آشلي سكالين: صباح الخير ومرحبًا بكم في حفل توجيه الشكر لعام 2024 الذي تقيمه مايو كلينك. يوافق هذا العام حفلنا السنوي الأربعين للاحتفال بالمتبرعين وشكرهم وشكر عائلاتهم. أنا آشلي سكالين، وأنا أحد منسقي المتبرعين هنا في برنامج مايو كلينك للتبرع بالجسم. هناك بضعة ترتيبات قبل البدء. يُرجى تعيين هواتفكم المحمولة على الوضع الصامت أو إيقاف تشغيلها، إذا لم تكونوا قد فعلتم هذا بالفعل. ويُرجى كذلك ملاحظة أننا نسجل الحفل بالفيديو، ولدينا مصورون من مايو كلينك سيلتقطون الصور. لذا نطلب الامتناع عن التقاط أي صور أو تسجيلات فيديو للحفل بأي أجهزة شخصية. لدينا أيضًا تغيير طفيف في الحفل. فكما تلاحظون، في البرنامج، استُدعي الطبيب غوستافو نوب للأسف في مهمة عاجلة. حيث يُجري بعض عمليات زراعة الأعضاء. لذلك استُدعي بالفعل في مهمة عاجلة ولن يتمكن من التحدث اليوم.
أود شكركم جميعًا على انضمامكم إلينا للاحتفاء بالهبات السخية التي قدمها جميع أحبائكم إلى مايو كلينك وتقدير جهودهم من أجل المساعدة على إتمام المهام التعليمية والبحثية. هذه أول مرة منذ عام 2019 نتمكن فيها من التجمع بشكل شخصي.
إنه لأمر رائع أن أرى وجوهكم جميعًا أو أتحدث إليكم أو أصافحكم أو أعانقكم.
نُهدي هذا الحفل إلى الذين خدموا الأحياء بعد وفاتهم. لقد أسهم جميع متبرعينا في مسعى إنساني وتعليمي جليل وهذا بفضل هبتهم الأخيرة النابعة من قلوب رحيمة. واليوم، نحيي ذكراهم ونثني على سخائهم. فبفضل هذه الهبات السخية التي قدمها أحباؤكم، تمكن مئات الطلاب في كلية أليكس للطب التابعة لمايو كلينك وبرامج مايو كلينك للعلوم الصحية من معرفة التفاصيل المعقدة للجسم البشري.
وبينما تستمعون إلى الطلاب اليوم، آمل أن تقدِّروا مدى استفادة البشرية من كرم أحبائكم الذي سيدوم إلى الأبد. ولا تنبع هذه الفائدة من جودة الرعاية الصحية التي سيقدمونها إلى المرضى فحسب، بل أيضًا من جودة التعليم الذي سيقدمونه إلى الطلاب الذين سيتبعون خطاهم.
فضلاً عن تعليم طلاب الطب والعلوم الصحية لدينا، استفاد العديد من الأطباء والأطباء المقيمين أيضًا استفادة هائلة. وقد تحقق هذا من خلال البرامج التعليمية المركزة التي تهدف إلى الارتقاء بالممارسات الطبية.
مرَّ كثير منكم بأوقات عسيرة وطويلة مليئة بالحزن دامت أشهر وسنوات منذ وفاة أحبائكم. لقد مضت ثمانية أعوام على جلوسي حيث تجلسون جميعًا اليوم، ومشاهدة هذا الحفل المذهل للاحتفاء بشخص عزيز على قلبي. لقد انتظرتم هذا الحفل الذي سيساعد على إنهاء حزنكم، وآمل ألا يقتصر شعوركم على إيجاد العزاء في كلمات المتحدثين لدينا اليوم وارتفاع معنوياتكم فحسب، بل أن ترفعوا رؤوسكم عاليًا وتشعروا بالفخر والتقدير لهذه الهبات الإيثارية التي قدمها الأشخاص الأعزاء على قلوبكم إلى البشرية. يُرجى إدراك أن إرثهم سيستمر مع هؤلاء الطلاب واختصاصيي الرعاية الصحية المستقبليين. امتلأ قلبي بالدفء والسكينة حقًا عند مشاهدة حفل تقديم الشكر في ذلك الحين، وآمل اليوم أن تشعروا أنتم وعائلاتكم أيضًا بالشيء نفسه. شكرًا لكم مرة أخرى من أعماق قلوبنا.
