التشخيص
في حال ألم الفرج، من المحتمل أن يطرح عليكِ طبيب أمراض النساء أو أحد أفراد فريق الرعاية الصحية أسئلة عن تاريخك الطبي والجنسي. وسيسألكِ أيضًا عما إذا كنتِ قد خضعتِ لأي عمليات جراحية.
وقد تخضعين أيضًا للفحوص التالية:
- فحص الحوض. يُجرى فحص لأعضائكِ التناسلية الخارجية والمهبل بحثًا عن مؤشرات عدوى أو أي أسباب أخرى للأعراض التي تشعرين بها. وقد تُرسَل عينة من الخلايا المأخوذة من المهبل للاختبار للتحقق من وجود عَدوى فطرية أو بكتيرية بها. وقد يُدخل اختصاصي الرعاية الصحية أيضًا أصبعه بعد ارتداء قفاز داخل المهبل لفحص عضلات القاع الحوضي للتحقق من الإيلام عند اللمس.
- اختبار المسحة القطنية. تُستخدم مسحة قطنية مبلَّلة لفحص مناطق الألم المحددة في منطقة الفرج برفق. في حال الشعور بالألم في منطقة ما، ستُسألين عما تشعرين به ومدى الألم.
- الخزعة. إذا كان جلد الفرج مختلفًا عن المعتاد، فقد يسحب الطبيب أو اختصاصي أمراض النساء عينة صغيرة من الأنسجة ليفحصها المختبر.
- تحليل الدم. ويُجرى لفحص مستويات هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون والتستوستيرون.
العلاج
تركز علاجات ألم الفرج على تخفيف الأعراض. ولا يوجد علاج واحد مناسب لكل الحالات. وفي الكثير من الحالات، يؤدي الجمع بين العلاجات إلى نتائج أفضل. وقد يستغرق الأمر وقتًا للعثور على المزيج الصحيح. كما أنه قد يستغرق شهورًا للتخلص من الألم.
الأدوية
قد يوصي فريق الرعاية الصحية بتناول أدوية مثل:
- مضادات الاكتئاب أو مضادات الاختلاج. يمكن أن تساعد هذه المضادات على تخفيف الآلام طويلة المدى. وتأتي بعض أنواع مضادات الاكتئاب على هيئة كريم يمكن وضعه على الجلد.
- أدوية التخدير الموضعي. يمكن أن توقف هذه العلاجات الأكثر قوة الألم لفترة قصيرة من الوقت. على سبيل المثال، يمكن وضع مخدر موضعي يسمى مَرهم ليدوكايين على الفرج لمدة 30 دقيقة قبل ممارسة الجنس لجعله أكثر راحة. يمكن أن يسبب استخدام هذا الدواء إصابة الزوج بفقدان الإحساس لمدة قصيرة بعد ممارسة الجنس.
- إحصار العصب. تُعطى هذه الحقن في منطقة قريبة من عصب أو مجموعة أعصاب حساسة للألم. وقد تظهر فعاليتها إذا كنت تشعر بألم طويل الأمد لا يستجيب للعلاجات الأخرى.
- كريمات الهرمونات. إذا كانت الأعراض مرتبطة بالتغيرات الهرمونية، فيمكنكِ تخفيف الألم بوضع كريم الإستروجين داخل المهبل. يُصرف هذا الكريم أحيانًا مع كريم يحتوي على التستوستيرون.
- مضادات الهيستامين. تُستخدم غالبًا لعلاج الحساسية، وربما تقلل هذه الأدوية الحكة الناتجة عن ألم الفرج. ولكن قد تسبب مضادات الهيستامين الجفاف إذا كان عمركِ قد تجاوز سن انقطاع الطمث.
طرق العلاج
يشمل العلاج الطبيعي مجموعة متنوعة من الأساليب التي قد تخفف الألم وتحسن جودة الحياة. تتضمن الآتي:
علاج القاع الحوضي. تشعر العديد من النساء المصابات بألم الفرج بشدّ في عضلات القاع الحوضي التي تدعم الرحم والمثانة والأمعاء. ويمكن أن يساعد التدريب على إرخاء تلك العضلات وشدها على تخفيف ألم الفرج.
