التشخيص
يمكنك البدء بزيارة طبيب الرعاية الأولية. قد تحتاج كذلك إلى زيارة أحد خبراء الصحة العقلية، مثل الطبيب النفسي أو اختصاصي علم النفس. إذ يمكنهم تشخيص وعلاج حالات الرهاب المحدد.
لتشخيص نوع الرهاب المحدد، قد يتبع خبير الرعاية الصحية أو خبير الصحة العقلية الخطوات الآتية:
- التحدث معك لتحديد عوامل الخطر التي قد تكون لديك.
- طرح أسئلة بشأن الأعراض التي تظهر عليك والاطلاع على تاريخك الطبي والاجتماعي وتاريخ الصحة العقلية.
- التحدث عن الأشياء التي تتجنبها بسبب الخوف.
العلاج
أفضل علاج لحالات الرهاب المحدد هو نوع من العلاج يُسمى العلاج بالتعرُّض. وقد يوصي الطبيب في بعض الأحيان أيضًا بعلاجات أو أدوية أخرى. إن معرفة سبب الرهاب أقل أهمية من التركيز على كيفية علاج سلوك التجنب الذي تطوّر بمرور الوقت.
ويهدف العلاج إلى تحسين جودة حياتك حتى لا يكون الرهاب قيدًا يكبلك. فعندما تتعلم كيفية التحكم في استجاباتك وأفكارك ومشاعرك بشكل أفضل، سيقل قلقك وخوفك ولن يتحكما في حياتك بعد ذلك. تُعالَج حالات الرهاب المحدد عادةً كل على حدة.
العلاج بالحوار
من فوائد استشارة اختصاصي الصحة العقلية أنه يساعدك في إدارة حالة الرهاب المحددة. وأكثر العلاجات نجاعة هي:
- العلاج بالتعرض. يركز هذا العلاج على تغيير استجابتك تجاه الشيء أو الموقف الذي تخشاه. فالتعرض التدريجي والمتكرر لمصدر الرهاب المحدد وما يرتبط به من أفكار ومشاعر قد يساعدك على تعلم كيفية السيطرة على قلقك. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تخاف من المصاعد، فقد يتدرج العلاج من مجرد التفكير في دخول المصعد، إلى النظر إلى صور للمصاعد، إلى الاقتراب من المصعد، ثم الدخول إلى المصعد. بعد ذلك، قد تصعد في المصعد لطابق واحد، ثم لعدة طوابق، ثم قد تركب مصعدًا مزدحمًا.
- العلاج السلوكي المعرفي. يتضمن العلاج السلوكي المعرفي التعرض التدريجي ووسائل أخرى لتعلم كيفية رؤية الشيء أو الموقف الذي يخيفك والتعامل معه بطريقة مختلفة. وسيساعدك على تعلم كيفية التغلب على مخاوفك وتحمل المشاعر غير المريحة. ويساعدك أيضًا على تعلم كيفية بناء شعور بالسيطرة والثقة فيما يتعلق بأفكارك ومشاعرك، بدلاً من الشعور بالهزيمة أمامها.
الأدوية
يستطيع العلاج بالتعرض عمومًا علاج حالات رهاب معينة. لكن في بعض الأحيان يمكن أن تقلل الأدوية أعراض القلق والهلع التي تشعر بها نتيجة التفكير في الشيء أو الموقف الذي تخشاه أو تعرضك له.
يمكن استخدام الأدوية خلال مرحلة العلاج الأولية أو للاستخدام قصير الأجل في حالات معينة متقطعة، مثل السفر بالطائرة، أو الخطابة أمام الناس، أو خضوعك لفحص الرنين المغناطيسي.
تشمل هذه الأدوية:
- حاصرات مستقبلات بيتا. تعطل هذه العقاقير التأثيرات المحفزة للأدرينالين مثل زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وخفقان القلب وارتجاف الصوت والأطراف نتيجة القلق.
- المهدئات. تساعد الأدوية المعروفة باسم البنزوديازيبينات في الاسترخاء عن طريق خفض مستوى شعورك بالقلق. وتُستخدم المهدئات بحذر نظرًا لإمكانية إدمانها. ويُحظر استعمالها إذا كان قد سبق لك إدمان الكحوليات أو المخدرات.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
اطلب من الطبيب أو غيره من خبراء الرعاية الصحية اقتراح نمط حياة واستراتيجيات أخرى لمساعدتك على التحكم في القلق الناجم عن الرهاب المحدد. على سبيل المثال:
- استراتيجيات التركيز الذهني التي تساعد على تعلم كيفية التحكم في القلق وتقليل سلوكيات التجنب.