لين سكادسيم: صباح الخير ومرحبًا بكم. اسمي لين سكادسيم، وأنا أحد منسقي المتبرعين هنا في برنامج مايو كلينك للتبرع بالجسم. إن التبرع بالجسم عمل إيثاري. فهو تضحية. ونهاية مسعى مشرِّف. إنه آخر عمل يمكن أن يؤديه شخص ما للبشرية، هدية حقيقية ونبيلة، ليست من المتبرع فحسب، بل من عائلته أيضًا. عُقد هذا الحفل اليوم لتكريم المتبرعين وعائلاتهم وتقديرهم للسماح لنا بالتعلم وبناء أسسنا الطبية والتدرب على المهارات والإجراءات الجراحية وتخيل مستقبل صناعة الرعاية الصحية. إنها خطوة جريئة للوصول إلى حلم بعيد المنال.
أود اليوم أن أشارك مقطوعة من رجل لا مانشا، أحد عروض برودواي الموسيقية لعام 1965. وهي أغنية دون كيشوت بعنوان الحلم المستحيل. احلم بالمستحيل، احلم بأنك تحارب عدو لا يُقهر، وتتحمل حزنًا لا يُطاق، وتركض إلى حيث لا يجرؤ الشجعان على الوصول. أن تصحح الخطأ غير القابل للإصلاح، وأن تحب بصدق وعفة من بعيد، وأن تحاول عندما تكون ذراعاك متعبتين للغاية أن تصل إلى النجم بعيد المنال. هذا مسعاي أن أتبع هذا النجم، ولا أبالي بمدى اليأس أو بُعد الوصول، أن أكافح من أجل الحق من دون تردد وباستمرار، وأن أكون على استعداد من أجل سبب سامٍ أن أعبر النار. أعلم أنه يكفيني أن أكون صادقًا في هذا المسعي المجيد، ليملأ قلبي السلام والسكينة عندما يصل عمري إلى المآل. وسيصبح العالم أفضل عندما يظل رجل واحد بسيط ومغطى بالندبات يقاتل حتى آخر ذرة من شجاعته ليصل إلى النجم بعيد المنال.
لقد قص مسعى الأشخاص الأعزاء على قلوبكم، من لحظة الحمل فيهم وحتى أنفاسهم الأخيرة، قصةً. ربما عانوا من طفولة صعبة. وربما كانوا محظوظين للغاية. ربما شُخصوا بالإصابة بالسرطان. أو حتى واجهوا تحديات اختبرت إيمانهم إلى أقصى حد. لكن بصرف النظر عن رحلتهم، يقص كل تجعد وكل ندبة وكل عيب قصةً. عندما وصلوا إلينا طلبًا للرعاية، مُنِحنا شرف أن نصير جزءًا من تلك القصة. وعهدوا إلينا باتباع مسعاهم. وفي هذا المسعي، تمكن طلاب الطب لدينا والأطباء المقيمون والزملاء والباحثون والأطباء السريريون من إحراز تقدُّم في حياتهم المهنية، ولهذا سيصبح العالم أفضل. يشمل فريق الموظفين الذين مُنحوا شرف رعاية الأشخاص الأعزاء على قلوبكم: الطبيبة نيروشا لاتشمان، أستاذ التشريح ورئيس قسم التشريح السريري؛ والطبيب ووجسيتش باولينا، أستاذ التشريح؛ والطبيب بونوس كاتيل، أستاذ مساعد في التشريح؛ والطبيبة يولاندا ساليناس ألفاريز، أستاذ مساعد في التشريح؛ والطبيبة أوما بندالاي، زميلة التشريح؛ وجوناثان تورنس بيرتون، مدير العمليات؛ ودون فريشووتر، منسق برنامج التبرع بالجسم؛ وآشلي سكالين وأنا، منسقتا المتبرعين؛ إضافةً إلى منسقة المتبرعين السابقة كاسي فورتش؛ وأندرو ويلهورن وكارين ميلز وأندرو كينيكوت وجودي فينستوين ودانييل ميلين وكارين أوسكارسون وبريانا ماكابي، المساعدين المختبريين؛ وإريك شيهان وكيفن نيس، اختصاصيا الإعلام.
ليس الشكر كافيًا نظرًا إلى روعة الهبة التي قدمها الأشخاص الأعزاء عليكم. لكننا نأمل أن تروا اليوم، خلال استماعكم إلى الطلاب والأطباء، مدى امتناننا هنا في مايو كلينك وكيف يؤثر ذلك في حياتنا، وفي حياة المرضى المستقبليين كذلك. شكرًا لكم.
