التشخيص
تتضمن الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتشخيص الفشل الكبدي الحاد ما يلي:
- اختبارات الدم. تُجرى اختبارات الدم لتحديد مدى كفاءة عمل الكبد. يقيس اختبار زمن البروثرومبين المدة المستغرقة لتكوُّن جلطة بالدم. ومع الإصابة بفشل الكبد الحاد، لا يتجلط الدم بالسرعة المطلوبة.
- الفحوصات التصويرية. قد يوصي الطبيب بضرورة إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لفحص الكبد. قد يُظهر هذا الفحص تلف الكبد ويساعد في تحديد سبب مشكلاته. وقد يوصي الطبيب بضرورة إجراء فحص التصوير المقطعي المُحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي للبطن لفحص الكبد والأوعية الدموية. ويمكن أن تفحص هذه الاختبارات وجود أسباب معينة للإصابة بفشل الكبد الحاد، مثل متلازمة بود خياري أو الأورام. كما قد يطلب الطبيب إجراءها إذا اشتبه في وجود مشكلة وكانت نتائج اختبارات الموجات فوق الصوتية سلبية.
- فحص أنسجة الكبد. قد يوصي الطبيب بإزالة قطعة صغيرة من أنسجة الكبد (خزعة الكبد)، لفهم سبب فشل الكبد. وبسبب احتمال تعرض الأشخاص المصابين بفشل الكبد الحاد لخطر النزيف أثناء الخزعة، يمكن إجراء خزعة الكبد عبر الوريد الوداجي. ويتضمن هذا الإجراء فتح شق صغير في الجانب الأيمن من الرقبة. إذ يُدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا (أنبوب قسطرة) في وريد الرقبة، عبر القلب وفي الوريد الخارج من الكبد. ثم يُدخل إبرة عبر أنبوب القسطرة لاستخراج عينة من أنسجة الكبد.
العلاج
غالبًا ما يُعالَج المصابون بفشل الكبد الحاد في وحدة العناية المركزة في مستشفى يمكنه إجراء عملية زراعة الكبد إذا لزم الأمر. قد يحاول الطبيب علاج تلف الكبد نفسه، ولكن العلاج في كثير من الحالات يشمل السيطرة على المضاعفات والانتظار لبعض الوقت لإعطاء الكبد فرصة للشفاء.
قد تشمل علاجات فشل الكبد الحاد ما يلي:
- أدوية لمقاومة التسمم. يُعالج فشل الكبد الحاد الناجم عن جرعة زائدة من عقار أسيتامينوفين بدواء يسمى أسيتيل سيستئين. قد يساعد هذا الدواء أيضًا على علاج الأسباب الأخرى لفشل الكبد الحاد. يمكن أيضًا علاج التسمم الفطري وحالات التسمم الأخرى بالأدوية التي يمكنها مقاومة تأثيرات السموم والحد من تلف الكبد.
- زراعة الكبد. عند تعذر الشفاء من فشل الكبد الحاد، فقد يكون العلاج الوحيد هو زراعة الكبد. في عملية زراعة الكبد، يستأصل الجرَّاح الكبد التالف ويستبدل به كبد سليم من متبرع.
سيعمل الطبيب أيضًا على السيطرة على الأعراض وسيحاول منع حدوث المضاعفات التي يسببها فشل الكبد الحاد. يمكن أن تشمل الرعاية المقدمة إليك:
- تخفيف الضغط الناتج عن السوائل الزائدة في الدماغ. قد تؤدي الوذمة الدماغية الناتجة عن فشل الكبد الحاد إلى زيادة الضغط في دماغك. ويمكن أن تساعد الأدوية على الحد من تراكم السوائل في الدماغ.
- الفحص للكشف عن العدوى. سيسحب الفريق الطبي عينات من الدم والبول بين الحين والآخر لفحصها بغرض الكشف عن العدوى. وإذا اشتبه الطبيب في إصابة المريض بعدوى، فسيتلقى أدوية لعلاجها.
- منع حدوث نزيف حاد. يمكن أن يعطي الطبيب للمريض أدوية للحد من احتمال حدوث النزيف. وفي حال فقدان الكثير من الدم، فقد تُجرى عدة فحوص لمعرفة مصدر فقدان الدم. وقد يحتاج المريض إلى نقل دم.
- تقديم الدعم الغذائي. إذا كان المريض غير قادر على تناول الطعام، فقد يحتاج إلى مكملات غذائية لعلاج النقص في العناصر المغذية.
