نظرة عامة
يمثل داء الصَّفَر (as-kuh-RIE-uh-sis) أحد أنواع الأمراض التي تتسبب فيها الديدان المستديرة. تعتبر الديدان المذكورة من الطفيليات التي تستخدم جسمك كمضيف للنضج من مرحلة اليرقات أو البيض إلى مرحلة الديدان البالغة. قد يصل طول الديدان البالغة، التي تتكاثر، لأكثر من قدم (30 سنتيمتر).
دودة الصَّفَر
لا يشيع انتشار داء الصَّفَر في الولايات المتحدة، والذي يعتبر المرض الأكثر شيوعًا الذي تسببه الديدان بين الأفراد في جميع أنحاء العالم. يعاني معظم الأفراد المصابين من حالات خفيفة مع عدم ظهور أعراض. ولكن قد تؤدي شدة الإصابة إلى ظهور أعراض ومضاعفات خطيرة.
غالبًا ما تحدث الإصابة بداء الصَّفَر بين الأطفال في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم — لاسيما في المناطق التي تفتقر إلى الممارسات الصحية السليمة.
الأعراض
لا تظهر على أغلب الأشخاص المصابين بعدوى داء الصفر أي مؤشرات أو أعراض للمرض. وتسبب أنواع العدوى المتوسطة إلى الشديدة ظهور أعراض أو مؤشرات متعددة حسب الجزء المصاب من الجسم.
في الرئتين
تفقس بويضات داء الصَّفَر متناهية الصغر (المجهرية) بعد ابتلاعها في الأمعاء الدقيقة، وتنتقل يرقاتها عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي إلى الرئتين. ويمكن أن تظهر عليك في هذه المرحلة مؤشرات المرض وأعراضه المشابهة لمؤشرات مرض الربو أو التهاب الرئة وأعراضه، ومنها:
- سعال مستمر
- ضيق النفس
- أزيز
تنتقل اليرقات بعد وجودها في الرئتين لمدة تتراوح بين 10 و14 يومًا إلى الحَلق حيث تخرج مع سعالك ثم تبتلعها.
في الأمعاء
تنضج اليرقات لتصبح ديدانًا بالغة في الأمعاء الدقيقة، وعادةً ما تعيش الديدان البالغة في الأمعاء حتى تموت. في داء الصَّفَر الخفيف أو المتوسط، يمكن أن تُسبب الإصابة المعوية ما يلي:
- ألم مبهم في البطن
- الغثيان والقيء
- الإسهال أو وجود دم في البراز
في حالة وجود عدد كبير من الديدان في الأمعاء، فقد يكون لديك:
- ألم شديد في البطن
- إرهاق
- قيء
- فقدان الوزن أو سوء التغذية
- وجود دود في القيء أو البراز
متى تزور الطبيب
تَحدث إلى طبيبك إن كنت تشعر بألم مستمر في البطن أو الإسهال أو الغثيان.
الأسباب
لا ينتشر داء الصَّفَر من شخص لآخر مباشرةً. بدلاً من ذلك، يجب أن يلامس الشخص التربة الممزوجة ببراز الإنسان أو الخنازير الذي تحتوي على بيض داء الصَّفَر أو الماء الموبوء. في بعض البلدان النامية، يتم استخدام البراز البشري في الأسمدة، أو تسمح المرافق الصحية السيئة بخلط النفايات البشرية مع التربة في الساحات والحُفَر والحقول. يمكن أيضًا أن يُصاب به الأشخاص من تناول لحم الخنزير النيء أو كبد الدجاج المصاب.
غالبًا ما يلعب الأطفال الصغار في التراب، ويمكن أن تحدث العَدوى إذا وضعوا أصابعهم المتسخة في أفواههم. يمكن أيضًا أن تتسبب الفواكه أو الخضروات غير المغسولة المزروعة في تربة ملوثة في نقل بيض داء الصَّفَر إلى الإنسان.
دورة حياة الدودة
- الابتلاع. لا يمكن لبيض داء الصفر الصغير (المجهري) أن يصبح معديًا دون ملامسته للتربة. قد يبتلع الأشخاص التربة الملوثة عن طريق الخطأ من خلال الاتصال المباشر بالفم أو عن طريق تناول الفاكهة أو الخضراوات النيئة التي نمت في التربة الملوثة.
