التشخيص

لتشخيص التهاب الرئة، يراجع الطبيب أو غيره من اختصاصيي الرعاية الصحية السيرة المَرضية لك وللعائلة. وستناقشان الأعراض التي تشعر بها ويراجع الطبيب أي أدوية تتناولها والعلاجات السابقة مثل علاج السرطان الذي خضعت له. ومن المحتمل أيضًا أن تُسأل عن أي تعرض مستمر أو متكرر للغبار والمواد الكيميائية والطيور ومصادر العفن، خصوصًا من خلال المنزل أو العمل أو الهوايات.

سيُجري اختصاصي الرعاية الصحية فحصًا بدنيًا وسيستخدم السمّاعة الطبية للاستماع إلى رئتيك أثناء التنفس.

ومن الخيارات التي تساعد على تشخيص التهاب الرئة الناتج عن فرط التحسس تجنب المادة البيئية المشتبه بها لعدة أسابيع لمعرفة ما إذا كانت الأعراض ستتحسن أم لا.

لتمييز التهاب الرئة عن الحالات المَرَضية الأخرى للرئة، من المحتمل أن تخضع لاختبار أو أكثر.

فحوص الدم

قد تكون بعض اختبارات الدم المعينة مفيدة في تحديد التشخيص. على سبيل المثال، قد يتمكن اختبار الدم من تحديد ما إذا كنت مصابًا بعدوى أم لا. يمكن أن تتحقق اختبارات الدم من الأجسام المضادة التي تشير إلى التعرض لمُؤَرِّج (مادة مسببة للحساسية). ويمكن أن يقيس اختبار دم آخر، يسمى اختبار غازات الدم الشرياني، مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في العينة.

اختبارات التصوير الطبي

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية. ويمكن أن تُعطي صور الرئتين فكرة عن مكان الالتهاب ومدى حدته. قد تستبعد الأشعة السينية أيضًا الحالات المرضية الأخرى التي تسبب الأعراض التي لديك، مثل التهاب الرئة. وأحيانًا قد لا تُظهر صور الأشعة السينية أي تغييرات.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT). يجمع التصوير المقطعي المحوسب بين صور أشعة سينية مأخوذة من عدة زوايا مختلفة لإنشاء صور للبنى الداخلية للجسم. ويوفر التصوير المقطعي المحوسب تفاصيل أدق للتغيرات الحادثة في الرئتين مقارنةً بتصوير الصدر بالأشعة السينية. قد يكون الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب أيضًا مفيدًا في معرفة مقدار الضرر الذي حدث في الرئة.

اختبارات الوظائف الرئوية

تُجرى اختبارات الوظائف الرئوية لمعرفة مدى كفاءة عمل رئتيك، ومنها:

  • قياس التنفس. في هذا الاختبار، تزفر بسرعة وبقوة من خلال أنبوب متصل بجهاز. ويقيس الجهاز مقدار الهواء الذي يمكن أن تحتويه الرئتان وسرعة دخول الهواء إلى الرئتين وخروجه منهما.
  • اختبار حجم الرئة. يقيس هذا الاختبار كمية الهواء التي تحتفظ بها الرئتان في أوقات مختلفة عند الشهيق والزفير.
  • اختبار سعة انتشار الرئة. يوضح هذا الاختبار مدى جودة نقل الجسم للأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الرئتين والدم.
  • قياس التأكسج النبضي. يستخدم هذا الاختبار البسيط جهازًا صغيرًا يُوضع على إحدى الأصابع لقياس كمية الأكسجين الموجودة في الدم. وتُسمى نسبة الأكسجين في الدم بتشبع الأكسجين. قد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بإجراء اختبار المشي لمدة ست دقائق مع فحص تشبع الأكسجين لديك.

يمكن استخدام الاختبارات التصويرية واختبارات الوظائف الرئوية لمتابعة حالتك بمرور الوقت ومراقبة مدى فعالية العلاجات.

شخص يستخدم مقياس التنفس مقياس التنفس

مقياس التنفس هو جهاز تشخيصي يقيس كمية الهواء التي تستطيع تنفسها وإخراجها والوقت الذي يستغرقه الزفير بشكل كامل بعد أن تأخذ نفسًا عميقًا.

تنظير القَصَبات

تنظير القصبات إجراء يفحص الرئتين والممرَّات الهوائية. حيث يُمرَّر أنبوب صغير يُسمى منظار القصبات خلال الأنف أو الفم إلى الحلق ثم الرئتين.

وقد يشطف الطبيب جزءًا من الرئة بمحلول من الماء المالح لجمع خلايا الرئة والمواد الأخرى. يُعرف إجراء الشطف هذا باسم الغسل.

قد يزيل الطبيب أيضًا عينات صغيرة جدًا من أنسجة رئتيك. وأحيانًا تكون عينات الأنسجة صغيرة جدًا لدرجة أنها لا تكفي لإجراء التشخيص الصحيح. لكن هذا الشكل من الخزعة قد يُستخدم لاستبعاد حالات مرضية أخرى.

