1918
تفشي جائحة الإنفلونزا. وقد نتجت جائحة الإنفلونزا عن سلالة جديدة من فيروس إنفلونزا H1N1. وكان مفروضًا في نيويورك عزل المصابين بالإنفلونزا في المنزل. وفي شيكاغو أغلقت دور السينما والمسارح، ومُنعت التجمعات العامة. وفي سان فرانسيسكو، توجّب على الأشخاص الذين يتعاملون مع العامة ارتداء الكمامات، وأوصي الآخرون بارتداء الكمامة أيضًا. وأوصت جمعية الصحة العامة الأمريكية بأن يتجنب الأشخاص وسائل النقل العام. وفي جنوب شرق ولاية مينيسوتا، بالقرب من مجمع مايو كلينك، فقد أُغلقت العديد من الأماكن العامة مثل المسارح والكنائس وأماكن الاجتماعات وبعض المدارس.
استمرت جائحة الإنفلونزا من عام 1918 إلى عام 1920. وبدءًا من ربيع عام 1918 إلى ربيع عام 1919، تسببت الإنفلونزا في وفاة أكثر من 550000 شخص في الولايات المتحدة وأكثر من 20 مليون حالة وفاة في بقية أنحاء العالم.
وفي خريف عام 1918 قدمت مايو كلينك الرعاية للمصابين بالإنفلونزا والأمراض المُعدية الأخرى في مستشفى العزل. ويُرجح أن يكون عزل المرضى المصابين بهذه الأمراض والحفاظ على مستويات عالية من النظافة قد أدى إلى منع انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح. وسرعان ما امتلأ مستشفى العزل الذي يحتوي على 40 سريرًا. واجه المستشفى نقصًا في الطاقم الطبي، وكان على كل فرد من العاملين تقديم المساعدة عند الحاجة. فعلى سبيل المثال، كانت الممرضات يساعدن أحيانًا في أعمال المطبخ والمغسلة.
اخترع الدكتور إدوارد سي روزنو من مايو كلينك مصلاً للإنفلونزا يتكون من لقاح مختلط يحتوي على البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي. وقد قدّم الدكتور روزنو المصل لسكان مدينة روتشستر مجانًا. وعلى الرغم من أن الدكتور روزنو لم يذكر أن المصل يساعد في الوقاية من الإنفلونزا، فإنه أشار إلى أن المصل لا يسبب أي ضرر وقد يساعد على توفير بعض الوقاية. تلقت مايو كلينك العديد من طلبات المصل الذي أُرسل إلى الأشخاص في جميع أنحاء ولاية مينيسوتا والغرب الأوسط. ولكن في نهاية المطاف، لم يعمل المصل كلقاح للوقاية من الإنفلونزا. ولكنه ربما يكون قد ساعد في الوقاية من الالتهاب الرئوي بعد الإصابة بالإنفلونزا.