- أساليب الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو استرخاء العضلات التدريجي أو اليوغا، والتي يمكنها المساعدة على التعامل مع الأعراض الجسدية للقلق والتوتر.
- الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية التي تساعد على التحكم في القلق المرتبط بالرهاب المحدد.
التأقلم والدعم
يمكن أن يساعدك العلاج المتخصص في التغلب على نوع الرهاب الذي لديك أو السيطرة عليه جيدًا حتى لا تصبح سجينًا لمخاوفك. ويمكنك أيضًا اتخاذ بعض الخطوات المفيدة بنفسك:
- حاوِل عدم تجنب المواقف المخيفة. جرِّب البقاء بالقرب من الأشياء أو المواقف المخيفة قدر المستطاع بدلاً من الابتعاد عنها تمامًا. ويمكن للعائلة والأصدقاء ومعالجك مساعدتك في تحقيق هذا الهدف. ومارِس ما تتعلمه أثناء العلاج وتعاون مع المعالج لوضع خطة تحسُّبًا لتفاقم الأعراض.
- تواصَل مع الآخرين. فكِّر في الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم أو الرعاية الذاتية للتواصل مع غيرك ممن يدركون ما تمر به.
- اعتنِ بنفسك. احصل على قسط كافٍ من الراحة، وتناوَل طعامًا صحيًّا، ومارِس النشاط البدني كل يوم. وقلل تناول الكافيين أو تجنبه تمامًا، لأنه قد يزيد من حدة القلق. ولا تنسَ الاحتفاء بالنجاحات التي تحققها كلما تحسنت الأمور.
كيفية مساعدة طفلك على تجاوز مخاوفه
هناك الكثير مما يمكن للوالدين فعله لمساعدة طفلهما في تجاوز مخاوفه. على سبيل المثال:
- تحدث بصراحة عن المخاوف. أخبِر طفلك أن الجميع يمرون أحيانًا بأوقات تراودهم فيها أفكار ومشاعر مخيفة، ولكن البعض يمرون بها أكثر من الآخرين. ولا تقلل من أهمية المشكلة أو تنتقد طفلك بسبب مخاوفه، بل تحدَّث إليه عن أفكاره ومشاعره، وأوضح له أنك مهتم بالاستماع إليه ومساعدته.
- لا تعزز حالات رهاب معينة. استغل الفرص التي يمكن أن تساعد طفلك في التغلب على مخاوفه. فإذا كان طفلك يخاف من كلب الجيران الأليف مثلاً، فلا تغيّروا طريقكم للبقاء بعيدًا عن الحيوان، بل ساعِد طفلك على التعامل مع الكلب عندما يواجهه، وعرّفه ببعض الحيل التي تمده بالشجاعة. على سبيل المثال، يمكنك أن تكون نقطة الأمان لطفلك، حيث تنتظره وتقدم الدعم حينما يقترب قليلاً من الكلب ثم يعود إليك للشعور بالأمان. ومع مرور الوقت، حثَّ طفلك على الاقتراب أكثر فأكثر.
- كن نموذجًا للسلوك الإيجابي. بما أن الأطفال يتعلمون بالمشاهدة، يمكنك أن تظهر لطفلك كيفية التصرف عند التعرض لشيء يخيفه هو أو يخيفك أنت. فيمكنك أن تبدأ بإظهار الخوف، ثم تريه كيفية التغلب على هذا الخوف.
ولكن إذا استمرت مخاوف طفلك وبدت شديدة وتعوقه عن ممارسة حياته اليومية، فتحدث مع طبيبه أو غيره من خبراء الرعاية الصحية طلبًا للنصيحة.
الوقاية
إذا كان لديك رهاب محدد، فاحرص على طلب المساعدة، خاصةً إذا كان لديك أطفال. فعلى الرغم من أن العوامل الوراثية قد يكون لها دور في كيفية بدء الرهاب المحدد، فإن مشاهدة رد فعل رهابي لشخص آخر مرارًا وتكرارًا يمكن أن يثير رهابًا محددًا لدى الأطفال.