هيلجا أولسون: صباح الخير. اسمي هيلجا أولسون، وأنا أحد المدربين في برنامج مساعد الجراح الأول. إنه لشرف جليل وامتياز عظيم أن أقف أمامكم اليوم لأعرب عن خالص امتناننا للهدايا الفردية التي منحتنا إياها تبرعات الأشخاص الأعزاء عليكم. يمثل كل تبرع سخاءً استثنائيًا والتزامًا إيثاريًا بدفع عجلات المعرفة والطب. هذه الهبات الثمينة هي حجر أساس برامجنا التعليمية، حيث توفر فرص تعلم قيمة لطلابنا والأطباء المقيمين والزملاء. فمن خلال هذا التبرع الإيثاري، يصبح مرضانا الأوائل أعظم معلمينا، ناقلين معرفة ودروسًا لا يمكن العثور عليها في الكتب أو المحاضرات. وستُقدَّر هذه الهبة إلى الأبد، ليس من قِبلنا نحن في مايو كلينك فحسب، بل من قِبل العديد من المرضى الذين ستتأثر حياتهم وتتحول إلى الأفضل بفضل المعرفة المكتسبة من خلال ما فعله هؤلاء المتبرعون.
ومع ذلك، تكمن وراء كل عملية تبرع قصة شخصية عميقة، وإرث من حب، وعائلة حزينة على أحبائها. واليوم، نكرِّم ونثني على عائلات المتبرعين، الذين ساعد دعمهم الثابت وتفهمهم على جعل هذه الهبات ممكنة. يعكس قرار الأشخاص الأعزاء عليكم بالتبرع القيم والفضائل التي غرستها فيهم عائلاتهم. ونحن ممتنون لذلك إلى الأبد. نحن ندرك التضحيات التي قدموها والتأثير البالغ الذي ستحدثه إسهاماتهم في مستقبل الطب. حيث يكمن إرثهم في العمل الذي نؤديه كل يوم، ما يلهمنا بالسعي لتحقيق التميز والتحلي بالرحمة في كل جوانب رعاية المرضى والممارسات الجراحية. نرجو من العائلات المجتمعة هنا اليوم وأولئك الذين لم يتمكنوا من الانضمام إلينا قبول خالص شكرنا وتعازينا الحارة. نقدر عملية التبرع الإيثارية التي قام بها شخص عزيز عليكم ونتذكرها، ليس داخل مايو كلينك فحسب، بل ومن قِبل المرضى والعائلات التي لا حصر لها ممن ستتأثر حياتهم وتتحول بفضل التقدم المُحرز من خلال إسهاماتهم.
في الختام، لنقف لحظة للتفكير في التأثير العميق لهذا العطاء النبيل. لنكرم ذكرى هؤلاء الأفراد الاستثنائيين بالتزامنا بالسعي لتحقيق التميز والتحلي بالرحمة في كل جوانب حياتنا. وليكن إرثهم منارة من نور، توجهنا في طريق السعي نحو عالم يسود فيه اللطف والتعاطف والكرم. لنشكرهم من أعماق قلوبنا لكرمهم غير العادي وإيثارهم الآخرين على أنفسهم. شكرًا لكم.
ويليام تشاو: اسمي ويليام تشاو، وأنا طالب طب في السنة الأولى هنا في مايو كلينك. اليوم سأعزف المقطوعة "Impromptu No. 3, Op. 90" لفرانز شوبرت على البيانو. [عزف بيانو]
جاكسون أداموفيتش: صباح الخير، أيتها العائلات والأصدقاء والأشخاص الأعزاء. اسمي جاكسون أداموفيتش. وأنا طالب أخصائي علاج طبيعي في السنة الأولى. أقف أمامكم اليوم ليس بصفتي طالبًا فحسب، بل كمستفيد من إحدى أعظم الهبات التي تلقيتها في رحلتي لأصبح اختصاصي رعاية صحية. عندما طلبوا منَّا متطوعين لهذا الحدث، كنت راغبًا للغاية في مشاركة مدى عمق تأثير هذه الهبة فيَّ. لقد كانت جزءًا لا يتجزأ من تعليمي، وقد أثر سخاء الأشخاص الأعزاء عليكم في حياتي بعمق. فكما تعلمون، عندما تبدأ سنتك الأولى من كلية العلاج الطبيعي، سرعان ما سيخبرك طلاب السنة الثانية بمقدار العمل الذي عليك أن تبذله خلال مقرر التشريح في الفصل الدراسي الأول. وأحد التحديات الشخصية التي واجهتني أنني لم أتمكن حقًا من فهم الصور ثنائية الأبعاد، مثل صورة أو شكل في كتاب دراسي أو عرض تقديمي. وكما تتخيلون، عند مواجهة هذا التحدي، شعرت بالارتباك قليلاً من مستوى التفاصيل في الصور في الكتاب الدراسي والعروض التقديمية في المحاضرات. لكن في مختبر التشريح، كانت لدينا الفرصة للغوص بعمق حقًا وزيادة معلوماتنا بطرق لم أراها من قبل. وفجأة، بدأ كل شيء يتضح أمامي. تعلمت في هذا المختبر أكثر بكثير من مجرد معرفة بنية جسم الإنسان ووظائفه. لقد تعلمت أن أقدِّر مدى تعقيد أجسادنا المذهلة، وربما الأهم من ذلك أنني تعرفت على السخاء المذهل للروح البشرية. فأصبح كل متبرع بمنزلة مُعلِّم يُمكِّنني من الاقتراب بشكل عملي وبقلبي وعقلي من تعقيدات تشريح جسم الإنسان. كانت هذه التجارب أساسية ليس في اكتساب المعرفة، بل حتى في تشكيل النهج الذي اتبعه في رعاية المرضى. إن رؤية تفاصيل جسم الإنسان وفهم كيفية ارتباط وتفاعل كل عضلة وعصب ووعاء دموي معًا، قد غرسا لديَّ احترامًا عميقًا للبنية البشرية وتعقيدات الحياة.
