التشخيص

إذا اعتقد اختصاصي الرعاية الصحية أنك مصاب بفقدان الشهية العصبي، فقد تخضع لعدة اختبارات وفحوصات لتحديد تشخيص واستبعاد الأسباب الطبية لفقدان الوزن والكشف عن أي مضاعفات محتملة.

تشمل هذه الفحوصات والاختبارات عامةً ما يأتي:

  • الفحص البدني. يتضمن هذا الفحص قياس طولك ووزنك والتحقق من المؤشرات الحيوية. وتشمل المؤشرات الحيوية سرعة القلب وضغط الدم ودرجة الحرارة. وعادةً ما يتضمن الفحص أيضًا فحص الجلد والأظافر بحثًا عن المشكلات والاستماع إلى القلب والرئتين وفحص منطقة المعدة.
  • الفحوصات المخبرية. قد تشمل تعدادًا دمويًا شاملاً (CBC) واختبارات دم أكثر تخصصًا للكشف عن الكهارل والبروتينات وكذلك وظائف الكبد والكلى والغدة الدرقية. وقد يُجرى أيضًا اختبار بول.
  • تقييم الصحة العقلية. من المرجح أن يطرح عليك اختصاصي الرعاية الصحية أسئلة عن أفكارك ومشاعرك وعاداتك الغذائية. وقد يطلب منك اختصاصي الرعاية الصحية أيضًا الإجابة عن عدد من الأسئلة عن حالتك الصحية.
  • الفحوصات الأخرى. قد تؤخذ الأشعة السينية لفحص كثافة عظامك وفحص الكسور الإجهادية أو العظام المكسورة أو الالتهاب الرئوي أو مشكلات القلب. وقد يُجرى مخطط كهربية القلب للبحث عن مشكلات في القلب.

العلاج

من الأفضل علاج فقدان الشهية العصبي باتباع نهج الفريق. ويضم الفريق الأطباء واختصاصيي الصحة العقلية وغيرهم من اختصاصيي الرعاية الصحية، وكلهم يمتازون بالخبرة في علاج اضطرابات الشهية.

وفي ما يأتي نظرة على الأساليب الشائعة المتضمَّنة في العلاج.

الإقامة في المستشفى والبرامج الأخرى

إذا كانت حياتك في خطر الآن، فقد تحتاج إلى تلقي العلاج في قسم الطوارئ في المستشفى. وقد يكون هذا ضروريًا لمشكلات مثل مشكلة نظم القلب أو الجفاف أو اختلال توازن الكهارل أو حالة طوارئ متعلقة بالصحة العقلية. قد تكون هناك حاجة إلى الإقامة في المستشفى لعلاج المضاعفات الطبية أو مشكلات الصحة العقلية الحادة أو سوء التغذية الشديد أو استمرار رفض تناول الطعام.

تتخصص بعض العيادات في علاج اضطرابات الشهية. وقد توفر برامج علاج نهارية أو برامج علاج داخلية بدلاً من الإقامة في المستشفى. قد تقدم البرامج المتخصصة في علاج اضطرابات الأكل علاجًا مكثفًا بصورة أكبر لفترات زمنية أطول. والهدف الرئيسي تطبيعُ أنماط الأكل وتعزيز السلوكيات لدعم زيادة الوزن. الهدف الثاني المساعدةُ على تغيير المعتقدات والأفكار المشوشة التي تفرض قيودًا على الأكل.

الرعاية الطبية

غالبًا ما قد تتطلب الحالة المتابعة بسبب كل المضاعفات التي يسببها فقدان الشهية. وذلك يتضمن المؤشرات الحيوية ومستوى شُرب الماء والكهارل، إضافةً إلى الحالات المرضية الجسدية ذات الصلة. في الحالات الحادَّة، قد تحتاج في البداية إلى تغذية من خلال أنبوب يُوضَع في الأنف ليُمرَّر إلى المعدة. ويُسمَّى الأنبوبَ الأنفي المَعِدي.

الحفاظ على وزن صحي

والهدف الأول للعلاج الوصول إلى وزن صحي بناءً على السيرة الشخصية لنموك. لا يمكن التعافي من فقدان الشهية من دون العودة إلى الوزن الصحي وعادات الأكل الصحية. قد يتضمن الأشخاص المشاركون في تلك العملية ما يأتي:

  • اختصاصي الرعاية الصحية، الذي يمكنه تقديم الرعاية الطبية والإشراف على زيادة وزنك.
  • اختصاصي علم النفس أو اختصاصي صحة عقلية آخر متخصص في علاج اضطرابات الشهية، الذي يمكنه مساعدتك على العثور على طرق لتغيير سلوكك من أجل العودة إلى وزن صحي.
  • اختصاصي نظم غذائية، مدرَّب تدريبًا متخصصًا في علاج اضطرابات الشهية يمكنه إرشادك حول كيفية العودة إلى أنماط الأكل المنتظمة. يتضمن ذلك منحك خطط وجبات تلبي احتياجاتك من السعرات الحرارية وتساعدك على الوصول إلى أهدافك في ما يتعلق بالوزن.
  • عائلتك، التي ستنخرط على الأغلب في مساعدتك على الحفاظ على عادات أكل صحية. وينطبق هذا بوجه خاص على الأطفال والمراهقين المصابين باضطرابات الشهية.

