نظرة عامة
داء الشعرينات، الذي يُطلق عليه أحيانًا داء المشعرات، هو نوع من عَدوى الدودة المستديرة. وتلجأ طفيليات (يرقات) الدودة المستديرة هذه إلى جسم مضيف للعيش والتكاثر. حيث تصيب هذه الطفيليات حيوانات مثل الدببة والكوجر وحصان البحر والثعالب والخنازير البرية والخنازير المستأنسة. وتنتقل العَدوى إلى الإنسان بتناول النوع غير مكتمل النمو من الدودة المستديرة (اليرقات) في اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا.
فعندما يأكل الإنسان لحمًا نيئًا أو غير مطهو جيدًا يحتوي على يرقات الشعرينة، تكبر اليرقات لتصبح ديدان بالغة في الأمعاء الدقيقة. ويستغرق هذا عدة أسابيع. تنتج الديدان البالغة يرقات تنتقل عبر مجرى الدم إلى أجزاء مختلفة من الجسم. ثم تدفن نفسها في الأنسجة العضلية. ينتشر داء الشعرينات بشكل واسع في المناطق الريفية في جميع أنحاء العالم.
ويمكن علاج داء الشعرينات بالأدوية، رغم أنه ليست ضرورية دائمًا. ويمكن الوقاية من الإصابة به بسهولة.
الأعراض
قد تتنوع مؤشرات عَدوى داء الشعرينات وأعراضها ومدى حدتها. ويعتمد ذلك على عدد اليرقات التي أُكِلت في اللحم الموبوء.
احتمال الخلو من العلامات أو الأعراض
يمكن ألا تسبب الحالات الخفيفة من داء الشعرينات -التي لا تنطوي إلا على عدد بسيط من الطفيليات في الجسم- أي مؤشرات أو أعراض. بينما تظهر الأعراض في الحالات المتوسطة أو الحادة؛ أي عند وجود عدد كبير من الطفيليات في جسمك. وتتفاقم هذه الأعراض في بعض الأحيان عندما تنتشر يرقات الدودة المستديرة (الشعرينات) في جسمك.
العلامات والأعراض الأولية
يبتلع المصاب يرقات الدودة المستديرة (داء الشعرينات) في جُريبات (تكيُّسات) صغيرة تحتوي على الطفيل. وتحلل العصارات الهضمية الكبسولة، فتخرج منها اليرقات إلى داخل الجسم. بعد ذلك، تدخل اليرقات جدار الأمعاء الدقيقة حيث تنمو وتتحول إلى ديدان ناضجة وتتزاوج. قد تبدأ الأعراض الهضمية بعد يوم واحد أو يومين من الإصابة بالعدوى. وفي هذه المرحلة، قد تشعر بالأعراض التالية:
- الإسهال
- ألم المعدة (البطن)
- تعب وضعف شديدان (الإرهاق)
- الغثيان والقيء
العلامات والأعراض اللاحقة
بعد مرور أسبوع تقريبًا من الإصابة بالعدوى، تنتج الديدان الإناث البالغة يرقات. وتمر اليرقات عبر الجدار المعوي، وتدخل إلى مجرى الدم، وتظل تتنقل داخل الجسم لتدفن نفسها في الأنسجة العضلية. وهنالك، تلتف كل يرقة وتشكل كيسة حول نفسها. يمكن أن تعيش اليرقات لأشهر، بل ولسنوات داخل الأنسجة العضلية.
تكيسات الشعرينة
وتبدأ عادة الأعراض الناجمة عن غزو اليرقات للأنسجة العضلية بعد أسبوعين إلى 8 أسابيع من العدوى وتشمل:
- حمى شديدة وقشعريرة
- آلام العضلات والإيلام عند اللمس
- وجع المفاصل
- تورم في الجفون أو الوجه
- الضعف
- الصداع
- حساسية تجاه الضوء
- احمرار العين (التهاب المُلتحِمة)
- حكة الجلد وتهيجه
ومع وجود عدد كبير من الطفيليات، يمكن أن يكون ألم العضلات وضعفها شديدين. ويمكن أن يحد هذا من الحركة والتنفس والكلام.
وقد تستمر الأعراض لعدة أشهر. لكن الأعراض تقل عمومًا عندما تشكل اليرقات كيسات. ومع ذلك فحتى بعد زوال العدوى، يمكن أن يستمر الشعور بالإرهاق والألم الخفيف والضعف والإسهال لشهور أو سنوات.
متى تزور الطبيب
إذا كنت تعاني من حالة خفيفة من داء الشعرينات من دون أعراض، فقد لا تحتاج إلى الرعاية الطبية. إذا كان لديك مشكلات هضمية، أو إذا أحسست بألم في العضلات وتورُّم بعد نحو أسبوع من أكل لحم الخنزير أو لحم حيوان برِّي، فتحدَّث إلى طبيبك.
الأسباب
يُصاب الأشخاص بداء الشعرينات عندما يأكلون اللحوم النيئة أو غير المطهوة جيدًا، الموبوءة بيرقات طُفيلي دودة الشعرينات. ولن تتمكن من نقل الطُفيلي إلى شخص آخر.