فسمحت لي تبرعات الأشخاص الأعزاء عليكم بممارسة مهاراتي وصقلها بطريقة لا يمكن أن يضاهيها أي كتاب دراسي أو محاكاة. لقد كان لهذه التبرعات دور في تعليمي أهمية الدقة والتعاطف والسعي المستمر للتميز في مجال الرعاية الصحية. وبينما نكمل نحن الطلاب واختصاصيي الرعاية الصحية المستقبليين رحلتنا في الرعاية الصحية، فنحن ندرك بعمق أهمية الهبة التي منحنا إياها كرمكم وسخاء الأشخاص الأعزاء عليكم. يُرجى معرفة أن إسهامات الأشخاص الأعزاء عليكم يتم تكريمها وتخليد ذكراها في كل خطوة نتخذها بصفتنا عاملين مستقبليين في الرعاية الصحية نحو مساعدة الآخرين على الشفاء.
لذا، شكرًا لكم على هذه الهدية التي لا نظير لها في ما تحققه من تعلُّم ونمو. إنها إرث سيستمر في التأثير في حياة كثيرين خارج فصولنا الدراسية وعياداتنا. شكرًا لكم.
جوسلين نيلسون: صباح الخير جميعًا. اسمي جوسلين نيلسون. وأنا طالبة في السنة الأولى في برنامج دكتوراه تمريض التخدير. أود أن أشكر كل واحد منكم لوجوده هنا اليوم، وأعلم أن بعضكم قام برحلة إلى روتشستر لقضاء عطلة الربيع الجميلة هذه. لكن الشكر الأكبر أتوجه به إلى كل فرد من أفراد الأسرة الذين ساعدوا بعضهم على اتخاذ هذا القرار بمنح مثل هذه الهبة الجميلة. أنا اليوم أدرك شعور كلا الجانبين جيدًا. حيث، في العام الماضي، كنت فردًا من أفراد أسرة يحتفلون بالحياة، واليوم أنا طالبة أوجه لكم الشكر. الآن، أود أن أقرأ قصيدة لمايا أنجيلو بعنوان عندما تسقط الأشجار العظيمة. عندما تسقط الأشجار العظيمة، ترتعد الصخور على التلال البعيدة. تختبئ الأسود بين الأعشاب الطويلة، وحتى الفيلة تتحرك متثاقلةً بحثًا عن الأمان. عندما تسقط الأشجار العظيمة في الغابة، تلجأ الكائنات الصغيرة إلى الصمت. حيث تنجرف حواسهم إلى ما هو أبعد من الخوف. عندما تموت الأرواح العظيمة، يصبح الهواء حولنا خفيفًا وقليلاً وقاحطًا. نأخذ أنفاسًا قصيرة، ونرى بوضوح يشوبه الألم. تزداد حدة الذاكرة فجأة، لتقضّ مضاجعنا بتذكُّر الكلمات اللطيفة التي لم تُقَل بعد، والمسافات التي تعاهدنا على قطعها. تموت الأرواح العظيمة، ويختفي واقعنا المرتبط بها. تختنق أرواحنا المعتمدة على رعاية أرواحهم، وتذبل. تنهار عقولنا التي كانت مشغولة بهم وتستنير بضياء أرواحهم. لسنا غاضبين لرحيلهم، بل نشعر كأننا تُركنا في ظلمات الكهوف وبردها. وعندما تموت روح عظيمة، تزهر شجرة السلام بعد فترة، ببطء وبشكل غير منتظم. يمتلئ الكون بنوع من الذبذبات الكهربائية المهدئة. تهمس إلينا حواسنا التي استعدناها، لكنها لن تكون كسابق عهدها. لقد كانوا موجودين. لقد كانوا موجودين. نستطيع أن نكمل. ونكون أفضل. لأنهم كانوا موجودين. شكرًا لكم.
