ما الفرق بين العدوي البكتيرية والعدوى الفيروسية؟

إجابة من برتش كيه توش، (دكتور في الطب)

تسبب البكتيريا الإصابة بالعدوى البكتيرية. بينما تسبب الفيروسات الإصابة بالعدوى الفيروسية. وتعمل المضادات الحيوية على قتل البكتيريا أو منع نموها، لكنها لا تعالج الفيروسات. أما مضادات الفيروسات فتساعد الجسم على التخلص من بعض الفيروسات.

البكتيريا

البكتيريا كائنات حية دقيقة أحادية الخلية. ويمكن أن تعيش هذه الكائنات في العديد من البيئات المختلفة.

كما أنها تعيش أيضًا على جسم الإنسان وبداخله. لا تسبب غالبية أنواع البكتيريا أي ضرر، وبعضها يكون نافعًا. على سبيل المثال، تساعد بعض البكتيريا الموجودة في الأمعاء على هضم الطعام.

لكن يمكن أن تسبب البكتيريا الإصابة بالمرض. على سبيل المثال، يمكن أن تسبب البكتيريا التي تنتقل إلى الجهاز البولي من الشرج الإصابة بالتهاب المسالك البولية.

ويمكن أن تنتقل البكتيريا للأشخاص من أشخاص آخرين، أو عن طريق الطعام أو البيئة المحيطة. ويمكن أن تسبب هذه البكتيريا الإصابة بالمرض. فيما يلي بعض الأمثلة:

  • التهاب الحلق العقدي.
  • داء السل.
  • السلمونيلة.
  • الكُزاز.

المضادات الحيوية أدوية تقتل البكتيريا أو تثبط العوامل التي تساعد البكتيريا على العيش أو النمو.

تتوفر المئات من المضادات الحيوية. لكن البكتيريا لديها وسائل وراثية تساعدها على مقاومة المضادات الحيوية. وتُعرف البكتيريا التي تظل نشطة وعلى قيد الحياة بعد الانتهاء من العلاج بالمضادات الحيوية بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

إذا أصبحت البكتيريا المسببة للمرض مقاومة للمضادات الحيوية، فإن علاج الأمراض يمكن أن يكون أكثر صعوبة في المستقبل. وقد تعني مقاومة المضادات الحيوية طول مدة المرض الذي يتعرض له الشخص. وقد يصل الأمر إلى وفاة بعض الأشخاص متأثرين بالعدوى التي كان من المعتاد معالجتها بالمضادات الحيوية. تختلف المضادات الحيوية عن أنواع الأدوية الأخرى. إذ يمكن أن تؤثر كيفية استخدام الشخص للمضاد الحيوي في مدى فعالية ذلك المضاد الحيوي مع ذلك الشخص في المستقبل.

ومن الأشخاص الذين قد يزيد اعتمادهم على المضادات الحيوية أكثر من غيرهم هم:

  • الأشخاص الذين يخططون لإجراء جراحة.
  • الأشخاص الذين يخضعون لعلاجات السرطان.
  • الأشخاص الذين خضعوا لعملية زراعة أعضاء.
  • الأشخاص الذين يخضعون للديلزة (غسيل الكلى).
  • الأشخاص المصابون بداء السكري.

الفيروسات

تتكون الفيروسات من مواد وراثية، سواء الحمض النووي الريبوزي (RNA) أو الحمض النووي الريبوزي منزوع الأكسجين (DNA)، محاطة بالبروتين. ويحتاج الفيروس إلى كائن حي مضيف، مثل إنسان أو نبات أو حيوان. ليتمكن الفيروس من الانتشار، فإنه يدخل إلى جسم المضيف ثم إلى خلايا المضيف. ويسيطر بعد ذلك على آلية خلايا المضيف، ويستخدمها لإنتاج المزيد من نسخ الفيروس.

تشمل الأمراض الناتجة عن الإصابة بالفيروسات ما يلي:

  • مرض كوفيد 19، والذي ينتج عن الإصابة بفيروس كورونا المعروف بفيروس كورونا 2 المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (سارز-كوف-2).
  • جدري الماء، والذي ينتج عن الإصابة بالفيروس النطاقي الحماقي.
  • مرض فيروس نقص المناعة البشري، والذي ينتج عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.
  • الزكام، والذي ينتج عن الإصابة بمجموعة من الفيروسات، لكن غالبًا ما تسببه الفيروسات الأنفية.

