التشخيص
يهدف الطبيب عند تقييم انخفاض ضغط الدم الانتصابي إلى معرفة السبب وتحديد العلاج. لكن لا يُعرَف السبب على الدوام.
ربما يراجع الطبيب التاريخ المرضي والأدوية والأعراض ويجري فحصًا بدنيًا للمساعدة على تشخيص الحالة.
قد يوصي الطبيب أيضًا بواحد أو أكثر من الإجراءات التالية:
- مراقبة ضغط الدم. يتضمن هذا قياس ضغط الدم في وضع الجلوس والوقوف. وإذا انخفض رقم الضغط العلوي (الانقباضي) 20 ملم زئبقي في غضون دقيقتين إلى 5 دقائق من الوقوف، فهذا علامة على انخفاض ضغط الدم الانتصابي. وإذا انخفض رقم الضغط السفلي (الانبساطي) بمقدار 10 ملم زئبقي في غضون دقيقتين إلى 5 دقائق من الوقوف، فهذا علامة أيضًا على انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
- تحاليل الدم. توفر تحاليل الدم هذه معلومات عن الحالة الصحية العامة، بما في ذلك نقص سكر الدم أو انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء (فقر الدم). ويمكن لكليهما أن يتسبب في انخفاض ضغط الدم
تخطيط كهربية القلب. يقيس هذا الاختبار السريع وغير المؤلم النشاط الكهربائي للقلب. وأثناء الاختبار، تُلصَق مستشعرات (أقطاب كهربية) على الصدر وأحيانًا على الذراعين أو الساقين. وتوصّل الأسلاك بالجهاز الذي يعرض النتائج أو يطبعها. ويمكن أن يكشف تخطيط كهربية القلب عن تغيرات في نظم القلب أو بنية القلب ومشكلات في إمداد عضلة القلب بالدم والأكسجين.
قد لا يكتشف تخطيط كهربية القلب التغيرات العرضية في نظم القلب. وقد يوصي الطبيب بمراقبة نبض القلب في المنزل. ويمكن ارتداء جهاز تخطيط كهربية القلب المحمول، المسمى بجهاز هولتر، لمدة يوم واحد أو أكثر لتسجيل نشاط القلب أثناء الأنشطة اليومية.
- مخطط صدى القلب. تُستخدم في هذا الفحص الموجات الصوتية لإنتاج صور للقلب أثناء الحركة. ويمكن لمخطط صدى القلب إظهار تدفق الدم خلال القلب وصماماته. ويمكن أن يساعد هذا الاختبار على تحديد أمراض القلب الهيكلية.
- اختبار الجهد. يُجرى اختبار الجهد أثناء ممارسة التمارين الرياضية، مثل السير على جهاز المشي. ويُعطى الأشخاص الذين لا يمكنهم ممارسة التمارين الرياضية دواءً يجعل القلب يعمل بجهد أكبر. ويُراقَب القلب بعد ذلك باستخدام تخطيط كهربية القلب أو تخطيط صدى القلب أو اختبارات أخرى.
- اختبار الطاولة المائلة. يوضح اختبار الطاولة المائلة كيفية تفاعل الجسم مع التغيرات في وضع معين. ويتضمن هذه الاختبار الاستلقاء على طاولة مسطحة مائلة لرفع الجزء العلوي من الجسم. وتحاكي التغيرات التي تحدث في هذا الوضع حركة الانتقال من الاستلقاء إلى الوقوف. ويُقاس ضغط الدم بشكل متكرر أثناء إمالة الطاولة.
- مناورة فالسالفا. يحدد هذا الاختبار غير المتوغل مستوى كفاءة وظيفة الجهاز العصبي اللاإرادي. ويلزم لإجراء هذا الاختبار التنفس بعمق وزفر الهواء للخارج عبر الشفتين، كما لو كنت تحاول نفخ بالون قاسٍ. ويُقاس معدل ضربات القلب وضغط الدم أثناء الاختبار.