العلاج المعتمد على العائلة للمراهقين

العلاج المعتمد على العائلة، المعروف أحيانًا بالاختصار FBT، هو العلاج الخارجي الوحيد المثبت للمراهقين المصابين بفقدان الشهية. لا يستطيع الشخص المصاب بفقدان الشهية اتخاذ قرارات جيدة بشأن الأكل والصحة بسبب تأثير الاضطراب في الدماغ. لذا تساعد هذه المعالَجة الأهلَ على مساعدة أطفالهم على تناول الطعام بشكل صحيح والوصول إلى وزن صحي حتى يتمكن الطفل من اتخاذ قرارات جيدة بشأن الصحة.

الأدوية

لسوء الحظ، لم تُكتَشف أي أدوية تساعد على علاج فقدان الشهية العصبي. بالنسبة إلى الأشخاص المصابين بفقدان الشهية، قد يؤثر نقصان الوزن أكثر من اللازم في فعالية الأدوية التي يتناولونها لعلاج أمراض أخرى، بما في ذلك الاكتئاب والقلق. وبالنسبة إلى الأشخاص المصابين بفقدان الشهية، فإن الطعام هو الدواء حقًا.

قد يحتاج بعض الأشخاص إلى مكمّلات غذائية للتخلص من آثار سوء التغذية، لكن يجب أن يحصل معظم الأشخاص على العناصر المغذية التي يحتاجون إليها من الطعام من خلال العودة إلى عادات الأكل المنتظمة والوزن الصحي. قد يوصي اختصاصي الرعاية الصحية بتناول مكمّلات غذائية مثل فيتامين D، لكن من المهم التحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية للتأكد من أنك تتناول الأدوية الصحيحة بالطريقة الصحيحة.

تحديات علاج فقدان الشهية

أحد أكبر التحدِّيات في علاج فُقدان الشهية هو أنك قد لا ترغب في العلاج. وقد تشمل العوائق التي تَحول دون العلاج ما يأتي:

  • الاعتقاد أن العلاج غير ضروري أو أنك لست مريضًا حتى تتلقى العلاج.
  • الخوف من زيادة الوزن.
  • عدم رؤية فقدان الشهية كمرَضٍ بل كخيار لنمط الحياة.

التعافي ممكن مع العلاج المثبت الذي يشمل الوصول إلى وزن صحي. لكنك عرضة بشكل أكبر لخطر عودة فقدان الشهية خلال فترات التوتر الشديد أو المواقف التي تسبب فقدان الشهية. قد يساعدك العلاج المستمر أو تحديد مواعيد طبية دَورية خلال أوقات التوتر على الحفاظ على صحتك.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية

عندما تكون مصابًا بفقدان الشهية العصبي، قد يكون من الصعب رعاية نفسك بصورة لائقة. إضافةً إلى العلاج المتخصص، اتبع هذه التعليمات:

  • التزم بخطة علاجك. لا تتخلَّف عن حضور جلسات العلاج، وحاوِل ألا تحيد عن خطط الوجبات، حتى إن جعلتك تشعر بعدم الارتياح.
  • تحدَّث إلى اختصاصي الرعاية الصحية حول مكمّلات الفيتامينات والمعادن المناسبة لحالتك. يحصل كثير من الأشخاص على الفيتامينات والمعادن من الطعام. لكن إذا كنت لا تأكل جيدًا، فمن المحتمل ألا يحصل جسمك على جميع العناصر المغذية التي يحتاج إليها، مثل فيتامين D أو الحديد.
  • لا تعزل نفسك عن أفراد الأسرة والأصدقاء الذين يهتمون بك ويرغبون في رؤيتك بصحة جيدة. وتيقن أنهم يهتمون بمصلحتك ويضعونها في المقام الأول.
  • قاوِم رغبتك في قياس وزنك في غير المواعيد الطبية أو فحص نفسك بالنظر إلى المرآة بصورة متكررة. قد لا تسهم هذه التصرفات إلا في دفعك لمواصلة اتباعك للعادات غير الصحية.

