عندما يصبح طفلكِ فضوليًا وكثير الحركة، تبدأ عملية نمو الطفل وتتطور مداركه. ويتعلم الطفل شيئًا جديدًا كل يوم. لذا عليكِ فهم المراحل الأساسية التالية لطفلك والأمور التي يمكن القيام بها لتعزيز نموه.

ينمو الأطفال ويتطورون بسرعاتهم الخاصة. فمن سن 7 إلى 9 أشهر، من المرجح أن يمر طفلك بما يلي:

• تطور المهارات الحركية. في هذه السن، يستطيع معظم الأطفال التقلب في كلا الاتجاهين حتى أثناء النوم. ويستطيع معظم الأطفال الجلوس بمفردهم، في حين يحتاج آخرون إلى قليل من الدعم. قد تلاحظ أن طفلك بدأ في التحرك كثيرًا والتوجه للخلف والأمام أو حتى الزحف في أرجاء الغرفة. وبعض الأطفال في هذه السن قد يدفعون بأنفسهم إلى وضعية الوقوف. وقريبًا قد يقطع طفلك بعض الخطوات وهو ممسك بحافة أريكة أو طاولة منخفضة.
• تحسين تنسيق حركة اليد مع العين. معظم الأطفال في هذه السن يحرّكون الأغراض من يد لأخرى أو إلى أفواههم مباشرةً. ومن خلال سحب الأشياء لمسافة أقرب باليدين، سوف ينفّذ الطفل نوعًا من الحركات الأكثر دقة مثل التقاط الأغراض باستخدام الإبهام والسبابة فقط. ستساعد هذه المهارات طفلك على الإمساك بالملعقة والأطعمة اللينة.
• تطور القدرة على التواصل. يتواصل الأطفال الرُّضَّع عن طريق الأصوات والإيماءات وتعبيرات الوجه. ومن المحتمل أن تسمع الكثير من الضحكات والصرخات الطويلة. وقد يكرر الأطفال الرُّضَّع الأصوات التي يسمعونها أو قد يقدمون أفضل تقليد يستطيعون أداءه لها. ومن المرجح أن تتضمن غمغمة طفلك مثلاً مجموعة أصوات مثل "با-با-با". وقد تسمع كلمة "ماما" أو "دادا" في بعض الأحيان.
• القلق من الغرباء. يقلق العديد من الأطفال في هذه السن من الغرباء. يمكن أن يقاوم طفلك البقاء مع أي شخص غيرك. إذا أحدث طفلك جلبة عندما المغادرة، فإن شغل انتباهه بلعبة أو حدث جديد قد يؤدي إلى تشتيت انتباهه. من المحتمل أن يكف طفلك عن البكاء لحظة الابتعاد عن ناظريه.
• التسنين. تنمو أسنان الأطفال الرُّضَّع خلال هذا الوقت. ولكن قد تظهر الأسنان بعد ذلك العُمر أيضًا. فقد تلاحظ أن طفلك يسيل لعابه أكثر من المعتاد ويمضغ أي شيء يجده. جرِّب فرك اللثة برفق باستخدام أحد أصابعك أو قدِّم لطفلك حلقة تسنين مطاطية. تجنَّب إعطاء طفلك جل التسنين أو أي أدوية أخرى. عند ظهور أولى أسنان طفلك، استخدم فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة لتنظيفها مرتين يوميًا. وحتى يتعلم طفلك البصق — في سن 3 سنوات تقريبًا — استخدم قطعة من معجون أسنان بالفلورايد لا تتعدى حجم حبة الأرز.

