تعد رعاية ما قبل الولادة جزءًا أساسيًا من الحمل. وخلال الثلث الأول من الحمل، تشمل هذه الرعاية اختبارات الدم والفحص البدني ومحادثات حول نمط الحياة وما هو أكثر من ذلك.

من إعداد فريق مايو كلينك

تمثل رعاية ما قبل الولادة ركنًا أساسيًا من الحمل الصحي. سواء اخترتِ طبيبًا معالجًا أو اختصاصي ولادة أو قابلة أو رعاية مشتركة لما قبل الولادة، سنعرض لكِ ما يمكنك توقعه خلال الزيارات القليلة الأولى السابقة للولادة.

بمجرد اكتشافك للحمل، حددي موعدًا لأول زيارة للطبيب للحصول على الرعاية أثناء فترة الحمل. واحرصي على تخصيص وقت من هذه الزيارة لمراجعة تاريخكِ الطبي والتحدث مع الطبيب عن أي عوامل خطر قد تسبب لكِ مشكلات أثناء فترة الحمل.

التاريخ الطبي

قد يسألكِ مزود الرعاية الصحية عما يلي:

  • دورة الحيض، وتاريخكِ الطبي مع أمراض النساء، وأي حالات حمل سابقة
  • تاريخكِ الطبي الشخصي والعائلي
  • التعرض لأي مادة قد تكون سامَّة
  • الأدوية التي تتناولينها، بما في ذلك الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية والأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية المتاحة دون وصفة طبية
  • نمط حياتكِ، ويشمل ذلك تعاطي التبغ والكحوليات والكافيين والمخدرات الترفيهية
  • السفر إلى المناطق التي تنتشر فيها الإصابة بالملاريا أو السل أو فيروس زيكا أو جدري القرود أو غيرها من الأمراض المُعدية

أخبري الطبيب أيضًا بالمشكلات الحساسة، مثل التعرض للعنف المنزلي، أو تعاطي المخدرات في الماضي. من شأن هذا أن يساعد الطبيب على تقديم أفضل رعاية لك ولطفلك.

موعد الولادة

لا يتنبأ موعد الولادة بالموعد الذي ستضعين فيه طفلك. لكنه مجرد التاريخ الذي سيبلغ فيه عمر حملكِ 40 أسبوعًا. تلد القليل من النساء في مواعيد الولادة المحددة لهن. ومع ذلك، فإن تحديد موعد الولادة -أو تاريخ الولادة المتوقع- أمر ضروري إذ يساعد الطبيب على مراقبة نمو طفلكِ ومراحل تقدُّم الحمل. يساعد موعد الولادة أيضًا في تحديد مواعيد الفحوص والإجراءات المطلوبة بحيث تُنفذ في الوقت المناسب.

ولتحديد موعد ولادتكِ، سيستخدم الطبيب التاريخ الذي بدأت فيه آخر دورة شهرية لديكِ، ويضيف سبعة أيام ثم يعُدّ ثلاثة أشهر تنازليًّا. سيكون موعد الولادة بعد حوالي 40 أسبوعًا من اليوم الأول من دورتك الشهرية الأخيرة. ويستطيع الطبيب الاستعانة بتصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية للتأكد من صحة التاريخ. وفي حال كان موعد الولادة المحسوب وفقًا لتاريخ آخر دورة شهرية يختلف عن الموعد المقدر بالتصوير بالموجات فوق الصوتية بأكثر من سبعة أيام، فإن الموعد المقدر بالموجات فوق الصوتية يكون هو الموعد المستخدم لتحديد موعد الولادة.

الفحص البدني

سيجري الطبيب لكِ قياسًا للوزن والطول وسيحسب مؤشر كتلة الجسم لديكِ من أجل تحديد مقدار زيادة الوزن اللازمة للحفاظ على صحة الحمل.

وقد يُجري لكِ الطبيب فحصًا بدنيًا، يتضمن فحص الثدي وفحص الحوض. وربما تحتاجين إلى إجراء اختبار سرطان عنق الرحم للتحقق من عدم إصابتك به، ويتوقف هذا على المدة التي انقضت منذ إجرائه آخر مرة. وقد تحتاجين -وفقًا لحالتك الصحية- إلى إجراء فحوصات القلب والرئتين والغدة الدرقية.

