إذا كشف فحص صورة الثدي الشعاعية (الماموغرام) عن كثافة في نسيج الثدي، فقد يساوركِ القلق حيال ما يعنيه ذلك لصحتكِ. فالأطباء يدركون أن كثافة نسيج الثدي تجعل الكشف المبكر عن سرطان الثدي أمرًا أكثر صعوبة، كما تزيد من خطر الإصابة به.

لذا ينبغي استعراض عوامل خطر سرطان الثدي لديك مع فريق رعايتكِ الصحية، لتتمكنوا معًا من دراسة خياراتكِ لإجراء فحوصات إضافية للكشف المبكر، واتخاذ ما هو الأنسب لحالتكِ.

تشير أنسجة الثدي الكثيفة إلى شكل أنسجة الثدي في صورة الثدي الشعاعية (الماموغرام). وهي إحدى وسائل الفحص الشائعة للغاية. ولا يعني ذلك وجود مشكلة ما.

يتكون الثديان من أنسجة كثيفة وأنسجة دهنية. وتتكون أنسجة الثدي الكثيفة من غدد حليبية وقنوات حليبية وأنسجة داعمة. وتتكون الأنسجة الدهنية من خلايا دهنية. وإذا كانت كثافة الثديَين عالية، فهذا يعني أن الأنسجة عالية الكثافة أكثر من الأنسجة الدهنية.

في صورة الثدي الشعاعية، تكون أنسجة الثدي الدهنية شفافة. ويسهل الرؤية من خلالها بحثًا عن أي شيء مثير للقلق. بينما تظهر أنسجة الثدي الكثيفة باللون الأبيض الخالص في صورة الثدي الشعاعية. ويصعُب الرؤية من خلالها. لذلك قد لا يمكن ملاحظة سرطان الثدي الذي يظهر أيضًا باللون الأبيض الخالص في صورة الثدي الشعاعية.

الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان لديكِ أنسجة ثدي كثيفة هو إجراء تصوير الثدي بالأشعة، وهو إجراء لتصوير أنسجة الثدي بالأشعة السينية.

يقرر الطبيب الذي يفحص صور تصوير الثدي بالأشعة ما إذا كان لديكِ أنسجة ثدي كثيفة أم لا. وعادةً يكون هذا الطبيب اختصاصي أشعة. واختصاصيو الأشعة أطباء تلقوا تدريبًا خاصًا لتفسير صور الفحوص. ويقارن اختصاصي الأشعة كمية الأنسجة الدهنية مقارنةً بالأنسجة الكثيفة، ثم يقرر مستوى كثافة أنسجة الثدي. في بعض الأحيان يُستعان بأحد برامج الكمبيوتر لتحديد مستوى الكثافة في الصور، ويراجع اختصاصي الأشعة النتيجة للتأكد من صحتها.

يُستخدم نظام تقارير وبيانات الاختبارات التصويرية للثدي التابع للكلية الأمريكية للطب الإشعاعي في تحديد مستويات كثافة أنسجة الثدي. وغالبًا يُشار إلى مستويات الكثافة في تقرير تصوير الثدي بالأشعة بالأحرُف. مستويات الكثافة هي:

• A: الدهني بشكل شبه كامل، ويعني أن الثديين يتألفان من دهون بشكل شبه كامل. وتكاد لا توجد أنسجة كثيفة بالثدي.
• B: أجزاء متفرقة من كثافة الغدد الليفية، ويشير إلى أن معظم الثديين يتكونان من أنسجة دهنية، ولكن توجد بعض الأجزاء المتفرقة من أنسجة الثدي الكثيفة.
• C: الكثافة المتباينة، ويعني أن أغلب أنسجة الثدي من النوع الكثيف، ولكن توجد بعض الأجزاء ذات الأنسجة الدهنية.
• D: الكثافة الشديدة، ويشير إلى أن كل أنسجة الثدي تقريبًا عالية الكثافة، ومن النادر وجود أنسجة دهنية فيه.

بصفة عامة، يُعد الثدي عالي الكثافة إذا كان تقرير تصوير الثدي بالأشعة يفيد بوجود كثافة متباينة أو كثافة شديدة بالثديين. تجدر الإشارة إلى أن نحو نصف النساء اللائي يخضعن لاختبار تصوير الثدي بالأشعة لديهن أنسجة ثدي كثيفة.

