الداء الطفيلي التوهّمي

يُعرَف الداء الطفيلي التوهّمي بأنه الحالة المرضية التي يعتقد الشخص المصاب بها اعتقادًا راسخًا وخاطئًا بأنه أُصيب بالعدوى عن طريق كائن حي، على الرغم من أن التقييم لا يُظهر وجود أي عدوى في جسم هذا الشخص. يُسمى ذلك أيضًا العدوى الوهمية. ومرض مورغيلونز أحد أشكال الداء الطفيلي التوهّمي.

من إعداد فريق مايو كلينك

الداء الطفيلي التوهّمي حالة مَرضية يعتقد فيها الشخص جازمًا أنه مصاب بالطفيليات أو العث أو الديدان أو غيرها من الكائنات حتى ولو كان الفحص البدني الذي يجريه الطبيب لا يؤيد هذه الاعتقاد. ويُطلق على هذه الحالة أيضًا العدوى الوهمية.

من أشكال الداء الطفيلي التوهّمي مرض مورغيلونز. وتشمل أعراض مرض مورغيلونز الشعور ببروز ألياف من الجلد. ودائمًا ما يعبر المصابون بهذه الحالة عن شعورهم بأن شيئًا ما يزحف ببطء على الجلد أو يلدغه. ويمكن أن يؤثر الشعور بالحكة الشديدة والقروح المصاحبة للعدوى الوهمية تأثيرًا كبيرًا على جودة الحياة.

الأعراض

أشار المصابون بالعدوى الوهمية بالطفيليات إلى إصابتهم بالأعراض التالية:

  • طفح جلدي أو تقرحات قد تسبب الحكة الشديدة.
  • الإحساس بالتنميل على سطح الجلد وتحته وغالبًا يكون ذلك مشابهًا لحركة الحشرات أو لدغتها أو عضتها.
  • الاعتقاد بوجود ألياف أو خيوط أو مادة خيطية سوداء بداخل الجلد أو على سطحه.
  • صعوبة التركيز.
  • الشعور بالاكتئاب.

ماذا عن مرض مورغيلونز؟

من أكبر الدراسات التي أُجريت على مرض مورغيلونز كانت دراسة أجرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عام 2012. وقد توصلت الدراسة إلى أنه لا يحدث بسبب عدوى أو طفيليات.

أُجريت دراسة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على 115 شخصًا من المصابين بمرض مورغيلونز، الذي يراه المركز مرضًا جلديًا مجهول السبب. وقد أظهرت الدراسة كذلك أن معظم الألياف الموجودة في تقرحات الجلد تُعزى إلى الحكة المتكررة والتلوث بألياف النسيج، وليس الألياف البارزة من الجلد. وقد أفادت الدراسة أيضًا أن هذه الحالة أكثر انتشارًا بين النساء في منتصف العمر من ذوات البشرة البيضاء. وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن أعراض مرض مورغيلونز تشبه إلى حد كبير أعراض المرض العقلي بما ينطوي عليه من اعتقادات خاطئة بالإصابة بطفيليات. ويُطلق على هذه الحالة العدوى الوهمية بالطفيليات. وقد توصلت دراسة أُجريت في أوروبا في عام 2012 على العدوى الوهمية بالطفيليات إلى نتائج مماثلة. وشملت تلك الدراسة مجموعة فرعية من المصابين بمرض مورغيلونز.

حاولت دراسات بحثية مصغرة تحديد سبب مرض مورغيلونز والوصول إلى علاج فعال له. إلا أنه لا توجد حتى الآن إرشادات معتمدة للتشخيص والعلاج، وما تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسة.

هناك توافق عام في المجتمع العلمي على أن مرض مورغيلونز أحد أشكال العدوى الوهمية بالطفيليات. واقترحت بعض الدراسات استخدام مصطلح مرض مورغيلونز، إذ إنه يحمل وصمة أخف، ويمكن أن يساعد على بناء علاقة أفضل بين الطبيب والمريض. ويمكن أن يشمل علاجه اتباع المنهج العلاجي النفسي والأدوية المضادة للتوهم أو القلق أو الاكتئاب.

التأقلم مع الداء الطفيلي التوهّمي

قد تكون الأعراض المرتبطة بالداء الطفيلي التوهّمي مزعجة وصعبة للغاية. ويحتاج هؤلاء المرضى تعاملاً علاجيًا يتسم بالتعاطف والرحمة، حتى لو اختلف الأطباء والمرضى حول طبيعة هذا الاضطراب. وللتعامل مع أعراض هذه الحالة:

  • تعامل مع طبيب مشهود له بالكفاءة. ابحث عمّن يقدِّر مخاوفك ويجري فحصًا دقيقًا ويناقش معك خيارات العلاج. وسيكون من المفيد أن يكون الطبيب جزءًا من فريق من الاختصاصيين في مجالات متعددة.
  • تحلّ بالصبر. من المحتمل أن يبحث الطبيب عن حالات مَرَضية معروفة لها علاجات مبنية على الأدلة قبل التفكير في تشخيص مرض مورغيلونز.
  • وسِّع آفاق تفكيرك. فكر في الأسباب المتنوعة لأعراضك وناقش توصيات الطبيب للعلاج؛ التي قد تشمل علاج الصحة العقلية طويل الأجل.
  • ابحث عن علاج للحالات الأخرى. احصل على علاج للقلق أو الاكتئاب أو أي حالة مَرَضية أخرى تؤثر في طريقة تفكيرك أو مزاجك أو سلوكك.
24/07/2024