أما الحيوانات، فتُصاب عندما تتغذى على حيوانات أخرى مصابة. وقد تكون الحيوانات البرية مثل الدب أو الكوجر أو الذئب أو الخنزير البري أو حصان البحر أو الفقمة مصدرًا للحوم الموبوءة في أي مكان في العالم. ويمكن أن تُصاب الخنازير المستأنسة والخيول بداء الشعرينات عندما تتغذى على القمامة التي تحتوي على بقايا اللحوم الموبوءة.
أصبحت الخنازير مصدرًا أقل شيوعًا للعَدوى بسبب زيادة الرقابة على علف الخنازير ومنتجات لحومها في الولايات المتحدة. أما لحوم الحيوانات البرية فهي مصدر لمعظم حالات داء الشعرينات في الولايات المتحدة.
ولا يمكن أن تُصاب بداء الشعرينات بسبب لحم البقر، لأن الأبقار لا تأكل اللحوم. لكن ارتبطت بعض حالات داء الشعرنيات لدى البشر بأكل لحم البقر المخلوط بلحم خنزير موبوء.
ويمكنك أيضًا الإصابة بداء الشعرينات عند فرم اللحم البقري أو اللحوم الأخرى في مفرمة لحوم كانت تُستخدم سابقًا لفرم لحم مصاب بالعدوى.
عوامل الخطورة
تتضمن عوامل خطر الإصابة بداء الشعرينات ما يلي:
- تحضير الطعام على نحو غير ملائم. يصيب داء الشعرينات الإنسان عند تناول لحوم مصابة نيئة أو غير مطهية جيدًا، مثل لحوم الخنزير والحيوانات البرية. ويمكن أن يتضمن ذلك أيضًا اللحوم الأخرى التي تعرضت للتلوث الناتج عن المطاحن أو غيرها من المعدات.
- المناطق الريفية. يكثر شيوع داء الشعرينات في المناطق الريفية المنتشرة في جميع أنحاء العالم. وترتفع معدلات الإصابة بالعدوى في مناطق تربية الخنازير.
- تناول اللحوم البرية أو غير المجهزة للاستخدام التجاري. ساعدت تدابير الصحة العامة بشكل كبير على انخفاض معدل حدوث الإصابة بعدوى داء الشعرينات نتيجة تناول اللحوم التجارية. لكن تتسبب الحيوانات التي تُربى في المزارع غير التجارية، ولا سيما تلك التي توجد في مناطق تكثر بها جثث الحيوانات البرية، في معدلات أعلى للإصابة بالعدوى. ولا تزال الحيوانات البرية تمثل المصادر الشائعة لانتشار العدوى.
المضاعفات
من النادر حدوث مضاعفات لداء الشعرينات، إلا في الحالات الشديدة منه. في الحالات التي يصحبها وجود عدد كبير من يرقات الدودة المستديرة (الشعرينات) قد تنتقل اليرقات عبر الجسم إلى الأنسجة العضلية في الأعضاء وحولها. ويمكن أن يتسبب ذلك في حدوث مضاعفات خطيرة، بل وحتى مميتة، مثل الألم والتورم (الالتهاب) في المناطق التالية:
- الطبقة العضلية لجدار القلب (التهاب عضلة القلب)
- الدماغ (التهاب الدماغ)
- طبقة الأنسجة الواقية المحيطة بالدماغ والحبل النخاعي (التهاب السحايا)
- الرئة (الاحتقان الرئوي)
الوقاية
تتمثل أفضل وسيلة للوقاية من داء الشعرينات في تحضير الطعام بشكل صحيح. فاتبع هذه النصائح لتجنب الإصابة بداء الشعرينات:
-
تجنب تناول اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا. تأكد من طهي شرائح اللحم جيدًا حتى يصبح لونها بنيًا. احرص على طهي لحوم الحيوانات حتى تصل درجة حرارتها الداخلية إلى 71 درجة مئوية (160 درجة فهرنهايت) تقريبًا. واستخدم مقياس حرارة اللحوم للتأكد من طهيها جيدًا.
ولا تقطع اللحوم أو تتناولها لمدة ثلاث دقائق على الأقل بعد رفعها من على النار.
- تجميد اللحوم. سيؤدي تجميد بعض اللحوم التي يقل سمكها عن 15.24 سم (6 بوصات) عند -15 درجة مئوية (5 درجات فهرنهايت) لمدة ثلاثة أسابيع إلى القضاء على طفيليات الدودة المستديرة. ومع ذلك، لن يقضي التجميد على طفيليات الدودة المستديرة الموجودة في بعض لحوم الحيوانات البرية، حتى لو استمر تجميدها لفترة طويلة.
- تجدر الإشارة إلى أن طرق معالجة اللحوم الأخرى لا تقتل الطفيليات. لا تقضي الطرق الأخرى لمعالجة اللحوم أو حفظها، مثل التدخين والتمليح والتخليل، على طفيليات الدودة المستديرة في اللحوم المصابة. كما لا يوصى بالطهي في فرن الميكروويف للقضاء على طفيليات الدودة المستديرة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن استخدام فرن الميكروويف لا يوفر طهيًا متساويًا للحوم لضمان القضاء على جميع الطفيليات.
- تنظيف ماكينات فرم اللحوم جيدًا. إذا كنت تفرم اللحوم بنفسك، فتأكد من تنظيف ماكينة الفرم بعد كل استخدام.
- غسل اليدين. اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية فور الانتهاء من تجهيز اللحوم النيئة. فقد يقي ذلك من انتقال العدوى إلى الأطعمة الأخرى.