خزعة الرئة جراحيًا

قد يرغب الطبيب في فحص عينة أكبر من الأنسجة من عدة مواقع في الرئتين لا يمكن الوصول إليها باستخدام تنظير القصبات. وقد يلزم إجراء جراحي لجمع هذه العينات. على الرغم من أن الخزعة الجراحية إجراء متوغّل وتنطوي على خطر التعرض لمضاعفات، فقد تكون الطريقة الوحيدة لإجراء التشخيص الصحيح. ويمكن تنفيذ هذا الإجراء كجراحة طفيفة التوغل.

العلاج

قد يختلف العلاج باختلاف سبب التهاب الرئة.

الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط التحسس

إذا كنت مصابًا بالتهاب رئوي ناتج عن تهيُّج كيميائي أو تفاعل تحسُّسي، فمن المحتمل أن يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بوقف التعرُّض للمادة التي تُهيج رئتيك. وهذه الخطوة من شأنها أن تساعد على تخفيف الأعراض.

تشمل الطرق التي يمكنك من خلالها تقليل التعرُّض:

  • تجنُّب المادة المُسببة، إذا كانت معروفة. قد يصل هذا إلى اختيار وظيفة أو هواية مختلفة إذا كانت حالتك شديدة.
  • ارتداء معدات الحماية. قد تقلل أدوات حماية الوجه التي ترشِّح الجسيمات من التعرُّض للمواد المسببة، مثل قناع الغبار أو جهاز التنفس الشخصي.
  • تحسين التهوية. قد يؤدي تدفق الهواء بشكل أفضل في المنطقة التي تحتوي على المادة المُسببة لأعراضك إلى تقليل التعرُّض لها.
  • الحد من نمو العفن. قد يساعد تنظيف الأماكن التي يمكن أن ينمو فيها العفن، مثل أحواض المياه الساخنة وأنظمة التهوية وأجهزة ترطيب الهواء، على تجنُّب التعرُّض. تخلص من السجاد والأثاث والجدران المتضررة بالمياه.

تعمل أدوية الكورتيكوستيرويدات من خلال تهدئة استجابة جهازك المناعي للتهيُّج. يمكن أن يجعل ذلك رئتيك أقل التهابًا. عادة ما تؤخذ الكورتيكوستيرويدات كحبوب لفترة محدودة. ويزيد استخدام الكورتيكوستيرويدات على المدى الطويل من خطر الإصابة بالعَدوى ويرتبط بترقق العظام المعروف باسم هشاشة العظام. وقد تُستخدم أدوية أخرى تُقلل من استجابة الجهاز المناعي.

قد يكون من المفيد أحيانًا استخدام الكورتيكوستيرويدات عبر مِنشقة. تُستنشق هذه الأدوية إلى الرئتين. ومن ثم تقلل الأدوية من الالتهاب في مجرى الهواء، ما يجعل التنفس أسهل.

موسعات القصبات أدوية تأتي عادة في شكل مِنشقات. وتُرخي هذه الأدوية العضلات حول مجرى الهواء. ويمكن أن يساعد هذا على تخفيف السعال وجعل التنفس أكثر سهولة.

الالتهاب الرئوي الناتج عن الأدوية

يعتمد علاج الالتهاب الرئوي الناتج عن الأدوية على مدى شدة الأعراض. قد لا تحتاج إلى علاج إذا كانت الأعراض خفيفة. أما إذا كانت الأعراض شديدة، فقد يكون من المفيد العلاج بالكورتيكوستيرويدات بشكل رئيسي، وأحيانًا بالأدوية الأخرى التي تقلل من استجابة الجهاز المناعي. وقد يقرر اختصاصي الرعاية الصحية في بعض الأحيان إيقاف الأدوية التي تسبب الالتهاب أو تغييرها.

الالتهاب الرئوي الناتج عن الإشعاع

قد لا تحتاج إلى علاج للالتهاب الرئوي الإشعاعي إذا كانت الأعراض خفيفة. وعادةً ما تُعالَج الأعراض الشديدة بالكورتيكوستيرويدات.

خيارات العلاج لأي سبب من أسباب الالتهاب الرئوي

عندما يكون الالتهاب الرئوي شديدًا، قد يشمل العلاج أيضًا ما يأتي:

  • العلاج بالأكسجين. إذا كنت تواجه صعوبة بالغة في التنفس، فربما تحتاج إلى علاج بالأكسجين من خلال قناع أو أنابيب بلاستيكية مزودة بأطراف تناسب فتحتي أنفك. يمكنك استخدام الأكسجين عندما تنام أو تمارس الرياضة. لكن يحتاج بعض الأشخاص إلى استخدام الأكسجين طوال الوقت. ويمكن أن يساعدك حمل خزان أكسجين صغير أو استخدام جهاز تكثيف الأكسجين المحمول على أن تكون أكثر قدرة على الحركة.
  • التأهيل الرئوي. يمكن أن يساعد الخضوع لبرنامج تأهيل رئوي على التحكم في الأعراض وتحسين القدرة على أداء المهام اليومية.
  • زراعة الرئة. قد يتطلب تضرر الرئة الحاد زراعة رئة.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية

قد يعني تشخيص إصابتك بالتهاب الرئة أنه سيتعين عليك إجراء تغييرات على نمط حياتك لحماية صحتك. ستحتاج إلى تجنب المحفّزات المعروفة قدر الإمكان.