أليك جيمس: صباح الخير جميعًا. أنا أليك جيمس، وأنا مشارك في برنامج مساعد الجراح الأول. وجدت أن الشعر أفضل طريقة يمكنني من خلالها التعبير عن امتناني لكل واحد منكم هنا اليوم. لذلك قررت كتابة قصيدة أصلية بعنوان "الطرق العديدة التي يتدفق بها النهر". عناق محب، وقلب متعاطف، وأثر عميق لن يزول أبدًا. مويجة في الماء، وموجة تتكسر على البر. يتجاوز الحب جميع الحدود كيَدٍ ممدودة. ولنرفع رؤوسنا في أعقاب اليأس حين نشعر أننا لا نستطيع السباحة، لأن الذكريات لا تتلاشى أبدًا. يمكننا دائمًا أن نجد السلام يملأ قلوب مَن نتذكرهم، ويتحرك مثل شاطئ هادئ أو شلال عنيف. ليتدفق النهر مثل الشريط على طول ضفافه الهادئة، ومن أجل هذا المنظر الجميل الذي مُنحنا إياه، أنتم من يجب أن نشكره. جمال الهواء يزيد سلاسة تدفق جدول الماء. ونحن ممتنون للغاية، لأن كل قصة فريدة من نوعها. تفيض قلوبنا بقوة هباتكم. بفضل حجر الحياة الثمين الذي بين أيدينا، لن تكونوا وحيدين أبدًا. فلندع نهر الحياة يتدفق بعمق فينا جميعًا، ولتكن ذكرياتنا حجرًا نلقيه في هذا النهر ليُحدث موجات ويُحدث تأثيرًا احتفالاً بالحياة والحب مثل النهر.
مارك: أهلاً ومرحبًا بالجميع. اسمي مارك. وأنا طالب أخصائي علاج طبيعي في السنة الأولى. اليوم، سأعزف مقطوعة على الغيتار بعنوان "شيء أزرق" للمؤلف
وعازف الغيتار كينتا ياجو. [عزف غيتار]
جاكسون بلوتش: صباح الخير. اسمي جاكسون بلوتش، وأنا طالب طب في السنة الأولى. أشكركم لمنحي فرصة التحدث اليوم. عندما بدأت الدراسة في كلية الطب، كنت أتوقع أن أتعلم علم الطب من أساتذتي. فقد كان دورهم في النهاية أن يعلِّموا. لكن لم أتوقع مقدار ما سأتعلمه عن معنى الطب من المرضى أو مقدار ما يجسدونه من صفات آمل أن أغرسها خلال رحلتي في هذه المهنة. أود أن أتأمل لبرهة هذه الإسهامات من مرضاي الأوائل، المتبرعين لصف التشريح الذين نتذكرهم اليوم. ففي البداية، شعرت بأن التشريح يشبه حفظ قوائم طويلة من الهياكل التشريحية. وهذه المعرفة ضرورية. ويمكن تعلم بعضها من كتاب دراسي. لكني بدأت مع مرور الوقت بالانتباه. الانتباه ليس إلى أسماء العضلات والأعصاب والشرايين فحسب، بل أيضًا إلى أنماطها الجميلة وتعقيدها اللانهائي. تتيح هذه التعقيدات للجسم أداء وظائفه. وتجعلنا ضعفاء، وتساعدنا على الشفاء، ومن المستحيل أن نتعلم ذلك في كتاب دراسي. أدركت أن المتبرعين كانوا يعلموننا التفاصيل الدقيقة والمرونة التي تتميز بها أجسادنا. ما زلت أعتقد أن هذا التعليم الفريد من نوعه يُعزى إلى هباتهم العظيمة. والآن أؤمن بأن الوقت الذي قضيناه مع المتبرعين لم يكن يتعلق بتعلم التشريح. بل علّمنا المتبرعون أن احترام المرضى يعني الاهتمام، والملاحظة، وأن نكون موجودين معهم. وأنه من واجبي تجاه مرضاي أن أظل مهتمًا بتفاصيلهم الرائعة وأنماطهم الأساسية وأسئلتهم الجديدة. وأن معرفتنا محدودة شخصيًا وعلميًا، وأنه يتعين عليّ أن أظل متواضعًا أثناء السعي لفهم أعمق، وأنني أبدأ مشواري في مهنة مليئة بالإعجاز والإلهام إذا أخذت الوقت للبحث عنهما.
إن الهبات التي قدمها المتبرعون إلى برامجنا رائعة واستثنائية. وآمل أن نسعى جاهدين لدمج الدروس العديدة التي تعلمناها منهم في رعايتنا للمرضى. وسنعمل أنا وزملائي على ضمان استمرارية أثر كل إسهام منهم. شكرًا لكم.