- هجرة اليرقات. تفقس اليرقات من البيض في أمعائك الدقيقة ثم تمر عبر جدار الأمعاء لتنتقل إلى القلب والرئتين عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي. بعد أن تنضج لمدة من 10 أيام إلى 14 يومًا في رئتيك، تخترق اليرقات مجرى الهواء وتنتقل إلى أعلى الحلق، حيث تُسعل وتُبتلع.
- الإنضاج. بمجرد عودتها إلى الأمعاء، تنمو الطفيليات إلى ديدان ذكور أو إناث. يمكن أن يزيد طول إناث الديدان عن 15 بوصة (40 سم) وقطرها أقل بقليل من ربع بوصة (6 ملم). وعادةً ما تكون ذكور الديدان أصغر حجمًا.
- التكاثر. يمكن أن تنتج إناث الديدان 200000 بيضة يوميًا إذا كان هناك إناث وذكور من الديدان في الأمعاء، ويترك البيض جسمك من خلال البراز. يجب أن يبقى البيض المخصّب في التربة لمدة من أسبوعين إلى أربعة أسابيع على الأقل قبل أن يصبح معديًا.
تستغرق العملية برمتها — من ابتلاع البيض إلى ترسّبات البيض — حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر. يمكن أن تعيش ديدان داء الصَّفَر داخل جسمك لمدة عام أو عامين.
عوامل الخطورة
تتضمن عوامل خطر الإصابة بداء الصَّفَر ما يلي:
- العمر. معظم الأشخاص المصابين بداء الصَّفَر يبلغون من العمر 10 سنوات أو أقل. وقد يكون الأطفال في هذه الفئة العمرية معرضين لخطر أكبر لأنهم أكثر عرضة للعب في القاذورات.
- المناخ الدافئ. في الولايات المتحدة، يعتبر داء الصَّفَر أكثر شيوعًا في الجنوب الشرقي. لكنه أكثر شيوعًا في الدول النامية ذات درجات الحرارة الدافئة على مدار العام.
- سوء الصرف الصحي. ينتشر داء الصَّفَر في البلدان النامية حيث يُسمح للبراز البشري بالاختلاط بالتربة المحلية.
المضاعفات
لا تسبب حالات داء الصَّفَر الخفيفة مضاعفات في العادة. إذا كنت قد تعرضت لعدوى طفيلية شديدة، فقد يكون من المضاعفات الخطيرة الممكن حدوثها ما يلي:
- بطء النمو. يسبب فقدان الشهية وضعف امتصاص الأطعمة المهضومة تعريض الأطفال المصابين بداء الصَّفَر لاحتمالية عدم الحصول على التغذية الكافية، الأمر الذي قد يبطئ النمو.
- انسداد الأمعاء وانثقابها. في حالة الإصابة الشديدة بداء الصَّفَر، قد تسد كتلة من الديدان جزءًا من أمعائك. ويمكن أن يسبب ذلك تقلصات مؤلمة في البطن والقيء. يمكن أن يُحدث الانسداد ثُقبًا في جدار الأمعاء أو الزائدة الدودية، ما يتسبب في نزيف داخلي (النزف) أو التهاب الزائدة الدودية.
- انسدادات القنوات. قد تسُد الديدان في بعض الحالات قنوات الكبد أو البنكرياس الضيقة مسببة ألمًا حادًا.
الوقاية
تتمثل أفضل طرق الوقاية من الإصابة بداءُ الصَّفَر في النظافة الجيدة والممارسات السليمة. اتبع هذه النصائح لتجنب العَدوى:
- التزم بعادات صحية جيدة. قبل تناول الطعام، احرص دائمًا على غسل يديك بالماء والصابون. اغسل الفواكه والخضراوات الطازجة جيدًا.
- توخَّ الحذر أثناء السفر. استخدم المياه المعبأة في زجاجات فقط وتجنب تناول الخضراوات النيئة إلا إذا كنت تستطيع تقشيرها وغسلها.