لا يُعرف على وجه الدقة سبب إصابة بعض النساء دون غيرهن بالكثير من الأنسجة عالية الكثافة.

قد تتعرضين للإصابة بأنسجة الثدي عالية الكثافة في الحالات التالية:

• إذا كنتِ أصغر سنًا. يكون نسيج الثدي عادةً أقل كثافة مع تقدمك في العمر، لكن هذا لا ينطبق بالضرورة على الجميع. فمن الممكن أن تحدث الإصابة بكثافة أنسجة الثدي في أي مرحلة عمرية.
• إذا كان مؤشر كتلة جسمك منخفضًا. فوجود كمية أقل من الدهون في الجسم يزيد من احتمال نقص النسيج الدهني وزيادة النسيج عالي الكثافة في الثديين.
• إذا كنتِ تتناولين العلاج الهرموني لأعراض سن اليأس. يزيد تناول العلاج الهرموني المُركَّب لتخفيف أعراض سن اليأس من احتمال زيادة كثافة الثدي.

أنسجة الثدي الكثيفة نتيجة شائعة ولا تعني أن هناك ما يستدعي القلق. لكن أنسجة الثدي الكثيفة يمكن أن تؤثر عليكِ بطريقتين:

• زيادة احتمال عدم رصد سرطان الثدي في تصوير الثدي بالأشعة. يصعب اكتشاف أنسجة الثدي الكثيفة في فحص تصوير الثدي بالأشعة. فقد تؤدي أنسجة الثدي الكثيفة إلى زيادة احتمالية عدم التمكن من اكتشاف ما يستدعي القلق في تصوير الثدي بالأشعة.
• زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. إذا كانت أنسجة الثدي كثيفة، فإنَّ احتمالية الإصابة بسرطان الثدي تكون أكثر مقارنةً بأصحاب أنسجة الثدي غير الكثيفة. ويعتقد الباحثون أن مستوى الخطورة في هذه الحالة يماثل مستوى خطورة الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات اللاتي لديهن قريبات سبقت إصابتهن بالمرض. لا تشكّل أنسجة الثدي الكثيفة في حد ذاتها خطرًا كبيرًا للإصابة بسرطان الثدي. كما أن أنسجة الثدي الكثيفة لا تزيد من احتمالية الوفاة بسبب سرطان الثدي.

يوصي اختصاصيو الرعاية الصحية بأن تبدأ النساء المُعرضات لمخاطر متوسطة للإصابة بسرطان الثدي الخضوع لفحص الثدي بالتصوير بالأشعة عند سن 40 عامًا. وفي أغلب الحالات، يجب تكرار ذلك الفحص سنويًا.

يمكن أن تجعل أنسجة الثدي عالية الكثافة من الصعب اكتشاف السرطان في تصوير الثدي بالأشعة. لكن تظل فحوص تصوير الثدي بالأشعة فعالة في الفحوص الاستقصائية للكشف عن سرطان الثدي في حالات أنسجة الثدي عالية الكثافة. وقد ثبُتت فعالية فحوص تصوير الثدي بالأشعة في تقليل مخاطر الوفاة نتيجة سرطان الثدي.

تقدم التقنيات الحديثة لتصوير الثدي بالأشعة لاختصاصيي الرعاية الصحية صورًا أكثر تفصيلاً لأنسجة الثدي، الأمر الذي يمكن أن يساعد في تحسين فرص اكتشاف السرطان. فعلى سبيل المثال، تنتج تقريبًا جميع أجهزة تصوير الثدي بالأشعة في الولايات المتحدة صورًا رقمية وليست صورًا فيلمية. وتمكِّن الصور الرقمية اختصاصيي الرعاية الصحية من تكبير الصورة لفحص أي شيء مثير للقلق عن قرب.

إضافة إلى ذلك، تُجري معظم المنشآت الصحية في الولايات المتحدة فحوص تصوير الثدي بالأشعة ثلاثي الأبعاد. ويستخدم تصوير الثدي بالأشعة ثلاثي الأبعاد تقنيات حاسوبية لدمج عدة صور للثدي بالأشعة السينية لتكوين صورة ثلاثية الأبعاد. وتمكِّن الصور ثلاثية الأبعاد اختصاصيي الرعاية الصحية من النظر فيما وراء المناطق ذات الأنسجة عالية الكثافة واكتشاف أي عوامل مثيرة للقلق في نسيج الثدي.

