نظرة عامة
الصرع المناعي الذاتي نوع من الصرع يحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الدماغ بالخطأ، ما يُسبب نوبات تشنجية. وقد يكون مصاحبًا لحالات تصيب الجهاز المناعي، وخاصةً التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
يُعرف الصرع المناعي الذاتي أيضًا بالصرع المرتبط بالمناعة الذاتية ونوبات الصرع الحادة العرضية الثانوية الناتجة عن التهاب الدماغ المناعي الذاتي.
يعمل الجهاز المناعي على حماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا والمواد الأخرى التي قد تُسبب الأمراض. الأجسام المضادة هي بروتينات تُشكل جزءًا من الجهاز المناعي. في حال الإصابة بالصرع المناعي الذاتي، تهاجم الأجسام المضادة المستقبلات الموجودة في الدماغ بالخطأ، ما يؤدي إلى حدوث تورّم أو التهاب في الدماغ، ومن ثمّ نوبات الصرع.
لا تكون الأدوية المضادة للتشنجات عادةً كافية لعلاج النوبات لدى المصابين بالصرع المناعي الذاتي. لكن أدوية العلاج المناعي تعمل على تقليل الاستجابة المناعية بالدماغ.
يمكن أن يساعد بدء العلاج المناعي في مرحلة مبكرة على تخفيف الالتهاب وعلاج نوبات الصرع. قد ينجح العلاج في إيقاف نوبات الصرع تمامًا لدى بعض المصابين، بينما قد تستمر لدى آخرين حتى بعد تلقي العلاج.
الأعراض
قد تبدأ أعراض الصرع المناعي الذاتي بعد الإصابة بتعب مصحوب بالحُمَّى. تحدث نوبات الصرع بشكل مفاجئ وتكون خطيرة. تشمل أنواع نوبات الصرع التي قد تحدث ما يلي:
- نوبات الـصرع البؤرية. نوبات الصرع هذه الأكثر شيوعًا في حالات الصرع المناعي الذاتي. وقد تؤدي نوبات الصرع البؤرية أحيانًا إلى تغيّرات في مستوى الوعي أو فقدانه. كما قد تؤدي نوبات الصرع إلى تحديق الشخص في الفراغ دون استجابة للمحيط من حوله. لكن بعض أنواع نوبات الصرع البؤرية الأخرى لا تُسبب تغيّرًا في مستوى الوعي. بل تُسبب نوبات الصرع هذه أعراضًا مختلفة حسب الجزء المصاب من الدماغ. وقد تؤدي نوبات الصرع البؤرية إلى ارتعاش جزء معين من الجسم. أو قد تُسبب شعورًا بأن هذا الموقف قد حدث من قبل، في ما يُعرف بظاهرة الديجا فو (déjà vu). قد تؤدي نوبات الصرع البؤرية أيضًا إلى الشعور بالغثيان أو ظهور أعراض بصرية، مثل رؤية أضواء وامضة.
- نوبات صرع خلل التوتر الوجهي العضدي. تُسبب نوبات الصرع هذه تقلصات عضلية في جانب واحد من الوجه وفي الذراع في الجهة نفسها من الجسم.
تشمل الأعراض المرتبطة بنوبات الصرع ما يلي:
- نوبات صرع تحدث عدة مرات في اليوم.
- نوبات صرع لا تستجيب للأدوية المضادة للصرع.
- نوبات صرع تستمر أكثر من خمس دقائق أو تحدث بشكل متكرر دون أن يستعيد الشخص وعيه، في ما يُعرف بالحالة الصرعية.
قد تشمل أعراض الصرع المناعي الذاتي أيضًا ما يلي:
- فقدان الذاكرة وصعوبة التفكير.
- تغيّرات في الشخصية والسلوك.
- حركات لاإرادية أو حركات غير متناسقة.
- حركات غير طبيعية في العين.
- تغيّرات في سرعة القلب وضغط الدم ووظائف الجسم اللاإرادية الأخرى.
متى تجب زيارة الطبيب
اطلب الرعاية الطبية الطارئة إذا تعرضت أو تعرض شخص بصحبتك إلى نوبة صرع تستمر لأكثر من خمس دقائق أو إذا تكررت النوبة واحدة تلو الأخرى مع فقدان الوعي. اطلب أيضًا الرعاية الطبية الطارئة في حال الإصابة بحُمى شديدة أو صعوبة التنفس.
