التشخيص
يتضمن تشخيص التهاب الدماغ المناعي الذاتي الاطلاع على الأعراض وإجراء فحص بدني وعدة اختبارات. ومن المهم الحصول على تشخيص دقيق لأن التهاب الدماغ المناعي الذاتي يمكن الخلط بينه وبين أمراض أخرى.
وضع الخبراء معايير لالتهاب الدماغ المناعي الذاتي لمساعدة اختصاصيي الرعاية الصحية على تشخيص المصابين به. ويبحث اختصاصيو الرعاية الصحية عن أنماط الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتهاب الدماغ المناعي الذاتي. ويُجرون أيضًا اختبارات بحثًا عن مؤشرات تدل على أن الأجسام المضادة تهاجم المستقبلات في الدماغ مسببة التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
تساعد الاختبارات أيضًا على استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض، مثل العَدوى أو حالات المناعة الذاتية الأخرى.
في بعض الأحيان، يُشخَّص الأشخاص عن طريق الخطأ على أنهم مصابون بالتهاب الدماغ المناعي الذاتي. لذلك، من المهم أن ينظر اختصاصيو الرعاية الصحية في جميع الحالات المحتملة عند إجراء التشخيص.
الفحوصات المخبرية
يشمل اختبار التهاب الدماغ المناعي الذاتي التحقق من وجود الأجسام المضادة في الجسم. يحدث التهاب الدماغ المناعي الذاتي نتيجة وجود أجسام مضادة في الدماغ تهاجم البروتينات والمستقبلات الموجودة في الدماغ، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض.
قد تُجرى بعض الاختبارات على دمك. تُجرى بعض الاختبارات على السائل المحيط بالدماغ والحبل النخاعي، المعروف بالسائل الدماغي النخاعي. ويُسحَب السائل الدماغي النخاعي عن طريق إجراء طبي يُسمى البزل القَطَني. أثناء هذا الإجراء الطبي، يُخدر اختصاصي الرعاية الصحية أسفل الظهر، ثم يستخدم إبرة مجوَّفة لسحب السائل الدماغي النخاعي لاختباره.
تصوير الدماغ
قد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية أيضًا بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، بحثًا عن مؤشرات تدل على التهاب الدماغ المناعي الذاتي أو استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض التي تشكو منها.
قد تبحث الاختبارات التصويرية الأخرى عن مؤشرات لمرض السرطان التي قد سببت الإصابة بالتهاب الدماغ المناعي الذاتي.
مخطط كهربية الدماغ
يشير مخطط كهربية الدماغ، المعروف أيضًا بالاختصار EEG، إلى اختبار يقيس النشاط الكهربائي في الدماغ. قد يكشف عن نشاط نوبات الصرع، وقد يساعد اختصاصي الرعاية الصحية على تشخيص التهاب الدماغ المناعي الذاتي. يمكن أن يساعد مخطط كهربية الدماغ أيضًا على استبعاد حالات مرَضية أخرى.
العلاج
يركز علاج التهاب الدماغ المناعي الذاتي على الجهاز المناعي الذي يهاجم خلايا الدماغ عن طريق الخطأ. إذا كان الورم يُسبب التهاب الدماغ المناعي الذاتي، تتضمن الخطوة الأولى تشخيص الورم وعلاجه.
الأدوية
يعمل العلاج المناعي عن طريق تثبيط نشاط الجهاز المناعي وتخفيف الالتهاب.
ويُعطى نوعان من العلاج المناعي عبر وريد في الذراع. ويتلقى معظم المرضى هذا العلاج في المستشفى. وتشمل أدويته:
- الميثيل بريدنيزولون (Solu-Medrol). وتُحقن جرعات عالية من هذا الستيرويد يوميًا مدة تتراوح بين 3 و 7 أيام.
- الغلوبولين المناعي عبر الوريد (IVIg). قد يُحقن هذا الدواء يوميًا مدة تتراوح بين يومين وخمسة أيام.
تتضمن الخيارات العلاجية الأخرى ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات الفموية. عند استخدام هذا الدواء، يبدأ المريض بأخذ جرعة كبيرة ثم تُخفَّض الجرعة ببطء على مدار أسابيع إلى شهور، وهذا يُعرف بتخفيف جرعة الدواء بالتدريج (لعلاج الإدمان عليه).
- تبادُل البلازما. يتخلص هذا العلاج من الأجسام المضادة التي تُسبب مهاجمة الجهاز المناعي خلايا الدماغ. وخلال تبادل البلازما، يُستخرج الجزء السائل من الدم ويُفصل عن خلايا الدم. ثم تُعاد خلايا الدم إلى الجسم مرة أخرى وينتج الجسم مزيدًا من البلازما.
إذا استجابت الأعراض للعلاج المناعي، فستُخفَّض جرعات الدواء ببطء بمرور الوقت، وهذا يُعرف بتخفيف جرعة الدواء بالتدريج (لعلاج الإدمان عليه). وقد يتناول المريض كورتيكوستيرويدات فموية بجرعة منخفضة عدة أسابيع. أو قد يتلقى جرعات شهرية من الميثيل بريدنيزولون أو الغلوبولين المناعي عبر الوريد عدة أشهر.