رغم ذلك، فنظرًا إلى أن هناك احتمال كبير لإصابة أنسجة الثدي عالية الكثافة بسرطان الثدي، يمكنك التعاون مع الطبيب لإجراء فحوص أخرى.

تشير بعض الأدلة إلى أن إجراء فحوص إضافية –مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي– قد يزيد من فرص اكتشاف السرطان في أنسجة الثدي عالية الكثافة. ومع ذلك، هناك قلق من أن فحوصًا مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي قد تكتشف أشياء تستدعي الخضوع لمزيد من الفحص، لكن يُكتشف فيما بعد أنها ليست سرطانًا، وهو ما يُعرف بالنتائج الإيجابية الكاذبة. لذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة نوع الفحص الأفضل. فلم يثبت فعالية أي فحوص أخرى في التقليل من خطر الوفاة بسبب سرطان الثدي.

يمكنك أن تفكري أنتِ والطبيب في إجراء فحوص إضافية بناءً على عوامل الخطر الأخرى وتفضيلاتك الشخصية.

ومن الفحوص الإضافية التي يمكن الاستعانة بها في حالات أنسجة الثدي عالية الكثافة:

• تصوير الثدي بالأشعة ثلاثي الأبعاد. يستخدم الماموغرام ثلاثي الأبعاد –والمعروف أيضًا بتصوير الثدي بالدمج المقطعي– الأشعة السينية لالتقاط صور للثدي من زوايا مختلفة، ثم تُدمج تلك الصور معًا باستخدام الحاسوب لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد لأنسجة الثدي.
• تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي. يستخدم تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي مجالًا مغناطيسيًا وموجات راديوية لالتقاط صور ثلاثية الأبعاد لأنسجة الثدي. وعادةً يوصى بهذا الاختبار للسيدات اللاتي لديهن احتمال مرتفع جدًا للإصابة بسرطان الثدي.
• تصوير الثدي بالموجات فوق الصوتية. يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية موجات صوتية لالتقاط صور لأعضاء الجسم. ويوضح هذا التصوير الفرق بين الكتل الصلبة والجيوب المملوءة بالسوائل، أو ما يُسمى الكَيسات. قد تكون الكتل الصلبة مؤشرًا على وجود سرطان. تُستخدم فحوص تصوير الثدي التشخيصية بالموجات فوق الصوتية عادة لفحص أي مناطق مثيرة للقلق اكتشفها تصوير الثدي بالأشعة.
• تصوير الثدي بالأشعة المحسَّن بالتبايُن. يستخدم تصوير الثدي بالأشعة المحسَّن بالتبايُن مادة تبايُن تحتوي على اليود. ويمكن لمادة التباين إظهار المناطق التي يُحتمل أن تكون مثيرة للقلق في صورة الثدي الشعاعية. تُحقن مادة التباين عبر أحد أوردة الذراع، ثم تنتظرين بضع دقائق حتى تصل المادة إلى نسيج الثدي، وبعد ذلك يُجرى تصوير الثدي بالأشعة.
• التصوير الجزيئي للثدي يستخدم التصوير الجزيئي للثدي مادة تتبع إشعاعية وكاميرا خاصة لتصوير أنسجة الثدي. يحتوي المتتبع على مادة من نوع خاص تساعد على اكتشاف المناطق التي قد تكون مصابة بالسرطان. وتكتشف الكاميرا الخاصة أي أجزاء من المتتبع تصل إلى نسيج الثدي.

لكل نوع من هذه الفحوص ميزاته وعيوبه، لذلك تحدثي مع فريق الرعاية الصحية عن الخيارات المناسبة لك، إذ يمكنكما معًا تحديد الفحوص الأفضل بناءً على عوامل الخطورة المتعلقة بالإصابة بسرطان الثدي.

July 24, 2024

Original article: https://www.mayoclinic.org/ar/tests-procedures/mammogram/in-depth/dense-breast-tissue/art-20123968