روزي شو: صباح الخير جميعًا. اسمي روزي شو. وأنا طالبة طب في السنة الأولي. يشرفني اليوم أن أشارك قصصي وامتناني للعمل مع المتبرعين. لقد نشأت في أحد الأحياء الداخلية في واحدة من أكبر مدن الصين. مع أمي التي كانت تُستدعى في مهام عاجلة أغلب الوقت، وأبي الذي كان في رحلات عمل دائمًا، ونشأت في الغالب مع جدي وجدتي. في الواقع، كانت جدتي، وهي امرأة قليلة الكلام، أستاذة في علم الأحياء الدقيقة أُرسلت إلى الأراضي الزراعية لاستصلاحها خلال الثورة الثقافية. كانت شخصية فريدة. لدي ذكريات لها لا تُنسى بينما تمسك بيدي وتأخذني إلى الروضة. أتذكر ذات مرة عندما حان وقت القيلولة، وذعرت بسبب حشرة تزحف عبر السقف. طمأنتني بأن كل شيء على ما يرام، ثم أسهبت في الحديث عن جميع الأمراض المعدية التي يمكن أن تحملها الحشرات. ربما كان ذلك مخيفًا، لكنه كان بطريقة غريبة محببًا ومريحًا بالنسبة إليّ. كانت تلك أيضًا أيام الطفولة المبكرة التي وضعت أساس القيم التي أتحلى بها عند العمل مع المتبرعين. ومن ضمن قصص جدتي عن البحث والطب، كانت تتحدث أحيانًا عن العمل مع المتبرعين، ودائمًا ما تُشير إليهم كمعلمين. مصطلح سمعته مرارًا وتكرارًا خلال نشأتي. في سبتمبر 2023، كانت هذه هي المرة الأولى التي أضع فيها قدمي في مختبر التشريح. كنت متحمسة وقلقة في الوقت نفسه. كنت متحمسة للتعلم. وكنت أعرف قيمي. وكنت أعلم كيف ستسير هذه الدورة. لكنني كنت قلقة. كيف سيتحول كل هذا إلى حقيقة؟ وكيف سأعمل مع المتبرعين بالشكل المناسب؟ مرت الأيام القليلة الأولى بسرعة بينما تعلمنا عن عضلات الظهر، ثم زاد القلق عندما بدأنا نتعلم عن عضلات الذراعين واليدين. بدت الأيدي وكأنها لوحة دقيقة ومميزة منسوجة داخل الجسم. أتذكر خلال المحاضرة، كنت أبحث عن العضلات بين العظمية، وهي عضلات صغيرة في أيدينا تقرب أصابعنا وتبعدها عن بعضها. أمسكت يد المتبرع بين يديَّ، واستقرت أصابعي برفق على كفه. ورأيت الخطوط الدقيقة والتجاعيد والبقع التي لا يمكن أن تنشأ إلا نتاج حياة مليئة بالقصص. ثم أدركت الأمر في ذلك الحين. عندما رأيت حياة مليئة بالقصص تتكشف أمامي شعرت حقًا بأنني كنت هناك مع معلم، يمسك يدي ويأخذني إلى المدرسة، كما فعلت جدتي، يشاركني حياته ومعرفته، مثلما فعل الكثير من معلِّمي عبر السنين. ومنذ ذلك الحين، استفدت من المعرفة التي اكتسبتها من التشريح في الدورات الدراسية السريرية والمراقبة لفهم الجسم البشري بشكل أفضل. لكن الاحترام الهائل والامتنان والتواصل هي أهم الأشياء التي علقت بذهني حقًا. أفكر في مقدار الثقة وأهمية الحياة التي يضعها المرضى بين يدي بصفتي طبيبة مستقبلية، ولا يسعني إلا الرغبة في إحداث فرق. تحدثت مؤخرًا إلى جدتي من خلال دردشة عبر الفيديو. وبما أنها كانت قليلة الكلام، فقد قالت بكل بساطة: "افعلي الصواب". وأنا أتساءل، ما إذا كان الأشخاص الأعزاء عليكم، معلِّمي، يريدون مني فعل الشيء نفسه. شكرًا لكم.