تُعرف الأدوية المستخدمة لعلاج العدوى الفيروسية بمضادات الفيروسات. وعادةً ما تمنع هذه الأدوية الفيروس من نسخ نفسه. وقد تمنعه أيضًا من دخول الخلية أو مغادرتها.

وتًصنع الكثير من المضادات الفيروسية لتستهدف الفيروس وليس خلايا المضيف. ولهذا السبب، تحتاج مضادات الفيروسات غالبًا إلى مساعدة من الجهاز المناعي للشخص المصاب للقضاء على العدوى. تركز بعض مضادات الفيروسات على تعزيز كفاءة الجهاز المناعي للمضيف.

ويُستخدم أكثر من 70 دواءً مضادًا للفيروسات لعلاج أمراض مختلفة تصيب الإنسان، ويكون لبعضها آثار كبيرة. على سبيل المثال، عندما استُخدم العلاج بمضاد الفيروسات لعلاج عدوى فيروس نقص المناعة البشري، انخفض معدل الوفاة الناتجة عن تلك العدوى بنسبة 47% خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 1997.

تتمتع الفيروسات بقدرة طبيعية على التغلب على تأثير مضادات الفيروسات. لكن يزداد احتمال حدوث هذه المقاومة لدى الأشخاص المصابين بضعف الاستجابة المناعية. إذ يسمح ضعف الاستجابة المناعية للفيروس بنسخ نفسه بمعدل أكبر ولفترة أطول. ويزيد ذلك من احتمال اكتساب الفيروس القدرة على المقاومة.

وقد أثرت الفيروسات التي طورت القدرة على مقاومة مضادات الفيروسات في علاج بعض الأمراض، بما في ذلك علاج الهربس التناسلي وفيروس نقص المناعة البشري، وأثرت في عام 2008 في علاج فيروس الإنفلونزا أيضًا.

علاج العدوى البكتيرية والعدوى الفيروسية والوقاية منهما

قد يكون من الصعب في بعض الحالات تحديد ما إذا كانت الأعراض التي تشعر بها ناتجة عن عدوى بكتيرية أم عدوى فيروسية. إذ يمكن أن يسبب نوعا العدوى الإصابة بالأمراض نفسها، مثل التهاب الرئة والتهاب السحايا والإسهال. يمكن أن يساعد الفحص الدقيق للأعراض وإجراء الاختبارات المعملية الطبيب على تحديد العلاج المناسب.

وفي حال حدد لك الطبيب دواءً، سواء كان مضادًا حيويًا أو مضادًا للفيروسات، فاحرص على تناوله حسب التوجيهات. وللوقاية من العدوى، ينبغي لك تلقي اللقاحات المضادة للأمراض الفيروسية والبكتيرية في موعدها.

واتبع أيضًا النصائح التالية للوقاية من المرض:

  • اغسل يديك بالماء والصابون.
  • أبق يديك بعيدًا عن وجهك.
  • تجنب التعامل مع المرضى وتجنب التعامل مع الآخرين في حال كنت مريضًا.
  • غطِّ أنفك وفمك عند السعال والعطس.
  • تعرف على كيفية تحديد نوع العدوى.
  • انتبه إلى البكتيريا التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى المكان الذي تعيش فيه أو البكتيريا التي تنتقل إلى اليدين.
  • نظف الأغراض التي تلمسها كثيرًا وعقمها.
  • اتبع قواعد الحفاظ على سلامة الطعام.
  • اتبع الإجراءات اللازمة للوقاية من العدوى المنقولة جنسيًا.

ومن المفيد أن تسأل الطبيب بشأن احتمال إصابتك بالعدوى. واسأل طبيبك أيضًا عن احتمال تعرضك لاستجابة أكثر خطورة للعدوى المعروفة بالإنتان.

With

برتش كيه توش، (دكتور في الطب)

04/02/2023 See more Expert Answers