التبرع بالدم

نظرة عامة

التبرع بالدم إجراء تطوعي يمكن أن يساعد على إنقاذ الأرواح. وهناك عدة أنواع للتبرع بالدم. ويساعد كل نوع على تلبية احتياجات طبية مختلفة.

التبرع بالدم الكامل

التبرع بالدم بالكامل هو النوع الأكثر شيوعًا للتبرع بالدم. وخلال هذا النوع من التبرع، تتبرع بنصف لتر تقريبًا من الدم الكامل. وبعد ذلك يُفصل الدم إلى مكوناته: خلايا الدم الحمراء والبلازما، وأحيانًا الصفيحات الدموية.

الفِصادة

أثناء عملية فصل مكونات الدم (الفصادة)، ستكون متصلاً بجهاز يجمع مكونات الدم المختلفة ويفصلها. وتتضمن مكونات الدم هذه كرات الدم الحمراء والبلازما والصفيحات الدموية. ثم يعمل الجهاز على إعادة مكونات الدم المتبقية إلى جسمك.

• في حال التبرع بالصفيحات الدموية (فصادة الصفيحات)، تُجمَع الصفيحات الدموية فقط. والصفيحات الدموية هي خلايا تساعد على وقف النزيف عن طريق تكوين تكتلات وانسدادات في الأوعية الدموية (تجلط الدم).

  تُمنَح الصفيحات الدموية المُتبرَّع بها عادةً للأشخاص المصابين بمشكلات في تجلط الدم أو المصابين بالسرطان، بالإضافة إلى الأشخاص الذين سيخضعون لعمليات زرع الأعضاء أو عمليات جراحية كبيرة.

• يتيح لك التبرع التبادلي بخلايا الدم الحمراء التبرع بكمية مركزة من خلايا الدم الحمراء. توصل خلايا الدم الحمراء الأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة.

  تُمنح خلايا الدم الحمراء المُتبرَّع بها عادةً للأشخاص الذين فقدوا كمية كبيرة من الدم، مثلما يحدث عقب التعرض لإصابة أو حادث، والأشخاص المصابين بفقر الدم (انخفاض مستوى الهيموغلوبين).

• يجمع التبرع بالبلازما (فصادة البلازما) الجزء السائل من الدم (البلازما). وتساعد البلازما على تجلط الدم وتحتوي على أجسام مضادة تساعد في مكافحة العدوى.

  وتُمنح البلازما عادةً للمرضى في حالات الطوارئ وللأشخاص الذين تعرضوا لإصابات جسدية للمساعدة على إيقاف النزيف.

لماذا يتم ذلك؟

يجب أن توافق على سحب عينة دم منك بهدف منحها لشخص آخر بحاجة إلى نقل الدم.

يحتاج ملايين الأشخاص إلى عمليات نقل دم سنويًا. قد يحتاج البعض إلى الدم أثناء خضوعهم للجراحة. ويعتمد عليه آخرون بعد تعرضهم لحادث أو لإصابتهم بمرض يتطلب الحصول على بعض مكونات الدم. ويسمح التبرع بالدم بكل ذلك. لا يوجد بديل للدم البشري؛ لذلك فجميع عمليات نقل الدم تستخدم الدم من المتبرعين.

المخاطر

التبرع بالدم عملية آمنة. إذ تُستخدَم أدوات جديدة ومعقمة ومعدَّة للاستخدام لمرة واحدة لكل متبرع؛ لذلك لا يوجد أي خطر لانتقال العدوى عن طريق الدم عند التبرع بالدم.

يستطيع معظم البالغين الأصحاء التبرع بحوالي نصف لتر بأمان من دون التعرض لأي مخاطر صحية. وفي غضون أيام قليلة من التبرع بالدم، سيعوض جسمك السوائل المفقودة. وبعد أسبوعين، سيعوض جسمك ما فُقد من خلايا الدم الحمراء.

كيف تستعد؟

متطلبات الأهلية

لكي تصبح مؤهلاً للتبرع بالدم بالكامل أو البلازما أو الصفيحات الدموية، يجب توفر الشروط التالية:

• أن تكون بصحة جيدة.
• أن يكون عمرك 16 أو 17 عامًا على الأقل حسب القانون في الولاية التي تعيش فيها. تسمح بعض الولايات للقاصرين من الناحية القانونية بالتبرع بعد موافقة الوالدين. على الرغم من أنه لا يوجد حد أقصى للسن القانونية، فقد تختلف السياسات بين مراكز التبرع للأفراد.
• ألا يقل وزنك عن 110 رطلاً (50 كغم تقريبًا).
• أن تكون قادرًا على اجتياز التقييمات الجسدية وتقييمات التاريخ الصحي.

