نظرة عامة
قد تكون زراعة الوجه خيارًا علاجيًا لبعض الأشخاص المصابين بأضرار بالغة في وجوههم أو اختلاف واضح في مظهر وجوههم. إذ يجرى فيها استبدال وجه الشخص كله أو جزء منه بنسيج من مُتبرِّع متوفى.
زراعة الوجه عملية معقدة تستغرق شهورًا من التخطيط وتحتاج إلى فِرَق جراحية متعددة. وتُجرى هذه العملية في عدد قليل فقط من مراكز زراعة الأعضاء حول العالم. يُقيَّم كل مُرشح لعملية زراعة وجه بعناية للمساعدة في ضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة في المظهر والوظيفة.
قد تُحسِّن عملية زراعة الوجه حياتك، لكنها عملية شديدة الخطورة. لن تتمكن أنت وفريق الزراعة من التنبؤ بالضبط بالشكل الذي ستبدو عليه وكيفية استجابة الجهاز المناعي للوجه الجديد. وستحتاج إلى تناوُل أدوية خاصة (الأدوية المثبطة للمناعة) بصفة دائمة لبقية حياتك للحد من خطر رفض جسمك للوجه المزروع.
لماذا يتم إجراء ذلك
تُجرى عملية زراعة الوجه لمحاولة تحسين جودة الحياة لشخص أصيب بإصابات جسدية حادة أو حروق أو مرض أو عيب خلقي أثر في وجهه. ويتمثل الهدف منها في تحسين المظهر وتعزيز القدرات الوظيفية، مثل المضغ والبلع والتحدث والتنفس من خلال الأنف. ويسعى بعض الأشخاص إلى الخضوع لهذه الجراحة بغرض تقليل العزلة الاجتماعية التي يمرون بها بسبب الاختلافات الواضحة في وجوههم.
المخاطر
زراعة الوجه من الإجراءات الصعبة. فهي جراحة جديدة نوعًا ما ومعقدة جدًا. منذ أول عملية زراعة للوجه في عام 2005، عُرِف أن أكثر من 40 شخصًا قد خضعوا للجراحة، وتتراوح أعمارهم بين 19 و60 عامًا. وقد توفى العديد منهم بسبب العدوى أو الرفض.
ويمكن أن تنجم المضاعفات عن:
- الجراحة
- رفض الجسم للأنسجة المزروعة
- الآثار الجانبية للأدوية المثبطة للمناعة
قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من العمليات الجراحية أو زيارات المستشفى لعلاج المضاعفات.
مخاطر جراحية
زراعة الوجه عملية معقدة وطويلة. وقد تستمر الجراحة 10 ساعات أو أكثر. ويمكن أن تكون مخاطر الجراحة وما بعد الجراحة مهددة للحياة. إذ تشمل فقدان الدم وتكوّن الجلطات الدموية والتعرض للعدوى.
مخاطر الرفض
قد يرفض جهاز المناعة بجسمك الوجه الجديد وأنسجة المُتبرِّع الأخرى. وقد تفقد جزءًا من وجهك الجديد أو تفقده كله وتفقد بعض الوظائف.
وقد تواجه أكثر من نوبة واحدة من الرفض. للسيطرة على الرفض، قد تحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى من أجل تناوُل جرعة مكثفة من الأدوية المضادة للرفض من خلال الوريد. وقد يغير طبيبك نوع الأدوية المضادة للرفض التي تتناولها. ونادرًا ما يتطلب رفض الأنسجة عملية زراعة جديدة. وقد يسبب الرفض غير المتحكم فيه الوفاة.
ستحتاج إلى معرفة أعراض الرفض حتى تتمكن من اتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب. وتشمل الأعراض التورم وتغير لون جلدك.