اختبار الطاولة المائلة
العلاج
يُوجَّه علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي إلى السبب لا إلى انخفاض ضغط الدم نفسه. فعلى سبيل المثال، إذا كان انخفاض ضغط الدم الانتصابي بسبب الجفاف، فقد يقترح الطبيب تغييرات في نمط الحياة مثل شرب مزيد من الماء. وإذا كان انخفاض ضغط الدم عند الوقوف بسبب أحد الأدوية، فقد يشمل العلاج تغيير جرعة هذا الدواء أو وقفه.
وفي حالات انخفاض ضغط الدم الانتصابي الخفيفة، فمن أبسط العلاجات الجلوس أو الاستلقاء على الظهر فور الشعور بالدوار عند الوقوف. وفي الغالب تختفي الأعراض عندئذ. لكن في بعض الأحيان، يحتاج علاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي إلى الأدوية.
الأدوية
إذا لم يتحسن انخفاض ضغط الدم الانتصابي مع تغييرات نمط الحياة، فقد يلزم تناول أدوية لزيادة ضغط الدم أو كمية الدم. ويعتمد نوع العلاج اللازم على نوع انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي ميدودرين (Orvaten) أو دروكسيدوبا (Northera) أو فلودروكورتيزون أو بيريدوستيغمين (Mestinon وRegonol).
فتحدث مع طبيبك عن مخاطر هذه الأدوية وفوائدها، لتحديد أنسبها لحالتك.
الرعاية الذاتية
قد تساعد بعض الخطوات البسيطة على التحكم في انخفاض ضغط الدم الانتصابي أو الوقاية منه. وتتضمن هذه الخطوات ما يأتي:
- ارتداء جوارب ضاغطة تصل إلى الخصر. قد تساعد هذه الجوارب على تحسين تدفق الدم وتقليل أعراض انخفاض ضغط الدم الانتصابي. واحرص على ارتداء هذه الجوارب أثناء النهار، لكن اخلعها قبل النوم وعند الاستلقاء.
- الإكثار من شرب السوائل. يساعد شرب الماء باستمرار على الوقاية من أعراض انخفاض ضغط الدم. فاشرب الكثير من الماء قبل الوقوف لفترات طويلة، أو ممارسة أي أنشطة قد تستثير الأعراض.
- تجنُّب تناول الكحول. يمكن أن يؤدي تعاطي الكحول إلى تفاقم الخطورة الناجمة عن انخفاض ضغط الدم الانتصابي، لذا يجب الحد منه أو تجنُّبه تمامًا.
- زيادة كمية الملح في النظام الغذائي. يجب أن يتم ذلك بعناية وبعد مناقشته مع الطبيب. يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الملح إلى ارتفاع ضغط الدم عن المستوى الصحي؛ ما يتسبب في مخاطر صحية جديدة.
- تناول وجبات صغيرة. إذا كان ضغط الدم يانخفض بعد تناول الطعام، فيمكن أن يفيد تناول وجبات صغيرة منخفضة الكربوهيدرات.
- ممارسة الرياضة. قد تساعد ممارسة تمارين تقوية القلب والأوعية الدموية بانتظام على تقليل أعراض انخفاض ضغط الدم الانتصابي. تجنَّب ممارسة الرياضة في الطقس شديد الحرارة والرطوبة.
- التحرّك وممارسة تمارين الإطالة بطرق معينة. تمديد عضلات ربلة الساق وثنيها قبل النهوض من وضعية الجلوس. وللسيطرة على الأعراض، اضغط الفخذين معًا مع الضغط على عضلات المعدة والأرداف. اجلس القرفصاء أو مارس المشي في المكان أو الوقوف على أطراف الأصابع.
- النهوض ببطء. تحرّك ببطء من وضع الاستلقاء إلى الوقوف. واجلس على حافة سريرك مدة دقيقة أيضًا قبل الوقوف عند النهوض من السرير.
- رفع مستوى رأس السرير. قد يساعد النوم مع رفع مستوى رأس السرير قليلاً على مقاومة آثار الجاذبية.
