أنا الدكتور براد ليبوفيتش، اختصاصي أورام الجهاز البولي في مايو كلينك. في هذا الفيديو، سنتناول معلومات أساسية عن سرطان الكلى: ما المقصود بهذا المرض؟ ومن المعرض للإصابة به؟ الأعراض والتشخيص والعلاج. سواء كانت لديك استفسارات تخصك أو تخص شخص عزيز عليك، فيسرنا أن نقدم لك أفضل المعلومات المتاحة. أولاً، سنستعرض بعض المعلومات عن الكلية. الكليتان هما عضوان على شكل حبة الفاصولياء، يبلغ حجم كل واحدة منهما حجم قبضة يدك. تقع الكليتان خلف أعضاء البطن؛ واحدة على كل جانب من جانبي العمود الفقري. وظيفتهما ترشيح الماء والأملاح الزائدة وطرد المخلفات من الجسم، وتحويل هذه المواد إلى بول. تتكون الكليتان من الألياف الخلوية، شأنها في ذلك شأن الأعضاء الأخرى. في بعض الأحيان، تتصرف الخلايا في هذه الأنسجة بطريقة شاذة. تحدث تغييرات في الحمض النووي لها فيجعلها تنمو بطريقة غير طبيعية وتكوِّن أورامًا. وهكذا ينشأ السرطان. سرطان الخلايا الكلوية هي أكثر أنواع سرطانات الكلى شيوعًا. تبلغ نسبة انتشار هذا النوع من سرطانات الكلى نحو تسعين في المئة. لكن أسهمت التطورات التقنية، لحسن الحظ، في تحسين طرق العلاج. وما يدعو للتفاؤل أن نسبة الشفاء من سرطان الكلى لم تكن في أي وقت مضى أكبر مما هي عليه اليوم، وهي نقطة تحوّل في هذا المضمار.
يبلغ متوسط عمر مرضى سرطان الكلى 64 عامًا. سرطان الكلى أكثر شيوعًا بين الرجال منه بين الرجال بمقدار الضعف تقريبًا. لا تُعرف أسباب محددة للإصابة بسرطان الكلى، شأنه في ذلك شأن العديد من السرطانات الأخرى. لكننا نعلم أن هناك بعض الأمور قد تزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الكلى، مثل التقدم في العمر والتدخين والسُمنة وارتفاع ضغط الدم والديلزة (غسيل الكلى) لفترة طويلة والتاريخ المرضي العائلي فيما يخص سرطان الكلى.
لسوء الحظ، في معظم الأحيان يصعب تشخيص سرطان الكلى، لأن مؤشرات المرض أو أعراضه لا تظهر في مراحله المبكرة. ومع مرور الوقت، قد تظهر الأعراض التالية: وجود دم في البول، قد يبدو باللون الوردي أو الأحمر أو بلون الكولا. الشعور بألم مستمر في الظهر أو الجانب. فقدان الشهية. نقص الوزن غير المبرر. الشعور المستمر بالإرهاق. الحُمَّى. أو التعرُّق الليلي. استشر طبيبك إن كنت تعتقد أنك تشعر بهذه الأعراض.
قد تشمل الطرق التي يتبعها الأطباء لتقييم أورام الكلى واحدًا أو أكثر من الاختبارات والإجراءات التالية: اختبارات الدم والبول. فحوصات التصوير مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية والأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، وتساعد في تصوُّر شكل الورم أو التشوه. أحيانًا، قد يوصي الطبيب بإجراء خزعة. ويشمل هذا الإجراء استئصال عينة صغيرة من أنسجة الورم باستخدام إبرة خاصة لفحصها بدقة أكبر. إذا تأكدت إصابتك بسرطان الكلى، فالخطوة التالية هي تصنيف مراحل السرطان. تصنيف مراحل السرطان هو مصطلح طبي يُستخدم لوصف حجم السرطان ومدى انتشاره. تتوفر اختبارات معينة لتصنيف مراحل السرطان، قد تشمل فحوصات التصوير المقطعي المحوسب أو فحوصات تصوير أخرى. فور أن يحصل الطبيب على معلومات كافية، فسوف يحدد رقمًا رومانيًا من 1 إلى 4 للإشارة إلى المرحلة التي وصل إليها مرض السرطان. يشير أدنى تصنيف إلى أن السرطان محصور في الكلية. أما التصنيف الأعلى فيعني أن السرطان في مرحلة متأخرة، وربما يكون قد انتشر إلى العُقَد اللمفية أو إلى مناطق أخرى من الجسم.
