إدمان المخدرات، والذي يسمى أيضًا اضطراب تعاطي المخدرات، هو مرض يؤثر على مخ الشخص وسلوكه ويؤدي إلى عدم القدرة على التحكم في استخدام أي عقار أو دواء مشروع أو غير مشروع. كذلك تندرج بعض المواد، مثل المشروبات الكحولية والماريجوانا والنيكوتين، تحت فئة المخدرات. عندما يكون الشخص مدمنًا، فإنه قد يستمر في تعاطي المخدرات على الرغم من الضرر الذي تسببه له.
يمكن أن يبدأ إدمان المخدرات بالتعاطي التجريبي لمخدر ترفيهي في مواقف اجتماعية معينة، ويصبح الأمر أكثر اعتيادًا لدى بعض الأشخاص مع التكرار. بالنسبة لغيرهم من الأشخاص، وخاصةً مع العقاقير أفيونية المفعول، يبدأ إدمان المخدرات عندما يتناولون الأدوية المتاحة فقط بوصفة طبية أو يأخذونها من أشخاص آخرين يُصرف لهم الدواء بوصفة طبية.
يختلف خطر الإدمان وسرعة تحول الشخص السليم لمدمن على حسب العقار. تتسم بعض العقاقير، مثل المسكنات أفيونية المفعول، بمعدل خطورة أعلى حيث تسبب الإدمان بسرعة أكبر من غيرها.
مع مرور الوقت، قد يحتاج الشخص المدمن إلى جرعات أكبر من العقار ليصل إلى الشعور بالنشوة. وسرعان ما يحتاج إلى العقار ليشعر فقط بأنه بحالة جيدة. مع زيادة استخدام العقار، قد تزداد لديه صعوبة مواصلة الحياة بدون العقار. قد تؤدي محاولات التوقف عن استخدام العقار إلى إحساس قوي بالرغبة في تناوله بجانب الشعور بتعب بدني شديد. وهذا ما يعرف بأعراض الامتناع عن التعاطي.
سيحتاج المدمن إلى مساعدة الطبيب أو العائلة أو الأصدقاء أو مجموعات الدعم أو برنامج علاجي منظم للتغلب على إدمان العقار ومواصلة الحياة بدونه.
وتشمل أعراض إدمان المخدرات وسلوكياته ما يلي:
يصعُب أحيانًا التمييز بين التقلب المزاجي أو القلق الطبيعي في مرحلة المراهقة ومؤشرات إدمان المخدرات. وتتضمن المؤشرات المحتملة التي تدل على تعاطي المراهق أو غيره من أفراد الأسرة للمخدرات ما يلي:
تختلف علامات وأعراض تعاطي المخدرات أو السُّكر/الثمل بالمخدرات، بناءً على نوع الدواء. وفيما يلي أمثلة عديدة على الأدوية المخدرة.
يُتعاطى القنب عن طريق التدخين أو الأكل أو استنشاقه النوع القابل للتبخر من هذا العقار. وعادةً ما يكون استخدام القنب سابقًا على استخدام مواد أخرى مثل الكحوليات أو العقاقير غير المشروعة أو يتزامن مع استخدامها، وعادةً ما يكون أول عقار يجربه الشخص.
تشمل مؤشرات التعاطي منذ زمن قريب وأعراضه:
وعادة ما يرتبط التعاطي لفترة طويلة بما يلي:
هناك مجموعتين من العقاقير المصنعة —الكانابينويدات المصنعة والكاثينونات المستبدلة أو المصنعة— غير مشروعتين في معظم الولايات داخل الولايات المتحدة. وقد تكون تأثيرات هذه العقاقير خطيرة ومن غير الممكن التنبؤ بها؛ إذ إنها لا تخضع لمراقبة جودة وقد تكون بعض مكوناتها غير معروفة.
تُرش الكانابينويدات الاصطناعية -المعروفة أيضًا باسم مُخدر الكي تو k2 أو مُخدر سبايس- على الأعشاب المجففة ثم تُدخن، ويمكن تحضيرها أيضًا كمشروب عشبي. ويمكن تبخير الشكل السائل منها في السجائر الإلكترونية. وتندرج هذه المواد ضمن تصنيف المركبات الكيميائية وليست منتجات "طبيعية" أو غير ضارة رغم ادعاء الشركات المصنعة خلاف ذلك. يمكن أن تمنح هذه العقاقير مستخدمها شعورًا "بالنشوة" -مثلها مثل الماريجوانا- وقد أصبحت بديلاً شائعًا لها لكنه خطير.
يمكن أن تشمل المؤشرات والأعراض التي تظهر بعد وقت قصير من الاستخدام:
الكاثينونات المستبدلة -التي تُسمى أيضًا "أملاح الاستحمام"- هي مواد مغيرة لنشاط العقل (نفسانية التأثير) تشبه الأمفيتامينات، مثل عقار الإكستاسي (MDMA) والكوكايين. وغالبًا ما تُوضع على ملصقات عبوات هذه العقاقير أسماء منتجات أخرى لتجنب كشفها.
