المعلق: يحيا (بيت جياناريس) روتين غسيل الكلية ثلاث مرات في الأسبوع منذ 12 عامًا، وكان مضطرًا إلى التعايش معه. وبقدر ما يتمتع (بيت) بالحيوية، فإنه يعترف بأن هذا الأمر يمكنه أن يُضعف الرجل.
بيت جياناريس: أنا أعلم ذلك جيدًا. لقد أثَّر هذا في جسمي.
المعلق: كان (بيت) مصابًا بمرض في الكلية معظم حياته. حتى أنه خضع لعمليات زراعة الكلية من قبل، لكن هذه المرة مختلفة. حيث قيل له إن جسمه سيرفض بشكل شبه مؤكد أي عضو متبرَع به.
بيت جياناريس: لن يفهم الجميع حقيقة هذا الشعور. عند إخبارك بأنك بحاجة إلى كلية. وأنك ستُدرج في قائمة الانتظار. ثم الحصول على الكلية بعد عامين لتصبح بخير. هذا ليس ما يمر به الجميع.
مارك دي ستيغال، دكتور في الطب في قسم جراحة الزراعة في مايو كلينك: يمتلك حوالي 80 في المئة من المرضى الذين خضعوا لعملية زرع سابقة أجسامًا مضادة لأنواع أنسجة أخرى. وربما يكونون تعرضوا أيضًا لأنواع أنسجة غريبة عن طريق نقل الدم أو حتى الحمل.
أنيسا سوانيجان: لقد شعرت بالانهيار. والصدمة. لم أكن أتوقع حدوث هذا أبدًا.
المعلق: كان الحمل ضربة مزدوجة بالنسبة إلى أنيسا سوانيجان. حيث تفاقمت حالة قلبها الضعيف إلى فشل في القلب بعد الولادة للمرة الثانية، وأثرت المضاعفات في كبدها بدرجة كبيرة حتى فشلت هي أيضًا. وأخبرها الأطباء بأنها بحاجة إلى عملية زرع عضوين.
أنيسا سوانيجان: كان هذا هو السبيل الوحيد لنجاتي.
المعلق: كانت أنيسا تمتلك دافعين أساسيين للنجاة والبقاء على قيد الحياة. وهما ولداها الصغيران. ولكن المستويات العالية للأجسام المضادة في جسمها جعلتها مرشحًا مستبعدًا لعملية الزراعة. تقوم الأجسام المضادة بعمل جيد عند المساعدة على مكافحة الأمراض. على سبيل المثال، تحفز اللقاحات جهاز المناعة لدينا على تكوين أجسام مضادة. ولكن بالنسبة إلى بعض المرضى الذين ينتظرون الحصول على أعضاء لإنقاذ حياتهم، يقول مارك ستيغال، جرّاح زراعة الأعضاء والباحث في علم المناعة في مايو كلينك: تصبح الأجسام المضادة هي العدو.
الدكتور مارك: هذه مشكلة كبيرة. يوجد حوالي 9000 شخص مدرجين في قائمة انتظار زراعة الكلية في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر ويمتلكون مستويات عالية جدًا من الأجسام المضادة لدرجة لا يستطيعون معها الخضوع لعملية الزرع.
المعلق: ينتمي (بيت) إلى الفئة التي يُطلق عليها شديدة الحساسية. لذا اتبع الدكتور (مارك) وفريقه مجموعة متنوعة من الخطوات مقدمًا لزيادة فرص النجاح من أجله. وقد اختاروا بعناية متبرعًا حيًا سيمتلك جسم (بيت) عددًا قليلاً من الأجسام المضادة لعضوه المتبرَّع به. وتوصلت الأبحاث الدوائية إلى طريقة لتقليل معدلات رفض الأعضاء التي تسببها الأجسام المضادة من 40% وصولاً إلى 10%.
الدكتور مارك: وإحدى تلك الطرق هي دواء إيكوليزوماب الذي كنا أول من استخدمه. وعندما نعطي هذا الدواء للمريض، فإن الجسم المضاد يرتبط بالكلية، لكنه لا يسبب الضرر.
المعلق: مر (بيت) بالعديد من مراحل عملية تصفية الأجسام المضادة التي تسمى تبادل البلازما. وبعد ذلك، بغرض إيقاف إنتاج أجسام مضادة جديدة في نخاعه العظمي، لجأ الدكتور (مارك) إلى تجربة سريرية في مايو كلينك معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باستخدام دواء قوي.
الدكتور مارك: يسمى هذا الدواء فيلكيد، ويستخدم بالفعل في علاج السرطانات التي تصيب الخلايا التي تفرز الأجسام المضادة. ولكن هذه ليست خلايا سرطانية بالتأكيد، بل هي خلايا طبيعية.
المعلق: خضعت (أنيسا) أيضًا للعلاج بالأدوية وتبادل البلازما، لكن ظلت مستويات الأجسام المضادة لديها مرتفعة للغاية، وتخوف الأطباء من استمرار رفض جسمها لأعضاء المتبرعين.
ريتشارد سي دالي، دكتور في الطب في قسم جراحة القلب والأوعية الدموية في مايو كلينك: بحلول الوقت الذي كانت ستُزرع فيه الكبد داخل الجسم، كان القلب قد تضرر ووصل إلى مرحلة لا يمكن علاجها بسبب الأجسام المضادة. لذلك عكسنا العملية وزرعنا الكبد أولاً.
المعلق: لماذا؟ يقول المدير الجراحي لقسم زراعة القلب والرئة في مايو كلينك، الدكتور ريتشارد دالي، إن الكبد تعمل على تصفية الأجسام المضادة. وفي عمليات الزرع المشتركة للكلية مع الكبد أو القلب مع الكبد، لاحظ فريقه انخفاضًا في الأجسام المضادة لدى المتبرع. وفي عمليات زرع الأعضاء المتعددة، تجب زراعة القلب أولاً في العادة، لأن أنسجته أكثر حساسية للوقت. كيف يتغلب فريق مايو على ذلك؟
الدكتور ريتشارد: يجب التخطيط للعملية بأكملها. ويجب توفير المتبرع في وقت قريب للغاية. ويجب أن ننتهي من عملية تدبير كل المستلزمات، وأن نكون مستعدين تمامًا لتلقي الأعضاء عند وصولها.
أنيسا سوانيجان: كان الأمر مذهلاً. اجتمع هؤلاء ذوو العقول اللامعة وتعاونوا معًا وتوصلوا إلى طريقة لنجاح العملية.
بيت جياناريس: قبلتُ المجازفة. إذ لم يكن لديَّ أي شيء آخر لأخسره. إما أظل متابعًا لروتين غسيل الكلى أو تحدث المعجزة وأحصل على هذه الكلية.
المعلق: هذه الابتكارات تُحدث فوارق هائلة في عوالم المرضى كل على حدة.