نظرة عامة
التهاب الرئة مصطلح عام يشير إلى التورُّم والتهيُّج، ويسمى أيضًا التهاب أنسجة الرئة.
كما يمكن أن تؤدي حالات عدوى الرئة، مثل التهاب الرئة، إلى التهاب أنسجة الرئة.
لكن يشير التهاب الرئة بشكل عام إلى التهاب أنسجة الرئة غير الناجم عن عدوى.
والتهاب الرئة ناتج عن استجابة دفاعية قوية للغاية من الجهاز المناعي للجسم تجاه مادة مسببة للتهيّج.
وتتضمن الأسباب الشائعة لالتهاب الرئة التعرض للمُهيِّجات المنقولة بالهواء في العمل أو في المنزل أو من ممارسة الهوايات.
وتشمل الأسباب الأخرى بعض علاجات السرطان والعديد من الأدوية المختلفة.
صعوبة التنفس، والسعال الجاف في كثير من الأحيان، أكثر أعراض التهاب الرئة شيوعًا.
ويُركِّز العلاج على تجنب المُهيِّجات وتقليل التهاب أنسجة الرئة.
الأعراض
قد تتطور أعراض التهاب الرئة بسرعة أو ببطء ويمكن أن تتفاقم مع مرور الوقت.
أحيانًا قد تتفاقم الأعراض أو تتحسن فجأة.
وتختلف الأعراض أيضًا بشكل كبير بين الأشخاص المصابين بهذه الحالة، وتشمل:
- صعوبة في التنفس.
- السعال الجاف الذي لا يُخرج عادةً أي مخاط.
- التعب الشديد.
- فقدان الشهية.
- الحُمّى.
- ألم المفاصل والعضلات.
- الصداع.
- فقدان الوزن.
الحالات التي تستدعي استدعاء الطبيب
تحدث إلى الطبيب أو اختصاصي الرعاية الصحية إذا لاحظت أعراضًا مثل صعوبة في التنفس أو سعال جاف مستمر.
إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس، فتوجَّه إلى قسم الطوارئ في أي مستشفى على الفور أو اتصل بالرقم 911 إذا كنت في الولايات المتحدة.
الأسباب
يحدث التهاب الرئة عندما تسبب مادة مهيجة التهابًا في الأكياس الهوائية الصغيرة التي تسمى الحويصلات الهوائية في الرئتين.
تصعِّب أنسجة الرئة الملتهبة مرور الأكسجين عبر الحويصلات الهوائية إلى مجرى الدم.
ويرتبط العديد من الأسباب بالتهاب الرئة.
لكن لا يُعرف بوضوح سبب استجابة الجهاز المناعي القوية لبعض المواد التي تسبب التهاب الرئة لدى بعض الأشخاص، وسبب عدم وجودها لدى آخرين.
بالنسبة إلى معظم الأشخاص، لم تُحدَّد المادة المعيّنة المسببة للالتهاب على الإطلاق.
تتضمن بعض أنواع التهاب الرئة: التهاب الرئة الناتج عن فرط التحسس والتهاب الرئة الناتج عن الأدوية والتهاب الرئة الناتج عن الإشعاع.
الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط التحسس
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، يؤدي استنشاق الجسيمات المحمولة في الهواء إلى تفاعل تحسُّسي قوي من جهازهم المناعي.
ويُسبب هذا التفاعل تهيجًا في الرئتين، ما يؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
وتُعرف هذه الحالة أيضًا باسم التهاب الأسناخ الرئوية الأرجى الخارجي.
بعض أنواع الالتهاب الرئوي الناتج عن فرط التحسس لها أسماء مستعارة مرتبطة بأسبابها، مثل "رئة المُزارع" أو "رئة مربي الطيور" أو "رئة حوض الاستحمام الساخن".
تتضمن الأسباب ما يأتي:
-
العفن.
يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر للعفن إلى التهاب أنسجة الرئة.
إن استنشاق الأجزاء المحمولة في الهواء من القش المتعفِّن أحد أكثر الأسباب شيوعًا للالتهاب الرئوي المرتبط بالعمل.
ويمكن أن تُسبب حالات التعفُّن في أحواض المياه الساخنة أيضًا الالتهاب الرئوي، حيث تُنشئ عملية الفقاعات رذاذًا يحتوي على العفن.
ومن الشائع أن ينمو العفن في أجهزة ترطيب الهواء المنزلية التي لا تُنظَّف كثيرًا.
تشمل الأمثلة الأخرى للأماكن الرطبة حيث يمكن أن ينمو العفن ويُطلق في الهواء مكيفات الهواء وحمامات السباحة والسجاد المتضرر من المياه وأنظمة التهوية.
-
الطيور.
