التشخيص
يمكن أن تساعد السيرة المرضية الكاملة والفحص البدني على معرفة ما إذا كانت الأمراض الأخرى، مثل الداء البطني، قد تكون سببًا في حدوث الإسهال. سيسألك اختصاصي الرعاية الصحية كذلك عن الأدوية التي تتناولها.
الاختبارات
قد يتطلَّب الأمر إجراء اختبار أو أكثر من الاختبارات الآتية للمساعدة على تأكيد تشخيص التهاب القولون المجهري:
-
تنظير القولون والاختزاع. يتيح هذا الاختبار لاختصاصي الرعاية الصحية رؤية القولون بالكامل باستخدام أنبوب رفيع ومرِن ومضيء مزود بكاميرا يُسمى منظار القولون. ترسل الكاميرا صورًا للمستقيم والقولون بالكامل إلى شاشة عرض. وهذا يسمح لاختصاصي الرعاية الصحية بفحص بطانة الأمعاء.
يمكن أن يُدخل اختصاصي الرعاية الصحية أدوات عبر الأنبوب كذلك لأخذ عينة من الأنسجة، تُسمى خزعة، لدراستها تحت المجهر.
-
التنظير السيني المَرِن. يشبه هذا الإجراء تنظير القولون. لكن بدلاً من إظهار القولون بالكامل، يسمح التنظير السيني المَرِن لاختصاصي الرعاية الصحية برؤية الجزء الداخلي من المستقيم ومعظم القولون السيني، أي آخر قدم أو قدمَين (30 إلى 60 سنتيمترًا) تقريبًا من الأمعاء الغليظة.
يستخدم اختصاصي الرعاية الصحية أنبوبًا رفيعًا ومضيئًا يُسمى منظار القولون السيني لفحص بطانة الأمعاء. وتؤخذ عينة من الأنسجة عبر المنظار أثناء الفحص للبحث عن التهاب القولون المجهري.
غالبًا ما تبدو الأنسجة المعوية طبيعية عند الإصابة بالتهاب القولون المجهري. لذلك يلزم أخذ عينة من أنسجة القولون، تُسمى خزعة، خلال تنظير القولون أو التنظير السيني المَرِن لتأكيد التشخيص.
في كلا النوعين الفرعيين من التهاب القولون المجهري، يمكن رؤية خلايا نسيج القولون تحت المجهر لإجراء التشخيص.
فحوصات أخرى
بجانب تنظير القولون أو التنظير السيني المرِن، قد تخضع لإجراء واحد أو أكثر من هذه الفحوصات؛ لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض التي تشعر بها.
- فحص عينة من البراز للمساعدة على استبعاد العَدوى كسبب للإسهال.
- اختبار الدم للبحث عن مؤشرات مرض فقر الدم أو الداء البطني.
- المنظار الداخلي العلوي مع الخزعة لاستبعاد الداء البطني. يستخدم اختصاصيو الرعاية الصحية أنبوبًا رفيعًا طويلاً مزودًا بكاميرا في نهايته لفحص السبيل الهضمي العلوي. وقد يأخذ هؤلاء الاختصاصيون عينة من الأنسجة، تُسمى الخزعة، لفحصها في المختبر.
العلاج
قد يتحسَّن التهاب القولون المجهري من تلقاء نفسه. لكن قد تحتاج الأعراض إلى علاج لتخفيفها عندما تكون شديدة أو لا تزول. يبدأ اختصاصيو الرعاية الصحية غالبًا بأبسط العلاجات التي تقل احتمالية أن تسبب آثارًا جانبية.
النظام الغذائي والتوقف عن تناوُل بعض الأدوية
عادةً ما يبدأ العلاج بإجراء تغييرات في نظامك الغذائي والأدوية التي يمكنها التخفيف من الإسهال. قد يقترح اختصاصي الرعاية الصحية عليك ما يأتي:
- اتباع نظام غذائي قليل الدسم والألياف. قد تساعد الأطعمة قليلة الدسم والتي تقل فيها الألياف على تخفيف الإسهال على المدى القصير. لكن هذا النظام الغذائي قد لا يجدي نفعًا مع التهاب القولون المجهري على المدى الطويل.
- الحد من مشتقات الحليب والغلوتين والكافيين والسكر. قد تؤدي هذه الأطعمة إلى تفاقم الأعراض التي تشعر بها.
- التوقف عن تناوُل أي أدوية قد تكون سببًا في شعورك بالأعراض. قد يضطرك ذلك إلى التبديل إلى أدوية أخرى لمعالجة مشكلة ما.
الأدوية
إذا استمر ظهور الأعراض، فقد يقترح اختصاصي الرعاية الصحية:
- الأدوية المضادة للإسهال مثل لوبيراميد (Imodium) أو بسموث سبساليسيلات (Pepto-Bismol).
- الستيرويدات مثل بوديسونيد (Entocort EC، وOrtikos وغيرهما).
- الأدوية التي تمنع إفراز الأحماض الصفراوية مثل الكوليسترامين/الأسبارتام أو الكوليسترامين (Locholest وPrevalite)، أو الكوليستيبول (Colestid).
- الأدوية التي تثبط نظام المناعة لتقليل تورُّم القولون وتهيُّجه، مثل ميركابتوبيورين (Purinethol) وآزاثيوبرين (Azasan، وImuran).
- الأدوية الحيوية مثل إنفليكسيماب (Remicade) أو أداليموماب (Humira) أو فيدوليزوماب (Entyvio). يمكنها تقليل تورُّم القولون وتهيُّجه.
