يتبنى مركز مايو كلينك الشامل لعلاج السرطان نهجًا تكامليًا في طب الأورام يهدف إلى معالجة الأعراض الناتجة عن المرض والعلاج؛ مثل الإرهاق والألم والغثيان والقلق وغيرها. وتجمع الممارسات بين الطب الغربي التقليدي والعلاجات التكميلية القائمة على الدلائل. ويعني هذا أن طرق العلاج قد خضعت للبحث وثبُت أمانها وفعليتها في الشفاء.
يمكن أن تشمل العلاجات التكميلية تمارين العقل والجسم وتغييرات في نمط الحياة وتغييرات في النظام الغذائي واستخدام منتجات طبيعية وغير ذلك.
علم الأورام التكاملي في مركز مايو كلينك الشامل لعلاج السرطان
يجعلك علم الأورام التكاملي محور خطة العلاج إذ يجعلك مشاركًا فعالاً في الرعاية المقدمة إليك، بدءًا من الوقاية إلى التشخيص، وعلى مستوى رحلتك من العلاج حتى النجاة.
تبدأ العملية بالتعاون. وستراجع -بالتعاون مع فريق الرعاية- الأعراض وعلاج المرض والآثار الجانبية المحتملة، بالإضافة إلى قيمك وأهدافك الصحية. ثم يساعد الفريق على وضع خطة رعاية تكاملية مخصصة حسب احتياجاتك ورغباتك.
قد تشمل خطط الرعاية المرتبطة بعلم الأورام التكاملي أساليبَ قائمة على الدلائل مثل:
العلاج بالوخز بالإبر والإرقاء الإبري. بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو التخدير الجراحي، قد يكون من الصعب السيطرة على الغثيان والقيء باستخدام طرق الطب التقليدي. وتشير الدلائل إلى أن علاج نقاط الوخز بالإبر يمكن أن يمنع هذه الأعراض ويعالجها بالإضافة إلى السيطرة على الألم. يُدخل الممارس أثناء العلاج بالوخز بالإبر إبرًا صغيرة للغاية في نقاط معينة (نقاط الوخز بالإبر) في الجلد. الإرقاء الإبري هو أسلوب علاجي مشابه يتضمن الضغط ضغطًا معتدلاً على مواضع محددة من الجسم -مثل المعصم- للمساعدة على تخفيف الغثيان.
العلاج بالعطور. تُستخدم في العلاج بالعطور زيوت عطرية فواحة تعطي إحساسًا بالهدوء. ويمكن إضافة الزيوت -المختلطة بروائح عطرية مثل اللافندر- على الجلد أثناء تدليكها. أو يمكن إضافة الزيوت إلى ماء الاستحمام. من الممكن أيضًا تسخين الزيوت العطرية لإطلاق روائحها العطرة في الهواء. قد يكون العلاج بالعطور مفيدًا في تخفيف الغثيان والألم والتوتر.
التواصل مع الدعم الاجتماعي والعاطفي. من المهم أثناء الخضوع لعلاج السرطان البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء والمؤسسات التي تقدم الدعم للتمتع بصحة نفسية جيدة. فالصحة النفسية مهمة لأنها قد تؤثر في الصحة البدنية وجودة الحياة عمومًا. يمكن أن يكون تشخيص الإصابة بالسرطان صعبًا من الناحية العاطفية، لكن هنالك العديد من الموارد المختلفة المتاحة لدعمك أنت وعائلتك طوال فترة علاج السرطان.
التوجيه بشأن المكملات الغذائية. توصي عدة مصادر بالعديد من المكملات للأشخاص المصابين بالسرطان. ومع ذلك، لا تؤدي بعض المكملات الغذائية كلها المفعول المعلَن عنه، وقد يكون بعضها ضارًا أو يجعل العلاجات أقل فعالية. يمكن لاختصاصيي علم الأورام التكاملي مساعدتك على فهم الدلائل التي تدعم مكملات معينة وسلامة استخدامها.
التمارين والحركة. يعاني العديد من المصابين بالسرطان من الإرهاق وغيره من الأعراض التي تجعل الأنشطة البدنية صعبة. يتعاون اختصاصي علم الأورام التكاملي معك لوضع نظام تمارين رياضية مصممًا خصوصًا وفق احتياجاتك وقدراتك. فقد يتضمن -على سبيل المثال- تمارين خفيفة تحسّن المدى الحركي والمحافظة على الأداء الوظيفي وتخفيف التوتر. تُظهر الدراسات أن برامج التمارين الرياضية للمصابين بالسرطان يمكن أن تقلل الإرهاق وتحسّن الصحة البدنية وتحسّن جودة الحياة بشكل عام.
