تقدم Mayo Clinic المواعيد في كل من أريزونا وفلوريدا ومينيسوتا والمواقع الخاصة بالنظام الصحي المعمول به في Mayo Clinic.
مرحبًا! اسمي جو موراي. أعمل طبيبًا للجهاز الهضمي هنا في مايو كلينك في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا. اليوم سأحدثكم عن الداء البطني. الداء البطني حالة مرضية تصيب الأمعاء الدقيقة في الأساس. وهو تفاعل تحسسي تجاه البروتينات التي يحتوي عليها القمح والشعير والشيلَم، والتي يُشار إليها أحيانًا باسم الغلوتين. لكن ماذا يعني ذلك؟ ربما تكون سمعت عن الغلوتين في وسائل الإعلام أو قرأت عنه في المجلات. حسنًا، الغلوتين أحد أنواع البروتينات، ويسبب ضررًا للأشخاص المصابين بالداء البطني عند امتصاصه في الأمعاء. والضرر الناتج عن مقاومة أجسادنا للغلوتين يسبب بدوره ضررًا في الزغابات المعوية. وهي نتوءات مجهرية صغيرة تشبه أصابع اليد وتغطي بطانة الأمعاء الدقيقة. لا تظهر أي أعراض عند حدوث ذلك، خاصةً في البداية. وقد تبقى الحال هكذا لعدة سنوات. فمن الممكن أن يكون الشخص مصابًا بالداء البطني، ولكنه لا يعلم ذلك، ولا تظهر عليه أي أعراض. لكن مع مرور الوقت تبدأ المشاكل في الظهور. وأكثر المشاكل شيوعًا عدم امتصاص العناصر المغذية، خاصةً الحديد. لهذا فإن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد من أكثر مضاعفات هذا المرض شيوعًا. والمفارقة هنا أن الشخص يُصاب بفقر الدم، ثم يتناول كميات مرتفعة من الحديد محاولةً منه لمعالجة المشكلة. لكن الجسم ربما لا يستطيع امتصاص مكملات الحديد أيضًا. لذلك -في كثير من الأحيان- يكون هذا أول مؤشر على أن الشخص مصاب بهذا الداء. ومع تفاقم الحالة، فقد تسبب الإسهال ونقص الوزن وألم البطن والانتفاخ والغازات، أو ما نُطلق عليه تطبُّل البطن أو انتفاخه، خاصةً بعد تناول الوجبات. وإذا أصاب هذا الداء الأطفال، فقد يؤثر على نموهم وتطورهم.
في السابق كان هذا الداء نادرًا، لكنه انتشر على نحو واسعٍ خلال الأعوام العشرة أو ربما الخمسة عشر الأخيرة. واليوم زادت الحالات التي شُخِصت به بمقدار 20 ضعفًا عما كانت عليه قبل ثلاثين عامًا. فلم هذه الزيادة الكبيرة؟ في الواقع، لا نعلم السبب. يرى البعض أن السبب يرجع إلى تغير الطعام الذي نأكله أو إلى أنواع الأطعمة التي نتناولها. لكننا لا نعلم حقيقةً ما سبب هذه الزيادة. فهذه الزيادة تقارب الزيادة المسجلة في أمراض المناعة الأخرى مثل السكري من النوع الأول والاضطرابات التحسسية.