سارة لوكن: صباح الخير. اسمي سارة لوكن، وأنا طالبة في برنامج تمريض التخدير. منذ ثمان سنوات تقريبًا قبل الشروع في هذه الرحلة، عملت كممرضة سريرية في وحدات العناية المركزة هنا. كانت من أجمل ذكرياتي التي لا تُنسى العمل مع المرضى وعائلاتهم ومنحهم تجربة كريمة أثناء رحيلهم عن عالمنا. وفي تلك اللحظات، كثيرًا ما كنت أطلب من أفراد الأسرة أن يخبروني بالمزيد عن المريض، حيث كنت لا أتمكن غالبًا من التعرف على المريض بالطريقة التي أرغب فيها. كنت أسأل عما يحبه المريض، وكيف سيتذكره الآخرون. وما كان يضحكه؟ ما الصعوبات التي مر بها، وما عاداته، والموسيقى التي يحبها، والقصص التي كان يشاركها، والكثير غير ذلك. منحني الاستماع إلى أفراد الأسرة وهم يتحدثون عن المريض نظرة متعمقة حول المريض الذي كنت أعتني به حقًا. غالبًا ما كان ذلك يمنح شعورًا بالراحة ليس للأسرة فحسب، بل لي أنا أيضًا بصفتي الممرضة التي تعتني به. لذا عندما بدأنا دراسة علم التشريح، كنت متحمسة للغاية للتعمق في تشريح الجسم وفهمه حقًا بطريقة غير مسبوقة. ولقد تعلمت بالطبع. لكن راودتني أسئلة ليست عن الجسد فحسب، بل عن الشخص نفسه. وخلال مناقشتنا حول العضلات المسؤولة عن تعبيرات الوجه، تساءلت عما جعل هؤلاء المتبرعين يبتسمون. وعند التمعن في أحبالهم الصوتية، تساءلت عن الصوت الذي كان يصدر عنهم ذات يوم، والكلمات التي قالوها أو الأغاني التي غنوها. وعندما نظرت إلى أقدامهم، تساءلت عن الأماكن التي سافروا إليها. وعندما نظرت إلى أيديهم، تساءلت عن العمل الذي قاموا به. وتساءلت عما رأت أعينهم، والأحداث التي ذرفوا الدموع بسببها. وعند دراسة المخ، تساءلت عن المعلومات والمجالات التي كانوا خبراء فيها، والدروس التي تعلموها من الأخطاء التي ارتكبوها، ومَن أحبوا، والذكريات التي شاركوها. تساءلت عن مدى اهتمامهم بالعلوم والطب ما جعلهم يتبرعون بأجسادهم لشخص مثلي، لمجرد السماح لي بالتعلم. أريدكم أن تعلموا أنه في كل مرة نعمل مع المتبرعين، نتذكر أسماءهم، ونشكرهم. وعلى الرغم من أن فهمي لجسم الإنسان قد توسع بشكل تدريجي خلال رحلتي، فإنه كان متماشيًا مع فضولي حول معرفة هوية هؤلاء الأشخاص والحياة التي عاشوها. لذلك شكرًا لكم لمشاركتكم أجساد الأشخاص الأعزاء على قلوبكم معنا، لمساعدتنا على التعلم، وكذلك ليُلهمنا الإرث الذي تركوه بعد رحيلهم عن عالمنا. شكرًا لكم.
زرحيا جوزيف: صباح الخير. اسمي زراحيا جوزيف، وأنا طالب طب في السنة الأولى. سأعزف أغنية "كم يحبك ويحبني"، وهي ترنيمة بواسطة بيل جورج ودينو كارتسوناكيس. [عزف بيانو]
تاكر دايموند-إيمز: أهلاً. اسمي تاكر دايموند-إيمز، وأنا طالب طب في السنة الأولي. أنا ممتن للغاية لحصولي على شرف التحدث عن بعض المتبرعين اليوم.
إليس هايز: مرحبًا. اسمي إليس هايز، وأنا طالبة في السنة الأولى في برنامج دكتوراه العلاج الطبيعي هنا. آمل أن أكرم كل واحد منكم والأشخاص الأعزاء على قلوبكم جميعًا بذكر أسمائهم اليوم.
إليزابيث إنغرسنت: مرحبًا. اسمي إليزابيث إنغرسنت. وأنا طالبة طب في السنة الأولى. سنبدأ الآن بقراءة قائمة الأسماء. [قراءة الأسماء]
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية قائمة الأسماء.