تجب زيارة اختصاصي الرعاية الصحية على الفور في حال الإصابة بنوبة صرع للمرة الأولى أو الإصابة بأعراض أخرى من أعراض الصرع المناعي الذاتي.
الأسباب
يحدث الصرع المناعي الذاتي نتيجة خلل في الجهاز المناعي، يؤدى إلى مهاجمة خلايا المخ وإلى حدوث نوبات صرع. الأجسام المضادة جزء من الجهاز المناعي. وعادةً تحمي الجسم من الفيروسات والعَدوى. لكن في الحالات المرَضية المعنية بالمناعة الذاتية، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة. في الآونة الأخيرة، خلصت الأبحاث إلى أن الصرع قد يكون مرضًا في المناعة الذاتية.
قد تتضمن أسباب الإصابة بالمرض المناعي الذاتي ما يلي:
- التهاب الدماغ المناعي الذاتي. يشير التهاب الدماغ المناعي الذاتي إلى مجموعة من الحالات المرَضية التي تُسبب التورّم في الدماغ. يحدث هذا لأن الجهاز المناعي يهاجم خلايا الدماغ عن طريق الخطأ. يسبب التهاب الدماغ المناعي الذاتي مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك الصرع. وهو كذلك أكثر الأسباب شيوعًا لحدوث الصرع المناعي الذاتي. ترتبط أنواع معينة من التهاب الدماغ المناعي الذاتي بشكل شائع بالصرع المناعي الذاتي وبالأجسام المضادة التي تستهدف مستقبلات ن-مثيل-د-أسبارتات (NMDA) و LGI1 و CASPR2 و GAD65.
- متلازمة راسموسن. في هذه الحالة المرَضية، تُسبب خلايا مناعية تُعرف باسم الخلايا التائية التهابًا وتضررًا بالدماغ يؤدي إلى نوبات صرع. بسبب متلازمة راسموسن، قد تستمر إصابة مرضى الصرع المناعي الذاتي بنوبات صرع بعد العلاج.
- السرطان. أحيانًا قد تثير الأورام الجهازَ المناعي لمهاجمة خلايا الدماغ السليمة، ويُعرف ذلك باسم متلازمة الأَباعِد الورمية. يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث الصرع.
عوامل الخطورة
خطر الإصابة بالصرع المناعي الذاتي منخفض، لكنه يمكن أن يحدث لدى البالغين والأطفال. وتشمل عوامل الخطورة ما يلي:
- الإصابة بمرض آخر في المناعة الذاتية. ويشمل ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي أو داء غريفز أو التهاب الدرقية المنسوب إلى هاشيموتو أو داء كرون أو التهاب القولون التقرحي أو الذئبة.
- وجود سيرة مرَضية من الإصابة بالسرطان.
- إصابة أحد الوالدين أو الإخوة أو الأبناء بمرض في المناعة الذاتية.
المضاعفات
يمكن أن تتضمن مضاعفات الصرع المناعي الذاتي نوبات صرع خطيرة تستمر أكثر من خمس دقائق أو تحدث واحدة تلو الأخرى. ولا يكون الشخص واعيًا بين النوبات. تُعرف نوبات الصرع الخطيرة هذه بالحالة الصرعية. وتحتاج إلى عناية طبية طارئة.
قد يؤدي الصرع المناعي الذاتي أحيانًا إلى نوبات صرع لا تتوقف بالعلاج.
الوقاية
قد يكون من الصعب الوقاية من الصرع المناعي الذاتي. لكن إجراء فحوصات السرطان يمكن أن يساعد اختصاصي الرعاية الصحية في اكتشاف الأورام ومعالجتها في مراحل مبكرة. قد يساعد ذلك في الوقاية من التهاب الدماغ المناعي الذاتي الناتج عن السرطان، والذي قد يكون سببًا للصرع. تحدث مع اختصاصي الرعاية الصحية عن خطورة الإصابة بالسرطان وما إذا كان يجب عليك إجراء فحوصات للكشف عن أنواع معينة من السرطان أم لا.