الطب البديل

وإذا كنت مصابًا بفقدان الشهية العصبي، فقد تسيء استخدام المكمّلات الغذائية أو المنتجات العشبية المصممة لإنقاص الوزن أو كبت الشهية أو الأدوية المنبهة أو الأنسولين. وقد يكون لكل هذه المنتجات والأدوية آثار جانبية خطِرة ولا يكون مفعولها جيدًا مع الأدوية الأخرى. كما أنها خطِرة جدًا على الأشخاص المصابين بنقصان الوزن أكثر من اللازم ويمكن أن تزيد مضاعفاتها من خطر الوفاة بشكل كبير.

قد تزيد الطرق التي تساعد على تقليل القلق والمساعدة على علاج فقدان الشهية شعورَك بالراحة وتساعدك على الاسترخاء. تتضمَّن أمثلة هذه الوسائل التدليك واليوغا والتأمل.

التأقلم والدعم

قد تجد صعوبة في التأقلم مع فقدان الشهية العصبي عندما تعطيك وسائل الإعلام والثقافة المنتشرة، وربما عائلتك أو أصدقاؤك، معلومات متناقضة عن الشكل الذي يجب أن تبدو عليه. سواء أكنت أنت أم شخص عزيز عليك مصابًا بفقدان الشهية، اطلب من اختصاصي الرعاية الصحية المشورة بشأن إستراتيجيات التأقلم والدعم العاطفي في ما يخص ثقافة النظام الغذائي والمفاهيم المغلوطة والشائعة للغاية المرتبطة بالوزن. فتعلُّم استراتيجيات التكيف الفعَّالة والحصول على الدعم الذي تحتاج إليه من العائلة والأصدقاء أمر مهم للغاية لنجاح العلاج.

الاستعداد لموعدك

إليك بعض المعلومات التي تساعدك على الاستعداد للموعد الطبي ومعرفة ما يمكن توقعه من اختصاصي الرعاية الصحية.

قد ترغب في أن تطلب من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء مرافقتك. وقد يتذكر من يرافقك معلومة قد فاتتك أو نسيتها. يُمكِن الاستعانة بأحد أفراد العائلة أحيانًا في إعطاء اختصاصي الرعاية الصحية صورة أوضح لنمط حياتك الشخصي.

ما يمكنك فعله

أعدَّ قائمة بما يأتي قبل الموعد الطبي:

  • أي أعراض لديك، بما في ذلك الأعراض التي قد تبدو غير متعلقة بسبب موعدك الطبي. حاول تذكر متى بدأت الأعراض.
  • المعلومات الشخصية الأساسية، بما فيها أي أسباب للتوتر الشديد أو التغيرات الحياتية التي حدثت لك مؤخرًا.
  • كل الأدوية، بما في ذلك الفيتامينات والمنتجات العشبية والأدوية المتاحة من دون وصفة طبية والمكمّلات الغذائية الأخرى وجرعاتها.
  • أسئلة لطرحها على اختصاصي الرعاية الصحية حتى تتذكر مناقشة جميع الجوانب التي ترغب في الاستفسار عنها.

بالنسبة إلى الأطفال، من المفيد جدًا أخذ نسخة من سجل منحنى النمو حتى يتمكن اختصاصي الرعاية الصحية من رؤية التغيرات.

تشمل بعض الأسئلة التي قد ترغب في طرحها على اختصاصي الرعاية الصحية ما يأتي:

  • ما أنواع الاختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟ هل أحتاج إلى التحضير لهذه الاختبارات؟
  • هل هذه الحالة المرضية مؤقتة أم طويلة المدى؟
  • ما العلاجات التي توصي بها؟
  • هل هناك أي كتيّبات أو مطبوعات أخرى يمكنني الحصول عليها؟ ما المواقع الإلكترونية التي توصي بها؟

لا تتردد في طرح أي أسئلة أخرى أثناء الموعد الطبي.

ما الذي تتوقعه من طبيبك

من المرجح أن يطرح عليك اختصاصي الرعاية الصحية العديد من الأسئلة، منها ما يأتي:

  • منذ متى يساورك شعور بالقلق بشأن وزنك؟
  • ما معدل ممارستك للرياضة؟
  • ما الطرق التي استخدمتها لفقدان الوزن؟
  • هل لديك أي أعراض جسدية؟
  • هل سبق لك أن تقيَّأت بسبب امتلاء معدتك بدرجة تشعرك بالانزعاج؟
  • هل تفكر في الطعام كثيرًا؟
  • هل أكلت من قبل سرًّا؟
  • هل عبر الآخرون عن قلقهم من كونك شديد النحافة؟
  • هل سبق أن أصيب أي من أفراد عائلتك بأعراض اضطراب الشهية أو سبق تشخيصه باضطراب في الشهية؟

ننصحك بالاستعداد للإجابة عن هذه الأسئلة لتتأكد من وجود وقت كافٍ لمناقشة أي نقاط تريد التركيز عليها.