الجراحة
في حالات نادرة جدًا، عندما تكون أعراض التهاب القولون المجهري شديدة ولا تُجدي الأدوية نفعًا، قد يقترح عليك اختصاصي الرعاية الصحية إجراء عملية جراحية لاسئصال القولون كله أو جزء منه.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
قد يساعد إجراء تغيرات في النظام الغذائي على تقليل الإسهال الناتج عن التهاب القولون المجهري. من الأمور التي ننصح بها:
- الإكثار من شرب السوائل. الماء أفضل شيء، لكن السوائل المُضاف إليها صوديوم وبوتاسيوم، التي تُسمى الكهارل، قد تساعد أيضًا. وحاوِل شربَ المرق أو عصير الفاكهة المخفَّف بالماء. وتجنَّبْ المشروبات التي تكون نسبة السكر أو السوربيتول فيها عالية أو التي تحتوي على الكحول أو الكافيين، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية. فهذا يمكن أن يسبب تفاقم الأعراض.
- اختيار الأطعمة الطرية وسهلة الهضم. ومنها صلصة التفاح والموز والبطيخ والأرز. وتجنَّب تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل البقوليات والمكسرات. وتناول فقط الخضراوات المطهوَّة جيدًا. وإذا رأيتَ أن الأعراض تتحسن، فأعِد إضافة الأطعمة الغنية بالألياف تدريجيًا إلى نظامك الغذائي. واسأل اختصاصي الرعاية الصحية عن مدة المواظبة على هذا النظام الغذائي.
- تناوُل وجبات صغيرة عديدة بدلاً من الوجبات الكبيرة القليلة. قد تخفف المباعدة بين أوقات الوجبات على مدار اليوم الإسهالَ.
- تجنُّب تناول الأطعمة المسببة للتهيج. تجنَّب الأطعمة الحارة أو الدهنية أو المقلية، وأي أطعمة أخرى تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
الاستعداد لموعدك
إليك بعض النصائح التي ستساعدك على الاستعداد للموعد الطبي.
ما يمكنك فعله
- كن على علم بأي شيء ينبغي لك عدم فعله قبل الموعد الطبي. قد يشمل ذلك تناول الأغذية غير السائلة في اليوم السابق للموعد الطبي.
- دوِّن الأعراض التي تشعر بها، بما في ذلك وقت بدايتها ومدى تغيرها أو تفاقمها بمرور الوقت.
- اكتب قائمة بكل الأدوية أو الفيتامينات أو المكملات الغذائية التي تتناولها، مع ذكر الجرعات.
- دوِّن المعلومات الطبية الأساسية، بما في ذلك أي حالات أخرى لديك. ودوِّن أيضًا ما إذا كنت في المستشفى في الأشهر القليلة الماضية.
- دوِّن المعلومات الشخصية الأساسية، بما في ذلك أي تغيرات أو ضغوط طرأت على حياتك مؤخرًا. اذكر تفاصيل نظامك الغذائي اليومي، بما في ذلك ما إذا كنت تستخدم الكافيين والكحول عادةً.
- دوِّن الأسئلة التي ترغب في طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية.
الأسئلة التي يجب طرحها على طبيبك
تشمل بعض الأسئلة الأساسية التي ينبغي أن تطرحها على اختصاصي الرعاية الصحية ما يأتي:
- ما أكثر الأسباب احتمالاً لحالتي؟
- هل تعتقد أن حالتي مؤقتة أم دائمة؟
- ما أنواع الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟
- ما العلاجات التي يمكنها المساعدة؟
- هل توجد أي مشكلات طبية أخرى قد أُصاب بها مرتبطة بالتهاب القولون المجهري؟
- إذا كنت بحاجة إلى عملية جراحية، فكيف ستكون مرحلة التعافي؟
- هل ثمة أطعمة ومشروبات عليَّ تجنُّبها؟ هل تغيير نظامي الغذائي يمكن أن يساعد؟
لا تتردد في طرح الأسئلة في أي وقت عندما يكون هناك أمر ترغب في فهمه.
ما الذي تتوقعه من طبيبك
من المرجح أن يطرح عليك اختصاصي الرعاية الصحية أسئلة مثل:
- متى بدأ ظهور الأعراض عليك؟
- هل الأعراض مستمرة، أم أنها تظهر وتختفي؟
- كم عدد مرات التبرز اللين التي تواجهها كل يوم؟
- ما مدى شدة الأعراض الأخرى، مثل تقلصات البطن أو الغثيان؟
- هل لاحظت وجود دمٍ في البراز؟
- هل نقصَ وزنك؟
- هل سافرت مؤخرًا؟
- هل يوجد أفراد آخرون في أسرتك مصابون بالإسهال؟
- هل عولجت في مستشفى أو تناوَلت مضادات حيوية في الأشهر القليلة الماضية؟
- هل هناك أي شيء يجعل الإسهال أسوأ، مثل بعض الأطعمة؟
- ما الأدوية التي تتناوَلها؟ هل بدأت في تناوُل أي منها في الأسابيع السابقة لبدء الإسهال؟
- ما نوعية الطعام الذي تتناوَله في اليوم العادي؟
- هل تستهلك الكافيين أو تشرب الكحوليات؟ بأي بمعدل؟
- هل أنت مصاب بداء بطني؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهل تتبع نظامًا غذائيًا خاليًا من الغلوتين؟
- هل أنت مصاب بداء السكري أو مرض الغدة الدرقية؟
- ما الذي يبدو أنه يحسن أعراضك، إن وجد؟
- ما العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، إن وجدت؟
ما الذي يمكنك القيام به في هذه الأثناء
قد يُخفَّف شعورك بالإسهال عند إجراء بعض التغيرات في نظامك الغذائي:
- تناوُل أطعمة خفيفة وقليلة الدسم.
- تجنُّب مشتقات الحليب والأطعمة الحارة والكافيين والكحول.