لكن عن تغلُّبك على مخاوفك الخاصة، يمكنك تعليم طفلك كيفية مواجهة المخاوف وتحفيزه للتصرف بشجاعة مثلك.
الاستعداد لموعدك
إذا قررت طلب المساعدة لعلاج نوع معين من الرُهاب، فقد اتخذت خطوة أولى مهمة على طريق العلاج. يمكنك أن تبدأ باستشارة طبيبك أو أي طبيب رعاية أولية آخر. وقد تُحال حسب حالتك إلى اختصاصي الصحة العقلية لتحديد المشكلة وتلقي العلاج المناسب.
ما يمكنك فعله
أعدّ قائمة بما يلي قبل موعدك الطبي:
- الأعراض التي تشعر بها حتى لو لم تكن تبدو مرتبطة بقلقك. قد تسبب الإصابة بأنواع معينة من الرهاب المحدد اضطرابات بدنية وعاطفية وعقلية.
- المثيرات لهذه الحالة، كالأماكن أو الأشياء التي تتجنبها للوقاية من الشعور بالقلق والخوف. اذكر الطريقة التي حاولت بها التعامل مع هذه المثيرات، والعوامل التي تجعل الموقف أفضل أو أسوأ.
- المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي ضغوط شديدة تعرَّضت لها أو تغيرات حياتية حدثت لك مؤخرًا.
- جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المنتجات العشبية أو المكمّلات الغذائية الأخرى التي تتناوَلها، وجرعاتها. اذكر المشروبات الكحولية أو الأدوية الأخرى التي قد تلجأ إليها للتخفيف من حدة قلقك.
- الأسئلة التي ستطرحها على طبيبك لتحقيق الاستفادة القصوى من وقت موعدك الطبي.
تشمل الأسئلة التي يمكنك طرحها ما يلي:
- ما سبب شعوري بهذا الخوف؟
- هل سيزول الخوف من تلقاء نفسه؟
- ما الذي يمكنني فعله للتخفيف من حدة الأعراض التي أشعر بها؟
- ما العلاجات التي توصي بها؟
- هل سيكون العلاج بالتعرُّض أو العلاج المعرفي السلوكي مفيدًا في حالتي؟
- ما الآثار الجانبية للأدوية التي تُستخدَم عادةً لعلاج هذه الحالة؟
- ما المدة التي ستستغرقها الأعراض التي أشعر بها حتى تتحسّن إذا قررت تناول الأدوية؟
- ما مدى التحسن المتوقع إذا اتبعتُ الخطة العلاجية الموضوعة لي؟
- لديَّ مشكلات صحية أخرى، كيف يُمكنني التعامل معها معًا على أفضل نحو؟
- هل هناك أي منشورات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟
- ما المواقع الإلكترونية التي تنصحني بقراءتها؟
لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى أثناء الموعد الطبي.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
ربما يطرح عليك طبيبك الأسئلة التالية:
- هل تتجنب أي مواقف أو أماكن خوفًا من أن تحفز لديك هذه الأعراض؟
- متى كانت المرة الأولى التي لاحظت فيها هذه الأعراض؟
- متى تظهر الأعراض لديك في الغالب؟
- هل يوجد ما يؤدي إلى تحسن الأعراض أو تفاقمها؟
- هل تعرضت مؤخرًا لنوبة قلبية نتيجة لشعور مفاجئ بالفزع أو القلق؟
- وأثناء نوبات الفزع والقلق تلك، هل ظهرت عليك أعراض شبيهة بأعراض ضيق التنفس أو النوبة القلبية؟
- هل شعرت مؤخرًا بالتوتر أو القلق أو الانفعال؟
- ما الأعراض الأخرى التي أُصبت بها؟
- كيف تؤثر الأعراض على نمط معيشتك ونمط معيشة الأشخاص المحيطين بك؟
- هل لديك أي مشاكل صحية؟
- هل سبق أن تلقيت علاجًا لأي أمراض عقلية أخرى؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فماذا كان نوع العلاج الأنجع لحالتك؟
- ما معدل تناولك لمشروبات الكافيين؟ كم مشروبًا من الكافيين تتناوله؟
- ما معدل تناولك للمشروبات الكحولية أو تعاطيك للمخدرات؟
- هل سبق أن راودتك أفكار بإيذاء نفسك؟
جهِّز إجاباتك عن هذه الأسئلة مسبقًا لكي توفر الوقت لمناقشة النقاط التي تحتاج إلى وقت أطول.