العلاجات المستقبلية
يواصل العلماء البحث عن علاجات جديدة لفشل الكبد الحاد، لا سيما تلك التي يمكن أن تقلل الحاجة إلى زراعة الكبد أو تؤخرها. وفي حين أنه يجري استكشاف كثير من العلاجات المستقبلية المحتملة، لكن من الضروري تذكر أنها تجريبية وقد لا تكون متاحة بعد.
وفيما يلي بعض العلاجات التي تجري دراستها:
- أجهزة مساعدة الكبد الاصطناعية. يؤدي الجهاز وظائف الكبد، كما هو الحال مع عملية غسيل الكلى التي تساعد المريض عند توقف الكلى عن العمل. يوجد الكثير من أنواع الأجهزة المختلفة قيد الدراسة. وتشير الأبحاث إلى أن بعض الأجهزة، وليس كلها، قد تعزز فرص البقاء على قيد الحياة. أظهرت تجربة سريرية متعددة المراكز أُجريت بمعايير صارمة أن جهازًا يُسمى جهاز دعم الكبد خارج الجسم قد ساعد بعض المصابين بفشل الكبد الحاد على البقاء على قيد الحياة دون زراعة كبد. ويُطلق على هذا العلاج أيضًا تبادل البلازما عالي الحجم. ومع ذلك، لا يزال هذا العلاج بحاجة إلى مزيد من الدراسة.
- زرع خلايا الكبد. قد يؤدي زرع خلايا الكبد فقط - وليس العضو بأكمله - إلى تأخير الحاجة إلى زراعة الكبد مؤقتًا. ففي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى الشفاء التام. لكن أدى النقص في أكباد المتبرعين عالية الجودة إلى تقليل استخدام هذا العلاج.
- زراعة الكبد المساعدة. يتضمن هذا الإجراء إزالة قطعة صغيرة من الكبد واستبدالها بطُعم مماثل الحجم. حيث يتيح ذلك لكبد المريض التجدد دون الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة. وفي الوقت الحالي، زراعة الكبد المساعدة هو إجراءً صعبًا يحتاج إلى مزيد من الوقت لتقييمه.
- نقل الأعضاء بين الكائنات الحية. خلال هذا النوع من زراعة الأعضاء، تُستبدَل الكبد البشرية بكبد مأخوذة من حيوان أو مصدر آخر غير بشري. وقد أجرى الأطباء عمليات زرع كبد تجريبية باستخدام كبد الخنازير منذ عدة عقود، لكن نتائجها كانت مخيبة للآمال. ومع ذلك، فإن التطورات في طب المناعة وزراعة الأعضاء دفعت الباحثين إلى التفكير في هذا العلاج مرة أخرى. حيث يمكنه المساعدة في توفير الدعم للمرضى الذين ينتظرون عملية زرع كبد بشرية.
الاستعداد لموعدك
إذا اشتبه طبيبك في إصابتك بفشل كبدي حاد، فعلى الأرجح سيطلب إدخالك إلى المستشفى لتلقّي العلاج. يتلقّى معظم من يعانون من فشل كبدي حاد العلاج في وحدة عناية مركزة.
ما يمكنك فعله
فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكن طرحها على الطبيب في حال اكتشاف الإصابة بفشل الكبد الحاد:
- ما سبب إصابتي بفشل الكبد الحاد؟
- هل يمكن الشفاء منه؟
- إذا أمكن ذلك، فهل سيُشفى كبدي تمامًا؟
- ما العلاجات المتاحة؟
- هل ستتطلب حالتي زراعة كبد؟
- هل توجد في هذه المستشفى وحدة لزارعة الكبد؟
- هل يجب أن أنتقل إلى مستشفى تُجري عمليات زراعة الكبد؟
ما الذي تتوقعه من طبيبك
تتضمن الأسئلة التي سيطرحها الطبيب عليك أو على أفراد عائلتك لتحديد سبب فشل الكبد الحاد ما يلي:
- متى بدأت الأعراض في الظهور؟
- ما الأدوية المصروفة بوصفة طبية التي تأخذها؟
- ما الأدوية المتاحة لك دون وصفة طبية؟
- ما المكمّلات الغذائية العُشبية التي تأخذها؟
- هل تتعاطى أي مخدرات غير مشروعة؟
- هل سبق أن كان لديك مشكلات في الكبِد؟
- هل سبق وشُخِّصت بالإصابة بالتهاب الكبد أو الصُفار؟
- هل لديك تاريخ مَرَضي للإصابة بالاكتئاب أو التفكير في الانتحار؟
- هل تتناول مشروبات كحولية؟
- هل بدأت مؤخرًا في أخذ أدوية جديدة؟
- هل تأخذ الأسيتامينوفين؟ بأي كمية؟
- هل أمراض الكبد وراثية في عائلتك؟