امتنع عن التدخين. يمكن أن يؤدي التدخين إلى تفاقم ضرر الرئة. وإذا كنت تحتاج إلى مساعدة بشأن الإقلاع عن التدخين، فاستشر اختصاصي الرعاية الصحية.

إذا كانت مهام وظيفتك تعرضك لمواد تهيِّج الرئة، فتحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية وإلى مشرفك في العمل حول طرق لحماية نفسك. وإذا كانت إحدى هواياتك سبب المشكلة، فعليك العثور على هواية أخرى.

الاستعداد لموعدك

يمكنك البدء بزيارة اختصاصي الرعاية الصحية لعائلتك. وقد تُحال بعد ذلك إلى طبيب متخصص في أمراض الرئة يُسمى طبيب الرئة.

ما يمكنك فعله

قبل موعدك الطبي، أعِدّ قائمة تتضمن ما يأتي:

  • الأعراض التي تشعر بها، بما في ذلك وقت بداية ظهورها وأي شيء يجعلها تتفاقم أو تتحسن.
  • جميع الوظائف وأي أشياء تتعرض لها وقد تكون جزءًا من أنشطة عملك.
  • الهوايات التي تمارسها بانتظام وقد تعرضك لمواد يمكن أن تهيج رئتيك.
  • المشكلات الطبية التي كانت لديك وعلاجها.
  • المشكلات الطبية التي أصابت والديك أو إخوتك.
  • جميع الأدوية والفيتامينات والأعشاب والمكمّلات الغذائية التي تتناولها أو تناولتها في السنوات القليلة الماضية. مع ذكر جرعاتها.
  • الأسئلة التي يمكن طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية.

من الأسئلة التي يمكن طرحها:

  • ما السبب المحتمل للأعراض التي أشعر بها؟
  • ما أنواع الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
  • ما العلاج الذي توصي به؟
  • لديَّ مشكلات صحية أخرى. كيف سيؤثر التهاب الرئة فيها؟
  • هل يجب عليَّ الالتزام بأي قيود؟

لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى أثناء موعدك الطبي.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

قد يطرح عليك اختصاصي الرعاية الصحية أسئلة مثل:

  • هل تدخن التبغ أو سبق لك تدخينه؟
  • ما أنواع الوظائف أو الهوايات التي مارستها؟
  • هل تتفاقم أعراض التنفس لديك أو تتحسن في أوقات معينة عند ممارسة عملك أو هوايتك؟
  • هل لديك حوض ماء ساخن أو جهاز ترطيب هواء في المنزل؟
  • هل اقتربت من الحمام أو طيور أليفة سابقًا؟

كن مستعدًا للإجابة عن الأسئلة حتى يكون لديك وقت كافٍ لمناقشة النقاط الأهم لك.

07/11/2024
  1. Hypersensitivity pneumonitis. National Heart, Lung, and Blood Institute. https://www.nhlbi.nih.gov/health/hypersensitivity-pneumonitis. Accessed Feb. 28, 2024.
  2. King TE Jr. Hypersensitivity pneumonitis (extrinsic allergic alveolitis): Epidemiology, causes, and pathogenesis. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed Feb. 29, 2024.
  3. King TE Jr. Hypersensitivity pneumonitis (extrinsic allergic alveolitis): Clinical manifestations and diagnosis. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed Feb. 28, 2024.
  4. King TE Jr. Hypersensitivity pneumonitis (extrinsic allergic alveolitis): Treatment, prognosis, and prevention. https://www.uptodate.com/contents/search. Accessed Feb. 28, 2024.
  5. Herrmann J, ed. Pulmonary disease during cancer therapy. In: Cardio-Oncology Practice Manual: A Companion to Braunwald's Heart Disease. Elsevier: 2023; https://www.clinicalkey.com. Accessed Feb. 29, 2024.
  6. Wing EJ, et al., eds. Interstitial lung diseases. In: Cecil Essentials of Medicine. 10th ed. Elsevier; 2022. https://www.clinicalkey.com. Accessed Feb. 29, 2024.
  7. Ferri FF. Hypersensitivity pneumonitis. In: Ferri's Clinical Advisor 2024. Elsevier; 2024. https://www.clinicalkey.com. Accessed Feb. 29, 2024.
  8. Pandya SM, et al. Hypersensitivity pneumonitis: Updates in evaluation, management, and ongoing dilemmas. Immunology and Allergy Clinics of North America. 2023; doi:10.1016/j.jac.2023.01.011.
  9. Baqir M (expert opinion). Mayo Clinic. May 11, 2024.

ذات صلة

الإجراءات الطبية ذات الصلة

أخبار من مايو كلينك