مخاطر الأدوية الكابتة للمناعة
سيَضعُف جِهازُك المناعي بسبب العقاقير المضادة للرفض (الأدوية الكابتة للمناعة) التي ستحتاج إلى تناولها يوميًا طوال عمرك. ستساعدك هذه الأدوية في منع رفض الأنسجة، لكنها ستضعك في خطر الإصابة بمجموعة مختلفة من الأمراض. كما ترتبط الأدوية الكابتة للمناعة بتزايد خطر الإصابة بالفشل الكلوي والسرطان وداء السكري وحالات أخرى خطيرة.
كيف تستعد
التقييم ما إذا كان عليه الخضوع لزرع بالوجه
قبل إجراء عملية زراعة الوجه، فكر في الأسئلة الآتية:
- هل قيّمت مخاطر إجراء عملية زراعة الوجه؟
- هل ستتمكن من الالتزام التام برعاية تفقدية مكثفة مدى الحياة؟
- ما الفوائد التي تأمل في الحصول عليها من هذه الجراحة؟
- هل جربت التحدث إلى مزودي الرعاية الصحية حول خيارات العلاج الأخرى، مثل التركيب الوجهي أو عملية إعادة بناء الوجه التقليدية؟
سيقيّم الفريق المسؤول عن الزراعة حالتك. ويجب أن يكون المرشحون:
- مصابين بضرر بالغ أو تغيرات في الوجه
- مصابين بفشل بعض القدرات الوظيفية للوجه، مثل المضغ أو التحدث
- خاضعين لفحص شامل يمكن أن يشمل: الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي، واختبارات الدم، ومعايير أخرى للصحة البدنية
- خاضعين لتقييم الصحة العقلية والعاطفية، ومهارات التأقلم، والدعم العائلي والاجتماعي، والتوقعات، ومهارات التواصل، والقدرة على تدبير مرحلة رعاية ما بعد الزراعة.
- ليس لديهم تاريخ مرضي للإصابة بحالات الأعصاب المزمنة
- ليسوا نساء حوامل
- غير مصابين بمشكلات صحية حادة، مثل داء السكري أو أمراض القلب أو السرطان غير المعالَج
- غير مصابين بعدوى حديثة
- غير مدخنين
- لا يتناولون المشروبات الكحولية أو المخدرات غير الشرعية
- متمين للتقييم المالي الخاص بنفقات رعاية ما بعد الزراعة مع أحد أعضاء الفريق المسؤول عن الزراعة
الاستعداد لزراعة الوجه
وبمجرد الموافقة على خضوعك لزراعة الوجه، ستوضع على قائمة انتظار وجه مُتبرِّع. وعند مطابقتك مع وجه مُتبرِّع لإجراء الزراعة، سيأخذ الجراحون الأمور الآتية في الحسبان:
- فصيلة الدم
- نوع الأنسجة
- لون الجلد
- توافق عمري المُتبرِّع والمتلقي
- توافق حجم وجه المُتبرِّع والمتلقي
قد يتعذر توقع الوقت الذي سيكون عليك الانتظار فيه لأنه لا يُعرف عادةً متى يتوفر وجه متبرع يتوافق مع احتياجاتك.
وفي غضون ذلك، يمكنك الاستعداد من خلال:
- الخضوع للتقييمات السابقة للجراحة. ستحتاج إلى زيارة مركز الزراعة بشكل دوري حتى يتمكن فريق الزراعة من إجراء فحوصات الدم وتقييم ما إذا كنت مستعدًا للزراعة أم لا.
- الترتيب للسفر والإقامة. سيطلب منك فريق الزراعة البقاء في مكان يسمح لك بالوصول إلى المستشفى في غضون وقت قصير بمجرد الاتصال بك من أجل تحديد موعد الزراعة. وبعد الجراحة، من المحتمل أن يُطلب منك البقاء بالقرب من مركز الزراعة لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر. وقد يكون لدى فريق الزراعة توصيات بشأن الإقامة طويلة الأجل إذا كنت في حاجة إليها.