لا يمكن فصل التعلم عن اللعب بالنسبة للرُضّع من مختلف الأعمار. لدعم مغامرك الصغير:

• وفّري له بيئة آمنة للاستكشاف. اجعلي الأشياء الآمنة فقط في متناول يد طفلك الرضيع. انقلي أي شيء قد يكون سامًا أو يسبب خطر الاختناق أو ينكسر إلى أجزاء صغيرة بعيدًا عنه. غطّي المقابس الكهربائية واستخدمي بوابات السلالم. وكذلك يمكن أن يساعد تركيب بوابات بين الغرف على إبقاء طفلك سريع الحركة في أماكن آمنة. ضعي أحبال الستائر بعيدًا عن متناول يده. ورَكِّبي أقفال حماية الأطفال على الأبواب والخزانات. وإذا كان لديكِ أثاث له حواف حادة، فأخرجيه من الغرف التي يلعب بها طفلك. وينطبق هذا أيضًا على الأشياء خفيفة الوزن التي قد يستخدمها طفلك لشد نفسه حتى يستطيع الوقوف، مثل حوامل النباتات والطاولات الصغيرة وأُصص الأشجار والمصابيح الأرضية. ثبّتي أرفف الكتب وأجهزة التليفزيون وحواملها بالحائط.
• واصلي الحديث مع طفلك. من المرجح أنكِ تتحدثين مع طفلك الرضيع طوال الوقت، استمري في ذلك! صِفِي له ما تفعلينه، وامنحيه وقتًا للرد. فبعد أن تقولي شيئًا له، انتظري حتى يكرر الصوت. غنِّي له أغاني بسيطة. اسألي طفلك أسئلة تتضمن أكثر من مجرد الإجابة بنعم أو لا. قد لا يمكنكِ التقاط كلمات مناسبة من مناغاة طفلك الرضيع، ولكن يمكنكِ تشجيعه على تبادل الحديث معك.
• علّميه سبب الأشياء وأثرها. اضغطي على زر لعبة موسيقية وارقصي على النغمة. افتحي باب لعبة حيوانات الحظيرة والعبي مع طفلك وشغّلي صوت البقرة مثلاً وقلّديه. وساعدِيه على فعل نفس الشيء. فسوف تزيد ثقته بنفسه عندما يدرك كيفية فعل الأشياء.
• خصصي وقتًا للعب معه. في الوقت الحالي، قد تكونين أنتِ وطفلكِ بارعين في الألعاب التي اعتدتما عليها، مثل لعبة الغمّيضة وباتي كيك (التصفيق) والعنكبوت الصغير "إتسي بيتسي". فكوني مبدعة، ورتّبي الوسائد والمساند على أرضية مغطاة بالسجاد وشجعي طفلك على الزحف أو الحبو عليها. ركِّبي المكعبات أمامه وشجعيه ليُسقطها. في وقت الاستحمام، أحضري أوعية صغيرة وأواني بلاستيكية لصب المياه وخلطها.
• اقرئي بعض الكتب. خصصي وقتًا للقراءة كل يوم ولو لدقائق معدودات. فالقراءة بصوت عالٍ من أبسط الطرق لتعزيز تطور اللغة لدى طفلك وتنمية مهاراته اللغوية. اجعليها أكثر متعة وإثارة له من خلال إضفاء تعبيرات الوجه والمؤثرات الصوتية وأصوات لمختلف الشخصيات المصوَّرة. واحتفظي بالكتب في مكان يسهل الوصول إليه، حتى يمكنه استكشافها حينما يرغب في ذلك.

يمكن أن يصل طفلك إلى بعض مراحل النمو قبل موعده ويتأخر قليلاً في غيرها. وهذا أمر شائع. ومع ذلك، من الجيد الانتباه للعلامات أو الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة.

يمكن استشارة طبيب طفلك إذا كنت قلقًا حيال معدل نموه أو كان الطفل بحلول نهاية شهره التاسع:

• عاجزًا عن التواصل البصري أو الاستجابة عند مناداة اسمه.
• لم يتعلم إيماءات مثل التلويح.
• لا يبحث عن الأشياء التي تخفيها أثناء اللعب.
• لا يزحف أو يجلس بمفرده.
• يستخدم أحد جانبي جسمه أكثر من الجانب الآخر.

ثق بحدسك، فكلما اكتشفت المشكلة مبكرًا، كان من السهل علاجها. ويمكنك بعد ذلك التركيز على مراحل النمو المستقبلية.

April 28, 2023

Original article: https://www.mayoclinic.org/ar/healthy-lifestyle/infant-and-toddler-health/in-depth/infant-development/art-20047086