أنا الدكتور بريان ليسي، طبيب الجهاز الهضمي في مايو كلينك. أنا أعالج عددًا من الحالات المرضية المثيرة للاهتمام في مايو كلينك. وأولي اهتمامًا خاصًا بالاضطرابات الحركية والاضطرابات الوظيفية للسبيل المَعدي المَعوي. تشمل هذه الاضرابات بعض أكثر اضطرابات السبيل المَعدي المَعوي شيوعًا، مثل عسر الهضم، وداء الارتجاع المَعدي المريئي، وخَزَل المعدة، ومتلازمة القولون المتهيج، والإمساك المزمن، واضطرابات القاع الحوضي، وتعذر الارتخاء.

من الميزات التي تتفرد بها مايو كلينك، خاصةً في مجال الاضطرابات الحركية الوظيفية الذي أتخصص فيه، أن الاختبارات التي نُجريها هنا لا تتوفر في أي مكانٍ آخر. لهذا، عندما يأتي إلينا شخص مصاب بأعراض عسر البلع أو صعوبة البلع، نستخدم مجموعة متنوعة من الاختبارات المتوفرة لدينا، ومنها قياس الضغط المريئي أو مسبار EndoFLIP (مسبار تصوير التجويف الوظيفي البطني الداخلي)، التي تتيح لنا تحديد التشخيص بدقة. لدينا من الأدوات والإمكانيات ما يتيح لنا تحليل وظائف المعدة ودراستها على نحوٍ دقيق. لذلك بمقدورنا تحديد السبب الجذري الذي تتوقف عليه نوعية العلاج للمرضى الذين لديهم أعراض عسر الهضم أو خَزَل المعدة. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، أننا نجحنا في علاج المرضى المصابين بأعراض الإمساك المزمن الذين لم ينجح معهم العلاج في أماكن أخرى. لدينا أيضًا القدرة على تحديد السبب الجذري وراء إصابتهم بالإمساك، ويمكننا عبر استخدام التقنيات المتقدمة وضع برنامج علاجي مناسب لكل حالة على حدة من شأنه أن يساعد على تخفيف الأعراض.

كثيرًا ما تردني أسئلة عن السبب الحقيقي وراء تغيير نهجنا فيما يتعلق باضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية والاضطرابات العقلية خلال العقد الماضي. في الواقع، شهدنا تطورات مذهلة خلال آخر 10 أعوام. ومن هذه التطورات الارتقاء بمستوى فهمنا لأسباب حدوث هذه الاضطرابات. فالآن أصبح بإمكاننا تحليل بيانات المرضى بناءً على المشاكل الوراثية. أصبحنا قادرين على فهم تأثير الحَيُّوم الدقيق المَعوي. أصبحنا ندرك مدى تأثير التوتر ونمط حياة المريض على وظائف السبيل المَعدي المَعوي. وكان من المهم فهم جميع هذه الأمور حتى نتمكن من استهداف الحَيُّوم الدقيق المَعوي وتعديله وتغييره لتحسين الأعراض التي تصيب الأمعاء لدى المرضى المصابين بمتلازمة القولون المتهيج، على سبيل المثال. فالآن نعي أسباب اضطرابات فرط الحساسية الحشوية، ويمكننا استخدام مجموعة متنوعة من الأدوية والعلاجات التي تستهدف تخفيف الألم المزمن وتحسين حالة المرضى المصابين بعسر الهضم وخزَل المعدة. وأخيرًا، تتوفر لدينا خيارات أفضل من الأدوية والأنظمة الغذائية التي من شأنها تحسين حالة المرضى وأعراض الإمساك أو متلازمة القولون المتهيج أو عسر الهضم أو خزَل المعدة لديهم.

من أفضل مميزات فرع مايو كلينك في جاكسونفيل أنه يعتمد على مجموعة رئيسية من الأطباء الذين لا يبخلون بوقتهم وطاقتهم لخدمة المرضى المصابين بالاضطرابات الحركية في السبيل المَعدي المَعوي واضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية. وفي الوقت الراهن، أعتقد أن لدينا فرصًا واعدة لمساعدة المرضى لا تتوفر لهم في أي مكان آخر. لقد أجرينا ثلاث دراسات بحثية منفصلة بشأن أدوية خزَل المعدة ستكون متاحة للمرضى، والتي من شأنها تخفيف الأعراض التي يشتكون منها. كثيرًا ما يُطلب منا فحص مرضى أُحيلوا إلينا من أطباء آخرين لأن الأعراض التي لاحظوها عليهم تتطلب تدخل أكثر من تخصص وأكثر من فرع من فروع الطب. كما يُطلب منا كثيرًا فحص مرضى مصابين باضطرابات وظيفية مَعوية معقدة تصاحبها أعراض متزامنة تشمل الارتجاع المَعدي المريئي وعسر الهضم والإمساك ومتلازمة القولون المتهيج والألم المزمن. وفي كثير من الأحيان تكون هذه الأعراض محيّرة للأطباء. ومن حسن الحظ أن لدينا نهجًا علاجيًا يتيح لنا الاستعانة بأطباء من تخصصات مختلفة للتركيز على الأعراض التي تسبب الألم للمرضى، والتعامل مع المخاوف المتعلقة بالتغذية، وربما الضغط النفسي المصاحب للمرض، وتوعيتهم بشأن أعراض الانتفاخ والشعور بالألم. ونتيجة استخدام هذا النوع من النهج العلاجي متعدد الأساليب، إلى جانب الاستعانة بأطباء من تخصصات مختلفة، فإننا في كثير من الأحيان ننجح في إيجاد خطة علاجية تفيد المرضى حقًا.

21/06/2022