وهذه المنتجات -رغم اسمها- ليست مستحضرات استحمام، مثل الملح الإنجليزي. يمكن استخدام الكاثينونات المستبدلة عن طريق الأكل أو الاستنشاق أو الحقن، وتُسبب إدمانًا شديدًا. يمكن أن تُسبب هذه العقاقير تسممًا حادًا تنتج عنه آثار صحية خطيرة أو حتى الوفاة.
الباربيتورات والبنزوديازيبينات والمنومات أدوية مُثبطة للجهاز العصبي المركزي تُصرف بوصفة طبية. وكثيرًا ما تُستخدم -أو يُساء استخدامها- سعيًا للاسترخاء وتلبية لرغبة ملحّة في "التوقف عن التفكير" أو نسيان الأفكار أو المشاعر المُسببة للتوتر.
تشمل المنبهات الأمفيتامينات والميثامفيتامين والكوكايين وميثيل فنيدات (Ritalin و Concerta وغيرهما) وأمفيتامين-ديكستروأمفيتامين (Adderall XR و Mydayis). وغالبًا ما تُستخدَم، بل ويُساء استخدامها، للوصول إلى "الشعور بالانتشاء" أو من أجل زيادة مستوى الطاقة أو تحسين الأداء في العمل أو الدراسة أو إنقاص الوزن أو التحكم في الشهية.
تتضمن مؤشرات وأعراض الاستخدام الحديث لها ما يلي:
تُستخدَم عقاقير الملاهي الليلية بشكل شائع في الملاهي الليلية والحفلات الموسيقية والحفلات. ومن الأمثلة على تلك العقاقير الميثيلين دايوكسي ميثامفيتامين، الذي يُعرَف أيضًا اختصارًا باسم MDMA، والإكستاسي أو المولي، وحمض غاما-هيدروكسي بيوتيريك، المعروف اختصارًا باسم GHB. وتشمل الأمثلة الأخرى كيتامين وفلونيترازيبام أو روهيبنول -وهي علامة تجارية تُستخدَم خارج الولايات المتحدة- تُعرَف أيضًا باسم الروفي. ولا تندرج جميع هذه العقاقير تحت الفئة نفسها، ولكنها تشترك في بعض اﻵثار والمخاطر المتشابهة، بما في ذلك اﻵثار الضارة طويلة الأجل.
نظرًا لأن حمض غاما-هيدروكسي بيوتيريك والفلونيترازيبام يمكن أن يؤديا إلى التسكين واسترخاء العضلات والارتباك وفقدان الذاكرة، فإن احتمال سوء السلوك الجنسي أو الاعتداء الجنسي يرتبط باستخدام هذه العقاقير.
وتشمل مؤشرات وأعراض تعاطي عقاقير الملاهي الليلية ما يلي:
يمكن لتناول العقاقير المُهلوِسة أن يسبب ظهور مؤشرات وأعراض مختلفة، حسب كل عقار. ومن أشهر العقاقير المُهلوِسة ثنائي إيثيلاميد حمض الليسرجيك (LSD) والفينسيكليدين (PCP).
قد يسبب تناول ثنائي إيثيلاميد حمض الليسرجيك (LSD) ما يلي:
قد يسبب تناول الفينسيكليدين (PCP) ما يلي:
تتفاوت مؤشرات تعاطي المُستنشَقات وأعراضه بناءً على المادة المستنشَقة. ومن المواد المستنشَقة الشائعة: الغراء ومخففات الطلاء وسوائل التصحيح وسائل أقلام التحديد والبنزين، وسوائل التنظيف والبخاخات المنزلية. وقد يُصاب مَن يتعاطى تلك المواد بتلف دماغي أو موت مفاجئ بسبب طبيعتها السامة.
وتشمل مؤشرات وأعراض تعاطيها:
العقاقير أفيونِيَّة المفعول هي عقاقير مخدّرة أو مسكّنات تُحضّر من الأفيون أو تُخلّق اصطناعيًا. وتشمل هذه الفئة من العقاقير وما شابهها الهيروين والمورفين والكودين والميثادون والفنتانيل والأوكسيكودون.
لقد وصل إدمان المسكنات أفيونية المفعول التي تُصرف بوصفة طبية، أو ما يُعرَف في بعض الأحيان باسم "وباء إدمان الأفيون"، إلى معدل ينذر بالخطر في أنحاء الولايات المتحدة. قد يحتاج بعض الأشخاص الذين كانوا يتعاطون العقاقير أفيونية المفعول على مدى فترة طويلة من الزمن إلى عقاقير بديلة مؤقتة أو طويلة الأمد يصفها الطبيب أثناء العلاج.