تختلف متطلبات الأهلية قليلاً باختلاف الأنواع المختلفة للتبرع بالدم.

الطعام والأدوية

قبل تبرعك بالدم:

• احصل على قسط وافر من النوم في الليلة السابقة للتبرع.
• تناول وجبة صحية قبل التبرع. تجنب الأطعمة الدهنية، مثل الهامبرغر أو البطاطا المقلية أو الآيس كريم.
• اشرب الكثير من الماء قبل التبرع.
• تأكد مما إذا كان أي من الأدوية التي تتناولها حاليًا أو تناولتها مؤخرًا يمنعك من التبرع. على سبيل المثال، إذا كنت ستتبرع بالصفائح الدموية، فيجب ألا تتناول الأسبرين لمدة يومين قبل التبرع. تحدث إلى أحد أعضاء فريق الرعاية الصحية قبل التوقف عن تناول أي من الأدوية من أجل التبرُّع بالدم.
• ارتدِ قميصًا بأكمام يمكن طيها.

ما يمكن أن تتوقعه

بعد إجراء العملية

قبل أن تتمكن من التبرع بالدم، سيُطلب منك ملء سيرة مرضية سرية. ويتضمن أسئلة عن السلوكيات المعروفة بزيادة خطر الإصابة بالعدوى المنقولة عبر الدم.

وبسبب خطر الإصابة بالعدوى المنقولة عبر الدم، لا يكون التبرع بالدم مسموحًا للجميع. وفيما يلي الفئات غير المؤهلة للتبرع بالدم:

• أي شخص سبق له استخدام أدوية عن طريق الحقن أو ستيرويدات أو أي مواد أخرى من دون استشارة الطبيب خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة
• أي شخص أقام علاقات جنسية مع شخص جديد ومارس الجنس الشرجي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة
• أي شخص أقام علاقات جنسية مع عدة أشخاص ومارس الجنس الشرجي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة
• أي شخص مصاب بنقص عامل التخثر الخلقي
• أي شخص أجرى اختبار ‏فيروس نقص المناعة البشري وكانت نتيجته إيجابية
• أي شخص مارس الجنس مقابل المال أو المخدرات خلال الثلاثة أشهر الأخيرة
• أي شخص كان له مخالطة لصيقة مع شخص آخر يعيش معه، وكان ذلك الشخص مصابًا بالتهاب الكبد B أو التهاب الكبد C أو كان له اتصال جنسي معه (أو معها) خلال الثلاثة أشهر الأخيرة
• أي شخص قد اُصيب بالبابسيَّات، وهو مرض شديد ونادر تنقله القُرادة، خلال العامين الماضيين

وستخضع أيضًا لفحص بدني سريع. وهو فحص يتضمن التحقق من ضغط دمك ونبضك ودرجة حرارتك. وستؤخذ عينة دم بسيطة من طرف إصبعك وتُستخدم للتحقق من المكونات الحاملة للأكسجين في دمك (مستوى الهيموغلوبين). وإذا كان تركيز الهيموغلوبين لديك ضمن نطاق صحي واستوفيت كل متطلبات الفحص الأخرى، فيمكنك التبرع بالدم.

المخاوف المتعلقة بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

لم يثبت أن الفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد 19) ينتقل عن طريق عمليات نقل الدم. لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تقترح أن ينتظر من يريد التبرع بالدم مدة 10 أيام على الأقل بعد إجراء اختبار تشخيصي إيجابي بكوفيد 19 دون أعراض، أو لمدة 10 أيام على الأقل بعد اختفاء أعراض كوفيد 19 تمامًا.

أما الذين تبين أن لديهم أجسامًا مضادة لفيروس كوفيد 19 لكن لم يخضعوا لاختبار تشخيصي ولم تظهر عليهم أعراض مطلقًا، فيمكنهم التبرع دون الحاجة لفترة انتظار أو إجراء اختبار تشخيصي قبل التبرع.

في أثناء إجراء العملية

ستستلقي أو تجلس على كرسي مريح له ظهر قابل للتعديل ومسند للقدمين مع تمديد ذراعك على مسند الذراعين. وإذا كنت تفضل استخدام ذراع أو وريد محدد، فوضح ذلك للشخص المسؤول عن سحب عينة الدم. سيُلَف سوار قياس ضغط الدم أو عاصبة حول أعلى ذراعك حتى تمتلئ الأوردة بالمزيد من الدم. ويسهِّل ذلك أيضًا رؤية الأوردة وإدخال الإبرة فيها. ويساعد كذلك على ملء كيس الدم بسرعة أكبر. بعد ذلك، سيُنظَّف جلد الجهة الداخلية لمرفقك.