ثمة بعض النقاط الإيجابية التي تجعل سرطان الكلى أخف ضررًا من أنواع السرطان الأخرى. نظرًا لأن الإنسان لديه كليتين، وأن أجسامنا قابلة للتكيُف على أداء وظائفها على نحو طبيعي بكلية واحدة في معظم الحالات، لهذا في حالات كثيرة، إن كان سرطان الكلى موضعيًا ولم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، فإن احتمالات النجاة لن تكون إيجابية للغاية فحسب، بل ولن يكون هناك أي أثر سلبي في العادة على جودة الحياة جراء علاج سرطان الكلى. الجراحة ليست دائمًا الخطوة الأولى لمعظم الحالات. وقد يلجأ الجراحون لإزالة الكلية المصابة بالكامل، وهو إجراء جراحي يعرف باسم استئصال الكلية أو استئصال الكلية الجذري، ويتوقف ذلك على استئصال مرحلة السرطان ودرجة خطورته. وفي بعض الحالات، يفضلون استئصال الورم من الكلية. وتعرف هذه العملية باستئصال الكلية الجزئي أو جراحة استبقاء الكلى أو استبقاء الكُليون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن القضاء على بعض سرطانات الكلى بأساليب غير جراحية. فالاستئصال بالتبريد هو علاج يُستخدم لتجميد الخلايا السرطانية والقضاء عليها. والاستئصال باستخدام الترددات الراديوية هو علاج يعمل على تسخين الخلايا المتحورة لفصلها عن الأنسجة السليمة. يتوقف أفضل علاج لكل حالة على عدد من العوامل، منها الصحة العامة للمريض، ونوع سرطان الكلى الذي أصابه، ومدى انتشار السرطان، والخيارات التي يفضلها للعلاج. ويمكن للمريض بالتعاون مع الفريق الطبي تحديد العلاج المناسب له.
تلقي خبر الإصابة بالسرطان ليس بالأمر السهل أبدًا. غير أنه ثمة طرق للتأقلم مع التحديات اليومية فيما يتعلق بالتعامل مع أعراض المرض وخطة العلاج والتعافي. قد يساعدك التعرف على طبيعة حالتك في الشعور بالارتياح عند اتخاذ القرارات. من الوسائل المفيدة الأخرى الاعتناء بنفسك. حافِظ على نشاطك. خذ قسطًا وافرًا من النوم. تناول أطعمة صحية. واصل ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، عندما تشعر بقدرتك على ذلك. تواصل مع الآخرين. قد يساعدك الطبيب في العثور على مجموعة دعم. لا تتردد في طلب المساعدة عندما تحتاج إليها. من الطبيعي أن تشعر في البداية بخيبة الأمل أو الاكتئاب أو القلق. وأحيانًا يكون للتحدث إلى اختصاصي الصحة العقلية أبلغ الأثر في حالتك. تذكر أن هناك دائمًا سبيل لتحقيق النتائج المرجوة بفضل طريقة العلاج المناسبة والفريق العلاجي الكفء وطريقة التفكير السليمة. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن سرطان الكلى، فشاهد مقاطع الفيديو الأخرى ذات الصلة أو تفضل بزيارة الموقع الإلكتروني mayoclinic.org. نتمنى لكم دوام العافية.