يمكن أن تشمل مؤشرات وأعراض تعاطي العقاقير المخدّرة والاعتماد عليها ما يلي:
وفي حال كان استخدامك للدواء خارجًا عن السيطرة أو مسببًا لمشكلات، فاطلب المساعدة. وكلما سارعت إلى طلب المساعدة، زادت فرص تعافيك على المدى الطويل. تحدث مع طبيبك أو استشر طبيبًا متخصصًا في الصحة النفسية، مثل الطبيب المتخصص في طب الإدمان أو الطب النفسي المتخصص في الإدمان، أو استشاري مرخص متخصص في إدمان الكحوليات والأدوية.
حدد موعدًا لزيارة الطبيب في الحالات التالية:
إذا كنت غير مستعد لاستشارة الطبيب أو اختصاصي الصحة النفسية، فقد تفيدك خطوط المساعدة أو الخطوط الساخنة على معرفة المزيد عن العلاج. ويمكنك العثور على تلك الخطوط على الإنترنت أو في دليل الهاتف.
اطلب المساعدة الطارئة إذا تعاطيت أنت أو شخص تعرفه مخدرًا ما وحدث أيًا مما يلي:
عادةً ما ينكر المدمنون وجود مشكلة لديهم ويترددون في طلب العلاج. ويوفر تدخل أحد المقربين فرصة قوية للتغيير قبل أن تتفاقم الأمور، كما يمكن أن يحفز المدمن كذلك على طلب المساعدة أو قبولها.
من المهم التخطيط للتدخل بعناية. فقد يجري التدخل من قِبَل العائلة والأصدقاء بالتشاور مع طبيب أو أحد اختصاصيي الصحة العقلية مثل استشاري إدمان الكحوليات والمخدرات المعتمد أو بتوجيه من اختصاصي التدخل. ويشمل التدخل العائلة والأصدقاء وأحيانًا زملاء العمل أو رجال الدين أو غيرهم ممن يهتمون لأمر الشخص الذي يحارب الإدمان.
أثناء التدخل، يجتمع هؤلاء الأشخاص لإجراء محادثة ودية مباشرة مع الشخص المعني حول عواقب الإدمان. وبعد ذلك، يطلبون منه قبول العلاج.
تساهم العديد من العوامل في تطوّر إدمان المخدرات مثل أي اضطرابات بالصحة العقلية. العوامل الرئيسية كالآتي:
يبدو أن الإدمان يحدث عندما يغير الاستخدام المتكرر لأحد المخدرات الطريقة التي يشعر بها دماغك بالبهجة. يتسبب إدمان المخدرات في حدوث تغييرات فزيائية في بعض الخلايا العصبية (العصبونات) في الدماغ. تستخدم العصبونات موادًا كيميائية تسمى الناقلات العصبية للتواصل. يمكن أن تظل هذه التغييرات لفترة طويلة بعد التوقف عن استخدام العقار.
يمكن للأشخاص من أي عمر أو جنس أو حالة اقتصادية أن يدمنوا أحد العقاقير. ويمكن لبعض العوامل التأثير في احتمال التعرض للإدمان وسرعته:
يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات إلى آثار خطيرة وضارة على المدى القريب والبعيد. وقد تكون لبعض الأدوية على وجه الخصوص بعض المخاطر، خاصة عند تناولها بجرعات عالية أو مع أدوية أخرى أو مع المشروبات الكحولية. وفيما يلي بعض الأمثلة.
يمكن أن يؤدي الاعتماد على عقاقير معينة إلى حدوث عدد من المضاعفات الخطيرة والضارة، ومنها:
الطريقة الأفضل للوقاية من إدمان عقار ما هي الإقلاع عنه تمامًا. فإذا وصف الطبيب عقارًا يُحتمل أن يكون مؤديًا إلى الإدمان، فلا بد من أخذه بحِرص واتباع الإرشادات بعناية.
من المفترض أن يصف الطبيب هذا النوع من الأدوية بجرعات ومقادير آمنة، ومتابعة استخدامها تجنبًا لتناول جرعات زائدة أو إطالة العلاج لمدة أطول مما ينبغي. وفي حال شعرت بحاجة إلى زيادة جرعة الدواء إلى قدر أعلى من الموصوف، لا بد من استشارة الطبيب أولاً.
يجب اتباع الخطوات التالية للمساعدة في منع إساءة استخدام الأبناء والمراهقين للأدوية:
يؤدي إدمان عقار ما إلى زيادة احتمال الانتكاس إلى أحد أنماط الإدمان. إذا بدأت بالفعل باستخدام العقار، فمن المرجح أن تفقد القدرة على السيطرة على تكرار استخدامك له، حتى ولو كنت قد تلقيت العلاج وتوقفت عن استخدامه بعض الوقت.