وتُدخل إبرة جديدة معقمة في أحد أوردة ذراعك. وتكون هذه الإبرة متصلة بأنبوب بلاستيكي رفيع وكيس دم. وبمجرد إدخال الإبرة في مكانها، سيكون عليك شد قبضة يدك عدة مرات للمساعدة على تدفق الدم من الوريد. يُجمع الدم في البداية في أنابيب لاختباره. وبعد هذا الإجراء، يُترك الدم لملء الكيس البالغ سعته نصف لتر تقريبًا. وتظل الإبرة عادة في مكانها لمدة 10 دقائق تقريبًا. بعد الانتهاء من التبرع، تُنزع الإبرة وتوضع مكانها لاصقة صغيرة وتُلف ضمادة حول ذراعك.

هناك طريقة أخرى للتبرع بالدم آخذة في الانتشار وهي فصل مكونات الدم. أثناء عملية فصل مكونات الدم، ستكون متصلاً بجهاز يمكنه جمع مكونات الدم المختلفة وفصلها، مثل كرات الدم الحمراء والبلازما والصفيحات الدموية. وتتيح هذه العملية جمع أكثر من مكون واحد للدم. لكنها تستغرق وقتًا أطول من التبرع المعتاد بالدم، وعادةً ما يصل هذا الوقت إلى ساعتين.

بعد العملية

بعد التبرع، ستجلس في وحدة للملاحظة حيث يمكنك الاسترخاء وتناول وجبة خفيفة. وبعد مرور 15 دقيقة، يمكنك المغادرة. بعد التبرع بالدم:

• احرص على شرب الكثير من السوائل.
• تجنب ممارسة الأنشطة البدنية المرهقة أو رفع الأشياء الثقيلة لمدة 24 ساعة تقريبًا.
• إذا شعرت بدوار، فاستلقِ مع رفع قدميك لأعلى إلى أن يزول هذا الشعور.
• حافظ على جفاف الضمادة وبقائها في مكانها لمدة أربع ساعات.
• وإذا أُصبت بنزيف بعد إزالة الضمادة، فاضغط على مكان النزيف وارفع ذراعك إلى أن يتوقف النزيف.
• وفي حال الإصابة بكدمة، ضع كمادات باردة على المنطقة من وقت لآخر خلال أول 24 ساعة.
• وحاول إضافة الأطعمة الغنية بالحديد إلى نظامك الغذائي لتعويض الحديد المفقود بسبب التبرع بالدم.

اتصل بمركز التبرع بالدم أو بالطبيب في الحالات الآتية:

• إذا نسيت إبلاغ مركز التبرع بالدم بشأن أي معلومات صحية مهمة.
• إذا ظهرت عليك علامات وأعراض مرتبطة بمرض معين، مثل الحمى، في غضون عدة أيام بعد التبرع بالدم.
• إذا شُخّصت إصابتك بفيروس كوفيد 19 في غضون 48 ساعة بعد التبرع بالدم.

النتائج

الاختبار

سيُفحص دمك لمعرفة فصيلة الدم وتحديد عامل الريسوس. وتُصنف فصيلة الدم على أنها A أو B أو AB أو O، أما عامل الريسوس فيشير إلى وجود أو غياب مُستضد معين في الدم، وهذا المستضد هو مادة قادرة على تحفيز الاستجابة المناعية. ستُصنّف على أنك موجب أو سالب العامل الريسوسي، ما يعني أنك تحمل أو لا تحمل المستضد. وهذه المعلومات مهمة لأن فصيلة دمك وعامل الريسوس لديك يجب أن يكونا متوافقين مع فصيلة الدم وعامل الريسوس للشخص الذي سيتلقى دمك.

وسيُفحص دمك أيضًا بغرض الكشف عن الأمراض التي تنتقل عبر الدم، مثل التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشري. وإذا كانت نتيجة هذه الاختبارات سلبية، فسيوزَّع الدم للاستخدام. أما إذا كانت نتيجة أي من هذه الاختبارات إيجابية، فسيبلغك مركز التبرع بالدم بذلك وسيتخلص من دمك الذي تبرعت به.

التجارب السريرية

استكشِف دراسات مايو كلينك حول الاختبارات والإجراءات المخصصة للوقاية من الحالات الصحية واكتشافها وعلاجها وإدارتها.