كيف نكتشف هذا المرض وكيف نشخصه؟ حسنًا، يكون أول اختبار عادةً اختبار دم. فقد نكتشف وجود أجسام مضادة في الدم عبر إجراء اختبار دم بسيط. وإذا كانت هذه الأجسام المضادة نشطة، دلّ ذلك على ارتفاع احتمال الإصابة بالداء البطني. في العادة، يُحال المريض بعد ذلك إلى أحد أطباء الجهاز الهضمي، فيجري له عملية تنظير داخلي، وفيها يُدخل أنبوبًا إلى الأمعاء الدقيقة لأخذ خزعات صغيرة من الأنسجة لفحصها. وغالبًا يتأكد التشخيص بناءً على هذا الإجراء. ورغم أن الأمر يبدو في غاية البساطة أو الوضوح، فإنه قد يكون معقدًا. ويزداد التعقيد خاصةً عندما يقلل المريض استهلاك الغلوتين أو يستبعده من نظامه الغذائي قبل إجراء الاختبار. يمثل ذلك تحديًا حقيقيًا لنا، إذ إن نتيجة اختبارات الدم قد تصبح سلبية كما أن الخزعة قد تبدو طبيعية. إذًا ما الإجراء الذي نتخذه في هذه الحالة؟ إذا كان المريض ملتزمًا بنظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة عام أو أكثر، فعلى الأرجح لن تكون اختبارات الدم ذات جدوى. وحتى الاختزاع قد لا يفيد في هذه الحالة. لذلك نلجأ إلى إجراء اختبار جيني. في هذه المرحلة، يكون الاختبار الجيني مجديًا إن كان الشخص لا يحمل جينات الداء البطني. إن كان الشخص لا يحمل هذه الجينات، فيشير ذلك إلى استبعاد إصابته بالداء بدرجةٍ كبيرة، ومن ثم توجيهه وطبيبه إلى مكانٍ آخر. وفي حال كان يحمل جينات الداء البطني، فلا يُعد ذلك دليلاً على أنه مصاب بالمرض، ولكنه قد يكون مؤشرًا على احتمالية الإصابة به. في هذه الحالة، نلجأ غالبًا إلى ما نُطلق عليه تحدي الغلوتين، إذ نُعيد الغلوتين إلى النظام الغذائي للمريض، ونتابع حالته لنرى ما إن كان الغلوتين سيؤدي إلى ظهور أعراض أو مؤشرات غير طبيعية في اختبارات الدم، وفي النهاية نستطيع إثبات ذلك بالكشف عن وجود علامات على حدوث ضرر من خلال الخزعات المأخوذة من الأمعاء.
ما عدد المصابين بهذا الداء؟ قد تصل نسبة الإصابة بهذا الداء إلى واحد من كل مائة شخص. وقد تختلف الأرقام قليلاً. فتزيد في مناطق معينة من العالم وتقل في مناطق أخرى. حتى داخل الولايات المتحدة، تفوق أعداد الإصابة بالداء البطني في الجزء الشمالي من البلاد الأعداد في الولايات الجنوبية. ولا نعرف سبب ذلك، لكن الأعداد مقاربة لأعداد الإصابة باضطرابات المناعة الأخرى. فعلى سبيل المثال، قد يكون التصلُّب المتعدد أكثر انتشارًا في الولايات الشمالية عنه في الولايات الجنوبية.
هل هناك مضاعفات لهذه الحالة؟ قد تكون لها مضاعفات. فلا تقتصر الأعراض على ما ذكرته سابقًا: فقر الدم والأعراض المَعدية المَعوية أو الهضمية. بل قد يسبب مضاعفات يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة العظام. وأحيانًا يأتي إلينا مصابون بما نطلق عليه الكسور الناتجة عن هشاشة العظام، نتيجة ضعف العظام أو هشاشتها أو تليُّنها. وفي حالات نادرة، قد تزيد لدى بعض المرضى احتمالات الإصابة بأنواع نادرة من الأورام الخبيثة، مثل اللمفومة أو سرطانات الأمعاء الدقيقة. إذًا نحن لا نتعامل مع حالة مرضية بسيطة، ولا ينبغي الخلط بينها وبين الحالات التي يتجنب فيها الناس تناوُل الغلوتين لأسباب متعلقة بنمط الحياة، أو من نطلق عليهم "متجنبي الغلوتين". فهذه الحالة ليست الداء البطني. الداء البطني داءٌ خطير قد يسبب ضررًا بالغًا في السبيل الهضمي وأجزاء أخرى غيره.
ولعل أصعب حالة يواجهها الطبيب في تشخيص الداء البطني هي الأشخاص الذين لا يشتكون من أي مشكلات في الجهاز الهضمي على الإطلاق. وفي الوقت ذاته لديهم مشكلات مثل ضعف الخصوبة والطفح الجلدي وحالات قرح الفم المتكررة وتساقط الشعر، فضلاً عن مشاكل العظام. لقد ذكرنا أن أعراض الإرهاق المزمن ليست علامة حصرية على الإصابة بالداء البطني، إلا أنها غالبًا ما تكون مؤشرًا قويًا على الإصابة بهذه الحالة غير واضحة المعالم. شكرًا على المشاهدة.
لا تُقدم Mayo Clinic الدعم للشركات أو المنتجات المُعلَّن عنها هنا. لكن تدعم العائدات الإعلانية رسالتنا غير الربحية.
تحقق من هذه الكتب الأكثر مبيعًا والعروض الخاصة على الكتب والنشرات الإخبارية من Mayo Clinic Press.
تساهم التبرّعات، وهي قابلة للخصم الضريبي، في دعم آخر التطورات في الأبحاث وطرق الرعاية لإحداث نقلة نوعية في الطب.