التعرض لريش الطيور أو غبارها أو فضلاتها سبب شائع للالتهاب الرئوي.
-
الغبار.
يمكن أن يسبب التعرض للغبار الناتج عن أعمال المعادن أو الأخشاب الصلبة الالتهاب الرئوي.
-
المواد الكيميائية.
يمكن أن يسبب رذاذ الهباء الجوي والمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية تهيُّج الرئتين والالتهاب الرئوي.
-
فراء الحيوانات.
من الأسباب الأخرى للالتهاب الرئوي خلايا جلد الحيوانات وفراؤها وبرازها.
وقد يحدث هذا عند العمل مع الماشية عن قرب وفي الممارسات البيطرية.
الالتهاب الرئوي الناتج عن الأدوية
يمكن أن تُسبب العديد من الأدوية الالتهاب الرئوي.
لكن السبب الحقيقي وراء تُسبب بعض الأدوية في التهاب أنسجة الرئة غير واضح.
فمن الممكن أن تُهيج بعض الأدوية خلايا الرئة، ثم يستجيب الجهاز المناعي بقوة، ما يسبب الالتهاب.
تشمل أمثلة الأدوية التي قد تُسبب الالتهاب الرئوي بعض المضادات الحيوية والعديد من الأدوية المستخدَمة لعلاج السرطان وبعض الأدوية التي تحافظ على انتظام نبض القلب.
الالتهاب الرئوي الناتج عن الإشعاع
قد يُصاب بعض الأشخاص الذين يتلقون المعالجة الإشعاعية على الصدر، مثل علاج سرطان الثدي أو الرئة، بالالتهاب الرئوي.
ويمكن أن يحدث الالتهاب الرئوي كذلك بعد المعالجة الإشعاعية للجسم بالكامل التي تُجرى لتحضير الشخص لزراعة نخاع العظم.
وتظهر الأعراض عادةً في الأشهر القليلة الأولى بعد انتهاء العلاج الإشعاعي.
عوامل الخطر
البيئة المحيطة
وتسبب بعض العوامل زيادة خطر التعرض للإصابة بالتهاب الرئة، ومنها:
-
الوظائف والهوايات.
تزيد الزراعة من التعرض لجزيئات العفن التي يمكن استنشاقها أثناء حصاد الحبوب والقش.
ومن عوامل الخطورة الأخرى العمل الذي يكون فيه العمال في بيئة مليئة بالرذاذ الدقيق والأبخرة والغبار والمواد الكيميائية.
وقد تزيد أعمال النجارة من الخطورة أيضًا.
-
التعامل مع الطيور والحيوانات.
غالبًا ما يتعرض عمال الدواجن، والأشخاص الذين يربون الحمام والطيور الأخرى أو يعتنون بها، للفضلات والريش وغيرها من المواد التي يمكن أن تسبب التهاب الرئة.
كما أن وجود الشخص بالقرب من الكثير من الحيوانات قد يزيد خطورة الإصابة بالتهاب الرئة.
-
استخدام أحواض المياه الساخنة وأجهزة الترطيب.
يمكن أن تؤدي البيئة العفنة في أحواض المياه الساخنة وأجهزة الترطيب المنزلية التي لا تُنظف كثيرًا وأي مكان آخر يمكن أن ينمو فيه العفن إلى الإصابة بالتهاب الرئة.
علاج السرطان
يمكن أن تُسبب بعض الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان الالتهاب الرئوي.
وكذلك الحال مع المعالجة الإشعاعية للرئتين والصدر.
ويزداد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي بشكل أكبر إذا اجتمعا معًا.
الجينات
قد تؤدي الجينات دورًا في وجود استجابة مناعية قوية تجاه المواد.
إذا كان لديك أفراد من العائلة مصابون بتفاعل تحسُّسي قوي تجاه المواد، فقد تكون معرضًا بشكل أكبر لخطر الإصابة بالتفاعل التحسُّسي أيضًا.
المضاعفات
إذا لم يُكتشف التهاب الرئة أو لم يُعالج، فقد يصاب المريض تدريجيًا بتضرر في الرئة لا يمكن علاجه.
في الرئتين السليمتين، تتمدد الأكياس الهوائية وتسترخي مع كل نفس.
يمكن للالتهاب المستمر الذي يصيب النسيج الرقيق المبطِّن لكل كيس هوائي أن يؤدي إلى التندّب ويجعل الأكياس الهوائية أقل مرونة.
حيث تصبح متيبسة مثل إسفنجة جافة.
ويُعرف هذا باسم التليف الرئوي.
في الحالات الحادة، قد يسبب التليف الرئوي ارتفاع ضغط الدم في الرئتين أو فشل الجانب الأيمن من القلب أو فشلاً تنفسيًا أو الوفاة.