الجوارب الضاغطة
الاستعداد لموعدك
لا يلزم إجراء أي تحضيرات خاصة قبل قياس ضغط الدم. لكن يُستحسن أن ترتدي قميصًا قصير الأكمام أو قميصًا فضفاضًا بأكمام طويلة يمكن رفعها أثناء إجراء الاختبار. ويهدف ذلك إلى المساعدة في إحكام ربط سوار قياس ضغط الدم حول ذراعك بالشكل المناسب.
قِس ضغط الدم بانتظام في المنزل واحتفظ بسجل للقراءات. وأحضر السجل معك أثناء زيارة الطبيب.
ابدأ صباحك بقياس ضغط الدم. وسجّل القراءة الأولى وأنت مستلق. أكمل قياس ضغط دمك، ثم انتظر لمدة دقيقة واحدة. ثم قف وسجل القراءة الثانية.
ينبغي أيضًا قياس ضغط الدم في الأوقات التالية:
- بعد تناول الطعام
- عندما تكون الأعراض في أقل مستويات شدتها
- عندما تكون الأعراض في أعلى مستويات شدتها
- عندما تتناول أدوية ضغط الدم
- بعد ساعة واحدة من تناول أدوية ضغط الدم
وإليك بعض المعلومات لمساعدتك في الاستعداد لزيارة الطبيب.
ما يمكنك فعله
عند حجز الموعد الطبي، اسأل عما إذا كان هناك أي شيء يتعين عليك فعله مسبقًا، مثل تقييد نظامك الغذائي استعداد لاختبار الدم. خطط لاصطحاب أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء إلى الموعد الطبي إن أمكن، لمساعدتك في تذكر كل المعلومات التي تقدم إليك.
وجهز قائمة بما يلي:
- أعراضك، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو ذات صلة بانخفاض ضغط الدم وما يحفز تلك الأعراض ومتى بدأت.
- المعلومات الشخصية الرئيسية، بما في ذلك التاريخ العائلي للإصابة بانخفاض ضغط الدم والأحداث الكبيرة المسببة للتوتر أو التغيرات الحياتية الحديثة
جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها، مع تحديد جرعاتها. أو أحضر عبوات كل الأدوية التي تتناولها.
فبعض الأدوية — مثل أدوية الزكام ومضادات الاكتئاب وحبوب منع الحمل وغيرها — يمكن أن تؤثر في ضغط الدم. لا تتوقف عن تناول أي أدوية مصروفة بوصفة طبية تعتقد أنها قد تؤثر في ضغط الدم دون توصية من طبيبك.
الأسئلة التي ستطرحها على الطبيب.
كن مستعدًا لمناقشة نظامك الغذائي وعاداتك في ممارسة الرياضة، وخاصةً كمية الملح في نظامك الغذائي. إذا كنت لا تتبع نظامًا غذائيًا أو نظامًا لممارسة التمارين الرياضية، فاستعد للتحدث مع طبيبك عن التحديات التي قد تواجهها عند البدء.
ومن الأسئلة التي يمكنك طرحها على طبيبك بخصوص انخفاض ضغط الدم الانتصابي:
- ما السبب الأرجح لما أشعر به من أعراض؟
- هل يمكن أن تكون أدويتي عاملاً في إصابتي؟
- ما الأسباب الأخرى المحتملة لظهور الأعراض أو الحالة؟
- ما الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما طريقة العلاج الأنسب؟
- كم عدد المرات التي ينبغي لي أن أخضع فيها لفحوصات انخفاض ضغط الدم؟ هل يجب عليّ قياسه في المنزل؟
- لديَّ حالات صحية أخرى. كيف يمكنني التعامل مع هذه الحالات معًا بأفضل طريقة ممكنة؟
- هل أحتاج للالتزام بأي قيود على النظام الغذائي أو النشاط البدني؟
- هل تتوفر أي منشورات؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصح بزيارتها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب أسئلة، منها على سبيل المثال ما يلي:
- كم مرة ظهرت عليك الأعراض؟
- ما مدى حدة أعراضك؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما الذي يزيد من حِدّة أعراضك، إن وُجد؟
- هل سبق لك أن توقفت مؤقتًا عن تناول أدويتك بسبب الآثار الجانبية أو التكلفة؟