الفحوص المختبرية

في أول زيارة لكِ خلال الحمل، يمكن إجراء اختبارات الدم من أجل:

  • معرفة فصيلة دمكِ. يشمل هذا الفحص اختبار حالة عاملة ريسوس (Rh). وعامل ريسوس هو صفة وراثية تشير إلى بروتين معيّن يوجد على سطح خلايا الدم الحمراء. وقد يحتاج حملكِ إلى رعاية خاصة إذا كان عامل ريسوس لديكِ سالبًا، وموجبًا لدى والد طفلكِ.
  • قياس الهيموغلوبين. الهيموغلوبين هو بروتين غني بالحديد موجود في خلايا الدم الحمراء يسمح للخلايا بنقل الأكسجين من رئتيكِ إلى أجزاء الجسم الأخرى. ينقل الهيموغلوبين أيضًا ثاني أكسيد الكربون من أجزاء الجسم الأخرى إلى رئتيكِ ليخرُج مع الزفير. ويعتبر انخفاض الهيموغلوبين أو انخفاض مستوى خلايا الدم الحمراء مؤشرًا على الإصابة بفقر الدم. ويمكن لفقر الدم أن يسبب لكِ التعب الشديد، وقد يؤثر على صحة حملكِ.
  • التحقق من المناعة لبعض حالات العدوى. يشمل هذا عادةً الحصبة الألمانية وجدري الماء (الحُماق) — ما لم يتم توثيق إثبات الحصول على التطعيم أو وجود مناعة طبيعية في تاريخكِ الطبي.
  • الكشف عن التعرض لحالات عدوى أخرى. سيقترح عليكِ الطبيب إجراء اختبارات الدم للتحقق من عدم إصابتك ببعض حالات العدوى مثل التهاب الكبد B وداء الزهري والسيلان وداء المتدثرة، وفيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز. وقد تُحلل أيضًا عينة من البول بحثًا عن مؤشرات الإصابة بعدوى في المثانة أو المسالك البولية.

اختبارات صحة الجنين

يمكن للاختبارات التي تُجرى خلال الحمل تقديم معلومات ضرورية عن صحة طفلكِ. وسيوصيك الطبيب عادةً بإجراء مجموعة متنوعة من الفحوص الجينية أثناء الحمل. وقد تشمل هذه الفحوصات التصوير بالموجات فوق الصوتية أو تحاليل الدم للكشف عن الإصابة بأنواع معينة من التشوهات الوراثية الجنينية، مثل متلازمة داون.

أمور تتعلق بنمط الحياة

قد يناقش معكِ الطبيب أهمية التغذية وتناول الفيتامينات خلال الحمل. اسألي عن ممارسة الرياضة والجنس والعناية بالأسنان واللقاحات والسفر أثناء الحمل، بالإضافة إلى أمور أخرى في نمط الحياة. يمكنكِ مناقشته أيضًا عن بيئة عملكِ واستخدام الأدوية أثناء الحمل. إذا كنتِ تدخنين، فاسألي الطبيب عن أي اقتراحات لمساعدتكِ في الإقلاع عن التدخين.

متاعب الحمل

قد تلاحظين حدوث تغيرات في جسمكِ في المراحل المبكرة من الحمل. قد يكون ثدياكِ منتفخين وقد تشعرين بألم عند لمسهما. كما أن الغثيان مع القيء أو من دونه (غثيان الصباح) شائع الحدوث أيضًا. تحدثي إلى طبيبك بشأن غثيان الصباح إذا كان شديدًا.

قد تكون زيارات الحمل القادمة -التي غالبًا ما تُحدد لها مواعيد كل أربعة أسابيع في الثلث الأول من الحمل- أقصر من الزيارة الأولى. ومع اقتراب نهاية الثُلث الأول من الحمل -أي مرور ما يقرب من 12 إلى 14 أسبوعًا من عمر الحمل- قد تستطيعين سماع نبض قلب جنينك باستخدام جهاز صغير، يسمى الدوبلر، يستقبل ارتداد الموجات الصوتية الصادرة عن قلبه. ويمكن أن يجري لك طبيبك تصويرًا بالموجات فوق الصوتية أيضًا في الثلث الأول.

تقدم لك المواعيد الطبية خلال الحمل فرصة مُثلى لمناقشة ما لديك من أسئلة. ستتعرفين أيضًا في زيارتك الأولى على كيفية التواصل مع فريق الرعاية الصحية في الفترات الفاصلة بين المواعيد في حال طرأ لك ما يثير قلقك. فمعرفتك أن المساعدة متاحة لك من شأنه أن يمنحك راحة البال.

Nov. 07, 2024