نظرة عامة
استئصال بطانة الرحم إجراء جراحي للتخلص من بطانة الرحم. وتُسمى الطبقة الداخلية الموجودة في الرحم بطانة الرحم. يهدف استئصال بطانة الرحم إلى تقليل النزف أثناء الدورات الشهرية، ويُعرف أيضًا بتدفق دم الحيض. وقد يتوقف تدفق دم الحيض تمامًا لدى بعض النساء.
لا يحتاج استئصال بطانة الرحم إلى شقوق جراحية، بل يدخِل الطبيب أدوات رفيعة عبر المهبل إلى الفتحة الطبيعية للرحم التي تُسمى أيضًا عنق الرحم.
تختلف الأدوات حسب الطريقة المستخدمة لاستئصال بطانة الرحم. وقد تتضمن الطرق استخدامَ البرودة الشديدة، أو السوائل الساخنة، أو طاقة الموجات الميكروية (الميكروويف)، أو الترددات الراديوية عالية الطاقة.
يمكن استئصال بطانة الرحم في عيادة الطبيب أو في غرفة العمليات. وقد تؤدي عوامل مثل حجم الرحم وحالته وحالتك الصحية وعوامل أخرى -مثل الممارسات التي يتبعها طبيبك- دورًا في تحديد أسلوب استئصال بطانة الرحم الذي ستخضعين له.
لماذا يتم إجراء ذلك
استئصال بطانة الرحم أحد طرق علاج فقدان الدم الشديد أثناء دورات الحيض. قد تحتاجين إلى استئصال بطانة الرحم في الحالات التالية:
- الغزارة غير المعتادة لدم الحيض، وتُكتشف أحيانًا عند امتلاء فوطة صحية أو سدادة قطنية كل ساعتين أو أقل.
- نزف يستمر لأكثر من ثمانية أيام.
- انخفاض تعداد خلايا الدم الحمراء نتيجة لفقدان الدم المفرط، وهو ما يعرف بفقر الدم.
قد يقترح الطبيب لتقليل كمية الدم التي تنزفينها أثناء فترات الحيض استخدام حبوب تنظيم النسل أو اللولب الرحمي. ومن الخيارات الأخرى في تلك الحالة، استئصال بطانة الرحم.
لا يوصى باستئصال بطانة الرحم عمومًا للنساء بعد انقطاع الطمث. ولا يُوصى به أيضًا للفئات التالية من النساء:
- المصابات بأمراض رحم معينة.
- المصابات بسرطان الرحم، أو الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم.
- المصابات بعَدوى نشطة في الحوض.
- الراغبات في الحمل مستقبلاً.
المخاطر
نادرًا ما تحدث مضاعفات نتيجة استئصال بطانة الرحم، وإن حدثت فقد تشمل:
- ألمًا أو نزفًا أو عَدوى.
- ضررًا في الأعضاء المجاورة نتيجة استخدام التسخين أو التبريد.
- إصابة جدار الرحم بثقب من الأدوات الجراحية.
الخصوبة المستقبلية
سيظل بإمكانك الحمل بعد استئصال بطانة الرحم. لكن الحَمل سيكون عندئذ أشد خطورة عليك وعلى الطفل. وقد ينتهي الحمل بالإجهاض التلقائي بسبب تلف بطانة الرحم. فربما لا تنزرع المَشيمة بشكل صحيح، ما يجعلها تنمو داخل جدار الرحم. أو قد يحدث الحمل في إحدى قناتي فالوب أو عنق الرحم بدلاً من الرحم. وتُسمى هذه الحالة الحمل خارج الرحم.
إذا خضعت لجراحة استئصال بطانة الرحم، فيوصى باستخدام وسيلة منع حمل طويلة الأمد أو دائمة لمنع حدوث الحمل.
كيف تستعد
في الأسابيع التي تسبق الإجراء، سيقوم طبيبك عادةً بما يلي:
- إجراء اختبار حمل. لا يمكن استئصال بطانة الرحم إذا كنتِ حاملاً.
- فحص الإصابة بالسرطان. يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا عبر عنق الرحم للحصول على عينة صغيرة من بطانة الرحم لفحصها للكشف عن الإصابة بالسرطان.
- فحص الرحم. قد يفحص طبيبكِ الرحم باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية. قد تخضعين أيضًا لإجراء يستخدم أداة رفيعة تحمل مصباحًا يسمى منظارًا لرؤية الرحم من الداخل، وهو ما يُعرف باسم تنظير الرحم. يمكن لهذه الاختبارات أن تساعد طبيبكِ على اختيار أي من إجراءات استئصال بطانة الرحم يمكن استخدامه.
- إزالة اللولب الرحمي. لا يُجرى استئصال بطانة الرحم في وجود اللولب الرحمي.
- ترقيق بطانة الرحم. تحقق بعض أنواع استئصال بطانة الرحم فعالية أكبر عندما تكون بطانة الرحم رقيقة. قد يطلب منكِ الطبيب تناول دواء لترقيق البطانة. ومن خيارات الإجراءات الأخرى الممكنة التوسيع والكشط. وفي هذا الإجراء، سيستخدم طبيبكِ أداة خاصة لإزالة النسيج الزائد من بطانة الرحم.
- الحديث عن خيارات التخدير. يمكن إجراء الاستئصال في أكثر الأحيان باستخدام أدوية التسكين وتخفيف الألم. وقد يشمل هذا تلقي جرعات مخدرة بالحَقن في عنق الرحم والرحم. لكن في بعض الأحيان، يُستخدم التخدير العام، ويعني ذلك تنفيذ الإجراء وأنت في حالة شبيهة بالنوم.
