جودي سي بووي، دكتورة في الطب في قسم جراحة الثدي/الورم الميلانيني بمايو كلينك: يشكل التقييم المَرضي عنصرًا حاسمًا في الرعاية المثلى للمريضات عند إجراء جراحة استئصال أنسجة الثدي، وينطوي هذا التقييم على فحص أنسجة الثدي تحت المجهر. ورغم أن استخلاص المعلومات المَرضية قد يستغرق أيامًا أو أسابيع للحصول عليها، فإن هذه الأنسجة يفحصها خبراء الأمراض في مايو كلينك باستخدام طريقة الفحص الفوري للمقطع النسيجي المجمد، بينما تكون المريضة نائمة في غرفة العمليات.

يقدم تحليل المقطع النسيجي المجمد فوائد على مستويات عديدة. بالنسبة إلى المريضات اللاتي يخضعن للخزعة الاستئصالية للكشف عن آفات الثدي الحميدة، فإن هذا التحليل يثبت أثناء العملية ما إذا كانت الأنسجة التي استُؤصلت حميدة. والأهم من ذلك، بالنسبة إلى الحالات التي يثبت فيها اكتشاف آفات خبيثة غير متوقعة، أن هذه المعلومات تُقدَّم إلى الجرّاح بحيث يمكنه استئصال الحواف الإضافية إذا لزم الأمر. وهذا يعني أن الجرّاح يمكنه إبلاغ المريضات وعائلاتهن بالنتائج المَرضية في يوم الجراحة نفسه، بالإضافة إلى تقديم مزيد من الاستشارات أو التخطيط لإجراءات إضافية حسب الحاجة.

بالنسبة إلى المريضات اللاتي يخضعن لاستئصال الثدي الوقائي للحد من مخاطر تفاقم سرطان الثدي على المدى الطويل، لم يُكتشف وجود سرطان غير متوقع سوى لدى عدد قليل فقط من الحالات. وفي ممارستنا، نستعد دائمًا لهذا الاحتمال عن طريق حقن مادة تتبع مشعة في ثدي المريضة التي ستخضع لاستئصال الثدي الوقائي. وبمجرد استئصال الثدي، يقيّم خبير الأمراض الأنسجة. وفي الحالات التي لا يُكتشف فيها سرطان، لا تُستأصل أي عقد لمفية. أما إذا اكتُشف سرطان خفي، فإن الجرّاح يكمل الجراحة لاستئصال العقدة اللمفية الحارسة. ويفيد هذا الاستعداد في تجنب الحاجة المحتملة إلى الخضوع لعملية ثانية في حال اكتشاف السرطان المفاجئ.

وهذا التعاون الفوري والوثيق بين جراحي الثدي وخبراء الأمراض يقلل عدد العمليات اللازمة لكل مريضة ويحد أيضًا من وقت انتظار المريضات لمعرفة السبب الدقيق لمرضهن لما بعد العملية الجراحية.

23/09/2022