قد يوصي اختصاصي العلاج الطبيعي أيضًا باستخدام جهاز في المنزل يسمى موسِّع المهبل. هذا الجهاز يساعد على شد المهبل وتقويته. وقد يساعد أيضًا على تخفيف الشعور بالرهبة من آلام العلاقة الحميمية.
- الارتجاع البيولوجي. يمكن أن تساعد تقنية العقل والجسم هذه على تخفيف الألم من خلال تدريبك على كيفية إرخاء عضلات الحوض. كما يمكن أن تتدرب من خلالها أيضًا على كيفية التحكم في طريقة استجابة جسمك للأعراض.
تتضمن المعالجة بالمحادثة التعاون مع اختصاصي المعالجة الذي قد يعلمكِ طرق التأقلم مع الألم. ومن الأمثلة على ذلك:
العلاج السلوكي المعرفي. تساعدكِ هذه التقنية على ملاحظة الأفكار السلبية والاستجابة بطرق عملية. من المحتمل أيضًا أن يتم تشجيعكِ على الاحتفاظ بمفكرة يومية للألم. في هذه المفكرة، يمكنكِ تسجيل وقت ظهور أعراض ألم الفرج والعوامل التي يبدو أنها تخفف أو تزيد من حدة هذه الأعراض.
في بعض الأحيان، قد يكون ألم الفرج مرتبطًا بصراع في إحدى العلاقات أو بإصابة جسدية مسبقة. يمكن للعلاج مساعدة النساء على التغلب على هذه التحديات أيضًا.
- علاج الأزواج أو العلاج الجنسي. يمكن لاختصاصي المعالجة تدريبكِ أنتِ وزوجك كيفية التواصل بشكل أفضل وزيادة الحميمية بينكما بطرق لا تركز على الجنس. يمكنكِ أيضًا التدرب على كيفية تخفيف الألم أثناء ممارسة الجنس.
الجراحة أو الإجراءات الطبية الأخرى
يمكن أن يكون التدخل الجراحي أحد خيارات العلاج إذا كنت تشعر بألم في الأنسجة التي تحيط بفتحة المهبل وتسمى الدهليز. وفي معظم الأحوال، لا يُجرى التدخل الجراحي إلا إذا اتضح أن العلاجات الأخرى غير فعالة.
يمكن استئصال الأنسجة الدهليزية المؤلمة من الفرج بالتدخل الجراحي. ويسمى هذا الإجراء استئصال دهليز الفرج. إذا كنتِ تعانين من أعراض ألم الفرج في أجزء أخرى من الفرج، فلا يحتمل أن تكون الجراحة خيارًا علاجيًا لك.
إن راودكِ التفكير في إجراء هذه العملية، فاطلبي من فريق الرعاية الصحية توضيح جميع الفوائد والمخاطر. يؤدي التدخل الجراحي أحيانًا إلى التندب أو تفاقم الألم.
الطب البديل
قد تساعد بعض العلاجات التي لا تُشكل جزءًا من الرعاية الطبية القياسية على تقليل أعراض ألم الفرج. وتتضمن:
- الوخز بالإبر. في هذا الإجراء، يُدخل الممارس المؤهل إبرًا رفيعة للغاية في أجزاء محددة من الجسم.
- التنويم المغناطيسي. يساعدك أحد اختصاصيي الرعاية الصحية على الدخول في حال متغيرة من الوعي قد تساعدك على الاسترخاء والتركيز.
- التركيز الذهني والتأمُّل. يمكنك تعلُّم هذه الأساليب من خلال التعليم الذاتي عن طريق الممارسة والتطبيقات.
- التنبيه الكهربائي للأعصاب عبر الجلد. يُثبَّت جهاز على الجلد ليرسل تيارات كهربائية منخفضة الجهد إلى المنطقة المتألمة.
يؤدي التوتر إلى زيادة شدة ألم الفرج. ويمكن أن تُسبب الإصابة بألم الفرج مزيدًا من التوتر. تشمل الأنشطة التي يمكن أن تساعد على تخفيف التوتر اليوغا والتأمُّل والتركيز الذهني.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
يمكن أن تساعدكِ بعض خطوات الرعاية الذاتية البسيطة على السيطرة على أعراض ألم الفرج.