التدليك. تشير الدلائل إلى أن التدليك يمكن أن يقلل الضغط النفسي والغثيان والألم والإرهاق إلى حد كبير. يهدف التدليك إلى تخفيف الشد العضلي والتوتر وزيادة الاسترخاء.
تمارين العقل والجسم. تهدف تمارين العقل والجسم إلى تخفيف تأثير التوتر في الجسم من خلال تركيز الانتباه على تهدئة العقل وإرخاء العضلات. يمكن أن تشمل التمارين التأمل وتمارين التنفس واسترخاء العضلات المتدرج والتخيل الموجَّه. تشير الدراسات إلى أن هذه الأساليب قد تفيد البعض في تحسين حالتهم المزاجية وتقليل التوتر والقلق والاكتئاب والألم. وقد تساعد أيضًا الأشخاص المصابين بالسرطان على النوم بشكل أفضل.
العلاج بالموسيقى. قد يكون العلاج بالموسيقى لمدة 30 دقيقة فقط كافيًا لتخفيف الألم والقلق. وقد يشمل العلاج بالموسيقى الاستماع إلى الموسيقى أو الغناء أو العزف على الآلات أو كتابة كلمات الأغاني.
استشارات التغذية. تشير الدلائل إلى أن التغذية السليمة أثناء علاج السرطان وبعده تسهم في تعزيز التعافي وإطالة العمر والحد من تكرار الإصابة بالمرض. يناقش اختصاصيو علم الأورام التكاملي الأهداف الغذائية معك ويساعدونك على تحديد أهداف يسهل تحقيقها. وسيقدمون لك أيضًا النصائح والإرشادات لمساعدتك على تحقيق الأهداف.
الريكي. تهدف ممارسة الريكي إلى موازنة تدفق الطاقة لدى الشخص. ويتميز العلاج بفعاليته السلبية للأشخاص الذين يتلقونه، وليست له آثار جانبية معروفة. وقد أظهرت الدراسات أنه قد يقلل من الألم لدى الأشخاص المصابين بالسرطان وقد يخفف من القلق والاكتئاب.
عادات النوم الصحية. تشيع صعوبة النوم إلى حد كبير بين المصابين بالسرطان، أثناء العلاج وبعده. وقد تحدث بسبب عدد من العوامل، مثل الآثار الجانبية للعلاج والتوتر النفسي الناتج عن التأقلم مع المرض. سيساعدك اختصاصي علم الأورام التكاملي على اختيار الأساليب الفعالة لمعالجة الأرق.
معالجة التوتر والقلق. قد يكون التوتر الذي يصيب المرضى المصابين بالسرطان معقدًا للغاية وغالبًا ما ينتج عن عوامل متعددة. يمكن أن يؤثر التوتر ومشاعر القلق في الصحة الجسدية والنفسية. ويمكن أن يناقش فريق علم الأورام التكاملي أساليب مختلفة للحد من التوتر يمكنك دمجها في حياتك اليومية. وقد ثبُتت فعالية هذه الأساليب في الحد من مشاعر القلق وتعزيز الصحة النفسية.
المساعدة في كل مرحلة من مراحل السرطان
قد يؤدي التوتر الناتج عن تشخيص الإصابة بالسرطان إلى قلب الحياة رأسًا على عقب، ما قد يجعل الحفاظ على العادات الصحية، ناهيك عن اكتسابها، أمرًا صعبًا.
يستطيع الاختصاصيون -من خلال علم الأورام التكاملي- مساعدتك على تبني نمط حياة صحي وإنقاص الوزن والنوم بشكل أفضل. ويمكنهم أيضًا مساعدتك على تعلم ممارسات الطب التكاملي المختلفة المتاحة لك ومزايا كل منها وعيوبه.
إن هدف علم الأورام التكاملي هو مساعدتك على التأقلم مع التوتر المصاحب لتشخيص الإصابة بالسرطان والسيطرة على الآثار الجانبية لعلاج السرطان ومعالجة الأعراض المزمنة بعد العلاج.