيها بشأن الأورام الليفية الرحمية.

لا يوجد ما يسمى بالقرار المناسب حيث توجد العديد من الخيارات المحتملة التي قد تكون متاحة لكِ. وسيخبركِ اختصاصي الأورام الليفية بالخيارات الممكنة بناءً على حجم الأورام الليفية وعددها وموقعها وأهدافكِ العلاجية. وينبغي لكِ التفكير في شدة أعراضكِ وشعوركِ تجاه الجراحة وخططكِ للحمل وموعد مرحلة انقطاع الطمث.

يمكن أن يؤدي ظهور الأورام الليفية في تجويف الرحم إلى إجهاض الحمل أو زيادة صعوبة حدوث حمل. لذا تُستأصل عادةً قبل محاولة حدوث حمل. وإذا كانت لديك الآن أعراض مثيرة للإزعاج، فمن الممكن استئصالها قبل الحمل. ولكن بناءً على حجم الأورام الليفية وموقعها، قد ينصحكِ الطبيب بالخضوع لجراحة قيصرية عند الحمل مستقبلاً لأن الندبة الموجودة على الرحم يمكن أن تنفتح أثناء المخاض. وسيكون هذا خطرًا للغاية عليكِ وعلى طفلكِ. أما إذا لم تكن لديكِ أعراض شديدة، فيمكنكِ الانتظار حتى ما بعد الحمل لاستئصال الأورام الليفية. لكن الأورام الليفية يمكن أن تنمو أثناء الحمل في 20% إلى 30% تقريبًا من الحالات، وهذا يُحدث ألمًا. يبلغ حجم الأورام الليفية الكبيرة عادةً من 3 إلى 5 سنتيمترات وتُحدث مشكلات في المشيمة ونمو الطفل، وتؤدي إلى حدوث نزيف غزير أثناء الولادة وحدوث مخاض مبكر، وأحيانًا تسبب مشكلات عند ولادة الطفل.

يعني استخدام أي علاج للمحافظة على الرحم وجود احتمال تكرار الإصابة بالأورام الليفية مستقبلاً. لذا فإن استئصال الرحم، حيث يُستأصل الرحم وعنق الرحم، هو العلاج الوحيد الذي يضمن عدم تكرار الإصابة بالأورام الليفية. وتُصاب 60% تقريبًا من المريضات بالأورام الليفية مرة أخرى. لكن تكرار الإصابة بها لا يعني ضرورة علاجها.

توجد بعض الدراسات الصغيرة التي تبحث في العوامل الغذائية والبيئية المحتملة التي قد تعزز نمو الأورام الليفية. وثَبُت أن الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والحليب ومشتقاته ومنتجات الصويا التي تعرضت للمركب بيسفينول A ذات صلة محتملة بالإصابة بالأورام الليفية. لكن هذه البيانات غير مؤكدة، بالإضافة إلى أن تجنب تعرض هذه الأطعمة لهذا المركب لم يثبت أنه يعالج الأورام الليفية أو يقلص حجمها أو يقي من الإصابة بها. ويبدو أن نمو الأورام الليفية مرتبط بزيادة الوزن. لذا يمكن لممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية للحفاظ على وزن صحي أن يساعد على الوقاية. وأفضل برهان لدينا على صلة المكملات الغذائية المحتوية على الفيتامينات هو فيتامين D. إذ يرتبط نقص فيتامين D، الشائع للغاية لدى ذوي البشرة السمراء، بنمو الورم الليفي في بعض الدراسات. لكن لا نمتلك المعلومات الكافية للتوصية بجرعة محددة من المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين D. ولا تؤيد البيانات المحدودة المتوفرة استخدام المكملات العشبية مثل نبتة الكوهوش السوداء أو اتباع طريقة التبخير المهبلي. ونظرًا إلى أن هذه المكملات ليست خاضعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فقد تكون خطيرة على الصحة. كشفت بعض الدراسات الصغيرة أن الوخز بالإبر أظهر نتائج مبشرة في تحسن حالة الأورام الليفية. ورغم عدم وجود بيانات كافية للتوصية باستخدامه كعلاج أولي، فإنه منخفض المخاطر للغاية وسيكون مناسبًا كعلاج مساعد.

نظرًا إلى أن الأورام الليفية تُعرف بأنها ورم يستجيب للهرمونات، يتقلص لدى معظم النساء حجم الأورام الليفية وتنخفض المشكلات المتعلقة بها مع اقترابهن من مرحلة انقطاع الطمث وما بعدها. وفي الواقع، يتناقص حجم الرحم بالكامل بعد مرحلة انقطاع الطمث. لكن توضح الدراسات أن الأورام الليفية يمكن أن تستمر في النمو بعد انقطاع الطمث، حيث توجد أنسجة أخرى في أجسامنا تنتج هرمون الإستروجين بجانب المبيضين. ولا يعني هذا النمو المستمر أن الأورام الليفية سرطانية أو أنها تحتاج إلى علاج. ولكن إذا كانت لديكِ أعراض مزعجة، فيجب أن تخضعي للعلاج. يختلف مقدار نمو الأورام الليفية ومدى سرعته من أنثى لأخرى. ولكن يزداد احتمال الإصابة بها في حال زيادة الوزن أو السمنة، وتكون الأورام الليفية الأصغر حجمًا أكثر شيوعًا من الأكبر حجمًا.

تتخذ الأورام الليفية شكلاً نمطيًا مألوفًا يظهر عند التصوير بالموجات فوق الصوتية، ولأنها شائعة للغاية، تُشخَّص بدقة دائمًا في معظم الحالات. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بأخذ خزعة من بطانة الرحم أو الكتلة إذا كان هناك ما يثير مخاوف الإصابة بالسرطان. وإذا كان هناك ما يثير مخاوف الإصابة بالسرطان، فقد تُحالين إلى اختصاصي لمناقشة ما إذا كان استئصال الرحم هو الخيار الأفضل بدلاً من الخضوع لعلاجات الحفاظ على الرحم. وإذا خضعتِ لاستئصال الورم العضلي، فقد يوصي الجرّاح باستخدام كيس احتواء خاص لإزالة الأورام الليفية من جسمكِ حيث يمكنه الحد من انتشار أي خلايا سرطانية أو حتى غير سرطانية.

كوني واضحة بشأن أهدافكِ العلاجية ومخاوفكِ. ولا تتردي في طلب رأي آخر أو الإحالة إلى اختصاصي الأورام الليفية. وإذا شعرتِ أن طبيبكِ ينصحك بعلاج متوغل أكثر، فإن استشارة اختصاصي الأورام الليفية يمكن أن تساعدكِ على ضمان معرفة كل الخيارات المتاحة. يُرجى عدم التردد في طلب المساعدة من الفريق الطبي في حال وجود أي أسئلة أو مخاوف. لا شك أن معرفة المعلومات الضرورية لها أثر كبير في الحفاظ على صحتكم. شكرًا على هذا الوقت، ونتمنى لكم دوام العافية.