وإليك بعض النصائح:
- احرصي على الشعور بالراحة. إذا كنتِ تجلسين كثيرًا خلال اليوم، فاستخدمي وسادة من المطاط الرغوي على شكل حلقة.
- حاولي الوقوف أكثر. يؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط عن المناطق المحيطة بالفرج.
من نصائح ممارسة التمارين:
- احرصي على الحد من التمارين عالية الشدة، مثل الركض إذ تؤدي هذه التمارين إلى الاحتكاك الذي يمكن أن يسبب تهيج الفرج.
- استخدمي ضمادة جل مجمد بعد التمرين. لفي الضمادة في منشفة وضعيها على منطقة الفرج مدة تصل إلى 15 دقيقة لتخفيف أي أعراض.
- احرصي على الحد من الأنشطة التي تضغط على الفرج مثل ركوب الدراجات الهوائية أو ركوب الخيل.
من نصائح الاستحمام والسباحة:
- اغتسلي برفق. فقد يؤدي فرك المنطقة المصابة بشدة أو غسلها كثيرًا إلى تفاقم التهيج. بدلاً من ذلك، استخدمي الماء الفاتر أو البارد دون إضافات لتنظيف فرجك بلطف بيدك. ثم ربِّتي على المنطقة لتجفيفها. بعد الاستحمام، ضعي مرطبًا خاليًا من المواد الحافظة، مثل هُلام النفط (الفازلين) الخالي من الإضافات، فسيعمل ذلك على تكوين طبقة واقية.
- ابتعدي عن المنتجات التي قد تؤدي إلى تهيج الفرج. لا تستخدمي مستحضرات فقاعات الاستحمام أو مستحضرات النظافة الشخصية النسائية أو أنواع الكريمات والصابون المعطَّرة.
- اجلسي في حمام مِقعدة. اجلسي في حمام ماء فاتر أو بارد مضاف إليه بعض من أملاح إبسوم أو دقيق الشوفان الغروي لمدة من خمس إلى عشر دقائق مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا. فقد يساعد ذلك على تخفيف الحرقة والتهيج.
- ابتعدي عن أحواض الاستحمام الساخنة وتجنبي الاستحمام بماء ساخن. من الممكن أن يسبب لكِ قضاء وقت في الماء الساخن شعورًا بالانزعاج والحكة.
- مارسي السباحة في حمامات السباحة التي لا تحتوي على نسبة كبيرة من الكلور. تحافظ هذه المادة المطهرة لحمامات السباحة هذا على نظافة المياه، لكن قد تسبب كمية كبيرة منه التهيج.
من نصائح النظافة الشخصية:
- لا تستخدمي السدادات القطنية أو الفوط الصحية المزيلة للروائح. فقد تسبب المواد المزيلة للروائح تهيجًا. بدلاً من ذلك، استخدمي الفوط الصحية والسدادات القطنية المصنوعة من القطن بنسبة 100%.
- استخدمي ورق الحمام الناعم والأبيض وغير المعطَّر.
- تبولي قبل أن تشعري بامتلاء المثانة. ثم اشطفي فرجك بالماء وربِّتي عليه لتجفيفه.
من نصائح الملابس والغسيل:
- ارتدي ملابس فضفاضة. تحُد الملابس الضيقة من تدفق الهواء إلى الفرج، ما قد يسبب تهيج المنطقة. ارتدي ملابس داخلية قطنية 100% بدلاً من الملابس الداخلية المصنوعة من النايلون. جربي النوم ليلاً دون ارتداء ملابس داخلية. واحرصي أيضًا على ارتداء سراويل وتنانير فضفاضة. اختاري الجوارب التي تصل إلى الفخذ أو الركبة بدلاً من الجوارب الطويلة الضيقة.
- اخلعي ملابس التمرين بعد الانتهاء منه مباشرة. واخلعي زي السباحة المبلل بعد السباحة أيضًا.
- استخدمي منظفات الغسيل المصنوعة خصيصًا للبشرة الحساسة. ولا تستخدمي منعِّم الأقمشة مع الملابس الداخلية.