آندي توم: صباح الخير جميعًا، وشكرًا لحضوركم. اسمي آندي توم. وأنا طالب طب في السنة الأولي. قضيت ما يقرب من عشر سنوات في مشاة البحرية في الجيش قبل دراستي في كلية الطب. واليوم يشرفني أن أقدم إليكم فريق حرس الشرف من American Legion Post 92 وأرحب به. [موسيقى حرس الشرف]
زاك لوفيغ: صباح الخير. اسمي زاك لوفيغ، وأنا رجل دين في مايو كلينك أقدم الرعاية التلطيفية إلى كل من الأطفال والبالغين. وبصفتي على دراية بالموت بشكل خاص، فأنا أدرك أن الوقت وحده لا يحدد المعنى. ولا يجعلنا التحضير له قادرين على تجنب الحزن. لذلك أعلم أهمية هذه اللحظات، ويسرني أن أشكر العديد من الأشخاص الذين أسهموا في حفل توجيه الشكر هذا، من المتحدثين إلى الذين عملوا خلف الكواليس. شكرًا لكم لتوفير المساحة والوقت لتذكر هؤلاء المتبرعين الأعزاء وتوفير الإلهام لمواصلة العمل نيابةً عنهم. في هذا الوقت الذي تملؤه الذكريات الطيبة ويسوده الحزن، تكتسب روابطنا من حيث قيمتها ومدى الحاجة إليها أهمية جديدة. بالنسبة إليكم كعائلات اجتمعت لتتذكر، أما نحن في مايو كلينك فلا يسعنا سوى سرد الجزء الذي عشناه من قصصهم. ونقر أنه مع ختام رحلة الأشخاص الأعزاء على قلوبكم معنا، سيظل أولئك الطلاب محتفظين بما تعلموه عن الروح البشرية والجسم البشري من أجهزة وتكوينات أثناء عملهم ومدهم يد العون للآخرين. وخلال رحلة عودتكم إلى الديار، تخيلوا مدى ما ستبلغه حياة الأشخاص الأعزاء عليكم من أهمية لدى الآخرين وارتباط بهم وتأثير فيهم من خلال عمل طلابنا عندما يصبحون مزودي رعاية صحية. حاولوا أن تتذكروا بعض الوجوه التي رأيتموها. وتخيلوهم بعد تخرجهم وتأدية عملهم بفضل أولئك الذين تتذكرونهم. هذه هي الهبة العظيمة التي قدمها أفراد أسركم. والآن، مع انتهاء مهمة الأشخاص الأعزاء عليكم المباشرة مع الطلاب، نوصيكم الآن باستمرار تقديركم لذكراهم وحياتهم، والاستعانة بما قدموه لإرشاد كل من تقابلون وليكون مصدر دعم لهم. وبينما تستمرون في التفكير في حياة الأشخاص الأعزاء على قلوبكم الذين تتذكرونهم، توقفوا للحظة وأغمضوا أعينكم إذا كنتم ترغبون في ذلك. تذكروا شكل ابتساماتهم. وتذكروا صوت ضحكاتهم. تذكروا لحظة واحدة من آلاف اللحظات البسيطة التي تحملونها معكم الآن لتذكّروا أنفسكم بهم، واعلموا أنهم يريدون منكم الآن أن تكونوا إرثهم الحي. وخلال تلك الذكريات الثمينة والخاصة لحبكم وآمالهم، احملوا طموحاتهم والوعود التي قُطعت، وانظروا كيف اجتمعنا كلنا هنا لأنهم كانوا إلى جانبنا وجانبكم طوال الرحلة. ولا تنسوا كيف تحسنت حياتنا بفضلهم، كما مثلتم بالطبع تحسنًا مهمًا وبركة في حياتهم. لذا، من خلال هذا الحفل، ندفعكم الآن لحمل الآمال وتنفيذ الاحتفالات ونذكركم مرة أخرى بأنكم مرتبطون بهم من خلال تذكركم لهم ولآمالهم، لذلك دعوا حياتكم تتشكل عبر حياتهم بينما تكرمون أرواحهم. فاعلموا، إن لم تكونوا علمتم بالفعل. إن الإرث الذي خلفوه، والآمال التي عقدوها علينا وعليكم، أمر يستحق المشاركة مع الآخرين. وبفضل معرفتكم بهم، سينعم الآخرون بما يحققه لهم إرثهم من خير من خلالكم. بفضل هذه الذكريات الصادقة، سنواصل جميعًا التقدم بالاستعانة بأفضل هبات حصلنا عليها. ولا أظن أن هناك طريقة أفضل لتكريم أولئك الأشخاص الأعزاء ولمساعدة الآخرين بفضل ما بذلوه. لذلك، اجتمعنا اليوم وسنترككم لتحكوا قصصهم، وترووا للآخرين رحلة حياتهم. وفكروا في ما أسهم به أفراد عائلاتكم من إنقاذ للأرواح وتخفيف للآلام. ولتطمئنوا عندما تعلمون أن كرمهم سيظل حيًا في كل ما سيقدمه أولئك الطلاب الكثر. وتستمر رحلة التئام الجرح والحزن بالنسبة إلينا جميعًا حيث نتعهد بأن نملأ المستقبل بالأمل. ومع اقترابنا من نهاية هذا الحفل، لا تنسوا أن تتذكروهم وتشكروهم على الأثر الذي تركوه حيًا باقيًا فيكم وفينا جميعًا. شكرًا لكم. ومع انتهاء حفل توجيه الشكر هذا، أنتم مدعوون الآن للانضمام إلى طلابنا وموظفينا لتناول المرطبات في القاعتين رقم اثنين وثلاثة، ويمكنكم العثور عليهما بالانعطاف إلى اليسار بعد الخروج من هذه القاعة واتباع اللافتات التي تشير إلى المكان الذي يجب أن تذهبوا إليه. وختامًا، أدعوا لكم بالبركة وأشكركم، حيث ينتهي حفلنا للذكرى وتوجيه الشكر.