نظرة عامة
الجمرة الخبيثة مرض نادر وخطير، تسببه بكتيريا مكوّنة للأبواغ تسمى عصيات الجمرة الخبيثة (العصوية الجمرية). وتهدد الجمرة الخبيثة في الأغلب الماشية و الطرائد البرية. ويصاب البشر بالعَدوى عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بالحيوانات المصابة.
ولا يوجد دليل على أن الجمرة الخبيثة يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر، لكن من الممكن أن تكون الآفات الجلدية للجمرة الخبيثة مُعدِية من خلال الملامسة المباشرة أو من خلال ملامسة الجسم المصاب (أدَاةُ العَدوَى). وعادةً ما تدخل بكتيريا الجمرة الخبيثة للجسم عن طريق جرح في الجلد. كما يمكن الإصابة بالعَدوى عن طريق أكل اللحوم المصابة أو استنشاق الأبواغ.
ويمكن أن تتضمن مؤشرات المرض وأعراضه، والتي تتوقف على طريقة العدوى، على تقرُّحات الجلد والقيء والصدمة. ومن الممكن أن ينجح العلاج الفوري بالمضادات الحيوية في شفاء معظم حالات العَدوى بالجمرة الخبيثة. وتكون الجمرة الخبيثة المنقولة عبر الاستنشاق أصعب في المعالجة، وقد تكون قاتلة.
نادرًا ما توجد حالات إصابة بالجمرة الخبيثة في العالم المُتقدّم. ومع ذلك، لا يزال المرض مصدرًا للقلق، لأن هذه البكتيريا سبق استخدامها في هجمات الإرهاب البيولوجي في الولايات المتحدة.
الأعراض
هناك أربعة طرق شائعة لانتقال عدوى الجمرة الخبيثة، ولكل منها مؤشرات مرض وأعراض مختلفة. تظهر الأعراض - في أغلب الحالات - في خلال ستة أيام من التعرض للبكتيريا. لكن من الممكن أن تستغرق أعراض استنشاق الجمرة الخبيثة أكثر من ستة أسابيع حتى تظهر.
الجمرة الخبيثة الجلدية
تدخل عدوى الجمرة الخبيثة المرتبطة بالجلد (الجمرة الخبيثة الجلدية) إلى جسمك عن طريق الجلد، وعادةً ما يحدث ذلك من خلال الجروح أو الالتهابات الأخرى. وهذا هو طريق المرض الأكثر شيوعًا إلى حد بعيد. وهو الأخف حدة كذلك. ومع تلّقي العلاج المناسب، نادرًا ما تكون الجمرة الخبيثة الجلدية قاتلة. تتضمَّن المؤشرات والأعراض ما يلي:
- نتوء مرتفع ومثير للحكة يشبه لدغة الحشرة يتطور بسرعة إلى قرحة غير مؤلمة ذات مركز أسود
- تورم في الالتهاب وفي الغدد اللمفاوية المجاورة
- في بعض الأحيان، أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، ويشمل ذلك الحُمّى والصداع
الجمرة الخبيثة الجلدية
الجمرة الخبيثة المَعدية المَعوية
تنتج عَدوى الجمرة الخبيثة المَعدية المَعوية عن تناول لحم غير مطبوخ جيدًا من حيوان مصاب بها. وقد تؤثر هذه العدوى في القناة المَعدية المَعوية من الحلق إلى القولون. ومن مؤشرات المرض والأعراض ما يلي:
- الغثيان
- القيء
- ألم البطن
- الصداع
- فقدان الشهية
- الحُمّى
- الإسهال الدموي الحاد في المراحل المتأخرة من المرض
- احتقان الحلق وصعوبة البلع
- تورم الرقبة
استنشاق الجمرة الخبيثة
يتطور استنشاق الجمرة الخبيثة عندما تتنفس جراثيم الجمرة الخبيثة. وهذا هو أكثر أشكال المرض فتكًا، وغالبًا ما يكون قاتلًا، حتى مع تلقي العلاج. وتشمل المؤشرات والأعراض الأولية ما يلي:
- أعراض تشبه الإنفلونزا لبضع ساعات أو أيام، مثل التهاب الحلق والحُمّى الخفيفة والإرهاق وآلام العضلات
- شعور خفيف بعدم الراحة في منطقة الصدر
- ضيق النفس
- الغثيان
- السعال المصحوب بالدم
- شعور بالألم عند البلع
- حُمى شديدة
- صعوبة في التنفس
- صدمة — وهي حالة طبية حادة تتضمن حدوث انهيار في نظام الدورة الدموية
- التهاب السحايا
الجمرة الخبيثة الاستنشاقية
الجمرة الخبيثة عن طريق الحقن
هذا هو أحدث الطرق المعروفة للإصابة بعدوى الجمرة الخبيثة، ولم يتم رصده والإبلاغ عنه إلا في أوروبا فقط. وتحدث الإصابة من خلال حقن الأدوية غير المشروعة. تشمل مؤشرات المرض والأعراض الأولية ما يلي:
- احمرار في منطقة الحقن (دون المنطقة التي تتغير إلى اللون الأسود)
- تورم بارز
- صدمة
- فشل الأعضاء المتعدد
- التهاب السحايا
متى تزور الطبيب
تبدأ العديد من الأمراض الشائعة بأعراض مشابهة للإنفلونزا. ومن المستبعد أن يكون التهاب الحلق وألم العضلات نتيجة للإصابة بالجمرة الخبيثة.
وإذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت لها - من خلال بيئة يُحتمل أن توجد بها الجمرة الخبيثة مثلاً - فاستشر الطبيب على الفور للفحص والرعاية. إذا ظهرت عليك مؤشرات وأعراض الاضطراب بعد التعرض للحيوانات أو المنتجات الحيوانية في مناطق من العالم تنتشر فيها الجمرة الخبيثة، فيتعيّن عليك الحصول على العناية الطبية العاجلة. فإن التشخيص والعلاج المبكر لهما أهمية بالغة.
الأسباب
تتكون أبواغ الجمرة الخبيثة بفعل بكتيريا الجمرة الخبيثة الموجودة بشكل طبيعي في التربة في معظم أنحاء العالم. وقد تبقى الأبواغ خاملة لسنوات إلى أن تجد طريقًا إلى أحد العوائل. ومن العوائل الشائعة للجمرة الخبيثة الحيوانات البرية أو الداجنة مثل الأغنام والماشية والخيول والماعز.
مع أن الجمرة الخبيثة نادرة في الولايات المتحدة، لكنها ما زالت منتشرة في الدول النامية في مناطق مثل أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية والدول الأفريقية في جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى وجنوب غرب آسيا وجنوب أوروبا وأوروبا الشرقية ومنطقة الكاريبي.
تحدث أغلب حالات الإصابة البشرية بالجمرة الخبيثة بسبب التعرض للحيوانات المصابة أو لحومها أو جلودها المدبوغة. وقد أصيب بعض الأشخاص في الولايات المتحدة بالجمرة الخبيثة في أثناء تصنيعهم طبولاً أفريقية تقليدية من جلود حيوانات مصابة.
ومن الأمثلة القليلة المعروفة على انتقال العدوى بطرق غير حيوانية الهجوم الإرهابي البيولوجي الذي وقع في الولايات المتحدة في عام 2001. حيث أُصيب اثنان وعشرون شخصًا بالجمرة الخبيثة عقب التعرض لأبواغ مرسلة بالبريد، وقد تُوفي خمسة من هؤلاء المصابين.
وهناك واقعة أحدث شهدت حالتَي تفشٍّ منفصلتين تعرض فيها للجمرة الخبيثة متعاطيّ الهيروين في أوروبا عن طريق حقن المخدرات غير المشروعة. وتُوفي منهم 40 شخصًا إجمالًا. يأتي الهيروين المباع في أوروبا على الأرجح من مناطق يشيع فيها وجود الجمرة الخبيثة بشكل طبيعي.
عوامل الخطورة
تحدث الإصابة بالجمرة الخبيثة عند الاتصال المباشر بأبواغ الجمرة الخبيثة. وتزداد احتمالية حدوث ذلك إذا كنت:
- مجندًا في الجيش منتشرًا في منطقة ذات مخاطر عالية للتعرُّض للجمرة الخبيثة
- تتعامل مع الجمرة الخبيثة في بيئة مختبرية
- تتعامل مع جلود الحيوانات في المناطق التي ترتفع فيها معدل الإصابة بالجمرة الخبيثة أو فرائها أو صوفها
- تعمل في مجال الطب البيطري، خاصةً إذا كنت تتعامل مع الماشية
- تتعامل مع حيوانات الصيد أو تهذّب فراءها؛ فمع ندرة انتشار الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة، تحدث حالات تفشٍّ من حين لآخر بين الماشية والحيوانات البرية مثل الغزلان
- تحقن المخدرات غير المشروعة، مثل الهيروين
المضاعفات
تشمل أخطر مضاعفات الجمرة الخبيثة ما يلي:
- عدم قدرة جسمك على الاستجابة للعَدوى بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى تلف أجهزة أعضاء متعددة (تعفن الدم)
- التهاب الأغشية والسوائل التي تغطي الدماغ والحبل النخاعي، ما يؤدي إلى الإصابة بنزيف حاد (التهاب السحايا النزفي) والوفاة
الوقاية
لتجنب العدوى بعد التعرض لأبواغ الجمرة الخبيثة، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بما يلي:
- العلاج لمدة 60 يومًا بالمضادات الحيوية سيبروفلوكساسين ودوكسيسيكلين وليفوفلوكساسين من الخيارات المعتمدة للبالغين والأطفال
- سلسلة من ثلاث جرعات من لقاح الجمرة الخبيثة
- العلاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة مثل راكسيباكوماب وأوبيلتوكساكسيماب في بعض الحالات
لقاح الجمرة الخبيثة
لقاح الجمرة الخبيثة متاح لمجموعات معينة من الناس. ولا يحتوي اللقاح على بكتيريا حية ولا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة. ومع ذلك، يمكن أن يسبب اللقاح آثارًا جانبية تتراوح من الألم في موقع الحقن إلى تفاعلات الحساسية الأكثر خطورة.
واللقاح غير مخصص لعامة الناس. بل هو مخصص للأفراد العسكريين والعلماء الذين يتعاملون مع الجمرة الخبيثة والأشخاص العاملين في المهن الأخرى عالية الخطورة.
تجنب الحيوانات المصابة
إذا كنت تعيش أو تسافر إلى دولة تشيع فيها الإصابة بالجمرة الخبيثة ولا يتم تحصين قطعان الحيوانات فيها بصورة روتينية، فتجنب الاحتكاك بجلد الماشية والحيوانات قدر الإمكان. وتجنب كذلك تناول اللحوم التي لا يتم طهيها جيدًا.
حتى في الدول المتقدمة، من الجدير بالأهمية التعامل مع أي حيوان نافق بعناية وتوخي الحذر عند التعامل مع أو معالجة الجلود، أو الفراء أو الصوف المستورد.