إذا لم تتحسن الأعراض، فقد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية باستخدام أدوية الريتوكسيماب (Rituxan و Truxima وغيرهما)، والسيكلوفسفاميد أو التوسيليزيوماب (Actemra و Tofidence و Tyenne). فهذه الأدوية قادرة على تحسين الأعراض وتقليل احتمالات تكرار الإصابة بالتهاب الدماغ المناعي الذاتي.
يتعافى أغلب الناس بالعلاج. وكلما كان تلقي العلاج أبكر، زادت سرعة التعافي. فالعلاج المبكر يقلل أيضًا احتمالات الإصابة بأعراض دائمة بسبب التهاب الدماغ المناعي الذاتي أو الإصابة بنوبة أخرى من التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
العلاجات
قد تحتاج إلى علاج للمضاعفات، مثل الصرع والحالات المرَضية المرتبطة بالنوم ومشكلات الحركة. قد تحتاج أيضًا إلى التأهيل إذا أثر التهاب الدماغ المناعي الذاتي (AE) في الذاكرة أو مهارات التفكير أو الكلام. وقد يساعدك اختصاصيو المعالجة المهنية ومعالجة النطق، إلى جانب اختصاصيي الصحة العقلية وغيرهم من الاختصاصيين، على التعافي.
إذا سبب السرطان التهاب الدماغ المناعي الذاتي، فستخضع لعلاج السرطان والمراقبة للتحقق من عودته. يحتاج أحيانًا الأشخاص الذين لديهم أعراض متعلقة بالتهاب الدماغ المناعي الذاتي إلى تلقي رعاية مُنتظَمة من اختصاصيين.
ويمكن أن تختلف التوقعات على المدى الطويل من شخص إلى آخر. قد يستغرق التعافي الكامل أشهرًا أو أعوامًا. وتستمر الأعراض المتعلقة بالتفكير والسلوك لمدة تزيد على عام لدى الكثير من الأشخاص. لكن يستمر العلاج في تحسين الأعراض لمدة تتراوح بين 18 شهرًا وعامين.
يتعافى بعض الأشخاص بشكل كامل بينما تستمر أعراض طفيفة أو أكثر حِدة لدى آخرين. يساعد العلاج في مرحلة مبكرة على تحسين التوقعات على المدى الطويل.
الأشخاص المتعافون من أنواع معينة من التهاب الدماغ المناعي الذاتي، مثل التهاب الدماغ الناجم عن مضادات المستقبل ن-مثيل-د-أسبارتات (NMDA) والتهاب الدماغ الناجم عن مضادات الجين LGI1، معرضون لخطر عودة الأعراض. وتعود الأعراض أحيانًا بعد عدة أعوام.
الاستعداد لموعدك
يمكن أن يُسبب التهاب الدماغ المناعي الذاتي أعراضًا خطيرة تتطلب الرعاية الطبية الطارئة. ويشمل فريق الرعاية الصحية اختصاصيين، منهم أطباء متخصصون في الدماغ والجهاز العصبي، ويُعرفون باسم أطباء الأعصاب.
إذا لم تكن أعراضك خطيرة، فقد تبدأ بزيارة اختصاصي الرعاية الصحية المعتاد. وقد يحيلك اختصاصي الرعاية الصحية إلى طبيب أعصاب أو اختصاصي آخر. إليك بعض المعلومات لمساعدتك على الاستعداد للموعد الطبي.
ما الذي يمكنك فعله
عند تحديد الموعد الطبي، اسأل إذا ما كان هناك أي شيء يتعين عليك القيام به مسبقًا، مثل الصيام قبل إجراء اختبار معين. جهّز قائمة بما يلي:
- الأعراض التي تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد تبدو غير مرتبطة بسبب حجزك الموعد الطبي.
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك مصادر التوتر الشديد والتغيرات الحياتية التي حدثت مؤخرًا والسيرة المرَضية للعائلة.
- جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى التي تأخذها، وجرعاتها.
- الأسئلة التي تريد طرحها على الطبيب.
اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو أحد أصدقائك إن أمكن لمساعدتك على تذكُّر المعلومات التي تتلقاها.
وفيما يلي بعض الأسئلة الأساسية التي يمكن طرحها على الطبيب بشأن حالة التهاب الدماغ المناعي الذاتي:
- ما السبب المرجح للأعراض التي أشعر بها؟
- بخلاف السبب المرجَّح، ما الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض؟
- ما الفحوصات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- هل حالتي مؤقتة أم مزمنة على الأرجح؟
- ما التصرف الأنسب لحالتي؟
- ما البدائل للطريقة العلاجية الأوَّليَّة التي تقترحها؟
- لديَّ بعض المشكلات الصحية الأخرى. كيف يمكنني التعامل مع هذه المشكلات معًا على النحو الأفضل؟
- هل هناك قيود ينبغي عليَّ الالتزام بها؟
- هل يجب أن أراجع اختصاصيًا؟
- هل هناك أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بتصفّحها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى.
ما الذي يمكنك توقعه من الطبيب
من المرجح أن يطرح عليك الطبيب عدة أسئلة، مثل:
- متى بدأ ظهور الأعراض لديك؟
- هل تشعر بالأعراض طوال الوقت أم أنها تظهر وتختفي؟
- ما مدى حدة الأعراض؟
- ما الذي يُحسّن أعراضك، إن وُجد؟
- ما الذي يزيد حِدّة أعراضك، إن وُجد؟