نظرة عامة
التهاب الغدد العرقية القيحي، المعروف أيضًا باسم البثور المخالفة للمعتاد، هو حالة تسبب تشكُّل كتل صغيرة مؤلمة تحت الجلد. وتتكوّن الكتل عادةً في المناطق التي يحتك فيها الجلد ببعضه، مثل الإبطين والأُربية والألْيَتَيْن والثديين. تُشفى الكتل ببطء، ويتكرر ظهورها، ويمكن أن تؤدي إلى حدوث ندبات وتجاويف تحت الجلد.
تبدأ الإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي غالبًا بعد البلوغ؛ قبل بلوغ سن 40 عادةً. ومن الممكن أن تستمر الحالة لأعوام كثيرة وتتفاقم بمرور الوقت. ويمكن أن تؤثر على حياتك اليومية وصحتك النفسية. قد يساعد الجمع بين العلاج الطبي والعلاج الجراحي على التحكم في المرض والوقاية من مضاعفاته.
النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الغدة الدرقية القيحي بثلاث مرات أكثر من الرجال، لكن قد تختلف هذه النسبة من بلد لآخر حسب الموقع. كما أن الأشخاص ذوي البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض مقارنةً بغيرهم من الأعراق الأخرى. وقد يرجع ذلك إلى عوامل وراثية.
الأعراض
قد يصيب التهاب الغدد العرقية القيحي منطقة واحدة أو عدة مناطق في الجسم. تتضمن المؤشرات والأعراض الشائعة لهذه الحالة ما يلي:
- الرؤوس السوداء. تظهر الرؤوس السوداء على شكل مناطق صغيرة مثقّبة من الجلد، وتظهر في شكل مجموعات ثنائية غالبًا.
- تكتلات مؤلمة في حجم حبة الفاصوليا. تبدأ هذه الحالة عادةً بكتلة واحدة مؤلمة تحت الجلد تستمر لأسابيع أو شهور. وقد تتشكل كتل أخرى لاحقًا، عادةً في الأماكن التي تتعرق فيها أكثر وتحتوي على غدد زيتية، أو في الأماكن التي يحتك فيها الجلد بعضه ببعض، كالإبط والأربية والأليتَين والثديين.
- الكتل أو القُرح النازَّة. يزداد حجم بعض الكتل أو القُرح، وتنشق وتنز صديدًا له رائحة نفّاذة.
- الأنفاق. قد تتشكل مع مرور الوقت أنفاق تحت الجلد تربط التكتلات ببعضها. وتشفى هذه الجروح ببطء -إن شُفيت أصلاً- وتفرز دمًا وصديدًا.
يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بأعراض بسيطة فقط. إلا أن المسار الذي يتخذه المرض يتفاوت تفاوتًا كبيرًا من شخص لآخر. جديرٌ بالذكر أن الوزن الزائد والتدخين يرتبطان بظهور أعراض أكثر تفاقُمًا، ومع ذلك فقد يتعرض الأشخاص النحيفين وغير المدخنين لحالات مَرَضية شديدة أيضًا.
متى تزور الطبيب؟
يمثل التشخيص المبكر لالتهاب الغدد العرقية القيحي عاملاً رئيسيًا في تلقي علاج فعال. تنبغي زيارة طبيب الجلد إذا كانت حالتك:
- تسبب ألمًا.
- تجعل الحركة صعبة.
- لم تتحسن خلال بضعة أسابيع.
- يتكرر حدوثها خلال أسابيع من العلاج.
- تظهر في عدة مواضع.
- تشتد كثيرًا.
يمكن أن يضع طبيب الجلد خطة علاجية لك.
التهاب الغدد العرقية القيحي ليس مجرد دمل، والكثير من المصابين به لديهم حالات ذات صلة كذلك. يستفيد المصابون بالتهاب الغدد العرقية القيحي من وجود فريق رعاية صحية يضم بشكل أساسي اختصاصيي أمراض جلدية طبيين وجراحيين. ويشارك في الفريق غيرهم من الاختصاصيين عند الحاجة.
الأسباب
ينشأ التهاب الغدد العرقية القيحي عندما تصبح جُريبات الشعر مسدودة، ولكن سبب حدوث هذا الانسداد غير معروف. يعتقد الخبراء أن هذه الحالة يمكن أن تكون مرتبطة بالهرمونات أو نتيجة وجود استعداد وراثي أو تدخين السجائر أو الوزن الزائد.
ولا يحدث التهاب الغدد العرقية القيحي بسبب التعرض لعدوى أو عدم النظافة، ولا يمكن أن ينتقل إلى أشخاص آخرين.
عوامل الخطر
من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي ما يلي:
- العمر. يزيد خطر الإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي لدى المراهقين والشباب في العشرينيات من العمر.
- النوع. الإناث أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي من الذكور.
- العِرق. قد يؤثر العِرق أو الأصول الإثنية على درجة الخطورة. تشيع الإصابة بهذه الحالة بين الأشخاص من ذوي البشرة السمراء، وقد يرجع ذلك إلى بعض العوامل الوراثية.
- التاريخ المَرَضي العائلي. يمكن توريث احتمال الإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي.
- حالات معينة. وتشيع تلك الحالة بين العدَّائين وذوي الوزن الزائد. كما ترتبط بحب الشباب والتهاب المفاصل وداء السكري والمتلازمة الاستقلابية ومرض الأمعاء الالتهابي.
- التدخين. يرتبط تدخين التبغ بالإصابة بالتهاب الغدد العرقية القيحي.
المضاعفات
من المضاعفات التي يمكن أن يسببها التهاب الغدد العرقية القيحي الحاد والمستمر:
- العَدوى. من المحتمل أن تتعرض المنطقة المصابة لعدوى ثانوية، غير أن وجود الصديد شائع في حالات التهاب الغدد العرقية القيحي، ولا يعني بالضرورة الإصابة بالعدوى.
- الندوب وتغيرات الجلد. قد تشفى الجروح، ولكنها تترك ندوبًا كالخيوط أو جلدًا منقَّرًا.
- محدودية الحركة. قد تُسبب القروح والأنسجة الندبية تقييد الحركة أو التألم منها، خاصة عند إصابة الإبطين أو الفخذين.
- سرطان الجلد. أشارت التقارير إلى ظهور حالات سرطانة حرشفية الخلايا بالتزامن مع التهاب الغدد العرقية القيحي، وبخاصة لدى المرضى الذين امتد إصابتهم إلى المنطقة حول الشرج، وهي المنطقة التي المكونة من الأنسجة المحيطة بالشرج.
- تورم الذراعين أو الساقين أو الأعضاء التناسلية. تشمل المواضع الأكثر شيوعًا لالتهاب الغدد العرقية القيحي أيضًا العديد من العُقَد اللمفية، إذ يمكن أن تتداخل الأنسجة الندبية مع نظام التصريف اللمفي؛ ومن ثم تؤدي إلى تورم الذراعين أو الساقين أو الأعضاء التناسلية.
- الآثار النفسية والعزلة الاجتماعية. يمكن أن يسبب مكان القُرح وإفرازاتها ورائحتها الإحراج والإحجام عن الخروج في الأماكن العامة، ما يؤدي إلى الشعور بالقلق أو الاكتئاب.
- الألم المزمن. يكون هذا الألم أشد من الألم المصاحب لأمراض مثل الصدفية.