ما يمكنك توقعه
أثناء تنفيذ الإجراء
الاستئصال باستخدام الترددات الراديوية
الاستئصال باستخدام الترددات الراديوية
أثناء الاستئصال بالترددات الراديوية، يَستخدم جهاز الاستئصال الثلاثي طاقة الترددات الراديوية لتدمير الأنسجة المبطنة للرحم. ويُطلق على هذه البطانة اسم بطانة الرحم. ثم يُزال جهاز الاستئصال من الرحم.
يمكن إجراء استئصال بطانة الرحم في عيادة الطبيب أو في غرفة العمليات.
يمكن تكبير فتحة عنق الرحم من خلال عملية تُعرف بالتوسيع. ويسمح ذلك بإدخال الأدوات اللازمة لعملية الاستئصال. ويمكن إجراء توسيع عنق الرحم باستخدام الأدوية أو بإدخال مجموعة قضبان يزيد حجمها تدريجيًا.
تختلف الإجراءات الطبية لاستئصال بطانة الرحم باختلاف الطريقة المستخدمة لإزالة بطانة الرحم أو التخلص منها. وتشمل الخيارات:
- الاستئصال بالبرد. يُدخَل مسبار إلى داخل الرحم ويُبرَّد. وتجمِّد البرودة الشديدة الموجودة على طرف المسبار بطانة الرحم في بعض الأقسام وتدمر بطانة الرحم. ويسمح التصوير بالموجات فوق الصوتية للطبيب بتتبع التقدم. تستغرق كل دورة تجميد نحو ست دقائق، ويتوقف عدد الدورات اللازمة على حجم الرحم وشكله.
- الاستئصال بالسوائل الحارّة. يُدخَل سائل إلى داخل الرحم ويُسخَّن لنحو 10 دقائق. وتدمر الحرارة بطانة الرحم. وميزة هذه الطريقة أنه يمكن إجراؤها للنساء اللواتي لديهن رحم غير منتظم الشكل بسبب تغيُّر في نمو الأنسجة. وقد ينتج تشوه الرحم عن حالات مثل تكون وجود آفات داخل الرحم أو الأورام الليفية الرحمية.
- الاستئصال باستخدام الترددات الراديوية. تفتح أداة خاصة جهازًا مرنًا ومثلث الشكل داخل الرحم. ويصدر جهاز الاستئصال طاقة تردد راديوي تدمر بطانة الرحم خلال دقيقة أو اثنتين. ثم يُخرج الجهاز من الرحم.
- الاستئصال بالكي الكهربي. يُستخدَم منظار رفيع لرؤية الرحم من الداخل. وتُمرر أداة مثل حلقة سلكية أو مسبار بطرف كروي دوار أو طرف قطب كهربي عبر المنظار. وتستخدم الأداة تيارًا كهربيًا لإزالة بطانة الرحم أو تدميرها. تتطلب عملية الاستئصال بالكي الكهربي الخضوع لتخدير عام. وتُستخدم طريقة الاستئصال هذه بمعدل أقل من الخيارات الأخرى.
- الاستئصال بالموجات الميكروية. يُدخل جهاز إلى داخل الرحم. ويوجه هذا الجهاز طاقة الموجات الميكروية إلى بطانة الرحم ويتلفها. وما زالت أجهزة جديدة تستخدم هذا الأسلوب من الاستئصال قيد التطوير.
بعد العملية
بعد استئصال بطانة الرحم، قد تصابين بما يلي:
- تقلصات مؤلمة. قد تشعرين بتقلصات مؤلمة كالتي تصاحب الحيض لبضعة أيام. ويمكن أن تساعد المسكنات التي تُصرف دون وصفة طبية مثل الأيبوبروفين (Advil وMotrin IB وغيرهما) أو الأسيتامينوفين (Tylenol وغيره) على تخفيف حدة التقلصات المؤلمة.
- الإفرازات المهبلية. قد تخرج إفرازات مائية، مخلوطة بالدم، لبضعة أسابيع. وتتسم تلك الإفرازات عادة بكثافتها في الأيام القليلة الأولى بعد الإجراء.
- كثرة التبوُّل. قد تشعرين بالحاجة إلى التبوُّل أكثر من المعتاد خلال أول 24 ساعة بعد استئصال بطانة الرحم.
اسألي طبيبك عن الوقت الذي يمكنك فيه العودة إلى ممارسة أنشطتك المعتادة، مثل التمارين الرياضية والعمل والجنس. وسيفحص الطبيب في زيارات المتابعة مدى تعافيك.
النتائج
قد يستغرق رؤية النتائج النهائية بضعة أشهُر، لكن استئصال بطانة الرحم غالبًا ما يقلل كمية الدم المفقود أثناء دورات الحيض. لذا قد تقل نسبة دم الحيض، أو قد ينقطع الحيض تمامًا.
استئصال بطانة الرحم ليس إجراءً مسببًا للعقم، لهذا ينبغي لكِ الاستمرار في استخدام وسائل منع الحمل. فقد يظل الحمل وارد الحدوث، ولكنه سيكون على الأرجح خطيرًا عليكِ وعلى طفلكِ. وقد ينتهي بالإجهاض التلقائي. ومن الخيارات الممكنة أيضًا لتجنب الحمل بعد الإجراء التعقيم الدائم.