- إذا كانت غسالتك تحتوي على دورة شطف مزدوجة أو إضافية، فاستخدميها مع الملابس التي تلامس منطقة الفرج، إذ تساعد هذه الدورات على شطف المنظف تمامًا.
في حال كنتِ نشطة جنسيًّا:
- استخدمي مزلقًا مائيًا. وضعيه قبل ممارسة الجنس. لا تستخدمي المنتجات التي تحتوي على الكحول أو الأصباغ أو العطور أو النكهات أو المكونات التي تسبب الشعور بالسخونة أو البرودة.
- اختاري وسيلة منع الحمل بعناية. ضعي في الحسبان أن مبيدات الحيوانات المنوية أو كريمات منع الحمل قد تسبب التهيج. تحدثي إلى الطبيب أو أحد أفراد فريق الرعاية الصحية عن وسيلة لمنع الحمل لا تؤدي إلى تهيج الفرج.
- تبولي بعد ممارسة الجنس. يمكن أن يقلل ذلك من احتمالات إصابتكِ بالعدوى. وبعد التبول، اشطفي فرجك بالماء الفاتر وربِّتي عليه لتجفيفه.
- جربي استخدام الضمادات الباردة أو ضمادات الجل لتخفيف الحرقة. لفيها في منشفة وضعيها على فرجك لمدة 15 دقيقة في المرة الواحدة.
التأقلم والدعم
قد تجدين أنه من المفيد التحدث إلى غيرك من المصابات بألم الفرج. إذ يمكنكن تبادل المعلومات والتحدث عن تجاربكن وتقليل الشعور بالوحدة. وإذا لم ترغبي في الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم، فقد يرشح لكِ أحد أفراد فريق الرعاية الصحية استشاريًا في منطقتكِ ذا خبرة في مساعدة المصابات بألم الفرج.
الاستعداد لموعدك
عادةً ما تكون الخطوة الأولى هي زيارة طبيب الرعاية الأولية. ويمكن إحالتكِ في بعض الحالات إلى طبيب اختصاصي أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي والذي يُعرف باختصاصي أمراض النساء.
ما يمكنك فعله
جهّز قائمة بالآتي:
- الأعراض التي تشعر بها، بما في ذلك أي أعراض قد لا تبدو مرتبطة بالسبب الذي حددت الموعد الطبي من أجله. ودوّن وقت بدء ظهورها.
- السيرة المرضية، بما في ذلك الأمراض الأخرى التي تُعالج منها.
- جميع الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية الأخرى التي تتناولها مع ذكر الجرعات.
- الأسئلة التي تريد طرحها على فريق الرعاية.
فيما يخص ألم الفرج، تشمل الأسئلة التي تريد طرحها على فريق الرعاية ما يأتي:
- ما السبب المحتمل للأعراض التي أشعر بها؟
- ما الفحوصات التي تنصح بها؟
- ما العلاجات المرجح أن تخفف من الأعراض؟
- متى يمكنني توقع تحسن حالتي الصحية؟
- لديَّ أمراض أخرى. كيف يمكنني التعامل معها جميعًا؟
- هل توجد أي كتيبات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي يُنصح بتصفحها؟
لا تتردد أيضًا في طرح أسئلة أخرى أثناء موعدك الطبي — خاصة إذا احتجت إلى المزيد من المعلومات أو إذا تعذر فهم شيء ما.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
قد تُطرح عليك عدة أسئلة، مثل:
- ما مدى حدة الألم الذي تشعرين به، وما مدته؟ كيف تصفين الألم الذي تشعرين به؟
- هل يبدأ الشعور بالألم عادةً عند فعل شيء معين، مثل ممارسة العلاقة الحميمة أو ممارسة الرياضة أو استخدام المرحاض؟
- هل تؤثر دَورة الحيض في شعوركِ بالألم؟
- هل يوجد أي شيء يخفف من حدة الألم أو يفاقمه؟
- هل خضعتِ لأي عمليات جراحية في الحوض؟
- هل أنت حامل الآن أو هل حملتِ من قبل؟
- هل تلقيتِ علاجًا لعَدوى الجهاز البولي أو الالتهابات المهبلية من قبل؟