هل يمكن للعلاج بالخلب أن يشفي مرض القلب؟

لا يبدو أن العلاج بالخَلْب خيارٌ فعّالٌ لمعالجة أمراض القلب.

يُستعمل العلاج بالخَلْب منذ عقود في معالجة حالات التسمم بالزئبق والرصاص. وقد خضع بعض الأفراد في الماضي للعلاج بالخَلْب على أمل معالجة أمراض القلب والسكتات الدماغية. غير أن فعاليته في هذه الحالات لم تُثبت علميًّا حتى اليوم. بل قد يسبب العلاج بالخَلْب آثارًا جانبية جسيمة حين يُستخدم لعلاج أمراض القلب.

يعتمد العلاج بالخَلْب على جلسات تُجرى أسبوعيًا باستخدام دواء يُعرف علميًا بثنائي أمين الإيثيلين رباعي حمض الأسيتيك أو بالاختصار EDTA. يُحقَن هذا الدواء عن طريق الوريد. وتستغرق كل جلسة علاجية ما بين 30 دقيقة إلى بضع ساعات.

يرتبط الدواءُ بالمعادن والفلزات الموجودة في مجرى الدم. فتتكوَّن مادة تُطرَح لاحقًا خارج الجسم عبر البول. اعتقد بعض الباحثين في بدايات البحث أن دواء "ثنائي أمين الإيثيلين رباعي حمض الأسيتيك" قد يلتصق بجزيئات الكالسيوم ويُسهم في إزالتها من الترسّبات التي تُضيّق الشرايين. ومن هذا المنطلق، رجّحوا أن العلاج بالخَلْب قد يعود بالنفع في علاج أمراض القلب.

إلا أن الأبحاث الحديثة جاءت بما يخالف هذا الاعتقاد. إليك المعروف حتى الآن:

  • لم تُسفر تجربة تقييم العلاج بالخَلْب، المعروفة بالاختصار TACT، عن دليل يُعتد به يُجيز استخدامه بوصفه علاجًا روتينيًا لأمراض القلب. غير أنها أظهرت أن العلاج بالخَلْب وفّر قدرًا من الحماية لمرضى السكري ممن تعرضوا سابقًا لنوبة قلبية. وقد بدا أن العلاج يُسهم في تقليل احتمالات الإصابة المستقبلية بأمراض القلب أو الأوعية الدموية، كالسكتات الدماغية أو النوبات القلبية.
  • وقد تناولت تجربة بحثية ثانية، تُعرف بالاختصار TACT2، فئة من مرضى السكري ممن أصيبوا سابقًا بنوبة قلبية. وفي هذه التجربة، لم يُظهر العلاج بالخَلْب الفاعلية ذاتها لدى مرضى السكري مقارنةً بالتجربة الأولى. بل أشارت النتائج إلى أن العلاج لم يُخفِّف من خطر التعرض لنوبات قلبية أو سكتات دماغية أو ما شابهها من الحالات في المستقبل.
  • وقد سبق إعلانَ نتائج التجربة الثانية تأكيدٌ من مجموعات من الخبراء على الحاجة الماسّة إلى مزيد من الأبحاث بشأن العلاج بالخَلْب. وصرّحت أيضًا جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب بأن فعالية العلاج بالخَلْب في علاج أمراض القلب لا تزال غامضة وغير محسومة.
  • كما لم تُصدر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية موافقتها على استخدام العلاج بالخَلْب في معالجة أمراض القلب.

يرتبط استخدام العلاج بالخَلْب لأمراض القلب بعدد من المخاطر والآثار الجانبية المعروفة. ومن أكثر الآثار الجانبية شيوعًا: الإحساس بالحرقة في موضع الوريد الذي يُحقن فيه الدواء. وتشمل الآثار الجانبية الأخرى الحُمَّى، والصداع، واضطراب المعدة، والقيء.

أما المضاعفات النادرة لكن الخطيرة المرتبطة بعلاج أمراض القلب بالخَلْب، فتشمل ما يأتي:

  • انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم.
  • الهبوط المفاجئ في ضغط الدم.
  • فشل القلب.
  • تضرر الكلى.
  • الوفاة.

إن راودتك فكرة اللجوء إلى العلاج بالخَلْب لأمراض القلب، فبادر بمشاورة فريق الرعاية الصحية المشرف على حالتك. احرص على فهم ما تكشفه الأبحاث من نتائج، وما قد ينطوي عليه الأمر من مخاطر محتملة.

Sept. 24, 2025