- البقاء على اتصال بفريق الزراعة. أخبر فريق الزراعة على الفور إذا حدثت لديك أي تغييرات متعلقة برعايتك الطبية، مثل بدء تناوُل أدوية جديدة أو إجراء نقل دم أو تلقي تشخيص لحالة طبية مزمنة.
ما يمكنك توقعه
خلال الجراحة
تعتمد مدة الجراحة ونطاقها على أجزاء الوجة والبنية الداخلية المتضمنة في الجراحة. قد يزرع فريق الجراحة أنسجة مختلفة من المتبرع، ومن ضمنها الجلد والدهون والعضلات والأوتار والغضاريف والعظام والأعصاب والأوعية الدموية.
وقد تستغرق الجراحة مدة تتراوح بين 10 و 30 ساعة. سيتضمن الفريق الجراحي مجموعة من جراحي التجميل الذين يتمتعون بمهارة عالية في الجراحة المجهرية والجراحة الجمجمية الوجهية، كما سيضم الفريق أطباء تخدير، وأطباء عيون، وممرضين جراحيين، وتقنيين جراحيين، وخبراء تصوير، وغيرهم.
بعد العملية الجراحية
بعد الجراحة، من المحتمل أن تمكث في المستشفى لمدة تتراوح بين أربعة وثمانية أسابيع. وخلال هذا الوقت، سيحدث ما يأتي:
- ستتغذى من خلال أنبوب
- ستبدأ بتناول جرعاتك اليومية من الأدوية المثبطة للمناعة لمنع جسمك من رفض الأنسجة المزروعة
- ستتلقى أدوية للتحكم في الألم
- ستبدأ العلاج الطبيعي وعلاج النطق، بقدر ما تستطيع
سيتعاون فريق الزراعة معك لوضع خطة علاج ما بعد الجراحة وتقديم الرعاية التي تحتاج إليها، ويتضمن هذا الفريق الأطباء ومنسق الزراعة والاختصاصي الاجتماعي والمعالج والصيادلة واختصاصيي النُّظم الغذائية وغيرهم.
مثبطات المناعة
سيتضمن روتينك اليومي بعد الجراحة تناوُل الأدوية المثبطة للمناعة وعلاج الآثار الجانبية. يمكن أن تساعد هذه الأدوية في منع جهازك المناعي من رفض وجه المُتبرِّع.
ويمكنك تقليل مخاطر الرفض والآثار الجانبية للأدوية من خلال ما يأتي:
- الالتزام بتناوُل الأدوية المثبطة للمناعة بانتظام لبقية حياتك ما لم يوجهك الطبيب إلى التوقف عن تناولها
- الحضور في مواعيد منتظمة لزيارة فريق الزراعة لإجراء اختبارات الدم والفحوصات
- الاتصال بفريق الزراعة أو الطبيب إذا لاحظت إصابتك بعدوى أو في حالة رفض الأنسجة
النتائج
لا يمكن لك ولفريق الزراعة معرفة ما ستكون عليه نتائج الجراحة على وجه التأكيد. فلكل متلقٍ لعملية زراعة الوجه تجربة مختلفة مع المظهر والوظيفة بعد الجراحة.
وقد شهد معظم متلقي زراعة الوجه تحسنًا في قدرتهم على الشم وتناول الطعام والشراب والتحدث والابتسام وغيرها من تعبيرات الوجه. واستعاد بعضهم القدرة على الشعور بلمسة خفيفة على الوجه. ونظرًا إلى أن هذه التقنية الجراحية لا تزال جديدة إلى حد ما، فإن النتائج طويلة المدى لمتلقي زراعة الوجه لم تُحدد بعد.
ستتأثر نتائجك بما يأتي:
- حجم العملية
- استجابة جسمك للأنسجة الجديدة
- جوانب التعافي غير الجسدية، مثل استجابتك العاطفية والنفسية للعيش بوجه جديد
ستزداد فرصتك في الحصول على نتيجة إيجابية عند اتباع خطة رعاية ما بعد الزراعة بعناية وطلب الدعم من الأصدقاء والعائلة وفريق الزراعة.